https://goo.gl/images/SD3aSt
راسبوتين ، الراهب الماجن الذي حكم روسيا القيصرية
راهب روسي أثار ذهول وخوف كل الذين عاصروه ، بسبب القدرات الروحانية الغريبة والخارقة التي نسبت إليه ، فقد قام بعشرات الأعمال المذهلة التي تفجر كل علامات الاستفهام .
منها ما فعله مع الأمير الصغير ( أليكس ) الذي كان سيرث عرش ( روسيا ) من بعد والده القيصر ، فقد كان الأمير ( اليكس ) مصابا بمرض وراثي نادر جدا وهو الهيموفيليا أي المزاج النزفي ، وهو مرض قاتل ، إذ يكفي أي جرح صغير يصاب به المريض ، ليظل ينزف حتى الموت ، وقد كان الجميع يتعاملون مع ( اليكس ) بحرص شديد كي لا يصاب بأي جرح ، ولنا أن نتخيل مدى صعوبة هذا الأمر ، خاصة مع طفل صغير .
وفي عام 1912 أصيب ( اليكس ) ببعض الكدمات والجروح إثر سقوطه في الحمام ، فأصبح ينزف من جروحه الصغيرة باستمرار وببطء شديد لعدة أيام !! حتى أن جميع الأطباء وأعظمهم في ( روسيا ) أعلنوا وبكل صراحة عجزهم التام عن عمل أي شيء لإنقاذ الأمير الصغير الذي ساءت حالته كثيراً لدرجة أن الأسرة الحاكمة بدأت تفكر في إعداد بيانٍ رسمي تعلن فيه للملأ عن وفاة الأمير الصغير ( اليكس ) .
وكمحاولة أخيرة يائسة ، بعثت زوجة القيصر ببرقية إلى راسبوتين تطلب منه النجدة لإنقاذ الصبي ، فرد عليها ببرقية يقول فيها : ( لاتحزني ، الصغير لن يموت ) .
وبعد ساعات قليلة حضر راسبوتين إلى القصر لرؤية ( اليكس ) ، وكل ما فعله هو أنه صلي صلاة قصيرة عند رأس الأمير الصغير ثم لوح بيديه حوله وتحدث إليه للحظات محدقاً فيه ، وبكل بساطة التفت للقيصر وزوجته وقال لهما إن ابنهما سوف يتحسن ، وهذا ما حدث فعلاً !!
فقد بدأ الصبي بالتحسن بعد فترة قصيرة حتى توقف النزيف تماما لينجو الأمير الصغير من الموت وسط ذهول الجميع !! ولا يعلم أحد حتى يومنا هذا الوسيلة التي عالج بها راسبوتين الأمير الصغير ، وبالطبع ارتفعت أسهم راسبوتين إلى السماء ، بعد أن اعتبره القيصر وزوجته وكأنه ملاك حارس بعثه الله لإنقاذ ابنهما من الموت ، وحصل راسبوتين بسبب ذلك على صلاحيات واسعة جداً منحه إياها القيصر ، وأصبح أقرب المقربين للعائلة المالكة ، لدرجة أن خزينة ( روسيا ) القيصرية في ذلك الوقت كانت بأكملها تحت تصرفه ينهل من أموالها ما يشاء دون أن يجرؤ أحد على منعه . وصار يعزل من الوزراء من شاء ويعين من شاء . واتشرت الشائعات في أنحاء روسيا بأنه على علاقة شخصية بزوجة القيصر !
وقد لا تكون تلك القصة غريبة إذا ما قارناها بقصة مقتل ( راسبوتين ) نفسه والتي تعتبر أحد أغرب الاغتيالات في التاريخ ، وأكثرها غموضاً .
ففي عام 1916 قررت مجموعة من النبلاء التخلص من راسبوتين لانقاذ ( روسيا ) ، بعد ان شاهدوه يتلاعب باموال الدولة ، ويتحكم في بعض القرارات السياسية الهامة ، وأحيانا يفرض آراءه على قيصر ( روسيا ) الذي كان ينصاع له بطريقة عجيبة وكأنه مسلوب الإرادة !!! فحاولوا في البداية إقناع القيصر بعزل راسبوتين وحرمانه من كل الصلاحيات التي يملكها ، ولكن القيصر كان يتجاهل كل التحذيرات ، فاتفق النبلاء على قتل راسبوتين بعد أن وجدوا أن هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ ( روسيا ) ، فقرروا دعوته للحضور إلى قصر أحد النبلاء ويدعي ( يوسوبوف) ، وبالفعل استجاب راسبوتين للدعوة وحضر إلى القصر .
