واقتربتُ من دهشتي الأولى معك ، صمتُكِ الذي يشبه ليلَ الشتاء الطويل ، خوفك ِ من المجهول النائم في ذاكرتك ، كأنّكِ كنت دائما تبحثين عن شخصٍ
يمنحكِ الثقة ، الثقة التي نريدها حتى نبوح ما بداخلنا ، لا رغبة ً لإيجاد حلولٍ لأزماتنا بقــدر مــا نريد أن لا نحتفظ بها في داخــلنا المـليء بالقـلق والوجع والتفكير ...
ــ لماذا تلوذين بصمتك ، وكأنّك تهربين به ؟
ــ الصمتُ أحيانا فيه راحة .
ــ هل توجعكِ الذاكرة أم أنت ِ متعبة من الذكريات ؟
ــ أريد أن أحافظ على ما تبقى بداخلي ..
ــ لماذا لا تحاولين المبادرة ، فكلّ واحد منّا لديه نقاط ضعف ٍونقاط قوّة ؟
ــ كنتُ دائما التي تُبادرُ ، وتتناسى جرحها وآلامها ، لكنني هذه المرّة قررت ُ أن أبتعد ..قررتُ أن أشتري نفسي مهما كان الثمن .
كم نتشابه في وجعنا ، في حزننا ، في نظرتنا للأشياء ، في رغبتنا أن نعيشَ حياة ً بسيطة بلا تعقيد ، حياة ترسمها التلقائية في كل شيء ، بسيطة في رسم البسمة على ملامحنا ...
أعلمُ أنني وصلتُ متأخراً ،وربما هذا الوصول المتأخر لن يمنحني فرصة التمرد على قوانين الصمت وتحريرك من قيوده ، واقتحام ذاكرتك ، والإقتراب منك في لحظة رغبةٍ جنونية ، أكتُبكِ كما أشاء ، وأقرأ لك ِ ما أكتبه عنكِ ولك ..وأنت التي لطالما كان يجذبك قراءتي والإستماع إليْ ..تُقلبين َ نصوصي كما تقلبين دفاتر ذكرياتك ، تتأملين كلماتي وتشاهدين حضورك الطاغي فيها ، تغمركِ فرحة الأنثى الملهمة ..الأنثى التي تُحرّكُ قلمي ..