رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب . )االبخاري
ماحدث بين سيدى أحمد البدوى وسيدى شمس الدين اللبان رضى الله تعالى عنهما
------
هذا مارواه الإمام جلال الدين السيوطى
ورواه الإمام الحلبى صاحب السيرة النبوية الشهيرة :
كان سيدى شمس الدين اللبان فقيهاً من أهل الشام ودخل مصر وكان من فقهاء الأزهر فيها ومدرساً على مذهب مولانا الإمام الشافعي.
وضريحه بالإسكندرية اسفل مسجد سيدنا المرسي أبي العباس رضي الله عنه
بينما قد عزم سيدى شمس الدين على السفر من دمشق لمصر فنزل ببلدة الرملة بفلسطين وبات فى جامعها فسمع المؤذن يقول بعد الاذان :
السلام عليك ياسيدى يارسول الله والسلام عليك ياسيدى أحمد يابدوي.
فشق ذلك على سيدى شمس الدين وهاله ماسمع ثم أقسم ليعزرن المؤذن فأمسكه وشتمه وأهانه واصطحبه لقاضى قضاه الرملة وقال للقاضى : من هذا الذى يجمع بين رسول الله ويشرك به مع أحد فى السلام عليه ومن يكون أحمد البدوى هذا ...على سبيل الإنكار وعدم الاعتراف بكون سيدى أحمد من أهل الله تعالى ..ونوى تعزير المؤذن أمام الناس فى اليوم التالي..
فنام فرأى رجلين فرج عنهما سقف الجامع وقد نزلا من السماء واحداً يقف عند رجله والأخر عند رأسه ويقول أحدها للأخر: نسلبه الإيمان فيقول الآخر بل نسلبه القرآن والعلم فلا يحفظ ولايعرف منهما شيئا.
فاستيقظ سيدى شمس الدين وهو حتى لايحفظ الفاتحة فشق عليه ذلك وفقد صوابه وأخذ يبكى تارة ويهرول تارة ولايدرى كيف يفعل بعد أن أيقن أنه وقع فى ولي لله بالفعل وأن الأمر ليس بالهين وأنه على حافة سلب الإيمان .
فقرر الذهاب للزاوية الأحمدية فى الرملة فلما وقف على بابها قال له أحد الموجودين فى الزاوية دون أن يكلمه سيدى شمس الدين :
والله يامحمد أمرك هذا صعب وليس بيدى حل أو ربط.
فبكى سيدى شمس الدين اللبان وأخذ يقول أنا تائب إلى الله ولا أعود
فقال له ذلك المريد: اسمع يابن اللبان
إن فى مصر ولياً لله عظيماً في الاسكندرية اسمه سيدى ياقوت العرش إذهب إليه وسوف يكون الفرج على يده.
فسافر سيدى شمس الدين اللبان وقابل سيدى ياقوت العرش( وهو تلميذ سيدي أبي الحسن الشاذلي وزوج ابنته) فما قال له سيدى ياقوت سوى جملة واحدة:
أدخل الخلوة يابن اللبان .
فدخل سيدى ابن اللبان الخلوة فرأى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى اليوم الثالث من خلوته جالساً على كرسي من نور وحوله جماعة من الأنبياء والرسل وسيدي أحمد البدوى بين يدي جده صلى الله عليه وسلم ورسول الله يقول له
يا أحمد طيب خاطرك على محمد بن اللبان لأجلي.
فانتبه سيدى اللبان فرحاً وقام فأخبر سيدى ياقوت العرش بما رآه.
فأمره سيدى ياقوت العرش بالسفر لطنطا وسافراً سوياً إلى سيدى أحمد البدوى رضي الله يستشفعه سيدى ياقوت العرش فى سيدى بن اللبان
وظل على هذا ثلاثة ايام وسيدى بن اللبان يبكى.
ثم رأى سيدى بن اللبان سيدى أحمد البدوى يضع يده الشريفة على صدره فعاد له علمه وزيادة بكثير ....
ثم قال له : إقرأ التحيات يابن اللبان.
