تحية... وبعد:
إلى جمهرة مشاعركِ المتوثبة بحق قلبي، والقابعة هناك على شفا حرفٍ من اكتنازٍ ثمين..
قرأتُ في إحدى صفحات الفجرِ، بعيدَ صلاتهِ، مدوَّنةَ سنونوَّةٍ أركزتْها فضاء الفيحاءِ،
تلتْ فيها أنشودةً عريقةً أشبَهت بأصالتها كمونَكِ في دمي!
بماهيَّةٍ راودت ملامِحكِ في مرايا نفسي على حينِ تماهٍ وانسجام..
**
أتحدَّثُ عن الإحداثياتِ العاطفيَّةِ التي نُسقطُ على متنِها ملامحَ آمالِنا كل ثانيةٍ تقريبا!
في عوالمِ الماوراءِ القصيَّةِ القريبةِ في آن..
عجباً... كيفَ أتوسَّدُ القريحةَ! في حينِ تلهجُ أعماقي باندلاعٍ احتراقيٍّ مبين..
لا بدَّ أنَّ للكتابةِ أثرٌ أخَّاذٌ ما! يسرقُ الوعيَ من ملكاتهِ بأريحيَّةٍ طارئة!
**
السَّوسناتُ مزدانةُ العطرِ هذا الموسم!
عبقَ شذاها أروقةَ مخيِّلتي، فهفَتْ على متنِ تموُّجاتِه أفكاري، محدِّقةً رؤاكِ ذيَّاكَ الأفقِ بتوقٍ رهيب...
ماذا عليَّ لو طِرتُ لمحةً ما من براثن جسدي، محلِّقاً بروحي فضاءاتكِ الرَّحبةِ الحنان؟!
وماذا عليَّ لو تماهيتُ وجدانيَّاتي مُموسقَ الأحاسيسِ لاهِجاً بآثاركِ تعابيري؟
مبتعداً عني في حركاتٍ انفصاليَّةٍ بيِّنةِ الاحتياجِ أنتِ؟! وأنت فقط...
**
دمشقُ هذه الفترة من الحولِ دافئة، تشبهُ أحضانكِ الحبيبة..
أضمُّ أجواءها ليونعَ في قلبي هدوءٌ نسبيٌّ يمتُّكِ يا رؤوميَ المعطاءة.
على كلِّ حال...
ليس هناك أبلغُ من أن أتنسَّمَ عبيركِ في لمحاتٍ ماورائيَّةٍ جزيلةِ الفحوى في حويصلاتِ توقي!
أكتنزُ أسبابَ التَّصبُّرِ دنياهم، ثم أتلفَّعُ صمتي مؤتزراً بالحزمِ والثَّباتِ -كما تحبُّني مُناكِ- حتى يشاءَ الرَّبُّ..
**
ضمِّيني الآن هناك...
وعلى الدنيا السلام
أحبُّك
لقاء
.....
شارفَ القلبُ انهيار الخفقِ شغفا!!
أين أنت؟
احتدمَ الصَّيفُ الدِّمشقيُّ حتَّى تلوَّحت معالمُ الأرضِ تحتي بجمراتهِ اللاذعة..
أكابدُ تمُّوزَ كما يكابدُ قلبي الانتظارَ على قارعةِ أملٍ ما..
فهل ضللتِ الطَّريقَ إلى صدري؟
أم أنَّ أشعَّةَ الشمسِ الحارقةَ تُبخِّرُ معالمَ الدُّروبِ إليَّ، فترهقكِ المسافات!
**
الياسمينُ هذه السَّنةَ موحشٌ شبه قاحل!
أزهارهُ صغيرةٌ متحجِّمةٌ! كأنَّها أجبِرت على التَّفتُّحِ والإيناع! شبهِ الإيناع...
أريجُها لا يكادُ يبلغ حوافَّ الكؤوسِ الخجلى...
وأوراقهُ كأنَّ بها رعدةٌ من أمر ما! فانكمشتْ على سيقانِها آيلةً للسُّقوطِ انتهاء مصير...
فهل يا تُرى؛ كان لغيابكِ القاسي أثرهُ البالغُ على طبيعتها، فأحجمت كرماه!؟
**
بات حضوركِ يشبهُ الماءَ الذي جعل الله منه كلَّ شيء حي...
أثركِ الماورائيُّ يتماهى كسمادِ الأرضِ مفعِّلاً كينونةَ النُّموِّ في خلايا نباتاتِ البيتِ القديم..
مضفياً إشراقةً حرَّى على جدرانهِ الممهورةِ بالتَّعتُّقِ، فتزهو كأنَّ بها رغبةً للترنيم!
وأقولُ.. ما حال الهرِّ ينظرها بجنونٍ مترقِّباً!
كأنَّهُ أصغاها بما مُنح من بصرٍ نافذٍ للحديد...!!
**
أدمنتِ احتياجَكِ عوالمي.. عوالمي قصيَّةُ المضامين
متطلِّبةُ الرومنسيَّةِ بنهمٍ متزايد.. تفاضليِّ المشاعر
يضغط على ناحيةٍ ما بثقلٍ رهيبٍ، ريثما تتنفَّسُ الأخرى صعداءَ التَّصبُّرِ بألمٍ لذيذ..
على كل حال...
الحرُّ يمنحُني -رغم مساوئه المفرطةِ- راحةً ما طالما أنَّكِ أنثاي
مرِّي بي فقط... وعلى قلبيَ السَّلام
**
أحبُّكِ
لقاء.....