1. إذا اردنا ان نرسم خارطة طريق في ذاكرة د. عدي ، يا ترى الى أي المحطات ستأخذنا هذه الخارطة.
2. مهنة الطب مهنة انسانية راقية ونبيلة، والكلمة الطيبة علاج نفسي ناجع ، يقولون ان معظم الأمراض العضوية سببها نفسي ، هل هذا صحيح؟ يا ترى هل تلعب الكلمة دور في علاج مرضاك؟
3. قالت لي العصفورة ان د. عدي عنيد جداً ومقاتل من أجل مبادئه، يا ترى هل تصر على رأيك حتى لو كنت مخطئاً؟
4. دموع الرجل عزيزة وغير مستحبة في عرفنا الاجتماعي، ما رأيك ؟ متى تنهمر دموعك وأمام من؟
5. لمن ومتى وكيف تعتذر؟
والأن بعد هذه الاسئلة سأهديك تذكرة سفر مفتوحة الى الوجهة التى تختارها بصحبة شخصيتين تختارهما،
الى أين ستسافر وسبب اختيارك ومن ستستضيف؟ على فكرة تذاكر ضيوفك على حسابنا لكن الهدايا عليك (أنا وسفانة بإنتظار هدايا قيمة).
*وشوشة(بصراحة أتمنى ان تكون الرحلة مع نصك الحلو).
الغالي عدي لقاء جميل لمست فيه محبة واحترام من الجميع لك ، تستاهل كل خير يا أصيل ، أما الغالية سفانة فقد أبدعت في إدارة الحوار بطريقة لبقة وحيادية وكرم حاتمي.
مودة لا تبور،
سلوى حماد
أختي الغالية الأديبة المبدعة سلوى حماد
بعبير حرفك, وطيب نفسك نستظل
والشكر كل الشكر لك
على هذا الحضور الذي يشع في القلب الفرح والاطمئنان
ولا يهمك يا أم مهند, طلباتك أوامر, ولن تكون ضيافة سفانة إلا (إيلترا لايت)
1. إذا اردنا ان نرسم خارطة طريق في ذاكرة د. عدي ، يا ترى الى أي المحطات ستأخذنا هذه الخارطة.
-عمريا, ستأخذني إلى الطفولة, إلى ذلك البيت الجميل القابع في حي المصلى بمدينة المدية, إلى جلسة عائلية كاملة العدد, ورحلة ذات خميس أو جمعة حلقنا فيها على جناح الفرح إلى غابات وزرة, أو وادي شفة, أو سد الغريب. يااااااااه يا سلوى ما أجمل تلك الأيام ما أجملها..!!
-جغرافيا ستحملني إلى طليطلة ربيع عام 1983, إلى كل حجر فيها, وكل زقاق عبق بأريج الأجداد, وبقوة الحضارة التي تحدث السنين, والحقد لتبقى علامة فارقة في بلد يفخر أبناؤه بأن طارق بن زياد, وموسى بن النصير, وعبد الرحمن الداخل قد مروا من هناك, ووهبوهم من العلم والحضارة والرقي, ما لم يهبه غاز في التاريخ.
وفي طليطلة, سأجالس طيف ابن الشاطئ رحمه الله, وهو يكتب بدموعه الحارة قصيدة:"حروف غير مُرَتَّبة على أجفان طُلَيْطِلة", وأردد معه:
كانوا الحصار..وكانوا سيف قاتِلِهِ =يوم الكريهة.. واغتالوا أمانيهِ!؟
أَبَعْدَ هذا يُنادي كِبْرَ نَخْوَتِهِ =عند اللقاء؟؟ كفاه ما يُقاسيهِ
كَفاهُ أندلساً في القدس ما عَرَفَتْ =إلاّ البيانات أو بعض التّشابيهِ!؟
كوني طُلَيْطِلَةً.. كوني مدىً حبلتْ=فيه المسافات.. وابْيَضَّتْ أياديهِ
واسْتَنْفِريه!! تَرَيْ أجياد نَخْوتهِ=رغم الحصار تُفَدّي شمس ماضيهِ!
