إن امتنا تقرأ القرآن . وتستمع الى تلاوته . ولكن كحروف بلا معان . وكلمات بلا مفهوم . ومن هنا فإنها لا تعمل بالقرآن . كما هو مطلوب . لأنها لم تفهم القرآن . والفهم هو المقدمة الطبيعية للعمل بالشيء.
تحية طيبة بعد ...بعد أن كتبت في محرك البحث الجوجل عبارة أمتنا لاتقرأ ...وجدت أن العديد من العرب وعلى مستويات شتى تطرقت إلى ماجاء في تساؤلاتك وماطرحتيه لنا سيدتي الفاضلة سلوى حماد
ونسخت العبارة في أعلاه إليكم كونها تختصر المزيد المزيد ولأن القرآن هو دستورنا الإلهي السليم ...ولكننا قرأنها بما يوائم أفكارنا فوصلنا إلى أن العربي يقتل العربي والمسلم يقتل المسلم وكل واحد منهم القاتل والمقتول يردد الله أكبر ..وخلف كل واحد منهم دولة تكتب وتردد ذات الآيات ,,,( وإن ينصركم الله فلاغالب لكم ) ...وهذا لمسناه وعايشناه في حروبنا بعضنا مع البعض الآخر ومازلنا نتقاتل ونردد الله أكبر وفي أعلى أصواتنا ....
هذا مدخل للمـأساة ...مدخل للوجع ....
..يتبع
يا ترى هل السبب في كم الهزائم التى توالت علينا كعرب فخلقت عندنا حالة من الهموم المزمنة؟
نعم حصلت إنكسارات في النفوس ولكن على مستوى كبير وليس مطلقاً لكنه خلق الجفاء وكان الذي يقرأ لم يعد واقعياً ( بطران بالعراقي ) ..
سيدتي العرب يعيشون في تموج في حياتهم فتارة في القمة وتارة في الأسفل ولكن القمة ليست مطلقة وإنما نسبية لايعتمدها كقمة إلاَ المترفون ...لكن التموج حاصل ...
ولعل الهموم المزمنة ترجع إلى عدم وجود اوتبني إقتصاداً متينا ينهض بالامة لما تستحق ومازالت لحد الآن لاتوجد برامج إقتصادية مهمة ...نملك كل الخيرات ولكن دون توظيف تام وعادل ومستمر ..هذا عامل هام يؤثر في مظاهره على منازل القراءة والتعليم ويسبب التخلف ...نحن أمة مازلنا نعاني من الأمية ...نحن أمة المستعمرون فرضوا سيطرتهم على كل مفاصل حياتنا ...الدولة العثمانية والفارسية والبرتغالية والإسبانية والمغول والتتار والبربر وحتى الحديث من الإستعمار الأوربي حتى فرضوا لغاتهم على واقعاتنا ...ومازلنا ...نعم السئ مازال مستمراً والجيد متقطع ....تموج كبير ,,,مؤلم ....يتبع
الأنظمة العربية كانت ومازالت تفرض كتباً تلائم طبيعة نظامها وتمنع الآخر....ومررنا كشعوب عربية في واقعاتنا لمضايقات أمنية وماتزال لحد الآن ...نحن أمة أنظمتها الحاكمة تخاف القارئ وتخاف الكتاب ومازالت ...
سيدتي الفاضلة ..
التاريخ العربي والإسلامي تشوه كثيراً وبات كل نظام يكتب التاريخ على هواه ....العربي بات في دوامة ومنذ طفولته ,,ومازال....الطفولة صارت ضحية التغير في الأنظمة وخلقت في النفوس ومنذ الطفولة الخوف والرعب ...
الكتب الدينية لدينا باتت متباينة ...الكتب التاريخية متباينة ....لانتفق على من صنع أول عملة فالكل الغالب يبتعد عن الحقيقة والقليل يقول الصدق ولكن السلطة والمال دوماً مع الجهات الحاكمة الخاطئة والتي صنعت بيئات ومنذ القديم بتنا اليوم نعاني ويلاتها بقوة ...
