وأنا الذبيحُ على مساحاتِ الشّقاءْ
وطني تشظّى مثلَ أشْلاءِ القتيلْ
ودماءَ جرحي يرشفونَ ... فيسكرونْ
هل يستحي المقهورُ من حقْدٍ دفينْ؟
.........
هذا قدر الصادق في عالم قتلته الخديعة
رحم الله شاعرنا وأسكنه فسيح الجنان
كثيرا ما أدمعه جرح الوطن
وتوقف قلبه النابض بعد كتابة قصيدته نفحة البلعاس
ومن المميز أنه كان يمنحنا الأمل
فما من قصيدة إلا وختمها بالأمل
ما مات رمزت
ما مات
لست مصدقة
نفحة البلعاس
==================
قوموا نقبلْ تُرْبةً عبِقـــَـــــتْ
بالمجْدِ بالتاريخ قد سمَقَـــتْ
... تأبى على الطّاغينَ في عِظَمٍ
ترنو إلى عزٍّ لهُ انْطلقتْ
كم من غزاةٍ بهــــــا عثَروا
فالنارُ في أحقادِهم حدَقتْ
كـــم عاندَتْ في كِبْرها جبلاً
سمّوْهُ (بِلعـاساً) له رمَقتْ
لو تبتغي علْمــــــاً فأنتَ بها
والشعرُ نبضُ الحبِّ قد سبقتْ
(سلـــــمْيَةُ) التّاريخُ تغزلُـــــهُ
تمشي بعزّ النّفسِ قد وثقَتْ
كــــــم عانقتْ بيداءَها ولعاً
والشمسُ في أعطافها شرَقَتْ
كم غارتِ الحسناءُ يسحرُها
تغدو إلى العلياءِ قد لــحقتْ
ترنو إلى نجْم الفضا ولَـــــهاً
كي تقتطفَ الأنوارَ إنْ بسَقَتْ
من رامَ شعراً يغترفْ عبَقـــاَ
منْ ( شامةِ التَّلِّ ) الّتي عبقَتْ
دعَوْا فؤادي يحتضنْ فرحاً
تربا إذا حنّتْ وإن حنقـَــــتْ
لي فيكِ أحبابٌ لـــــقدْ رحلُوا
يا دمعةً جَفني بهـــــا حرقََتْ
يا شامُ أنت الأمُّ تحْـــضُنُنا
يدٌ بسقفِ المجْد قد علِقتْ
ربّاه في كِبْدي هنا وجَـــــعٌ
سهامُ قتْلي اليومَ قد مرَقتْ
متى ألاقي موطني سمِحاً
نحيا بهِ أمواهُـــــهُ دفَقتْ؟
كي نحضنَ الأغصان في شغفٍ
غِرْبانهُ في الذُّل قد سُحِــــقتْ
ـــ السَّلَمِيّة : مدينة شرقي مدينة حماة في سوريا حوالي 35 كم
ـــ شامة التل : بلدة الشاعر ( تلْدُرَة ) بين حماة والسّلمِيّة غرب السلمية 10 كم
ـــ البلعاس : جبل في بادية السلمية عُرف بكثرة الغزلان وشجر البطم برائحته الزكية
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه
يرحمك الله ايها الشاعر الذي قرأناه ميدعا رائدا في مرحلة التجديد الشعري.. صعقنا من خبر رحيلك .. ولكن ماذا نجدي الحسر ة ولا رادا لقضاء الله .. ولكن ليس لنا الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون ..