آخر 10 مشاركات
المادة والمادة المضادة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللمعة الكافية في شرح الكافية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          فجيعه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إلى ربّة الحرف الجيل ... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          في صندوق النسيان .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          .. يا ساقيَ السدرةِ اسْقِ القلب رضوانا ……….. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          فوضى في المدى (الكاتـب : - )           »          ذكراك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          امرأة من قطران (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دواوين شعراء النبع

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من رفح-فلسطين : اطيب الاوقات واسعدها لكم الاخوات والاخوة ابناء النبع الكرام تواتيت نصرالدين من أنوار الجمعة وقبساتها : جمعتكم مباركة وطيبة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال **طابت أيامكم بالخير والهناء**** عوض بديوي من من النبع : جمعتكم طيبة مباركة مقبولة مرفوعة بإذن الله، آل النبع الرام************ محبتي و الود

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-09-2013, 12:53 PM   رقم المشاركة : 11
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

سَلطَنَةٌ على وَتَرِ الجِراحِ





يــا شِـعـرُ صَــدِّق قَتـيـلَ الـشَّــوقِ مـــا كَـتَـبـا = تَــنــعـــى الـــحــــروفُ بــريــقًـــا خــــانَــــهُ وخَــــبــــا


صَــــمـــــتًـــــا يُــــــــــــــراوِدُ غَـــــــصّـــــــاتٍ تُـــــمَـــــزِّقُـــــهُ = عَـــن جُـــرحِ ذاتٍ غَــــدَت أسـفـارُهــا نَـصَـبــا


مــــا أصــعَـــبَ الــجُـــرحَ إن أخــطـــا مَـقـاتِـلَـنـا = لا يَرحَمُ الجرحُ شَهمًا في المَخـاضِ كَبـا


يــا شِـعـرُ رَدِّد صـــدى أنّـــاتِ مَـــن سَـكَـنـوا = لــــيـــــلا تَــسَــربَــلَــهُــم لا يَـــحـــضُــــنُ الــشُّــهُـــبـــا


ضــــاقَــــت مَــذاهِــبُــهُــم والــــدَّهــــرُ ذو عِــــلَـــــلٍ = والـوَهــمُ يَـخـطِـفُ مَـــن عَــــن ذاتِــــهِ اغـتَـرَبــا


مـــا أهـــوَنَ الــمَــرءَ إن صــــارَ الــفُــؤادُ هَــــوا = هــــل يَــرحَــمُ الــدَّهــرُ مَــــن وِجــدانُــهُ ذَهَــبـــا؟


لا تَـبـكِـنـي يــــا شِــعــرُ حَــرفًــا لا يُـعـاقِـرُنــي = مـعــنًــى ولا نَــغَـــمٌ فـــــي الــوَجـــدِ مــــــا سُــكِــبــا


يـــــــا شِـــعــــرُ تـكـتُـبُــنــي الآهـــــــاتُ مُــرتَــحِـــلا = الــقــلـــبُ مَـركَــبَــتــي والــبَــحـــرُ قَـــــــد صَــخَـــبـــا


الـــشَّـــوقُ يَـقـرِضُــنــي ذاتَ الـيَــمــيــنِ هَـــــــوًى = والــصَّــبـــرُ يَـحـسَـبُــنــي مـــــــن آيِــــــــهِ عَــجَـــبـــا


والـحـادِثـاتُ مَــضَــت تَـقـتــاتُ مِــــن جَــلَــدي = هَـــــل كُــنـــتُ مِـشـعَـلَـهــا أو كُـنـتُــهــا نَــسَــبــا؟


يــــــا حُـــرقَـــةَ الـــوَجـــدِ فــــــي حــــــالٍ يُــوَزِّعُــنــي = نــــارًا عــلــى الـضّـيــمِ أو تُــرمـــى بـــــهِ رَهَــبـــا


لا لـــــــونَ لــلــفَـــزَعِ الــمــنــثــورِ فــــــــي شَــفَـــقـــي = والـــدّهـــرُ يَـعـجُـمُـنــي سَــهــمًــا وحَــــــدَّ ضُـــبــــا


لا صِــــــــدقَ إلا الّــــــــذي تــحـــيـــاهُ أورِدَتــــــــي = وكُــــــــــــلُّ مــــــــــــا خَــــــبِــــــرَتْ مُــــــــــــرًا ومُــلــتَــهِـــبـــا


الـــــجــــــرحُ كـــــــــــانَ لــــــنـــــا وعــــــــــــدًا نُـــعـــانِـــقُـــهُ = مــــا عــــاشَ مَــــن كــــانَ مِــــن أقــــدارهِ هَــرَبـــا


يا شِعرُ لوِّن عَجيبَ الصّمتِ مِن ظُلَلي = وانـثُـر بَقـايـايَ فــي الأوطــانِ ريـــحَ صَـبــا


واذكُــــــــر نِــــــــداءاتِ مَــــــــن فــيـــهِـــم مَــرابِــعُــنــا = عــاشَـــت شُـمــوخًــا كِــفــاحًــا نَــهــضَــةً وإبــــــا


حُــلــمًـــا ومــــــــا قــــــــامَ لــــلأحــــلامِ مُــنــتَــصِــبٌ = جـــلْـــدٌ وعــــــاشَ مـــــــدى الأزمـــــــانِ مُـغــتَــرِبــا


