اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثامر الحلي أحياناً يراودني شعورٌ داكن .. وَأفكار بائسة شتّى في ظلِّ واقعٍ هشيم يحتضر .. فيعتريني كابوسٌ ثقيل .. وَ فكرٌ قد ازدحمَ بمشاهد السفحِ وَ الطفحِ وَ الغلاظةِ وَ الفضاضةِ .. وَ أصوات جَرَتْ العادة على سماعها دونَ اِرادةً منّي .. كـ دَويّ هنا وَ دَويّ هناك .. وَ ثكلى تنوح هنا وَ طفل يبكي هناك ..وَ معاول تهدم .. وَ غربان تنعق ..وَحناجر تزمجر بلاهوتيّة الموت .. فألوذ في عزلةٍ عن عالمٍ شاذ يملؤه القيح .. وَ أرضخ لنوبة فصامٍ هستيري قد وَضعني بينَ مفترقِ طرقٍ سوداء .. فكّرت مراراً وأنا أتّكئ على بقايا اِصرار أكنّهُ .. لأنفذَ من حجبٍ قاتمة خانقة اِلى فضاءٍ رحب يملؤه النور .. وَ هواء عذب بِفَوح النخيل .. وَ شمس حقيقيّة دافئة كــ حظن الأم .. تسطع على جبهة العراق .. ياألله كم هوَ فسيح وجميل هذا العراق .. لقد رأيته أقوى من صناديد القدرِ بأكملها.. وَ أنبل من السيوف والسكاكين .. وَ أسمى من معاول التخريب وآلات الدمار بأجمعها..وَ أفخم من مظاهر الحقد وَ التخلّف وَ الهمجيّة وَ العقائد الزائفة .. رأيتهُ شاهقاً اِسطوريّاً .. وَ مباركاً بكلِّ ذرّة من ذرّات ترابهِ .. بنخله .. بسمائه .. بجباله .. بمياهه .. بأزقّته وحواريه .. هوَ جنّة الله على الأرضِ لايبصِره اِلّا ذو حظٍّ عظيم . الأديب ثامر الحلي.. ما أجمل العراق كما وصفتها ..نعم هي أسمى وأفخم من كل طقوس الدمار الدائرة على أرضها...هي شعلة الحضارة الموشومة في تاريخنا ولن تتغير مهما حصل.. العراق الشاهق العملاق لن يركع مهما حصل ومهما حاول الأقزام تقزيمه..سيظل شامخاً بنخله الأشم ..وأهله الطيبين.. سيظل كريماً بدجلته وفراته.. سيظل صبوحاً بنهاراته المشمسة ونسماته العليلة.. سيبقى صامداً فوق المحن وسينهض نافضاً عنه رماد الدمار والعمالة .. ما أجمل العراق عندما يتحدث عنه بعشق أحد أبنائه..وهنا فعلت أديبنا الرائع ثامر الحلي.. فقط أخرج من دائرة الحزن الداكنة وانظر بعين الأمل الى القادم الذي سيكون بإذن الله أفضل.. مودتي وتقديري.. سلوى حماد