أشبه القمر، هو كذلك صخرة غير آهلة
وكلانا نباغت الانتظار بالتفكير
كنت أحسبه عين الإله الضاحكة
حين تترنح حواراتنا بخمر الحقيقة
فنضحك بقداسة ونعتذر من النوافذ
والمصابيح
مثل أعمدة الإنارة، أقف بجانب الطريق
أنحني، ليس تواضعا للآلهة
كل ما هناك، غيابك الذي أتتبعه في الطرقات
كلانا.. عينان ترتب الأفكار
وحين تقطع الكهرباء
نسمع عراك الآلهة
أنا الباب، الذي لا يدرك سبب الدوران
نصاب بالدوار من لقاءات الوداع
وكلانا يحفظ الأسرار
وحين تغضب الأزقة، نعانق الإطار بعنف
مثل الأشجار، أصاحب الشرفة
نتأرجح مع الريح حين يهرب الأطفال
وحين تتخاصم الفصول
نتساقط على الأرصفة ثمارا منهكة التعبير
مثل المراسلين، ألبس خوذة وتهمة
ألتقط ليلا أخبار الصباح
أتنقل بين الأحداث وكأنني في حقل ألغام
ها هنا جملة تنفجر تلقائيا
وخلفك رصاصة طائشة، تختلي بها
تقبلك، وتصعد نحو بيت ربها
إنه الطريق: آلهة من غياب
والبكاء يرفع السماء بالصراخ
النور قبيلتي التي أهرب منها
وحين تهزم الأزقة
نرقص للأساطير والشيوخ
أنا الوشاية التي تتداولها الملائكة
حين تعتذر النجوم من الدعاء
فأبيت معلقا مثل القناديل
لا تخف هذا البنزين قدرتك على التفكير
وحكمتك التي تختفي في النهار
أنا الظل الذي يحمل الغبار
وحين تختفي الشمس، نملأ الجدران بالكتابة
دمج الذات مع الطبيعة ومجرياتها الحسية الصامتة عبّر أيما تعبير عن واقع الأعماق وألغامها
أصغيت احتكاك أحجار تحطم بعضها بعضا قبالة ملمات الحياة!
بوح أنيق وفاره يليق به التوقف والتذوق
دمتم بخير وإبداع
مودتي
تثبت
الأستاذ ألبير ذبيان
قراءة جميلة متفاعلة ومحفزة
حتما نحن لا ننفصل عن واقعنا وبيئتنا وهي من تضخ فينا كل هذه المشاعر وتساهم بشكل كبير في بناء ذوقنا ووعيا وحسنا الفني
جلل المكابدة و لطافة الصورة تلك هي الموازاة التي لعب عليها الناص منذ الاستهلال إلى غاية القفل ناهيك عن أنه البسباس هنا آلف بين الشاعر
و السارد إلى حد التماهي خدمة لقصيدة التفاصيل و إذعان الأخيرة لسيادة الفكرة
و سلطانها
القراءة لك ممتعة و منشطة للفهم
و الاستفهام
سلمت صديقي الغالي
و دام براعك
قصارى مودتي
و غزارة تقديري