نَـــكْـــبـــاتُـــنـــا لـــــــــــــــم تَــــــــكُــــــــن إلا مَــــفــــازِعُــــنــــا = لا يُكـمِـلُ الـــدَّربَ مَـــن يَمـشـيـهِ مُضـطَـرِبـا


يــــا شِــعــرُ بَــلِّــغ كــلامــي لِــلأُلـــى نَـكَــصــوا = مَن مِن حِياضِ الرَّدى يا قَومُ ما شَرِبا؟


فاخلِصْ فُـؤادَكَ لـي واعـزِفْ علـى وَتَـري = وَلْـــنَـــدفِـــنِ الـــــخـــــوفَ والأوهــــــــــامَ والــتَّــعَـــبـــا













التوقيع

 
قديم 01-23-2013, 07:52 AM   رقم المشاركة : 12
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

صوامِعُ الأسرار


الحُبُّ صوتٌ في جَوانِحِنا سِكَنْ
ما أصغَرَ الأحلامَ... مَسرَحَها الشَّجَن
قامَت تُهَدهِدُ من نشيج الرّوحِ... فارَقَها الجَسَد!
يا أيُّها الدّفقُ الذي ما مَلَّ شِرياني اتّقِد
وامنَح رواء الشّوقِ وجدانًا تَغَشّاهُ السّكون...
غيمٌ ينوءُ، وموجَةٌ حنَّت إلى أعماقِها
وجراءَةُ الآتي تهزّ عروقَنا...
وعدًا توزِّعُ فيأها... مطرًا على أفقٍ أكيد.
تمشي على أهداب أمنيةٍ تُحاذِرُ خدشَ سرٍّ ...
عاشَنا فَزَعًا... وعشناهُ احتقانا..
نَخطو... ورعشةُ خطوِنا من برزَخِ الذّكرى تُحيلُ نِداءَنا...
شَغَفًا يُحاوِرُ بالحنينِ نُهى الحَنين
والصّوتُ يَحمِلُني إلى وطَنٍ يُعيدُ صِياغَةَ الأشياء من عمري... ليَسكُنني
وطَنٌ هنالِكَ يشتَهي شَفقي ، ويجبِلُ من ملامِحنا تضاريس السّكينة
***
يا حُرقَةَ الأشواقِ مَن رَسَمَ الحدود
ليصوغَ لونَ السّرِّ بالصَّمتِ المُباحْ
ذا الفجرُ لَملَمَ لونَهُ من عُمقِنا
حُبًا... ليَسكُبَنا على شَفَةِ الصَّباح
سكَنَت إلى شطِّ العتابِ جراحُنا
ومَضَت.. تُردِّدُ نَشوَةً سُوَرَ الكِفاح
فتَوَضَّئي يا شَمسُ من لَهَفاتِنا
وَدَعي الصِّياحَ يُفيقُ مِن وَجَعِ الصّياح
***
ها يا جُنوني عادَ سِرّي يَكتَوي من بَعضِ سِرّي
نَحيا.. نَسيرُ... وثُمَّ يأتي مَن يُبَدِّلُ كلَّ ألوانِ الحكايَة
وإذا استَباحَ الرّيحُ صَدرَ غُيومِنا...
عُدنا إلى لَونِ الضَّنى...
لنَصوغَ من وَجَعِ المَلامِحِ مِلحَنا
ونَشُدَّ من عُنُقِ الرّياحِ لنا جَناح.
***
أيُّ الطّقوسِ يكونُني لو عِشتُ أُذعِنُ للرّحيلْ
سرّي جُنونُ مَواجِعي... والرّوحُ تروي بالعليلِ صدى العليلْ...
وأنامِلُ الوِجدانِ تَرسُمُ رحلَةَ الأيامِ تُسقى مِن شَرايين الرِّياح
والجُرحُ فاضَ على ضِفافٍ تشتَهي
غَضَبَ الكَيانِ لكي يَعودَ بلا فَلَك
وصَوامِعُ الأسرارِ تَفتَحُ صَدرَها
لُذْ يا جُنوني من جُنونٍ أثقَلَك
***
وجَعُ الحُروفِ للَهفَتي...
وجُنونُها للأمنِيات...
الحرفُ يَختَصِرُ التّضاريسَ التي حَمَلَت شَظايانا إلى حِضنِ الجِهات
لا صمتَ في الحرف الذي احتَضَنَ المواجِعَ، واكتسى شَرَفَ السّكينة
الحرفُ يَعتَنِقُ الجِهات!
وهناكَ؛ في شفَةِ الزَّمانِ؛ يَصُبُّنا...
أنشودَةً ثَكلى، وغيمًا يشتَهي أفقا يصيرُ لهُ إذا انتَصَبَ السَّراب
ليَقومَ عصفورُ الحكايَةِ هاتِفًا:
أنَّ الرّياحَ تَشُدُّ من عَزمِ الرِّياح
وبراءَةُ الآثارِ لا تخشى النّضوب
وجَراءَةُ الأيامِ تَسكُنُ حُلمَنا
وجعًا تُثيرُ بهِ اللّهيبَ على اللّهيب
فَمواسِمُ الشّوقِ التي تَجتاحُنا
عاشت تفِرُّ من الوجيبِ إلى الوَجيب
وغَدًا سنَخرُجُ مِن ملامِحِ أمسِنا
حَرفًا يحاذِرُ بالمَغيبِ من المَغيب
***
هل تَكبُرُ الأحلامُ فينا ؟
هل تصيرُ غَدًا مطَر؟
ومواطِنُ الأشواقِ تسكُنُها سَحابَة...
وحروفُ أغنيَتي التي صارَت إليّ...
هل سوفَ تغدو ومضَةَ الفجرِ المُباح؟