سيدتي جندت دولنا من يشوه التاريخ من خلال تشويه وتحريف كتبنا المهمة ..
-- لوتمعن القارئ العربي على كتاب مشهور ما ...وعندما يعاد طباعته يرى تغيراً في بعض توجهات الكتاب ...السبب تغير نظام الحكم !!!!
-- عندما مات بولص سلامة وجدوا في بيته أوراقاً هامة لم ينشرها في وقتها خوفاً من بطش النظام ..تم طباعتها فسميت كتابات ممنوعة )
-- في العديد من الكتب المهمة للمؤرخ حسنين هيكل ..نرى في صفحاته فراغات وبعد فترة ما يتم وضع سطوراً محلها ولكن عند تغير النظام ..يتبع
غلاء الكتب ودخولها في عالم التجارة ...وتغليب الكتب المعدة أن تكون أكثر جاذبية من خلال عناوينها المتخصصة في الطبخ واللطائف والجنس والزواج والحظ والأبراج وتفسير الأحلام وتعلم اللغات وماشابه ناهيك عن القصص البوليسية وفضائح الناس والسباقات الرياضية وحياة الفنانين باتت هي الأقرب للناس لرخصها وجمالية عناوينها وتصاميمها وكثرتها ...المطلوب أن نختار الكتاب للطفل والمراهق كما نختار له الطعام الجيد...ولعل هذا أخطر...فتشويه العقل والروح أخطر من تلوث المعدة ...ولارقابة على هذه الكتب بطرق علمية مدروسة ...
-- نوعية الطباعة فهناك الطباعة التي تجعل من الكتاب مرناً طيعاً لليدين وليس قاسياً له تأثير كبير على رغبات القارئ...
-- قلة الدخول للمكتبات العامة وندرة هذه المكاتب وظلت الكتب فيها هي ذاتها القديمة والتي يبحث عنها المتلقي لغرض الدراسة وإعداد البحوث أي تقتصر على الدراسات والأكاديمية الحضور ..حتى باتت رائحة الكتب وماأجملها من رائحة تفوح منها وتحتاج إلى تجديد في الكتب ونشر الأضوية فيها وتغيير الأثاث لما هو أجمل ووضع مايبهج النفس فيها لمزيدمن التقبل ...
-- الإكثار من المعارض الأدبية والثقافية والفنية والعلمية والهندسية والطبية وعلى الدوام مع لزوم عمل تخفيضات ملموسة في البيع والتناول ؟؟
نحن نقرأ عندما يتم فرض القراءة علينا سواء في الدراسة والتعليم ..ولايوجد نهضة توعية ثقافية نابعة من الذات ...التثقيف الذاتي جداً ضعيف
..سرعة التقنيات والإتصالات والإنترنيت له سطوة كبيرة مضافة لها تأثير سلبي على القراءة المعتاد عليها
موضوع رائع سيدتي ..أحييك
غاليتي سلوى كم تروق لي مثل هذه المواضيع
وسررت أنا الاخرى بهذه المداخلات الثرية
وتعبت و انا أقرأها كلها
فشكرا للجميع
ودام التواصل النديّ الثمين
سأعود للمناقشة
القراءة هي طريق العلم ومفتاح السعادة في الدنيا والآخرة فهي تفيد الإنسان فـي حياته و توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة وتنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقًا وأبعد غاية والقدرة على القراءة نعمة من أهم نعم الله علينا
قال الجاحظ : الكتاب نعم الأنيس في ساعة الوحدة ونعم القرين ببلاد الغربة، وهو وعاء مليء علمًا وليس هناك قرين أحسن من الكتاب، ولا شجرة أطول عمرًا ولا أطيب ثمرة ولا أقرب مجتنى من كتاب مفيد، والكتاب هو الجليس الذي لا يمدحك والصديق الذي لا يذمك والرفيق الذي لا يملك ولا يخدعك إذا نظرت فيه أمتعك وشحذ ذهنك وبسط لسانك وجود بيانك وغذى روحك ونمى معلوماتك، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة.