وعند وصوله ، رحب به ( يوسوبوف) وطلب منه مرافقته لرؤية القبو الذي يحتفظ فيه بأفضل أنواع الخمور ، وهناك قدم لـ راسبوتين أجود أنواع النبيذ بعد أن وضع به كمية من سم (السيانيد) تكفي لقتل ستة رجال ، ولكن السم لم يؤثر في راسبوتين إطلاقا !!
بل وتصرف بعدها بطريقة طبيعية سوى بعض الصداع الطفيف الذي سرعان مازال ، فلم يجد ( يوسوبوف) بداً من إخراج مسدسه ، ومن ثم إطلاق النار على راسبوتين ليسقط متكورا على الأرض ، فاقترب ( يوسوبوف) لتفقد الجثة وللتأكد من الوفاة وهو يشعر بتوتر شديد في أعماقه مع تساؤلات لا حصر لها نتيجة عدم تأثر راسبوتين بالسم ، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، فقد تضاعف توتر ( يوسوبوف) وشعر برعب هائل بعد أن شاهد راسبوتين يستعيد وعيه بشكل مفاجئ ليمسك برقبته محاولا خنقه ، ولكن ( يوسوبوف) استطاع أن يخلص نفسه ويلجأ لرفاقه - الذين كانوا مختبئين في القصر في انتظار نبأ نجاح الخطة - وهو يصرخ مفرغا كل انفعالاته طالباً منهم النجدة ، وعندما ذهبوا جميعا لرؤية راسبوتين في القبو لم يجدوه ، بل وجدوه في فناء القصر يزحف من شدة الألم محاولاً الهرب ، فقبضوا عليه ، ونظراً لعدم وجود مسدسات معهم ، فقد انهالوا عليه ضرباً وركلاً بعد أن يئسوا من قتله بهدوء دون مشاكل ، ثم قيدوه بالسلاسل ورموْه في النهر حتى يموت غرقا .
وعندما تم العثور على جثته فيما بعد ، أصيب الجميع بدهشة عارمة عندما تبين أنه قد قاوم حتى آخر لحظة في حياته على الرغم من إصاباته القاتله ، فقد نجح في فك قيوده الحديدية في قدرة وإرادة لا يمتلكها أي إنسان عادي ، ولم يمت إلا غرقاً بعد أن عجز عن الخروج من النهر لكثرة جراحه ، أي أنه لم يمت بالسم ، أو بالرصاص ، ولاحتى بالضرب الذي تعرض له ، والذي كان كافيا لقتل أي إنسان مهما بلغت قوته . وقد جاء موته قبل أسابيع قليلة من الثورة البلشفية ، والتي تم فيها إعدام قيصر ( روسيا ) وأفراد عائلته ، لتقوم بعدها الشيوعية ، والغريب أن (راسبوتين) كان دائم التنبؤ بأنه إذا قتل ، أو مات ، فإن بعد موته بفتره وجيزة ستقوم ثورة في (روسيا) ويتغير نظام الحكم ، وهذا ما حدث بالفعل !! .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 03-11-2018 في 06:31 PM.
قصّة غريبة حقا
لكنها الروحانية يا أخي.. تفعل الأفاعيل
العلم النفسي الذي لا يجيده إلا القلة من البشر
والذي جيء بعرش بلقيس من خلاله
مطلب جميل وشيق
شكرا لاختيارك الرائع
كلّ البيلسان
حقا
لكنها الروحانية يا أخي.. تفعل الأفاعيل
العلم النفسي الذي لا يجيده إلا القلة من البشر
والذي جيء بعرش بلقيس من خلاله
مطلب جميل وشيق
شكرا لاختيارك الرائع
========================
نعم هديل إنها مع غرابتها قصة واقعية وتشكرين لعطر مرورك دام قلمك .