التوقيع

 
قديم 02-15-2013, 11:19 PM   رقم المشاركة : 13
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

مضى زَمَنُ الأماني

للَيلٍ يستَفيقُ على شُجوني = وعُمرٍ يستَظِلُّ بأمنِياتي
وصبرٍ لا يُطيقُ الصّبرَ مِثلي = وعُذرٍ يَكتَسي ألوانَ ذاتي
أبُثُّ مَرارَتي والبَثُّ داءٌ = بِعُمرِ مَواجِعي يَرمي صِفاتي
ويُبقيني إلى تَشتاتِ عُمري = وهامِشِ عالَمي يحلو التِفاتي
فلا صَوتي تَفَتَّقَ عن يَقينٍ = ولا خَطوي تَوَلَّدَ عَن ثَباتِ
ولا جُرحي سقاني بَردَ عُذري = ولا دَمعي شَفيعي في لِداتي
ولا صَمتي كَساني غيرَ ذُلٍ = دُخانَ اليأسِ صِرتُ لدى الحُواةِ
على نَحري وَقَفتُ شِفارَ سَيفي = فأنكَرَني القَتيلُ مَعَ الجُناةِ
على أفقي نَثَرتُ رمادَ عُمري = نُبِذتُ مِنَ التُّقاةِ، منَ العُصاةِ
قَرَعتُ البابَ، بابَ العَطفِ عُذرًا = طُرِدتُ منَ الرُّؤى ماضٍ وآتِ
دخلتُ ممالِكَ الأهواءِ غَرًّا = أُطيعُ على الغِوى قَسرًا غُواتي
أنا الأندى هُناكَ بطونَ راحٍ = ولكني شَقيتُ بأُعطِياتي
هنالِكَ أنكَرَ الغاوونَ كَفّي = ولم تَقبَل ظِلالي ذِكرَياتي
بعيدًا عن دموعي عن جِراحي = بعيدًا عن جُذوري عن رُفاتي
هَوَت بَغدادُ فاستّدعيتُ نَبضي = فخالَفَني، ولم تَفزَع قَناتي
ورُحتُ أُسائلُ الأحلامَ عُذرًا = وأنبِشُ مَجدَ حطينَ الفَواتِ
وسافَرَ مَدمَعي ليَرومَ صوتًا = بأندَلُسِ الملامَةِ والعِظاتِ
هوى صوتي على أطلالِ مَجدي = وصارَ المَوتُ صوتَ مُوَشَّحاتي
ألا يا ليلُ مَن سَيَصونُ كَرمي = وقَد عَطَّلتُ زَحفَ الصّافِناتِ
وعُدتُ أسائِلُ الكُثبانَ عَونًا = على شوقي، فأشواقي عِداتي
فعزَّ بها على المَطرودِ حِضنًا = مضى زَمَنُ الحِمى، فَخرُ الحُماةِ
بعيدًا عن أصولي صرتُ صوتًا = تَعرّى في مَطاراتِ الشَّتاتِ
ألاحِقُ من حَنين الروحِ لونًا = تَناهى مِن أنينِ الأمّهاتِ
فَتَنسَلِخَ الأماني عن صَداها = وتنفَصِمَ النَواةُ عنِ النَواةُ
وتُطفِئَ دَمعَتي أشواقَ روحي = فما شوقي بليلِ الظّاعِناتِ؟
وما صبري وخطوي صارَ خَصمي = رَماني في سَرابِ البارِقاتِ؟
وما أبقى لقلبي من دليلٍ = سوى ولَعي بخارِطَةِ انفِلاتي
فأنزِفُ في بلاطِ الرومِ روحي = ويسكَرُ يزدَجِردٌ من أهاتي
فلا لوني يُشابهُني، وصوتي = نعاني في الرّعيَةِ والرُّعاةِ
غريبٌ خانَني وعدي لِذاتي = وأسقاني جُنونَ تَناقُضاتي
ضَلَلتُ، أهيمُ عِشقَا في ضَلالي = مُجيري مَن شُكاتي، مِن قُضاتي
وغبتُ، أرومُ حظًّا في غيابي = فأغرقني بِسحر تَداعياتي
نما بي سرُّ إنساني لأبقى = أعيرُ دمي حروفي الخالداتِ
فمن يا ليلُ خانَ سكونَ حرفي = ومن عرّى أنينَ الأغنياتِ؟
ومن أشقى الكلامَ بلونِ شَكّي = ومن أهدى المعاجِمَ سَفسَطاتي؟
ومن سَلَّ المَعاني مِن لِساني = لترتَكِبَ الزُّحوفَ تَخيُّلاتي؟
ومَن بالشِّعرِ أغراها نُجومي = ليَستَعصي السُّباتُ على سُباتي؟
أنا يا ليلُ بتُّ أخافُ مِني = ومِن خُطَبي، ونجوى وَشوَشاتي
من الجَفنِ الذي يشتاقُ صَحوي = من الصّحوِ الذي يشكو مَواتي
من الصّمتِ الذي يقتاتُ صَمتي = ويكتبُني بسفرِ المُعجِزاتِ
من الحَرفِ الذي قَد فَرَّ مِنّي = لِيَنذُرَني ذَبيحَ التّرجماتِ
من الموتِ الذي قد صارَ لوني = ومُتَّهِمي بِسَعيي للنّجاةِ
أنا يا ليلُ مَن فارَقتُ ظِلّي = لأسكُنَ في سَرابِ الغابِراتِ
هَوتْ قُدسي وكنتُ أرومُ عُذرًا = على عُذرِ السّيوفِ المُغمَداتِ
بكت شامي فَرُحتُ أريدُ سَترًا = لشكواها بأوكارِ الزّناةِ
ذُبِحتُ وما أخذتُ بإرثِ ماضٍ = ولكنّي جُلِدتُ بفيهَقاتي
أنا المَصلوبُ كلٌّ جَزَّ رأسي = وموتي سِرُّ طوفانِ الطُّغاةِ
ألا يا غَضبَةَ الشّريانِ كوني = نَدى الثُّوّارِ صبرَ الثّائِراتِ
وكوني يا جروحي للثَّكالى = إذا نادوكِ ثالِثَةَ الرّئاتِ
أمِدّي بالنَّشيجِ المُرِّ حُرًّا = تجَرَّدَ للكِفاحِ دِما الثّباتِ
فقد يحيا ضميرٌ في قلوبٍ = عَماها الكِبرُ باتَت مُظلماتِ
وعاثوا في مَواطِننا فَسادًا = وتاهوا في جُنونِ القاصِفاتِ
أبادوا كل رائعةِ المَعاني = تمادوا في عَذابِ الكائِناتِ
ونَمّي بي غمارَ الرّوحِ كوني = مدادَ الصّبرِ مِسكَ التَّضحِياتِ
فقد ولّى زمانُ من استبَدّوا = بأقدارِ الشُّعوبِ من البُغاةِ
وكلُّ رصيدِهم في الكونِ حَرفٌ = تجرّدَ من معاني المَكرُماتِ
لأبقى فوقَ أوطاني شَريدًا = على ظَمَأٍ ويَبكيني فُراتي
ونيلي في انشغالٍ عن هُمومي = يغارُ على البُكاةِ منَ البُكاةِ
وصَحرائي تَئِنُّ بلا جراحٍ = وقد ناءَت بإرثِ العائلاتِ
أنا يا ليلُ من فارَقتُ عُذري = لأخرج من أباطيل الرّواةِ
من الصّوت الذي لا صوتَ فيهِ = من اللّونِ المُمَهِّدِ للوَفاةِ
من الصّمت الذي يقتاتُ عمري = من الوعدِ المُخَدِّرِ، من لُهاتي
لأرفعَ رايتي عُنوانَ مَجدي = أطاعِنُ كلَّ جَبارٍ وعاتِ
فلي شَرَفُ الفدا لتُرابِ قُدسٍ = تُحاضِنُهُ دموعُ الفاضلاتِ
سأفدي بالدّما إنسانَ أرضي = ليولَدَ بي هَديرُ السّاقياتِ