-وسترسو بي على مرفإ الألم, لأطبع قبلة حارة على خد ميسون رحمة الله عليها, قبل أن يحتضن المنفى جثمانها الطاهر, وأعبر من حزيران إلى نيسان, لأقف على نعش النور المسجى في مدخل البيت, الموشح بجثمان فدائي فلسطيني أسمر توسد الكلاشينكوف, ونام نومته الأخيرة.. إلى اليوم الذي دسست فيه أغلى الناس في التراب, وأنا أقطع له وعد الأحرار بأن لا أضع يدي بيد كل من فرط بحبة تراب من فلسطين, وبأن أنقل جثمانه المشتاق للجسير, إلى الجسير جنة قلبه وروحه.
-وينفق شلال الألم, ليدفعني قسرا نحو مآسينا, ومخازينا, إلى بيروت المحاصرة صيف عام 1982, وإلى العجوز اللبنانية, التي ودعت من حمى بيروت من أبطال ثورتنا الفلسطينية, بالبصاق..!! إلى صرخة أم فلسطينية ثكلى تصيح كالمذبوح: "وين العرب" في صبرا وشاتيلا.
فاهرب منها لأسقط في أتون الجثث المتفحمة في ملجأ العامرية, وفجأة أجدني عند مفترق الطريق بين جيجل والشقفة مرورا بجيمار, فيخطفني مشهد الرؤوس المقطوعة, والمرتبة على هيئة هرم, في يوم مر مرارة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر. وإلى أين سأهرب يا أختاه, إلى حرب أفغانستان, أم إلى منظر اللحم الفلسطيني الممزق, أم إلى حبيبي الشهيد عبد العزيز الرنتيسي وشيخ الأمة احمد ياسين؟؟؟ إلى أين؟
آآآآآآآآآآآآآه يا أم مهند تكاد المحطات كلها تغرق في الدم والدموع..!!
-سأختصر محطاتي, لأنتزع بعض لحظات الفرح التي أتزود بها كلما حاصرني الضعف, واليأس:
-يوم مفرح لن أنساه, الثامن من آب عام 1988, يوم الانتصار العظيم على مجوس العصر.
-ذات يوم من عام 1989, حين حلق "العابد التواب" في فضاء الأرض الخارجي ليكون أول صاروخ عربي وإسلامي, يتحدى الحصار التكنولوجي على الأمة.
-يوم الأيام, ذاك اليوم الشتوي الذي حولته صواريخ العراق العظيم إلى ربيع دائم حين دكت العدو الصهيوني وأرسلت له رسالة قوية مفادها أن طوق فلسطين أبعد بكثير مما يظنه هذا الكيان اللقيط.
-يوم استشهاد شهيد الحج الأكبر القائد المنصور بالله صدام حسين التكريتي, تلك الشهادة التي رآها كل إنسان على سطح الأرض, ووقف لها العالم مذهولا وهو يرى القوة والعزيمة التي تبثها شهادة التوحيد في صدر المسلم المحتسب.
-يوم وجدت صالتي أخيرا, والتقيت بمن أتشرف بها, وأطمئن معها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
2. مهنة الطب مهنة انسانية راقية ونبيلة، والكلمة الطيبة علاج نفسي ناجع ، يقولون ان معظم الأمراض العضوية سببها نفسي ، هل هذا صحيح؟ يا ترى هل تلعب الكلمة دور في علاج مرضاك؟
كثيرة هي الدراسات العلمية التي أثبتت بأن ما يقارب ال80% من الأمراض نفسية المنشأء لهذا ظهر في الطب مصطلح الأثر الوهمي للعلاج(effet placebo) (ولا أعرف إن كانت الترجمة صحيحة).
سأقص عليك هذه القصة: كان عندي مريض يبلغ من العمر 16عاما, يعاني من: فرفرية روماتيزمية (pupura rhumatismale) هذا المريض كان كلما حل المساء يبدأ يشتكي من آلام في البطن, رغم أنه لا يعاني من شيء في البطن, ويرجوني بأن أحقنه بالspasfon) وهو دواء مضاد للتشنجات المعوية. وصدقيني يا أختاه بمجرد حقنه بالدواء يرتاح وينام نوما هنيئا. هذا المريض أصبحت يوميا أحقنه بالماء المقطر, وكانت هذه الحقنة تعطي نفس الأثر للدواء.