وفي الإحصاء ورد إنَّ متوسط اقتناء كلِّ ألف نسمة في العالم العربي لا يتجاوز عشرين كتابًا، ويقل ذلك كثيرًا عن نظيره في العالم؛ حيث متوسط الاقتناء العالمي يزيد عن أربعين كتابًا، وفي بعض الدول يصل هذا المتوسط إلى 600 كتاب لكل ألف نسَمة
أمة لا تقرأ ولا تأخذ عبرة من ماضيها , ولا تمتد جذورها إلى أصولها إمة تلغي كل شيء جميل وهي تسير
فالفجوة المعرفية العربية متعددة وعميقة، واستمرار الفقر والتهميش الاجتماعي سبب كبير لذلك فإن الأمية عند الكبار والصغار تشكل تحدياً يواجه أنظمة التعليم في كثير من البلدان العربية، وللحكومات دور كبير في تحقير القراءة والثقافة حتى يسهل السيطرة على النفوس فارتفاع مستوى الأمِّيَّة في عالَمنا العربي، والتي لا تزال أعلى من المتوسِّط الدولي، وحتى أعلى من متوسِّطها في البلدان النامية يقف حجَرَ عثْرة نحو التحول إلى عالَم القراءة الرَّحْب، وانتشار الأمِّية الثقافية بين المتعلمين و اكتفاء شبابِنا بما ناله من التعليم وعزوفهم عن القراءة أدى إلى هجرة المكتبات وإخفاق المناهج الدِّراسية في تشجيع النشْءِ على القراءة والاطِّلاع وتقديمها للطلاب بصورة عصرية، تتَّسم بجاذبيَّة العرْضِ وتنشيط القدرات وتحفيز الملكات الإبداعية وسوء البرمجة لتحقيق ذلك وغياب ثقافة الكتاب عن الكثير من البيوتات وفقدان التوجيه الصحيح و الجهل والغرور والنظرة القاصرة للنفس وتغير الذائقة إضافة إلى انتشار وسائل الإعلام التي استهلكت حيِّزًا كبيرًا من وقت الناس، وأسهمت بشكل كبير في إقصاء الكتاب في عالَمنا العربي من مكانِه، واكتفاءُ أغلب الناس بالثقافة المرئيَّة والفضائيات لما فيها من أمور تغري النفوس وتبعدهم عن كل ما هو مفيد بكل يسر.
اللهم اجعلنا ممن يقرأون فيفهمون .
الغالية سلوى
شكراً لهذا الطرح
تحياتي وتقديري
الغالية عواطف أهلاً وسهلاً بك
جميل ما جاء في مداخلتك من معلومات وخاصة الآية القرآنية الكريمة التى بدأت مداخلتك بها ثم أبيات الشعر التى اخترتها لنا فيما يخص الكتاب..
لقد لفت نظري نقطتين هامتين في مداخلتك اخترتهما ليكونا محوراً لردي هنا..
فإن الأمية عند الكبار والصغار تشكل تحدياً يواجه أنظمة التعليم في كثير من البلدان العربية
هذا سبب مهم جداً في عزوف شريحة كبيرة عن القراءة إذ ان نسب الأمية في بلداننا العربية كبيرة ...لقد قرأت تقريراً نٌشر مؤخراً قدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) أن عدد الاميين العرب الذين تفوق أعمارهم 15 عاما "يصل قرابة 97,2 مليونا" أي ما يعادل 27,9% من سكان الوطن العربي ممن هم في هذه السن...طبعاً هذه نسبة صادمة ولها تأثير مباشر على موضوع القراءة اذ يجب تعليمهم أولاً حتى يتسنى لهم القراءة..
وسائل الإعلام التي استهلكت حيِّزًا كبيرًا من وقت الناس
هذا أيضاً سبب مهم أبعد الناس عن القراءة..هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية التى تعج بالبرامج الهابطة غير الثقافية...معظمها برامج للتسلية فقط ولا تضيف أي معلومة للمشاهد..تسرق وقت المشاهد وجهده ومشاعره حتى لا يبقى له وقت لقراءة صفحة في اي كتاب. بات معظم الناس يفضلون البقاء في البيت على الخروج وأصبحت المكتبات فارغة الا من بعض الطلاب الباحثين عن مصادر لبحوثهم العلمية...