التوقيع

 
قديم 02-19-2013, 12:48 AM   رقم المشاركة : 14
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

ذاكرة تحترف الدّهشة



من عذابات روح
في أخاديد الصمت
يتفلّتُ منّا... بل فينا..
عبث المشوار
ونسير نُؤمّلُ فَيءَ غروب
ريحٌ تستبقي خطوَتنا
تهتزُّ جذوعٌ طافحَةٌ عبثًا وضياعا
لا ينبُتُ للغربَةِ ظلٌّ
والنّحلُ يروحُ ولا يَغدو..
مُذْ أعلنت العقمَ الملكات..
كل الطّرقات ستحملنا حتمًا لبعيد
وال –لكن- صمتًا تتناسخ..
للتائهِ أفقٌ يتجَعَّد
وعيونٌ تسمَعُ بوحَ الدّرب
أتركُ ظلّي يرحَلُ دوني
يغطُسُ في نيلٍ يَسكُنُني
لا يتبلّلُ كَعبُ الخيمَة
تتعَلَّقُني في شارعِ عُقمي
كلُّ طحالِبِهِ العصريّة
أخلعُ عني أردِيَة من نسج الغربَة
أغطس في نهرٍ من شفقٍ
يدهَمُني غضَبي..
أدهَمُهُ...
لا أتذّكّر!
أخبار الشّارعِ عاجِلَةٌ
والفكرة ينقُصُها لونٌ
شيءٌ من ذاكرة القهوة
يحرسُها مفتاحٌ في العُبّ
صرخَةُ بحّارٍ لم يسمَعها زَبَدُ الموج
كانت في سكرتها غرناطة
تحلم بمواسمَ من عسجَد
بمروج من مسك الأعذار
كالقصب على شَطأي بَرَدى
قصّتنا تبدو عارِيَةً
ترتَجِفُ ولم تمسسها ريح
المفتاحُ؟
هنا في العُب..
والبابُ ظلالٌ تتغَشّى أطرافَ ثِياب
نشَرَتها الرّيحُ على فَرَقي
والآهُ شراع..
كَذِبٌ!
لم يألف مَهجَرَهُ أبدًا طيرُ الوروار
والريحُ تَرُشُّ جوانِحَهُ ذاكِرَةً تحتَرِفُ الدّهشة..
ليسَ لي إلّاي
صاحت خطوة..
عادت توًّا من منفاها
والعالم يسكُبُ في فمها مُرَّ صَداها
من صلصال الصمت الكالح
ثُر بي.. صاحت!
واغسل سيف الوقت بنزفي
صاحت:
تتناسل أشباح الغفلة في سر نوافذّ مسبيّة..
تتنازع صرختها ريح..
والصبحُ ذبيح
لا قلب لأمنية عاشت تقتاتُ سراب
القلبُ رغيفٌ يولدُ من رعشات السّيف..
القلبُ جواب..
يتأرجحُ في عنقي شفقٌ والزّحفُ يطول
الرَّعشةُ لوحٌ وخطوطٌ تتمَلمل..
واللّونُ خطاب..
يا سرّي المذبوحَ بذاتي ..
كيف تصير الدَّمعةُ نيزك؟
كيف يصير الجرحُ النازف فينا حشدًا..
مهرا للحرِّيَّةِ
بَيرَق...
صاحت:
والدَّمعةُ في مَجراها تَغرق..
كل معابر شوقي تُغلَق..
أسرج يا دمعي أوردتي
أسطولا من نَزفٍ يُشرِق
لتصير جدائلَ موؤودة
من آثار القصف الهمجي
لخيول الفجر مقاوِدُها
ترجُمُ بشظايا نَهضَتها كلَّ خديعة













التوقيع

 
قديم 03-13-2013, 01:08 AM   رقم المشاركة : 15
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

قلبي لها..