التكفل النفسي بالمريض أحد أهم أعمدة العلاج, لأن تقبل الجسم للعلاج مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية للمريض, ولا يخفى عنك يا أختي بأن الإنسان المصاب بحالة إحباط, أو أي علة نفسية, يعاني بالضرورة من ضعف في المناعة. وجهاز المناعة هو حائط الصد الأساسي الذي يقي الإنسان الكثير من الأمراض, وهو رديف العلاج الدوائي والجراحي للمرضى.
أحاول باستمرار لأن أرتبط بعلاقات جيدة مع مرضاي, وأكسب ثقتهم. لهذا أركز كثيرا على هذه العلاقة, وأسعى جاهدا كي أكون دعما نفسيا له. وصدقيني أنا أجلس مع المريض, وأتبادل معه الحديث وأقضي معه وقتا أكبر بكثير من الوقت الذي أصرفه في الفحص والمعاينة والعلاج. وحين أكون مناوبا, أجالسهم, وأتعشا معهم, وأتفرج مهم التلفاز... إلخ.
3. قالت لي العصفورة ان د. عدي عنيد جداً ومقاتل من أجل مبادئه، يا ترى هل تصر على رأيك حتى لو كنت مخطئاً؟
صدقت العصفورة, وحين أقبض عليها سيكون حسابها عسيرا ههههههههه
أنا عنيد, ومقاتل, ولا أخاف في المبدأ والحق لومة لائم. لكن لست أبدا مما يمنعه الكبر عن الاعتراف بخطئه. إذا كا رأيي خاطئا فتأكدي بأنني أكون حينها في أسوأ حال, وأخجل من نفسي, وأسعى جاهدا لتصحيح خطئي, والاعتذار.
4. دموع الرجل عزيزة وغير مستحبة في عرفنا الاجتماعي، ما رأيك ؟ متى تنهمر دموعك وأمام من؟
دموع الرجل عزيزة, هذا أمر لا جدال فيه, لأن الرجل أبعد شيء عنه دموعه, ولا تنهمر هذه الدموع إلا فيما يستحق.
في عرفنا الاجتماعي, يرى الكثيرون بأن دموع الرجل عيب أو عار او علامة من علامات الضعف, ومن المؤكد بأن هذا حكم قاس وخاطئ تماما. فأعظم خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم كانت دمعته حاضرة, وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه بكاء, وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكحل عينيه, ليخفي السواد الذي تركته دموعه تحت عينيه. وعين دمعت من خشية الله تحرم لحم صاحبها على النار.
أما متى تنهمر دمعتي: لعلمك يا أختي أنا أبكي كثيرا, تبكيني صرخة مريض, يبكيني حال الأمة, نبكيني آية قرآنية, تبكيني عبرة, تبكيني حادثة تاريخية, يبكيني ذكرة رجل صدق ما عاهد الله عليه....إلخ
أمر وأقسى دمعة: دمعة القهر التي يصاحبها ألم شديد في حلقي وحنجرتي, وضيق نفس لا يطاق. وهذه الدمعة لا احب ان يراها مخلوق. أحب أن اذرفها لوحدي بعيدا عن أعين الناس.
أما أمام من: لو خيرت لما ذرفت دمعة أمام أحد, لكنني لا أستحي إن ذرفتها أمام والدي رحمه الله رغم أن دموعي كانت تؤلمه جدا, وأمام صهري أبو حلا توأم روحي.
من المسلم لدي, لا بل من المقدس: أن أعتذر لكل من أخطأت في حقه, أو قصرت معه, أو أسأت له حتى ولو كان طفلا صغيرا بعمر حبيبتي حلا.
