صدقت فيما ذهبت اليه عزيزي العربي..
فالحب يأتي بلا استئذان ويسعد البعض ويشقي آخرين..
والأم هي نبع الحياة..والزوجة رفيقة العمر وألأخت هي الحنان..
والحياة تجري لاحكم لنا عليها لكننا نحيا..
تحيتي
قراءة و تحليل جميل ...ولا يخفى أن من يفهم الشاعر
أكثر هو الشاعر...شكرا.
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
هي لقطات لكاسات فيها الشهد والعلقم
فيها سعادة الحب وشقاؤه
فيها جنته وجحيمه
رائع التصوير أنت
أقف خاصة أمام الصور المدهشة متأملا
العربي حاج صحراوي مصور مبدع أنت
تحياتي
حضور شاعرفي متصفحك دوما يعني وفاء...كذلك شاعرنا الكبير صبحي ياسين و هو يشرفنا في كل إطلالة ...بورك القلم .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
لمّا اقرأ لك شاعرنا المتميّز تطيب في ذوقنا القصيدة بحواملها ومقاصدها ..
-1-
كَمْ قائِلٍ : ماكانَ حُــــــبٌّ مُطْلَقَا = فقلت : قلبي نَابِضٌ كِيْ يَعْشَقَا
وشَمْسُنَا مابَزَغَتْ أو ضَــــــحِكَتْ= إلا لِكَيَ تُضِِـــــــــــيئَنا وَ تُشْرِقَا
والحُسْنُ من ظِــــــــلالِهُ مَحَبَّةٌ = والقلبُ تَرنُو عَيــــــنُهُ كي يُطْرَقَا
ومَا لنا سُلْطَانُ حُكْمٍ في الهَوَى = أوْ نَحْنُ أهْـــــــــــــلُ قُوَّةٍ لِنُعْتَقَا
فَاتْرُكْ رِيَاحَ الحُبِّ فَهْيَ مِنْ شَذًا = تَهُبُّ طُولَ العُمْرِ كي تُسْـتَنْشَقَا
ففي هذه الأبيات ما يستوجب الوعي والإدراك
فمعاني الحبّ ووعينا به كإحساس إنسانيّ يظلّ في تفاعل وتوالد لدى متلقي النّص الشّعريّ
بل لعلّ دلالاتها وارتساماتها في الرّوح تولّد أحاسيس ليست حاضرة ومعلنة في الكلام
وهذه لعمري من ذروة الإبداع الشّعري لديك أخي الصحراوي فلنصوصك الشعرية وظيفتها في أحاسيسنا .
ففي إعتراف جميل نقيّ تلقائيّ منك تردّ على كم من قائل
ما كان حبّ مطلقا
وليس هذا زمانه ويجيئ القول الناصع منك ليدحض كلّ إفتراض حول الحبّ كشعور إنسانيّ يضيئ قلوبنا وينتشلها من نكد الدّنيا ومتاعبها
قلبي نابض كي يعشق
أجل سيّدي قلوبنا نابضة كي تعشقَ
فكأنّي أنا القارئة المبدعة التي تشاركك هذا الإرتسام فدلالات قصيدتك وابياتك في الحبّ كحالة شعوريّة إنسانيّة هي استنفار لما هو مخبووء فينا ومتسترين عنه
فيشرقُ الحبّ فينا محاولا ايقاظنا من رقدتنا
-2-
لبي وعقلي صرَّحَا في اتِّفاقْ =أنَّ ثلاثةً كَسَــــــــــبْنَ السِّبَاقْ
أُمًّا لها فضْلٌ بِمَا قَدَّمَــــــــــــتْ = مِنْ عَمَلٍ لأَجْــــــــلِنا لاَ يُطَاقْ
وَ امْرَأَةً حَبِيبَةٌ قدْ سَــــــــــقَتْ = حَيَاتَنَا بِمَوْعِدٍ وَ اشْـــــــــتِيَاقْ
وَ زَوْجَةً ظِلاَلُها نِعْــــــــــــــــمَةٌ = يُنْعِشُنا بِها شَـــــذًا مِنْ وِفَاقْ
وَ كُلُّ أُنْثَى كَانَ تَقْدِيـــــــــــرُهَا = مِنْ إخْوَةٍ مِنْ جِنْسِهَا أَوْ رِفَاقْ
وتكشف فينا تداعيات وتدركها محاولا ربط ما سبق من المعاني بلاحقتها ..
وتطلق آفاقا لدلالات جديدة كأنّك تحرّر ذواتنا فيها من خوفها ووجلها ...
وتعلو بهواجسنا وتثبت قناعاتنا بما قلتَ
فالمرأة دوما حضورها فاعل في حياة الرّجل لا سيّما المبدع ...
وإذا بنصّك الشّعريّ يعلن تحوّل دلالاته
لتبلغ ذروتها في المقطع الأخير
الفاضل الصحراوي
تقبّل هذا المرور الإرتجاليّ الذي هو امتداد لصدى أبياتك في نفسي كمتلقيّة
قد أكون لا أفي حق القصيدة وهذا أكيد لكنّ البحث عن دلالات أعمق وأبلغ سيظلّ ديدني كلّما قرأت لك هنا
تقديري أيها المبدع الوارف .