فقرأ سيدى بن اللبان التحيات إلى أن وصل لقوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
فقال له سيدي أحمد البدوي رضى الله عنه:
فكيف تنكر يابن اللبان من سلم علينا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فى المأذنة مع أن الناس مأمورون بذلك فى الصلاة؟
وفرج الله ماكان بفضل تشفع سيدى ياقوت العرش بل وزوج سيدى ياقوت ابنته لسيدى اللبان .
وقص سيدى اللبان ماحصل لسلطان مصر فى محضر من العلماء فماكان من سلطان مصر إلا أن قرر أن يسافر بنفسه لمسجد سيدى أحمد البدوى فى اليوم التالي.
اللهم ببركة أوليائك فرج عن جميع عبادك وارزقنا نفحة مولد شيخنا سيدي أحمد البدوي...
اللهم آمين
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
قال الله تعالى:(فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).
إن الوسوسة( حديث النفس الأمارة بالسوء ) شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، ومن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به، أو يتكلم، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
فليس المرء بمؤاخذ عليها، طالما أنها مجرد وساوس، وخواطر تهجم على النفس، يكرهها الإنسان وتزعجه.
وكره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية؛ علامة على صحة الاعتقاد، وقوة الإيمان، فعن أبي هريرة، قال: جاءه ناس من أصحابه، فقالوا يا رسول الله؛ نجد في أنفسنا الشيء نعظم أن نتكلم به، أو الكلام به، ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به، قال: أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
ــــــــــــ
* منقول بتصرف
(قيل: جاز ذلك، لأن كل ما تَقضَّى، بقُرْبِ تَقضِّيه من الإخبار (36) ، فهو -وإن صار بمعنى غير الحاضر- فكالحاضر عند المخاطب. وذلك كالرجل يحدِّث الرجلَ الحديثَ فيقول السامع: " إن ذلك والله لكما قلت ", و " هذا والله كما قلت ", و " هو والله كما ذكرت "، فيخبرُ عنه مَرَّة بمعنى الغائب، إذْ كان قد تَقضَّى ومضى, ومرة بمعنى الحاضر، لقُرْب جوابه من كلام مخبره، كأنه غير مُنْقَضٍ. فكذلك " ذلك " في قوله (ذلك الكتاب) لأنه جلّ ذكره لما قدم قبلَ " ذلك الكتاب " الم ، التي ذكرنا تصرُّفَها في وجُوهها من المعاني على ما وصفنا، قال لنبيه صلى الله عليه و سلم: يا محمد، هذا الذي ذكرته وبيَّنته لك، الكتابُ. ولذلكَ حسن وضع " ذلك " في مكان " هذا ", لأنه أشير به إلى الخبر عما تضمَّنهُ قوله الم من المعاني، بعد تقضّي الخبر عنه بـ " الم ", فصار لقرب الخبر عنه من تقضِّيه، كالحاضر المشار إليه, فأخبر به بـ " ذلك " لانقضائه، ومصير الخبر عنه كالخبر عن الغائب، وترجمهُ المفسِّرون (37) : أنه بمعنى " هذا "، لقرب الخبر عنه من انقضائه, فكانَ كالمشاهَد المشار إليه بـ " هذا "، نحو الذي وصفنا من الكلام الجاري بين الناس في محاوراتهم, وكما قال جل ذكره: وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَارِ * هَذَا ذِكْرٌ [سورة ص: 48، 49] فهذا ما في " ذلك " إذا عنى بها " هذا ".
وقد يحتمل قوله جل ذكره (ذلك الكتاب) أن يكون معنيًّا به السُّوَرُ التي نـزلت قبل سورة البقرة بمكة والمدينة, فكأنه قال جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد، اعلم أنّ ما تضمَّنتْه سُوّرُ الكتاب التي قد أنـزلتها إليك، هو الكتابُ الذي لا ريبَ فيه. ثم ترجمه المفسرون (38) بأن معنى " ذلك "" هذا الكتاب" ص [ 1-227 ] إذْ كانت تلك السُّور التي نـزلت قبل سورة البقرة، من جملة جميع كتابنا هذا، الذي أنـزله الله عز وجل على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
وكان التأويل الأول أولى بما قاله المفسرون، لأنّ ذلك أظهرُ معاني قولهم الذي قالوه في " ذلك ".