أعتذر للعراق العظيم الذي لم يقصر يوما مع أمته, وكان أكثر الإخوة برا بأخوانه, وضحى من أجلنا بالكثير, لكننا خذلناه, ومنا من خانه حين احتاج إلينا, أعتذر لهذا الطود الشامخ الذي لجأنا لحضنه حين نهشتنا الكلاب, وتآمر علينا المتآمرون فكان أطهر وأدفأ وأحن حضن, وحين تكالبت عليه الذئاب تخلينا عنه. وأقول له والألم يعتصرني:
غداً سينقشع الضباب
-------------
عُذْراً إذا اخْتَنَق الكلا...=...مُ ولاذَ بالصّمت العذابُ
و استأنَسَتْ مقل اللَّيا...=...لي وانتشى فيها الغيابُ
و تَمَرَّدَتْ في القلب أَوْ...=...رِدَةٌ يحاصرها ارتيابُ
وتطاولتْ لغة الضيا...=...عِ ولَفَّنا العجب العُجَابُ
عذراً إذا حضر الربيـ=ـعُ و لم تُقَبِّلْهُ الهضابُ
فالملح يأكل عمْـ=ـرَنا وتَغُبُّ من دمنا الكلابُ
والعُمْر يسأل عن فضا...=...ءِ الموت لكن هل يُجابُ..؟
وعلى سرير الذلِّ يَفْـ=ـرِشُنا ويزدحم السَّرابُ
يتداخل الحرمان في=أوصالنا و يُسَدُّ بابُ
أَوَّاهُ ما أقسى الحيا...=...ةَ إذا تَوَسَّدَها انْشعَابُ
عذراً (دَيَالَى) إن تأوْ...=...وَهَتِ المنابر والحِرابُ
فأصابع الإرهاب تَخْـ=ـنُقُنا ويرعبنا المُصَابُ
وعلى رَحَى التَطْبيعِ تَرْ...=...كَعُ أُمَّةٌ..ويطول نابُ
حيناًَ نًُباع .. و نُشْتَرَى=حيناً وهاجسها اغْتِرابُ
عذراً ديالى إن تَرَبْـ=ـبَعَ في مرابعنا اليَبَابُ
و تنافَسَتْ فينا الهَزا...=...ئِمُ..واستباحتنا الرِّغابُ
و غدا الجهاد جريمة=كبرى..يلاحقها العقابُ
و ( الله أكبرُ ) تهمة=أخرى..يحرِّمها الذئابُ
كل المداخل أُغلقتْ=بالأمس و اكتَمَلَ النِّصابُ
أَوَ مَا وَقفْتِ وحيدةً=وتطاوَل الزَّمَن/الخَرابُ..؟؟
لا تعتبي أبداً على=أحدٍ .. فحبُّكِ مُسْتَطابُ
أَوَ لَيس في عينيكِ با...=...رِقَةٌ يُجَسِّدُها الإيابُ..؟؟
فتألَّقي.. و من المآ...=...ذِنِ يا أنا تُرْوَى القُبابُ
وتموج في أهدابها الدْ...=ـدُنيا.. و ينتصر الشَّبابُ
و على جِبَاهِ السَّاجِديـ=ـنَ يَرِفُّ كالماضي الشِّهابُ
عذراً دَيَالَى..أَلْف عُذْ...=...رٍ.. إنْ تأخَّرَتِ الرِّكابُ
فغدًا نُلَمْلِمُ شملنا=و غدًا سينقشع الضَّبابُ
جيجل في : 29-07-2004م=
6-والأن بعد هذه الاسئلة سأهديك تذكرة سفر مفتوحة الى الوجهة التى تختارها بصحبة شخصيتين تختارهما،
الى أين ستسافر وسبب اختيارك ومن ستستضيف؟ على فكرة تذاكر ضيوفك على حسابنا لكن الهدايا عليك (أنا وسفانة بإنتظار هدايا قيمة).
*وشوشة(بصراحة أتمنى ان تكون الرحلة مع نصك الحلو).
سأسافر إلى الفردوس المفقود, إلى الأندلس, أتنسم ريح الأجداد هناك, في أليكونت, وقرطبة, وغرناطة, وبلنسيا, وطليطلة, وبلد الوليد.
لماذا اخترت الأندلس؟ لأنني سأصطحب معي نصفي الآخر في رحلة "شهر العسل", وأحب أن نبدأ حياتنا معا من نقطة مضيئة في تاريخنا, لعلها تضيء حياتنا, وتغرس في جيناتنا الأمل, لننقله إلى أبنائنا. فيخرج منهم بمشيئة الله من يعيد لهذه الأمة مكانتها, ويحيي ماضيها المجيد.
وطبعا التذكرة الأخرى أعيديها لمكتب شركة الطيران لأنه لا حاجة لنا بها (شو يعني ناخذ معنا عزول؟) ههههههه
------
أختي الغالية سلوى:
دائما أنت هكذا
حضور متميز
وقلب كبير يفيض حبا وجمالا
بارك الله بك وبروحك الشفيفة
وحقق لك كل أمانيك
محبتي وتقديري
فعلاً كما كتبت الغالية سفانة في بداية اللقاء الضيف الإستثناء
إنه بحر من الإبداع
فقد أبدعت هي أيضاً في إدارة الحوار
في هذه الصورة ثلاث أشياء
لمن ستحمل القنديل؟
لمن ستهدي هذه الوردة
أي قصيدة مميزة وقريبة الى نفسك جداً ستغلق عليها الصندوق
شكراً
مع التقدير
النوارس وباسط كفيه..!!