رشّي النّعاسَ على السّرايا زفرةَ النّهرينِ؛ فالموتَ الزّؤام.
رشّي الصّدى من غيمةٍ عبَرَت ولم ترشِفْ نَداها البيدُ...
لم تسهدْ لها الكُثبانُ...
لم توقِد لليلِ الموتِ فيها شُعلتين...
رشّي المواجِعَ دجلةَ الخيراتِ، لن تَبقَي وحيدَةْ..
واللّيلُ يستلقي على بوابةِ الخِذلانِ... والشّفقِ المُعَتَّقْ.
والرّملُ يحبَلُ باستِعارِ الأمنياتِ...
عسى تصيرُ لنا حِكايَة..
ونَرى الزّمانَ على مفارِقِ صمتِنا إغفاءَتين
فنهبُّ للحرّيةِ العجفاءِ بالخبزِ المهمّشِ في موائِدِ من يعاني تُخمَتين
ونصُدُّ من يغدو ليرسمَ قلبَهُ فجرًا..
ونَرجُمُ حُلمَهُ: ماذا؟ وكيف؟
ونُعِدُّ بالأوهامِ أقبيةً تغصّ بكلّ أمنيةٍ وقلب.
رشّي الموانِئَ دجلةَ الخيراتِ بالوعدِ المُغَرَّبِ سَكرَتين
لستِ الوحيدة..
كلّ الموانِئِ باكياتٌ...
حينَ يغدو الموتُ أمنيةَ المُهَجّرِ... والحكايَةُ رَعشَتينْ.
هذا الخيالُ العبقريُّ يزجُّ كلَّ المُبعَدينَ بغربَتينْ
رشّي المواجِعَ دجلَةَ الميعادِ... لم تبدأ حكايتُنا معا...
فتأجّجَت في النّفسِ عاصفةٌ...
وأعلَنَ حبّيَ العِصيانُ ..
والتَحَقت بجرحي غيمتان.
يا دجلةَ الخيراتِ... ما لونُ الزّمان؟
صمتٌ! وفي بيروتَ ينتحِرُ الصّدى...
صمتٌ! وفي صنعاءَ ينتحِبُ المدى...
صمتٌ! وفي قِرطاجَ تاريخٌ يُحاسِبُ نفسَهُ...
ويَضِجُّ في بردى رحيقُ الكبرياءْ...
وعلى شطوطِ النّيلِ تكتَحلُ الظّباء.
يا دجلةَ الخيراتِ... ما شكلُ الرّجاء؟
أعدو؛ يحاصرُني الرّصيفُ على مجامِرِ الاشتِهاء!
والنّارُ تلهَثُ في دَمي،
ودمي تطارِدُهُ الجِهاتْ.
النّزفُ حينَ يُفارِقُ الشّريانَ لا لغةً يرَوّعها صَداهُ، ولا جهةْ.
جُبِلَ الرّصيفُ بصوتِنا؛
فتباعَدَت عنّا أساطينُ الوعودْ.
صُبّي على وجعي –دمشقُ- حريرَك المشتاقَ لي قلبًا وعينْ
كنّا عرايا؛
كانَ مَنفذُنا الوحيدُ ظلالَنا؛
الخوفُ يَسكُننا، وتحرُسُنا المرايا!
أعمارُنا كم صادَفَتنا حينَ كنّا نمنحُ المرآةَ رعشَتَنا ومعنى الالتجاء.
والقلبُ يسرِقُ من عيونِ اللّيلِ لونًا للرّحيلِ، وللغِناء.
مثلي وجدتُكِ يا دمشقُ...
ترينَ في ليلِ المَرايا خيمَةَ تؤويكِ إن عطِشَ السّحاب!
ملأوا عيونَ اللّيلِ بالأستارِ؛ فارتَسمَت قَبيلة.
آخَوا جُنونَ الرّيحِ، وامتَشقوا سهامَ اللّذةِ السّوداءِ،
شقّوا خَيمَةَ الأركانِ، دَسّوا زئبَقَ التّرحالِ في ليلِ المدينة...
سكَنَ الحنينُ –دمشقُ- طُهرَ مساجِدي؛
فتسابَقي عَبَقَ البراعِمِ من جُذورٍ مُترَعاتٍ بالنّماءْ.