وقد وَجَّه معنى " ذلك " بعضُهم، إلى نظير معنى بيت خُفاف بن نُدبة السُّلميّ:
فَـإن تَـكُ خَـيْلي قـد أُصِيبَ صَمِيمُها
فَعَمْـدًا عـلى عَيْـنٍ تَيَمَّمْـتُ مَالِكَـا (39)
أقـولُ لـه, والـرُّمحُ يـأطِرُ مَتْنَـهُ:
تــأمَّل خُفاَفًــا, إننــي أنـا ذلِكَـا (40)
كأنه أراد: تأملني أنا ذلك. فزعم أنّ " ذلك الكتاب " بمعنى " هذا "، نظيرُه (41) . أظهر خفافٌ من اسمه على وجه الخبر عن الغائب، وهو مخبر عن نفسه. فكذلك أظهر " ذلك " بمعنى الخبر عن الغائب (42) ، والمعنى فيه الإشارة إلى الحاضر المشاهَد.
والقول الأول أولى بتأويل الكتاب، لما ذكرنا من العلل.
وقد قال بعضهم: (ذلك الكتاب)، يعني به التوراة والإنجيل, وإذا وُجّه ص[ 1-228 ] تأويل " ذلك " إلى هذا الوجه، فلا مؤونة فيه على متأوِّله كذلك، لأن " ذلك " يكون حينئذ إخبارًا عن غائب على صحة)
ــــــــــــــــ
*منقول للفائدة بتصرف بسيط عن تفسير الطبري : https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya2.html
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
2 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ ـ رضى الله عنه ـ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْىُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " * أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ ـ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَىَّ ـ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ ". قَالَتْ عَائِشَةُ رضى الله عنها وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْىُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
ـــــــــــــــــ
* كتاب صحيح البخاري المسمى بـ ( الجامع المسند الصحيح المختصرمن أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم و سننه وأيامه )
ـــــــ
ضوء حول الحديث*
الوحي في اللغة: حركة سريعة خفيفة. ثم يراد به هاهنا الذي ينزله الله تعالى على أنبيائه بواسطة الملائكة، فيكلم الله تعالى الملك ويأمره بأن ينزل على الرسول البشري بما يأمره به من الأحكام والأوامر والنواهي؛ ولهذا يسمى القرآن وحيًا كما في قوله تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى وفي قوله تعالى: كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ؛ يعني ينزل عليك هذا القرآن وهذا الكلام بواسطة الملك.
ففي هذا الحديث أن الحارث بن هشام وهو أخو أبي جهل لما أسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية إتيان الوحي إليه، وكيف نزول الملك إليه؟ فأخبره بحالتين: الحالة الأولى أشدها عليه، يقول: أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول هكذا الحالة الأولى؛ أن ينزل عليه الملك ويكلمه ولكن يغمى عليه، أو شبه أنه يكون عند نزوله شبه المغمى عليه من شدة وقع الوحي ونزوله، فيكون وقعه وصوته صوتًا شديدا كصوت صلصلة الجرس الشديد، بعض الأجراس يكون صوته شديدًا بحيث إن الذي يسمعه يكاد أن يسد أذنيه من شدة صلصلته، فهذه الحالة الأولى.
والحالة الثانية أسهل؛ بأن يتمثل له الملك رجلًا ويكلمه ويعي ما يقول، وذكروا كثيرًا أنه يتمثل في صورة رجل يقال له دحية بن خليفة الكلبي كثيرًا ما يأتي إليه الملك بصورته، يعتقد الناس أن هذا هو ابن خليفة .
وكذلك قد يأتيه في صورة رجل أجنبي، تذكرون حديث جبريل عليه السلام جاءه في صورة رجل أجنبي لا يُرَى عليه أثر السفر، ليس من أهل البلاد البعيدة فيرون عليه أثر السفر، ولا من أهل المدينة فيعرفونه شخصيًا مما يدل على أنه ليس من البشر، لو كان من أهل البلاد الأخرى رأوا عليه آثار السفر، ولو كان من أهل المدينة عرفه بعضهم. هذا حالة من الحالات.
ذكرت عائشة بعد ذلك أن الوحي ينزل عليه في اليوم الشاتي شديد البرد مع شدة البرد ينزل عليه ( فينفصم ) يفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا؛ يتصبب عرقًا، وذلك من شدة نزول الوحي عليه حتى في الشتاء في شدة البرد، إذا نزل عليه الملك كأنه من شدة كلام الملك عليه يلاقي هذه الشدة، وإن جبينه جبهته ليتصبب عرقا، فهذه من صفة الوحي.