أسعدني حضورك شاعرتنا الجميلة ..أشكرك على هذه المداخلة الرائعة التى أضافت للنص الأساسي بعداً جديداً
صديقتي الحبيبة سلوى
أثرت موضوعا خطيرا يتعلّق بتراجع أمّة إقرا عن القراءة ....وهي ظاهرة في تفشّ مطَّرد تتفاقم مع العصر وتتزايد لتغرق الشّعوب في الأميّة وتتراجع بموروث حضاري متقدّم لشعوبنا العربيّة
والقراءة كعمل تربويّ يرتقي بمعارفنا ويكسبنا المعرفة هي دربة يجب أن نعوّد اطفالنا عليها منذ الصّغر ويجب أن تكون برامجنا التعليميّة في اهدافها البعيدة مصوّبة نحو مهارة القراءة والمطالعة
فالكتاب الورقي يا صديقتي أخذ في التّراجع أمام طفرة الوسائل الحديثة والتّقنيات المتطوّرة التي أنخرطنا فيها بحكم العولمة ولعلّ الكتاب الإلكتروني الذي أصبح متاحا بمجرّد زرّ نديره خلّف لدى ناشئتنا عدم الرّغبة في ممارسة القراءة كوسيلة للتّعلّم وتوسيع الآفاق لديهم
محكومون نحن يا غاليتي بتداعيات الحداثة وتطوّر وسائلها ولكني أجزم أنّ القراءة تبقى في صدارة اسباب تقدّم الشّعوب وتطوّرها ....
شكرا لطرحك الرّائع فقد راقني كثيرا أن تهتمّ مثقفّة في حجمك بمعالجة هذه الظّاهرة وطرحها للنّقاش ...
ومعذرة على الإرتجال فلي عودة بأكثر تأنّ ودقّة لما طرحت
محبتي والتّقدير وكم إشتقتك يا سلوى
الغالية دعد أهلاًبك،
بلا شك أن سبب تراجع أمتنا هي نسبة الأمية العالية التى جعلت عدد كبير من ابناء هذه الأمة لا يعرفون القراءة وبالتالي لم يكن لهم صلة أبداً بالكتاب..
من ردك الجميل اقتطفت التالي :
ولعلّ الكتاب الإلكتروني الذي أصبح متاحا بمجرّد زرّ نديره خلّف لدى ناشئتنا عدم الرّغبة في ممارسة القراءة كوسيلة للتّعلّم
لن يحل الكتاب الألكتروني محل الكتاب الورقي وهذا سمعته من زملاء وأصدقاء ممن يستخدمون الكتاب الألكتروني..الكتاب الألكتروني جيد ويعتبر وسيلة للتعلم والبحث ولكنه محصور بجلستك أمام شاشة الكمبيوتر أما الكتاب الورقي فهو يتنقل بيدك أينما ذهبت..صحيح ان التكنولوجيا تطورت وأصبح الجميع يحمل التابلت والأي باد وهما بحجم الكتاب الا انني مازلت أشعر بقيمة الكتاب في يدي واشعر بأنني أتواصل معه أكثر من تواصلي من خلال الانترنت.
محكومون نحن يا غاليتي بتداعيات الحداثة وتطوّر وسائلها
بقدر ما قدمت لنا الحداثة من تسهيلات الا انها قد مسحت جماليات كثيرة من حياتنا...سهلت لنا أموراً عديدة لدرجة أصبحنا نعتمد عليها في كل شيئ ولم نعد نستخدم عقولنا...على سبيل المثال لم نعد نستطيع حساب بعض الأرقام بسهولة لإننا اعتمدنا على الالة الحاسبة..أصبحنا في حالة من الكسل الشدي لدرجة عندما يضيع الريموت كنترول نصاب بهيستريا رغم ان المشكلة لا تحتاج الا بضع خطوات لتغيير القناة...لكننا كما قلت محكومون لإننا أدمناها ولا مخرج منها...