سَكَنَ الحنينُ خُطاكِ فالتحفيهِ جسرًا للنّهار
سكَنَ الحنينُ- دمشقُ- جُرحَكِ،
فامنحي بَرَدى براءاتٍ ليَحضِنَ لهفَتي، ويُذيبَ ألوانَ الرّحيل..
عطِشَ الفُراتُ لنَزفِ شِرياني دِمشقُ،
فهيّئي وطَنًا يَصُدُّ مواجِعَ الإبعادِ، والسّفُنَ الغَريبةْ.
سكنَ الحنينُ –دمشقُ- عُذرَكِ،
لن تظَلَّ هويّتي رقمَ الحقيبَة،
أو ملامِحَ سُطّرَت فوقَ الجَبين!
هذا الخيالُ العبقريّ مهيّأٌ ليزجَّ خَطوَ الخائفينَ بغربّةٍ قسريّةٍ حدّ البكاءْ.
سُفُنُ الرّحيلِ أعَدَّها،
وكذا المَواني القاتِمة.
فتيمّمي يا دجلةَ الخيراتِ طُهرًا من رمالِكِ كي أؤمَّكِ ساجدا
ما زالَ في صدرِ المكانِ بقيّةٌ من رعشَةٍ؛
واللهفَةُ العذراءُ تنحَبُ في دمي:
يا نيلُ خانتكَ القلوبُ المُفرَغَةْ!
فاصعَد على وجعي بعيدًا عن مرايا اللّيلِ؛ عن فخِّ القضايا العابِرَةْ.
واصعَد إلى نبضي لنطرُدَ عن مَواجِعِنا المَنافي، والرّكونَ إلى مساحات البُكاءْ.
عادَ المناخُ الشاعِريْ...
يمتَدُّ من وجَعِ الحدود.
والشّعرُ بادِيَةٌ تمَطّت في عُرِيِّ كِيانِنا..
الشّعرُ بادِيَةٌ تُؤَرّقُها الخُطى..
قلبي لها..
ما زالَ في صدرِ الزّمانِ بقيّةٌ من دَفقِ نورٍ قد تفجَّرَ فوقَها..
أصلُ المودّةِ آيَةٌ قدسيَّةٌ؛
عَبَقت لينتَصِرَ اليقينُ على اللّغة.
أصلُ الموَدَّةِ من جنينِ رِسالَةٍ؛
شَمَخَت لينتَصِرَ البَيانُ على القبيلة.
صحراءُ فالتَحفي دَمي!
ولتَزرَعيني في شِعابِكِ صرخَةً:
قلبي لها..
يا دجلة الخيراتِ!
يا نيلَ المَحَبَّةِ!
يا فُراتْ!
قلبي لها..
عطِشَ الزّمانُ لطُهرِها؛
انكسَرَت مرايا الوهمِ؛
ثَمَّ تبَعثَرَت أحلامُ قافلةٍ مَضَت...
والظّهرُ يُخفي طَعنَتين!
قلبي لها..
أتُرى شَبِعنا يا رمالُ تَغرّبا؟
فتريّثي..
إني رأيتُ بما يَرى الصّاحي بأرضِكِ زَحفتينْ:
نورًا ، وشمسًا تَستظلُّ بغيثِكِ القُدسِيْ.
ربيعًا زاحِفًا...
خيرًا يعمُّ القِبلَتين













التوقيع

 
قديم 04-05-2013, 05:08 AM   رقم المشاركة : 16
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

الحبُّ أصلُ الرّؤى



بأمّ وعيي رأيتُ الحلمَ مُنتَحِرًا
والآه تُفــرَغُ حتى من مَـعــــانيــها

والصّمتُ يجزَعُ من صمتي ويترُكُني
لا الرّوح روحي ولا طُهري يُدانيها

بي رغــبــةلاتَـشــي إلا بِمُـعـضِلَــتي
فالخَلطُ يسكُنُ أفكاري ويُرديها

اللّــــــونُ يحكُمُ آمالي يُشــــــتِّـــتُــهـا
ينأى الجُمــــودُ بهــا عنّي ويُنئيها

