المعروف هو كل ما تعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه.
القول المعروف ما كان حسنا جميلا يملأ القلب سرورا وانبساطا وحبا والمعروف يشمل كل أبعاد الخير قولا وعملا.
إن متعة الحياة ولذة العيش سوف تشعر بها كلما قمت بعمل طيب تجاه الآخرين، سواء تلقيت الشكر عليه أو لا.
وفي الحقيقة ان سعادتك هي انعكاس لسعادة الآخرين.
السعادة لا تتم إلا إذا اشترك فيها أكثر من شخص. فالسعادة لا تظفر بها إلا بالمشاركة.
الإنسان يشعر بالشبع إذا تناول الطعام ولكن الإنسان لا يشعر بالمتعة والراحة النفسية إلا عند ما يشترك مع الآخرين في الأكل.
(وخير الطعام ما تكاثرت عليه الأيدي) و (لذيذ العيش أن تشتركا).
ولكي تتأكد من ذلك جرب أن تطعم طيرا أو تسقي وردة، أو تصلح ساقية، وستكتشف مدى السعادة، التي سوف تشعر بها، قيل: (إن السعادة عطر لا تستطيع أن تعطر به غيرك دون أن تنهل منه وإن صالح الأعمال ومنه بالطبع العطاء للأخرين من أفضل وسائل إسعاد النفس)
فعندما تعطي فأنت تأخذ أيضا، فكلما أعطيت أكثر بأساليبك الفريدة، شعرت بالسعادة في حياتك. وتنتابك مشاعر من السلام الداخلي أكثر مما تتوقع.
تكتب كتابا نافعا، أو تقدم مبلغا من المال لبناء مسجد أو أي مشروع لخدمة الأيتام. حتى التقاط حجر من الطريق يعد عملا معروفا وشعبة من شعب الإيمان ((إماطة الأذى عن الطريق)). أو السلام على فقير ومنحه ولو شيئا قليلا مما يسد حاجته أو زيارة مريض.
أو رسم الإبتسامة الحلوة على وجوه الأطفال خصوصا من فقدوا أبائهم في الحروب أو الحوادث.
يقول أحد الكتاب: (سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، فلم تقل لي شكرا ولكنها انتعشت فانتعشت معها روحي)
فمن أجل حياتك إعمل المعروف.
وقد جاء في الحديث (لا تحقر من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
و(تبسمك في وجه أخيك صدقة) و (الكلمة الطيبة صدقة).
وختاماً فإن فعل الخير كالمسك، كالطيب، كالورد ينفع حامله وبائعه ومشتريه.
هذه الصدقة وهذا المعروف والإصلاح بين الناس لو حصل من غير نية فأنت مأجور ، فلو أصلحت بين اثنين وأنت لا تستحضر الثواب ، لو تصدقت بصدقة وأنت لم تستحضر ثوابها ، يعني العمل المتعدي النفع إن فعلته من غير نية فأنت على خير وإن فعلته بنية فأنت على خير أعظم