طالما تساءل بعضنا : إذا كان الأب أو الجد مؤمناً تقياً ، فهل من المفترض أن يكون الأبناء والأحفاد كذلك ؟.دعونا نرى قول الله تعالى في هذه المسألة .
1. تحديد درجة التقوى من اختصاص الله تعالى وحده :
يقول الله تعالى:
(الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشاكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) النجم 32 .
2. تجربة الرسل :
1. نوح عليه السلام : كانت زوجته من الغابرين وكان إبنه منافقاً .
(وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46() هود .
(ضرب الله مثلا للذين كفروا امراة نوح وامراة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين) التحريم 10
2.لوط عليه السلام : كانت زوجته كافرة
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170( إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)) الشعراء
3. تجربة إبراهيم عليه السلام :
قال تعالى :
(وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّهُ بكلماتٍ فأتمهنَّ قال إني جاعلك للناسِ إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينالُ عهدي الظالمين ) البقرة 124 .
إذن هنالك ظالمون من ذرية إبراهيم عليه السلام لن ينالهم عهد الله تعالى .
وهذا لا يعني أيضاً أن التقوى دائماً تنعدم في الأبناء ، ومن الأمثلة على ذلك والتي وردت في القرآن الكريم :
1. يعقوب : إبنه يوسف وأخوه
2. زكريا : إبنه يحيى
3. لقمان الحكيم : إبنه
4. موسى : أخوه هارون، وزوجته أيضاً وهي إبنة الرجل الصالح
مما تقدم ذكره نستنتج أن التقوى تعتمد على الإنسان نفسه ،وليس شرطاً توريثها للأبناء .أي أن يكون ابن التقي أو حفيد التقي تقياً .