ديوان الشاعر / اسعد النجار

الى العزيزة شروق العوفير

عادة حرفها الجميل سباني = ظل يشدو بسحره الفتان

سامق عاطر بسحر غريب = لم أجد مثله ببحر المعاني

لفظها قد زها كعقد لجين = فوق جيد كجوهر المرجان

ان أطلت كأن بدرا أتانا = يتهادى بمشية التحنان

أو كورد سما بكل جمال = فيداوي الفؤاد بالسلوان

يدها كلها حنان ولطف = قد علتها ملائك الرحمن

يأسر القلب عطفها وشذاها = وجمال من كوثر رباني

فلك ياشروق مني التحايا = عاطرات بأجمل الألحان

أنت أبهى أخية قد رآها = لب قلبي على مرور الزمان

فخذي الحرف من أخ لك يرنو = باعتزاز شعاعه انساني

لك بالعيد ياشروق زهوري = أصطفيها لك بطيب الأماني

وسلامي اليك مادمت حيا = لم يزل شعلة بكل كياني

أمنيات لن تتحقق

كنت أحلم

أن أرى الأطفال بالعيد يفرحون

كالورد في الرياض يرقصون

للعطر ينشرون

أنى لهم الفرح

وهم في الأسمال يرفلون

يترنحون كالتماثيل

أمام المفخخات

يبحثون عن مكان آمن

دون جدوى

يكنزون القنابل صيفا

ويلعبون بالسيوف خريفا

حلموا فكان الواقع

عكس مايحلمون

متى ياالاهي

تسقط الغيوم سعادة

والقمر يرسل افراحا

ظلوا يتساءلون

ولاجواب

أين أفراحي

سألت الليل عنها فبكى

قال لاتسأل

فكل الكون منهم قد شكا

أين أفراحي

سألت البدر عنها

غض عني طرفه ثم ارتحل

من ملايين السنين

أرقب الكون

فلم أشهد بلادا مثلكم فيها حصل

يسرق الانسان خصما

أو عدوا ذا جهل

انما يسرق أهله

ذا غريب ماحصل

ونجيم الليل قد غادر جنحه

ساهدا ظل على جمر ذهوله

وخبا خجلا

يردد نشيد الروح يزهو في شذاه

وهو يحيا في لظاه

أيها الليل

متى تأتي بأفراحي النديه

قال اصبر

قلت صبري قد أتاني بالأذيه

قال ان الله حق

ولسوف الشمس

يوما تنشر العين النديه

ويزول الاصفرار

آه منك يازمن

أفتى بفتواه الزمن

انا نعيش في وطن

لانرى فوق ثراه

غير آلام وآه وحزن

هاهم الحكام جاروا

في طريق الغي ساروا

تركوا الشعب يعاني

من براكين الشرور

وهم ابتاعوا ملايين القصور

بليال كلها حمراء يملؤها الفجور

تركوا للشعب آهات القشور

صوتهم مثل العواء

ريقهم فيه ثغاء

انهم ليسوا بشر

أعين فيها شرر

قد أتونا من جحور

ترك الخير رباها ثم فر

آه من فعل الزمن

يوم على مر الزمان يعاد = كالبدر يسطع ماعليه سواد

يوم بقلب المؤمنين مخلد = يحلو له الانشاء والانشاد

يوم تعالى فاستضاء بنوره = درب الجهاد فكان منه جهاد

ذكراك ياسبط الرسول تثيرنا = ويشع منها كوكب وقاد

ياسيد الشهداء أنت منارها = بك نقتدي بل أنت أنت عماد

وزرعت في درب الجهاد معالما = كشفت دلالة سرها الأكباد

ووقفت يوم الطف تعلن ثورة = تزهو بها الآباء والأحفاد

مالي أرى الأيام تنزع بردها = وتقام في أحزاننا الأعياد

مالي أرى الأقزام تعصف بالورى = وأذاهم مابيننا يزداد

ياويح من يغتال دين محمد = تغتاله الأحقاب والآباد

ياثورة بالحق شع بريقها = فرحت بها الأغوار والأنجاد

بعثت بنا نور الجهاد أصالة = فتصاغر الأعداء والحساد

ياشعر حدث عن طفوف امامنا = وعن الصحاب كأنهم آساد

حدث عن السبط الذي به نقتدي = يسعى يتوج سعيه استعداد

من خلق طه صبره وجهاده = هم آل بيت رسولنا أمجاد

صحنا حسين أنت حر سيد = والحر لايرضى له استعباد

مسكت أنامله القلم

طفل

تجاوز السنين الأربعا

راقبته