---------------
إلى شهيد فلسطين:
" محمد يحي انصيو "
---------------
أَقْبَلَ عيدُ الفِطْرِ وأَدْبَرَتِ الفَرْحَةُ يا أمِّي..
وسَرىَ الدَّمْعُ على الخَدَّيْنِ..
وفارَ الوَجَعُ المُشْبَعُ بالأنفاس الثَّكْلىَ
وتَرَجَّلَ فينا الحُزْنُ كَدالِيَةٍ
ما عادَتْ تَطْرَبُ بالصَّيْفِ..
وقدْ جَافاها
عِنَب الشَّوقِ المَعْقودِ على مُقَلِ الأقْصىَ
وتَخَطَّفَها الصَّمتُ المُتَكَوِّزُ في صَدْرِ ذَوِي القُرْبىَ
...ويَعودُ العيدُ..
يعودُ مُجَرَّحَةً عَيْناه بِرائِحَةِ الذُّلِّ..
وفي الأعماقِ تَظَلُّ عناوينُ الموتِ تُلاحِقُنا
ويُحاصِرُنا الكُلُّ..!!
لماذا تَبْْلَعُنا عُلَبُ اليَأْسِ وقافلتي
ما زَالَتْ تَخْفُقُ بالإيمانِ..
وما زَالَتْ في شَفَةِ الشَّمْسِ تُجَذِّرُ فينا الحُبَّ..
وتَغْزِلُ من دَمِنا
وَهَجَ الوَصْلِ..
وفي دَمِنا..
ما تَنْفَكُّ تُراوِدُ أشْرعَتي..
وتُرَتِّلُ فَوْقَ مَحاجِرِها
آياتي..
وتَعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ من الحُكامِ..
فيَلْبَسُها العيدُ وِشاحاً..
تَضْفُرُهُ فَوْقَ الصَّدْرِ جَدائِلُ أمِّي..؟!
...ويعود العيد..
يعود..
وفي العينينِ يَمُوجُ المُطْلَقُ..
والأبعادُ يُمَشِّطُها الغَضَبُ الجُورِيُّ..
وخَلْفَ الأفْقِ..
عُيونُ الرِّيحِ تُقَبِّلُها النَّارُ..
وفي كَفَيَّ تَفُورُ..
ويَحْرِقُها الشَّوْقُ لِسَيْفٍ
يَتَهَجَّدُ في صَدْرِ الوَطَنِ الغالي
وعلى مُقَلِ المَوْتِ تُعَرِّبُهُ
وتَمُوجُ عَلىَ مَفْرِقِ مَنْ صَدَقَ اللهَ فأيَّدَهُ
بالنَّصْرِ..
وفي غُرَّةِ آبٍ
كَبَّرَ عِنْدَ مَداخِلِ (دوغيتَ)
وحَرَّرَ من بَطْنِ الرَّشَّاشِ لَهيباً..
فيهِ شِفاءٌ للنَّاسِ/ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَهُ..
أذَّنَ فيها/
فينا..
فأطَلَّتْ بيسانُ مُعاتِبَةً..
ورِياحُ الهَجْرِ تُؤَرِّقُها..
هَتَفَتْ:
"يا جُنْدَ اللهِ أَماَ اشْتَاقَتْ لعيوني
غَضْبَتُكُمْ..؟!
هَذي أَوْرِدَتي العَطْشىَ
تَشْتاقُ بَيَارِقَكُمْ
يا جُنْدَ اللهِ أَ تَحْيا أَوْرِدَةٌ
يَنْأىَ عَنْها دَمُكُمْ..؟!"
ناداها دَمُنا المَجْبُولُ بِعِشْقِ الأقْصىَ:
"أَنْ قُرِّي عَيْناً"
ونَفَخْنا فيها مِنْ دَمِنا
فَرَبَتْ..
واخْضَرَّ على مُقْلَتِها النُّورُ..