راوَدتُ نفسي كثيرًا كي أساكِنَها
وهمُ الكمالِ بها يَشـقى فَــيُشـقيها

الحبُّ أصلُ الرّؤى إنسانُ مَرحَمَتي
لوحدَةِ الكونِ إحســاسـًا يُجَــلّـيـها

للّـيـــــلِ تســـكُنُ آلامي وتَـتــرُكُني
أحـتـاجُ أمنيتي... شــوقا أعانيـها


فالليلُ مُنعَطَفُ الآلامِ يحضِنُها
ويدفعُ الروحَ للأشــواقِ تكويـها

فجري يُغَرِّبُني عن هَجعَتي لأرى
إنسـانَ شَـوقي ذَوى هل كانَني فيها؟

معاذَ صوتِ النّهى أن يَستَقيهِ غَدي
مادامَ صــوتي صدى روحٍ أعـاديـهـا

والنّفسُ تعشَقُ دنياها، وما وهِمَت
من حُســـنِــها فـتنةٌ قد خابَ بـاغيها

والرّوحُ ما أنكرت في الأرضِ غُربَتَها
يَـتيـمـةً قــد غَـــدَت تَـحــيـا تَـــدَنّيـــــها

معــــــراجُها رَغِــبَـــت ألا يُــفــارِقَـــهــا
لكنّ ليــلَ الهــوى أغــرى سَــواقيـها

هامَت فهانَت وما تدري لِشِقوَتِها
أنّ الهُــيـامَ ثيـابَ الـرّزءِ كاســيـها

تّرومُ مُؤتَلَقَ الأحلامِ عاشِـــــــقَـةً
والعشـقُ يُشـقي النُّهى يُلغي مَراقيها

في مسرَحِ الحُلمِ في دُنيا تَصارُعِنا
تَشــقى القلـوبُ وتهـوي عَن مَعاليها

لا يَمنَحُ الفَجرُ فيها مِن مَلامِحِهِ
إلا نُـفوسـًا تَسـامَت في مَـرامـيـها

لا تعشَــقُ الرّيحُ فيها مَن يَلينُ لها
بل قَـد تُــواتي جُــنــونًا مَن يُـجافـيــها

يا سائلي عن غَدي هل كُنتُ بالِغَهُ؟
فَـلـتَـسـعَ إنّ الـدّنى دانت لِــراعـيـها












التوقيع

 
قديم 04-29-2013, 01:28 PM   رقم المشاركة : 17
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صالح أحمد

أنا الطريق

قال انتظرني عند مُفتَرَق الطّريق إليكَ منكَ... وكان بي...
وعدا يؤرجِحُني على شَرَفِ الطّريق ...
فكيف يهجُرُني الطّريق؟؟
وأنا اصطباري أبجديةُ موسمٍ لا يستريحُ كما الفصولِ، ولا يُفيق..
؛؛؛
يا... يا زمانَ الوَصلِ، يا شَرفَ الغَريق .
كنْ ما تكونُ..
فلن أكونَ سوى لُحَيظاتِ انتظاراتي طريقا لا يغيبُ ولا يَضيق..
ولا تغيّرُه ازدحاماتُ المواسمِ والمَزاعمِ والصّور...
كن ما تكون فلن أكونَ سوى اختصاراتِ المسافةِ بين تكرار الكلام؛
وما استطاعت رحلتي أن تَعبُرَه ...
من غائرات جذورنا؛
حتى انتصارات اللّغة.
كن ما تكون...
فلن أكون سوى الصّحاري الزّاحفاتِ على افتراءاتِ الصّوَر
؛؛؛
قال انتظرني عند مفترقِ الطّريقِ،
وكنتُ لا أحتاجُ إلا أبجدياتِ الرّجوعِ لقلبِ صحرائي ...
وصحرائي طَريدَة !!
فسكنتُهُ لغةً تماهت بي لتُبلِغَني زمانَ الوصل؛ والغيثُ بعيد..
هل من جديدٍ يا نَدى الأعذارِ، قُلْ هل من جَديد؟!
؛؛؛
قال انتَظرني عند مُفتَرَقِ الطّريقِ إليك منك ...
فقلت: ما عيناكَ إلا أبجديّاتِ الولادةِ كلّ حينٍ من جديد.
قد أشتهيكَ لأشتهي ذاتي لَديكَ وليدةً
أو أشتهيكَ بَقاءَ أمنيتي لديكَ غِوايَةً ...
أو أشتهيكَ حروفَ أغنيَةٍ بِعشقِ زمانِها أبقى غريبا !!
؛؛؛
يا... يا زمانَ الوَصلِ، هل أولَيتَني صَبرًا أُعاقرُهُ ليبلُغَني زَماني ؟!
أنا لم أعُد أحصي انتصاراتي على ذاتي لأعلِنَها سكينة ..