سألت نفسي حائرا

ماذا سيرسم ياترى

حدقت في أوراقه

مرعى جميلا قد رسم

وترعة يعوم فيها البط والوز

وأشياء رسم

عمتنا أيضا رسم

باسقة شامخة

شموخ أهل الرافدين

رغم آلاف المحن

مدارسا معاملا

رياض أطفال رسم

وقرص شمس ينشر الدفء

وأزهارا رسم

طائرة كان رسم

تصب كل حقدها

اسودت الدنيا

وقد صعد الدخن

لا يازمن

أجساد أطفال تهاوت

لفها بيض الكفن

وبعدها

هوت الى القاع السحيق

بمدفع رشاش

من بطل عراقي

ويحمل قلبه

اسم الوطن

ياحبيبي

أنت بدر عشق الكل سناه

أنت ورد عاطر بالود قد فاح شذاه

أنت من قلبي تغنى بهواه

ياحبيبي

ذا يراعي صاغ في حبك لحنا

رسم الروض أفانينا وغصنا

أنت بدر

وسط هذا الروض بل أنت الملاك

فمتى يزهو لفاك

كل أيامي ببعدك قد علا فيها الظلام

وفؤادي هام في مسك الهيام

فمتى ألقى الصباح

وأناغي بارتياح

اسمك الزاهي

الذي ينساب عذبا

أنا مازلت بدرب الحب صبا

فكفى هجرا حبيبي وتعال

نرسم الفرحة نورا للوصال

فطريق الهجر مر

أنت بدر ياحبيبي

أنت بدر

من وحي لقاء النبع

جمع الأحبة في بغداد مؤتلق = تفوح من زهره الآمال والعبق

عذرا شواغل قد عاقت لقاءكم = وقد تصبب من أضلاعي العرق

ذي قار كانت لنا فيها مناقشة = من قبل شهر لنا وعد ومتفق

لم أخبر العمدة الغالي بموعدها = حرصا على أن يتم اليمن والألق

فظل جسمي في ذي قار منزعجا = والقلب عندكم قد ناله الأرق

فسوء حظي قد أودى بما حلمت = روحي لذا قد علاها النحس والرهق

ماذا أقول لروح النبع من عذر = قلب نقي لها والنفس ذي غدق

أما أبو صالح ذا لامثيل له = فقد سما الجود فيه وازدهى الخلق

أخبرته وجناح الروح منكسر = بحجتي ودموع العين تندفق

اذ كيف أحرم من صحب لقاؤهم = تزول فيه هموم العصر والقلق

عذري أكرره ياصحب في خجل = والفضل عندكم يسمو به السبق

لكن فرحة قلبي في تجمعكم = أودت بحزني فقلبي زانه الأفق

سوف لن تسمعي بعد اليوم صوتي

ذبل الحرف لذا قد حان موتي

كنت أهواك بشوق وجنون

كل من كان رآني

قال ماهذا الشجون

نحل الجسم وذاب القلب من فرط اشتياق

آه ماأحلى الليالي تلك أيام التلاق

تحت سعفات النخيل

شعرك الأصفر من فوقي يميل

تتلاقى النظرات

ويدي فوق يديك في سبات

وهبت روحي لك كل حنان

ومعي عشت الجنان

فلماذا تتركيني

في لظى جمر ظنوني

ارحلي عني

فقلبي لم تزل فيه جراح

ارحلي عني

فحبك قد غدا مثل القراح

لن تريني بعد هذا ليوم

ان هل الصباح

سوف أمضي للبعيد

سوف لن تسمعي صوتي

بين عام وعام

عام جديد قد أطل = وبه تكحلت المقل

وجراحنا فوارة = بالقلب تنزف لم تزل

تبا لكل سياسة = في سيرها بان الزلل

أحزابنا مشغولة = في نهبها وبلا كلل

لم ترتو من سحتها = والكذب فيها متصل

والشعب يلعن يومه = أضحى يعيش بلا أمل

فالموت عنوان له = دمه رخيص مبتذل

وغدا يصارع نفسه = والروح يعلوها الشلل

اذ لايخاف رزية = يمضي ولايخشى البلل

رباه نشكو عسرنا = فالورد أخفاه الدغل

والوحش يربض فوقنا = والوقت ضيعه الجدل

كل يريد زعامة = وهو اللقيط المنتحل

نهشوا لحوما غضة = فعل الذئاب مع الحمل

وكأنها دامت لهم = في كل يوم محتفل

دنياكم ياسادتي = الكل عنها مرتحل

فاشعوا لخدمة شعبكم = والله ذا أسمى عمل

وارعوا مصالح أمة = طه لكم أبهى مثل

لكم اذا ‘قدمتموا = أحلى التحايا والقبل