فقُرِّي عَيْناً بيساني
سَنعودُ..
وكانَ على دَمِنا
حَتْماً مَقْضِيًّا..
وعلى الجَمْرِ سَنَمْشي..
نَحْنُ الغُرَبَاءُ..
فَطُوبىَ للغُرَباءِ مُعذِّبَتي
.. ويَعُودُ العيدُ..
يَعودُ..
وفي العَيْنَيْنِ يَفيضُ الدَّمْعُ..
ويَشْرَقُ منَّا
نَخْلُ البَصْرَةِ..
والشُّهداءُ على جَنْبَيْهِ قَنادِيلُ تُرَمِّدُ لَيْلَ الصَّمْتِ..
وتَلْفَحُ بالتَّوحيدِ ضَمائِرَنا..
وعلى غرَّةِ بغدادَ يُصَلِّي جُنْدُ الحقِّ..
ويشحذُ سَيْفَ اللَّهِ (صَلاحُ الدِّينِ)
فَهَلْ في الشَّامِ سَتَصْهَلُ كَالأمْسِ خُيولُ أُمَيَّةَ..؟؟
..آهٍ من وَجَعي..
يا دَمْعَةَ صِدْقٍ حَرَقَتْ وَجْنَةَ أمِّي..
جُنَّ اللَّيْلُ..
وسجْرُ الليل يُضاجِعُ حَبْلَ الصَّبْرِ..
ويَقْتُلُنا
شَبَقُ الصَّمْتِ المُذْهِلِ..
أتْعَبَنا الرَّكْضُ وَراءَ الوَهْمِ..
ومَزَّقَنا
الزّبَدُ الهادِرُ من هَوَسِ الخِصْيانِ..
وباسِطُ كَفَّيْهِ إلى الحُكَّامِ تَمَلَّكَهُ الغَضَبُ الثَّوْرِيُّ..
وأبْرَقَ من دَمِهِ الحَقُّ..
وفي جَفْنَيْهِ تَجَسَّدَ نهرُ الحُبِّ
وعَجَّتْ بالصِّدْقِ مرايا القدسِ..
وفي أَقْبِيةِ العَتْمَةِ..
قالَ الأَعْرابُ بِأَنَّ زِنادي
مَضْيَعَةٌ للوَقْتِ..
وقالوا: "لنْ يَنْتَعِشَ الشَّرْقُ وفِيهِمْ..
مَنْ يُؤمِنُ باللهِ..
ويَكْفُرُ دوماً بِعَدالةِ أَمْريكا"..؟؟
وتَبَرَّأَ مِنِّي أَرْذَلُهُمْ..
وتَهَرَّبَ مِنِّي أشْرَفُهُمْ..
وتَعَوَّذَ عاهِرُهُمْ مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ..
وشرِّ الإرهابِ الكَنْعانِيِّ الأعْمىَ..!!
...ناحَ الصمتُ..
وحاصَرني
في العيد المُقْبِلِ..
والأقصىَ عِنْد البَابِ يُرَتِّلُ:
(والأعْرابُ أشَدُّ...)
أرتِّلُ مُنْقَبِضاً:
(والأعْرابُ أَشَدُّ...)
ولا يُثْنيني الحُزْن عن التَّسْبيح..
...ويَحْتَفِلُ الشُّهداءُ..
أَ لَيْسَ العيدُ على مَرْمىَ حَجَري..؟؟
"البيتُ الأبيَضُ" مُسْوَدٌّ..
و "الرَّقَمُ الخاسِرُ" مُنْبَطِحٌ..
والدَّمْعُ على الخَدَّيْنِ يَفورُ..
ونَعْلُ السَّيِّدِ يَطْفو
فَوْقَ الدَّمْعِ..
فيَبْصُقُهُ
ويُلِحُّ ويَأْبىَ أَنْ يَنْأىَ
عَنْ دِفَءِ النَّعْلِ..
يُقَبِّلُ..
يَقْرَأُ قامُوسَ الذُّلِّ..
يُساحِقُهُ الأمُلُ "البُوشِيُّ"..
فيَبْكي..
يَتَلَوَّى..
يَتَضَرَّعُ عَلَّ السَّيِّدَ يَمْنَحُهُ
عَظْمَةَ كَلْبٍ..
فيها الرَّحْمَةُ..