طولي قليلا رَعشَتي ...
طولي ليسكُنَ خاطِري
طولي، امنَحيني يَقظَتي
لأُعيدَ صَوْغَ مَشاعِري

قد عشتُ عُمري أشتهي ما أشتهيهِ لأنّني أَمَّلتُهُ لونًا لذاتي..
طولي قليلا رعشتي ... طولي قليلا
قد تستريحُ فراشَةُ الحُلُمِ التي تاقَت لِمَولِدها الجديدِ بأُمنِياتي.
طولي، اشتهيتُكِ أن تَطولي،
كي أُعيدَ صِياغَةَ اللّغةِ التي ستعيدُ تعريفي بذاتي.
طولي قليلا ريثما أُحصي لُحَيظاتِ اشتِهائي أن تكونيني وقد طالَ الطّريق .
ستّونَ عاما لم أجدْ آثارَ يومي في تَعاريجِ الزّمَن...
ستّونَ عاما لم أكن إلا اشتهاءَ نهايةٍ لا تنتهي ...
ستّونَ عاما لم أعش لوني ... وكان الموتُ يصنعُ كلَّ ألوانِ الطّريق ..
ستّونَ عاما واحتقاناتُ المَغاني كل ما يَحكيه ذَيّاكَ الأفق..
؛؛؛
طولي قليلا يقظَتي... لأعيدَ صَوغَ حكايَتي في أبجديّات اشتهائِك..
هات، امنحيني لمحَةً، لأعيدَ رسمَ مَلامِحي ...
كوني هُبوبي... أستَعيدُ سَكينَتي..
وأُعيدُ رسمَ مخاطري...
؛؛؛
ستّونَ عامًا كنتُ لونَ مُشَرِّدي
ستّونَ عاما كُنتُ أضلُعَ هيكَلٍ يحتَلُّني
ستّونَ عاما كنتُ ظلاً للسُّدى ..
وغُبارُ أمنيَتي يُسابقني ليُحصي كلَّ ألواني التي كانت... وأحلُمُ أن تكون ...
ستّونَ عاما لا أفيقُ من الظُّنونِ سوى على صوتِ الظُّنون..
ستّونَ عاما لا أرى نومي سوى حُلُمٍ ولا...
حُلُمي سوى نومٍ.. يكونُ؛ ولا يكون!!
ستّونَ عاما كلُّ ما يجتاحُني ما كُنتُهُ ... ما عادَ لي...
ستّونَ عاما كلُّ ما فوقي نجومٌ لا تُغطّيني، ولا تحتاجُ ناري..
ستّونَ عاما حَوَّلت لُغَتي حِواراتٍ لذاتٍ لم تَعُد ذاتي... ولا ترتاحُ بي!!
ستّونَ عاما والبدايةُ والنّهايَةُ بعضُ أسرارِ الحكاية..
؛؛؛
يا... يا زمان الوصل؛ هل أبكيكَ؟ أم أبكي عليّ ؟!
أنا لم أعد اُحصي انتِصاراتي على ذاتي ...
تمرّدَ صوتُ إحساسي عليّ!!
أنا لم أعد مَلِكًا لأمنيتي؛ فساعدني... سأحصي ما لدَيّ:
شَفَقٌ، وأغنيةٌ، ولونٌ مُضمَحِلٌ لانسِكاباتِ العواطِفِ، وافتِراءاتِ المَواقِفِ،
والوقوفُ المُرُّ في ظلِّ الشِّراعات الحزينَةِ، وارتعاشُ البحرِ منبوذًا على شرفِ الموانِعِ،
والرّمالُ المستبيحةُ للرُّؤى خلفَ انقِباضاتِ الخيالاتِ الكسيحةِ، والمروءاتِ الذّبيحة،
واستِباحاتُ المَواجِعِ، وانحناءاتُ الضّلوعِ على حنينٍ لم يَثُر إلا علَيّ...
؛؛؛
يا... يا زمان الوصلِ، ثُرْ منّي وبي...
لأعيدَ من روحي بناءَ مراكبي ...
سَعيًا إليّ .
؛؛؛
ستّون يا وجعي احتواني كلُّ ما لم يُرضِني بالأمسِ، أو يَرضى عَلَيّ
ستونَ عاما تستعيرُ مَرارَتي من رَقدَةِ الصّحراءِ صَرخَتَها، لتَجعَلَها لأحلامي هويّة!!
ستونَ عاما قد فَتَحتُ نَوافَذي للرّيحِ ؛ لم تَجلِب سوى...
رمل الصّحاري يستعيدُ شعابَ زَحفتِهِ لدَيّ .
ستونَ عاما والمدى لم يعطِني إلا ظِلالَ أصابِعي ...
وحروفَ أغنيةٍ تصوغُ مَواجعي ...
حَجَرًا سيُعلِنُ جرحَ إنساني قَضيّة!
ستونَ عامًا كلّ شيءٍ كانَ ينتظِرُ انكِساري... والصّدى...
قال انتظِرني عند مُفتَرَقِ الطّريق إليكَ منكَ... وكانَ بي...
صمتا يُترجِمُني انتفاضاتِ الطّريقِ...
فكيفَ لا أغدو الطريق؟!!













التوقيع

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان الشاعر / سمير عودة عبد الرسول معله دواوين شعراء النبع 106 11-29-2022 01:51 PM
ديوان الشاعر / محمد ذيب سليمان عواطف عبداللطيف دواوين شعراء النبع 147 06-29-2019 11:13 AM
ديوان الشاعر / محمد الضلعاوي وطن النمراوي دواوين شعراء النبع 20 06-02-2013 12:27 AM
ديوان الشاعر / محمد فؤاد محمد عواطف عبداللطيف دواوين شعراء النبع 6 12-03-2011 01:48 AM


الساعة الآن 02:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::