المبدع المتألق عامر تحية طيبة..
استمتعت بقراءة هذه القصيدة الشعرية الجميلة التي تدغدغ الأنفاس وتشد الخواطر ، زادتها جمالية الإلقاء الشيق مع تلك النغمات الموسيقية التي تفصل بين مقاطع القصيدة الشعرية.
مر الشاعر بحالتين : حالة انفصال وحالة اتصال ، فالحالة الأولى تجسدت في الانعزال والإحباط والابتعاد عن العالم. والحالة الثانية تجسدت في الانفتاح والإقبال على الحياة. فكان الجسر الفاعل في إخراج الشاعر من وضعية تتميز بالثبات والاستقرار إلى وضعية تتميز بالحركة والحيوية والإقبال على الحياة هو تلك الروح التي عملت على تغيير الحياة نحو فضاء أرحب وأوسع.
وأعتقد أن هذه الروح التي تحدث عنها الشاعر هي روح معنوية منبعثة من الداخل تتجلى في قدرة الشاعر على تخطي التقوقع على النفس والذات، والهروب من مجابهة عوائق الحياة عن طريق الإرادة والعزيمة والأمل والتفاؤل والرغبة في التغيير..
لغة القصيدة في معظمها بسيطة وسهلة لكنها رقيقة وشفافة تتناسب مع الحالة النفسية للشاعر. شعر جميل جاء منسابا كماء يتدفق دون حواجز يتميز بالصفاء والنقاء والغناء.
جميل ما أبدعت أخي المبدع المتميز عامر. وجميل ما قرأت وسمعت من إلقاء مركز يتناسب مع كل مقطع ، فالرفع من الصوت، وانخفاضه في مقاطع شعرية ، والتمهل والإسراع في مقاطع أخرى أعطت للقصيدة نفسا أدبيا متميزا ..كلها دعامات تشد القارئ وتدفعه يوازي بين الدلالة والنغم ويتذوق روح الجملة الشعرية عن طريق الحس والشعور.
مزيدا من الإبداع والعطاء، مودتي وتقديري
حياك الله يا فذة القلب حماك الرب
ليتني استطعت ان اتلوها بصوت الروح لا الجسد
ولكنها الدنيا
شكرا لمرورك الفائح بعطر
اختي الفاضلة الجميلة
طبت ودمت اصيلة
ست منوبية الغضباني
سيدة المعاني
روح الحب
شعر
عامر الحسيني
***
رُوحٌ تأتي في مِحرابي
سَمَعتْ قلبي ..فَتَحتْ بابي
كَشَفتْ عني حُزني الأبَدي
مسحتْ دمعاً في أهدابي
قالتْ ارحلْ نحوَ الدُنيا
كي تنسى غدرَ الأصحابِ
في دربِكَ ازهارٌ فاحتْ
في نفسِكَ نورُ الأحبابِ
لوّنْ دُنياكَ بأشعارٍ
وكفاكَ عذاباً في الزابِ
اُرسمْ أحساسَكَ ألواناً
وانثرْ انسامَكَ في الغابِ
واُجعل احلامَكَ في سببٍ
انَّ الاحلامَ بأسباب
واُضحكْ ان جاءَكَ عصفورٌ
غنى في نخلةِ ارطابِ
لملمْ اشتاتَكَ في أملٍ
عَطّرْ دنياكَ بأطيابِ
ان الاحساسَ بلا أملٍ
كالمضغةِ تحت الأنيابِ
يتمزّقُ حتى يتلاشى
وينادي ايّانَ مآبي
مزّقْ احزانَكَ منتفضاً
كالبذرةِ من تحتِ ترابِ
واجعلْ ايامَكَ انماءً
بالحبّ كطيبِ الأعنابِ
انّ الأزهارَ لها عبقٌ
فاحت في شعرِ الأعرابِ
أرسمْ عينيها أشكالاً
حوراءَ بذاتِ الأهدابِ
واجعلْ شفتيها موالاً
نغماً قُدسيَ الإطرابِ
وأنصتْ نَبَضاتُكَ تعلنُها
احلى نبضاً في الآدابِ
فحمامةُ قلبِكَ ورقاءٌ
وهديلُ هواكَ بإسهابِ
اجعلْ ليلاكَ كأغنيةٍ
يشدوها الليلُ بإطنابِ
قد صاغَ الربُّ صياغتها
نوراً من شمسِ الأطيابِ
...
هذه قصيدة عذبة يا عامر من بحرٍ قصيرٍ ويسير على الفهم استمتعت بها ولا عدمناك ولا عدمنا قلمك المعطاء .