ــــــــــــ
* https://www.ibn-jebreen.com/books/7-...157-32177.html
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ)؛[٤] فقد سمّى الله تعالى نفسه بالحيّ؛ أي الباقي الذي لا يموت، وقيل حيٌّ؛ لأنّه يُصرّف الأمور مصاريفها، ويُقدّر الأشياء مقاديرها، والقيّوم هو الذي لا يحول ولا يزول كما قال ابن عباسٍ رضي الله عنه، وعرّف الحسن القيّوم: بأنّه القائم على كلّ نفس بما كسبت؛ ليجازيها بعملها، فهو عالمٌ بها لا يخفى عليه شيءٌ منها، وقيل الحيّ: هو اسم الله الأعظم، وقيل: بل القيّوم هو اسم الله الأعظم، وكان دعاء عيسى -عليه السّلام- عند إحياء الموتى بإذن الله: (يا حيّ يا قيّوم)، ولمّا أراد سليمان -عليه السّلام- عرش بلقيس، دعا قائلاً: (يا حيّ يا قيّوم)، وكان دعاء أهل البحر إذ خافوا الغرق: (يا حيّ يا قيّوم).[٥] قوله تعالى: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ)؛[٤] فقد نفى الله تعالى عن نفسه السِّنة؛ وهي النعاس في العين، والنوم؛ هو الذي يزول معه الذهن في حقّ البشر، ومعنى ذلك؛ أنّ الله تعالى لا يدركه خللٌ، ولا يلحقه مللٌ بحالٍ من الأحوال.[٥] قوله تعالى: (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ)؛[٤] ويكون ذلك بالملك، فهو ربُ كلّ شيءٍ ومليكه.[٥] قوله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ)؛[٤] أذن الله تعالى للأنبياء والملائكة والمجاهدين والعلماء بالشفاعة لمن ارتضى لهم الشفاعة، فيشفعون لمّن أدخلوا النار.[٥] قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ )؛[٤] فبين أيديهم؛ أي الدنيا، وما خلفهم أي؛ الآخرة، كما قال مجاهدٌ؛ فمنعى الآية أنّ الله تعالى يعلم ما في الدنيا والآخرة.[٥] قوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ)؛[٤] أي لا يعلم أحدٌ شيئاً إلا ما يريد الله له أن يعلمه، كما قال الخضر لموسى -عليه السّلام- عندما نقر عصفورٌ في البحر: (ما علمي ولا علمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر).[٥] قوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ)؛[٤] فقد اختلف المفسرون في معنى الكرسي، فمنهم من قال: كرسيّه علمه، ومنه الكرّاسة التي تضمّ العلم، وابن عباس والطبري من أصحاب هذا القول، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عامٍ، وبين الكرسي والعرش خمسمائة عامٍ، وقال آخرون: كرسيه؛ أي قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، وقال مجاهد: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ في أرضٍ فلاةٍ، ويدلّ ذلك على عظم الله تعالى وعظم مخلوقاته.[٥] قوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)؛[٤] فلا يئوده؛ أي لا يُثقله، ويقال آدني بمعنى أثقلني وتحمّلت منه المشقة، والعلي هو القاهر الغالب للأشياء، وكانت العرب تقول: علا فلانٌ فلاناً؛ أي غلبه وقهره، وقيل: العليّ من علو المنزلة والقدر لا علو المكان؛ فالله تعالى منزّه عن التحيّز، والعظيم؛ أي عظيم القدر، والخطر، والشرف.[٥]
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله عيسى
قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ)؛[٤] فقد سمّى الله تعالى نفسه بالحيّ؛ أي الباقي الذي لا يموت، وقيل حيٌّ؛ لأنّه يُصرّف الأمور مصاريفها، ويُقدّر الأشياء مقاديرها، والقيّوم هو الذي لا يحول ولا يزول كما قال ابن عباسٍ رضي الله عنه، وعرّف الحسن القيّوم: بأنّه القائم على كلّ نفس بما كسبت؛ ليجازيها بعملها، فهو عالمٌ بها لا يخفى عليه شيءٌ منها، وقيل الحيّ: هو اسم الله الأعظم، وقيل: بل القيّوم هو اسم الله الأعظم، وكان دعاء عيسى -عليه السّلام- عند إحياء الموتى بإذن الله: (يا حيّ يا قيّوم)، ولمّا أراد سليمان -عليه السّلام- عرش بلقيس، دعا قائلاً: (يا حيّ يا قيّوم)، وكان دعاء أهل البحر إذ خافوا الغرق: (يا حيّ يا قيّوم).