وبقايا خارِطَةٍ كانَتْ تَصْطافُ على دَمِها الجُورِيِّ..
فِلَسْطينُ..!!
...وعادَ العيدُ..
وما انْفَكَّتْ تَصْدَحُ خَلْفَ مَنابِرِنا..
أصواتُ الباعَةِ..
والوَهْمُ كَما بالأمْسِ
نَزيفٌ يَقْتاتُ على الأكبادِ الحُبْلىَ
بالحُلْمِ..
وما انْفَكَتْ أحزِمتي..
تَتَعَقَّبُ هذا اللَّيْلَ..
وما زالَتْ تَحْتَلُّ رصاصي الصَّاحي..
شفَةُ القُدْسِ..
وخارطتي
تَتَأَبَّطُ بَوْصَلَتي..
وعلى صدري يتألَّقُ ضوءُ الفَجْرِ..
ويَجْري في شِريانِ الأرضِ..
فَيَطْلُعُ عَبَقُ "القَسَّامِ" ليرفَعَ أشْرِعَتي..
ويُوَحِّدُ فِيَّ الدَّرْبَ..
وتَحْضُنُني بيسانُ مُوَشَّحَةً
بِدَيالىَ..
وتَعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ منَ الحُكَّامِ..
ومِنْ قَلْبٍ أبْهَجَهُ العيدُ ولَمْ يَأْبَهْ
بدمي النَّازِفِ..!!
...أمي:
سَيَهِلُّ العيدِ القادِمُ فَأراني
بلباسِ العيدِ أُقَبِّلُ فيكِ الصَّبْرَ..
وتَغْمُرُني الفَرْحَةُ كالأطْفالِ فأغْفُو
في صَدْرِ (جِنينِ) الحاني..
وأُرَتِّلُ في عَيْنَيْكِ الحالِمَتَينِ:
(إذا جاء...)
ومِنْ شَفَتَيْكِ تُوَشِّحُني بالغِبْطَةِ
(آميـــن)
قسنطينة في : 08-12-2002م
ألف شكرا لك أستاذتي على كل ما تبذلينه لخدمة الأدب والثقافة
شكرا لحضورك المتميز
ووقوفك على هذا الحوار
وعلى كل سؤال طرحته, وكل وردة أهديتها لنا, وكل كلمة طيبة نثرتها هنا
حياك الله
ولك محبتي وتقديري وامتناني
الوردة للغالية سفانة
المصباح لنبع العواطف الإدبية
لينشر ضوء المعرفة باتجاه المستقبل
أما القصائد حقاً لم أقرأها جميعها
أترك لكم الإختيار
وفقكم الله
لقد عشت الحدث وكأني أمام مناظرة أدبية
ودي للجميع
الشكر لكِ ايتها المبدعة عواطف .
أختي الكريمة الأستاذة هيام صبحي نجار
أسعد الله أوقاتك بكل خير
بك وبأمثالك من الطيبين
تزدهي الأماكن وتنشرح الصدور
حياك الله وبارك بك
العزيزة الغالية شقيقة الروح
سفانة الجميلة
أسعد الله أوقاتك و الجميع بكل الخير
جذبني العنوان " في ضيافتي :"
فقررت ترك الباب لأستأذن بالدخول ووجدت الضيف أخا و شاعرا لا يشق له غبار في حمل لواء الكلمة و الحرف الراقي
د. عدي شتات
و كما قرأت في تقديمك المتميزكم يكون الأمر صعبا حقا حين نستضيف الأقرب لنا فهنا لن ننظر بعين الناقد و المحاور بقدر ما ستغافلنا عين الأخوة و المحبة حين نهم بالسؤال لكن للحق وجدتكِ محاورة متميزة و تغلبتِ قليلا على هذا الأمر
عذرا لـ ولوجي المتأخر لدار ضيافتكم الراقي و أنا استمتع بكرم الضيافة و كرم الأعزاء هنا في اسئلتهم و فيض الاجابات
أشكرك سفانة العزيزة و أرحب معك بضيفك و ضيفنا د. عدي
د. عدي شتات
أهلا بك و إن تأخرت في الترحيب
و أتابع معك و مع الأعزاء هنا مسيرة حياة مكللة إن شاء الله بالنجاح و التوفيق الدائم
مودتي و تقديري
عايده