[٥] قوله تعالى: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ)؛[٤] فقد نفى الله تعالى عن نفسه السِّنة؛ وهي النعاس في العين، والنوم؛ هو الذي يزول معه الذهن في حقّ البشر، ومعنى ذلك؛ أنّ الله تعالى لا يدركه خللٌ، ولا يلحقه مللٌ بحالٍ من الأحوال.[٥] قوله تعالى: (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ)؛[٤] ويكون ذلك بالملك، فهو ربُ كلّ شيءٍ ومليكه.[٥] قوله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ)؛[٤] أذن الله تعالى للأنبياء والملائكة والمجاهدين والعلماء بالشفاعة لمن ارتضى لهم الشفاعة، فيشفعون لمّن أدخلوا النار.[٥] قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ )؛[٤] فبين أيديهم؛ أي الدنيا، وما خلفهم أي؛ الآخرة، كما قال مجاهدٌ؛ فمنعى الآية أنّ الله تعالى يعلم ما في الدنيا والآخرة.[٥] قوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ)؛[٤] أي لا يعلم أحدٌ شيئاً إلا ما يريد الله له أن يعلمه، كما قال الخضر لموسى -عليه السّلام- عندما نقر عصفورٌ في البحر: (ما علمي ولا علمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر).[٥] قوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ)؛[٤] فقد اختلف المفسرون في معنى الكرسي، فمنهم من قال: كرسيّه علمه، ومنه الكرّاسة التي تضمّ العلم، وابن عباس والطبري من أصحاب هذا القول، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عامٍ، وبين الكرسي والعرش خمسمائة عامٍ، وقال آخرون: كرسيه؛ أي قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، وقال مجاهد: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ في أرضٍ فلاةٍ، ويدلّ ذلك على عظم الله تعالى وعظم مخلوقاته.[٥] قوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)؛[٤] فلا يئوده؛ أي لا يُثقله، ويقال آدني بمعنى أثقلني وتحمّلت منه المشقة، والعلي هو القاهر الغالب للأشياء، وكانت العرب تقول: علا فلانٌ فلاناً؛ أي غلبه وقهره، وقيل: العليّ من علو المنزلة والقدر لا علو المكان؛ فالله تعالى منزّه عن التحيّز، والعظيم؛ أي عظيم القدر، والخطر، والشرف.[٥]
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
بسم الله الرحمن الرحيم
{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} (البقرة:74)
إن الآية الكريمة تصور حالة محزنة مخيفة من حالات قسوة القلب؛ فالقلب القاسي ليس كالحجارة فحسب، بل قد يكون -وفق منطوق الآية- {أشد قسوة} بل إن الله تعالى ذكر فضل الحجر على بعض البشر، وذلك ما أفصحت عنه تتمة الآية، يقول عز شأنه: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} (البقرة:74).
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
حديث: لا يؤمن أحدكم*
حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)).
وفي رواية لمسلم: ((حتى أكون أحبَّ إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).
وبنحوه ورد عند البخاري من حديث أبي هريرة.
أولًا: ترجمة راوي الحديث:
هو أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد تقدمت ترجمته في الحديث الثالث من كتاب الإيمان.
ثانيًا: تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم، حديث (44)، وأخرجه البخاري في "كتاب الإيمان" "باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان" حديث (15)، وأخرجه النسائي في "كتاب الإيمان" "باب علامة الإيمان" حديث (5029)، وأخرجه ابن ماجه في "المقدمة" "باب في الإيمان" حديث (67).
ثالثًا: شرح ألفاظ الحديث:
(لا يؤمن أحدكم)؛ أي: لا يكمل إيمان أحدكم[1].
رابعًا: من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
الحديث جمَع أنواع المحبة؛ فالمحبة على ثلاثة أنواع: محبة إجلال وإعظام؛ كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة؛ كمحبة الولد، ومحبة مشاكلة واستحسان؛ كمحبة سائر الناس، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن تكون فوق ذلك كله وأعظم.
فإن قيل: لم يذكر في الحديث الأم مع أن حب الإنسان لأمه شديد؟
فالجواب: أنه اكتفى بذكر الضد، وهو الوالد، ويدخل في عمومه الأم، وما ذكر في الحديث إنما ذكر على سبيل التمثيل بأعز الناس.
فإن قيل: حب الإنسان لنفسه حب شديد، ومع ذلك لم يذكر؟
فالجواب: أنه يدخل في عموم (والناس أجمعين)، وأيضًا جاء عند البخاري من حديث عبدالله بن هشام أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم "لأنت يا رسول الله أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال: ((لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنك الآن والله أحب إليَّ من نفسي، فقال: ((الآن يا عمر))".
فإن قيل: وهل تُقدَّم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الله تعالى؟
فالجواب: لا يجوز له ذلك؛ لأن محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من محبتنا لله عز وجل، بل لا يفُوق محبةَ الله تعالى أيُّ محبة، بل لو أحب أحدًا كمحبة الله تعالى لوقع في شِرك المحبة، والعياذ بالله.
الفائدة الثانية:
الحديث فيه دلالة على أنه ينبغي للعبد أن يسعى لنيل هذه المحبة التي يقدمها على محبة غيره من البشر، وكل من صدَّق بالنبي صلى الله عليه وسلم وآمن به إيمانًا صحيحًا، لم يخلُ قلبه عن شيء من تلك المحبة، ولكن الناس يتفاوتون في ذلك بين مستقلٍّ ومستكثر حسبما في القلب من تقوى،
قال القرطبي: "ومن المؤمنين من يكون مستغرقًا بالشهوات، محجوبًا بالغفلات عن ذلك المعنى - أي: محبة النبي صلى الله عليه وسلم - في أكثر أوقاته، فهذا بأخسِّ الأحوال، لكنه إذا ذُكِّر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبشيء من فضائله اهتاج لذكره، واشتاق لرؤيته، بحيث يؤثر رؤيته... غير أنه سريع الزوال والذهاب؛ لغلبة الشهوات، وتوالي الغفلات، ويُخاف على من كان هذا حاله ذهاب أصل تلك المحبة، حتى لا يوجد منها حبَّة، فنسأل الله الكريم أن يمن علينا بدوامها وكمالها، ولا يحجبنا عنها".[2]
الفائدة الثالثة:
الحديث دليل على أن حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم وآكَدُ من حق الولد والوالد والمال والناس أجمعين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان سببًا في استنقاذنا من النار، وهدايتنا من الضلالة،
وليعلم العبد أن من محبة النبي صلى الله عليه وسلم نصرة سنته، والذب عن شريعته، وقمع أهل الضلال الذين يشككون ويفسدون في معاني ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ومن علامات محبته الثناء عليه بما هو أهله، ومحبة آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار، والتحاكم إلى سنته قولاً وعملاً، ونشرها والسير على هديه صلى الله عليه وسلم.
فإن قيل: ما علامة حب النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو كيف يعرف العبد أنه نال هذه المحبة؟
قال ابن حجر: "ومن علامة الحب المذكور أن يُعرَض على المرء أن لو خُيِّر بين فقدِ غرضٍ من أغراضه أو فقد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كانت ممكنة، فإن كان فقدها أن لو كانت ممكنة أشد عليه من فقد شيء من أغراضه، فقد اتصف بالأحبية المذكورة، ومن لا فلا، وليس ذلك محصورًا في الوجود والفقد، بل يأتي مثله في نصرة سنته، والذب عن شريعته، وقمع مخالفيها، ويدخل فيه باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".[3]
وقال شيخنا ابن عثيمين: "والجواب: أن العلامة الفاصلة في هذا، أنه لو أمرك أبوك بأمر يخالف أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتبعتَ أمر النبي صلى الله عليه وسلم دون أمر أبيك، هذه علامة". [4]
ــــــــــــــــــــــــــــــ