قد كان إبحارا على أمواج أشعاري = وحرف ناقدة تـــــــــــختار أنواري
وبالتألق في فــــــــــــــــهم تزينها = فنعم ذاك جــــــــــــــمال دقَّ أوتاري
فكان منها ولوج نحو أخـــــــــيلة = وكان منها خطى في كشف أسراري
بوركت عالمة بالشعر منبـــــجسا = ونجمة قد تحـــــدَّت نور بهو أقمار
شكرا أديبتنا و شرف كبيرأن تقف واحدة مثلك و تقرأ ما كتبت .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
-1-
كَمْ قائِلٍ : ماكانَ حُــــــبٌّ مُطْلَقَا = فقلت : قلبي نَابِضٌ كِيْ يَعْشَقَا
وشَمْسُنَا مابَزَغَتْ أو ضَــــــحِكَتْ= إلا لِكَيَ تُضِِـــــــــــيئَنا وَ تُشْرِقَا
والحُسْنُ من ظِــــــــلالِهُ مَحَبَّةٌ = والقلبُ تَرنُو عَيــــــنُهُ كي يُطْرَقَا
ومَا لنا سُلْطَانُ حُكْمٍ في الهَوَى = أوْ نَحْنُ أهْـــــــــــــلُ قُوَّةٍ لِنُعْتَقَا
فَاتْرُكْ رِيَاحَ الحُبِّ فَهْيَ مِنْ شَذًا = تَهُبُّ طُولَ العُمْرِ كي تُسْـتَنْشَقَا
-2-
قلبي وعقلي صرَّحَا في اتِّفاقْ =أنَّ ثلاثةً كَسَــــــــــبْنَ السِّبَاقْ
أُمًّا لها فضْلٌ بِمَا قَدَّمَــــــــــــتْ = مِنْ عَمَلٍ لأَجْــــــــلِنا لاَ يُطَاقْ
وَ امْرَأَةً حَبِيبَةٌ قدْ سَــــــــــقَتْ = حَيَاتَنَا بِمَوْعِدٍ وَ اشْـــــــــتِيَاقْ
وَ زَوْجَةً ظِلاَلُها نِعْــــــــــــــــمَةٌ = يُنْعِشُنا بِها شَـــــذًا مِنْ وِفَاقْ
وَ كُلُّ أُنْثَى كَانَ تَقْدِيـــــــــــرُهَا = مِنْ إخْوَةٍ مِنْ جِنْسِهَا أَوْ رِفَاقْ
-3-
سوف نمضي الى النهــاية رَغْمَا = وغدًا نختفي ونصْـــــمُتُ حَتْمَا
وبِنَا لا يُريحُ أرْضًا ذهـــــــــــــــابٌ = طارئٌ أو يُشِيعُ في الكَوْنِ هَمَّا
مثلما كان ذاتَ يومٍ مَجِـــــــــيءٌ = وبه لم تَرَ الــــــــــــعَوَالِمُ نَجْمَا
والذي يَدَّعِي هُنَا غَيْرَ هَـــــــــذَا = فَهْوَ مَــغْرُورُ قَوْمِهِ عَاشَ أَعْمَى
ليْسَ يَدْرِي أنَّ الحياةَ سَــــــرابٌ = وعَذابٌ ، تَفِيضُ سُــــوءًا وَظُلْمَا
لقطات....
وأي لقطات حازت على فكر مبدع وحكم مضيئة.. وفلسفة عميقة تمسك بنا للإبحار في مكنونات هذه الحروف التي اندرجت بلغة قوية وبلاغة غنية...
حروف وصور التقطتها عدسة مصور متقن فن التصوير ومتمكن من غرس الحرف في مكانه المحدد...
ثلاث لقطات هي...
لقطات عنوان يستحق التصفيق على اختياره... لأن كل هذه اللقطات قد التقطتها عدسة فنان يجيد فلسفة الحرف وزرعه في فكر راقي ويدعمه بأوتاد غاية في براعة المعنى وما انساق فكره حيث يكون ...
كل لقطة حملت في جعبتها مرآة تعكس صورا من المخزون الاجتماعي ومن الحياة التي نحياها وفي جيوبها مجموعة من الحكم المجسدة التي عكست شريط الحياة اليومي.. اللقطة الأولى قال الشاعر فيها:
-1-
كَمْ قائِلٍ : ماكانَ حُــــــبٌّ مُطْلَقَا
فقلت : قلبي نَابِضٌ كِيْ يَعْشَقَا
وشَمْسُنَا مابَزَغَتْ أو ضَــــــحِكَتْ
إلا لِكَيَ تُضِِـــــــــــيئَنا وَ تُشْرِقَا
والحُسْنُ من ظِــــــــــــــلالِهِ مَحَبَّةٌ
والقلبُ تَرنُو عَيــــــنُهُ كي يُطْرَقَا
ومَا لنا سُلْطَانُ حُكْمٍ في الهَوَى
أوْ نَحْنُ أهْـــــــــــــلُ قُوَّةٍ لِنُعْتَقَا
فَاتْرُكْ رِيَاحَ الحُبِّ فَهْيَ مِنْ شَذًا
تَهُبُّ طُولَ العُمْرِ كي تُسْـتَنْشَقَا
...
هنا عملية تلخيص لعمل القلب من ناحية شعورية وإحساس
الحب لا نستطيع شراءه ولا بيعه... إنما يدفق القلب بلا استئذان..
ولا يستطيع الإنسان أن يُجبر على حب إنسان... إنما هي عطية من الله..
وهنا ربما قصد الشاعر حب الهوى والعشق.. وأنا أتناول محطة أخرى أو جانب آخر من الحب..
وهو الحب في الله... القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء...
ومحبة العبد لربه محبة عبادة وتقديس وشكر وطاعة وإيمان... محبة العبد لربه هي طاعته والابتعاد عن المعاصي... وكلما سمت النفس وتطهرت بالذكر والسجود والخضوع والخشوع كلما تقربت من الله تعالى كلما رعاها الله وحفظها...
وأما محبة الله لعبده... وما أجملها من محبة وما أعظمها من محبة تخشع لها القلوب وحين تدركها القلوب .. تفيض المقل بالدموع لفضل الله عليها...
محبة الله لعبده شيء لا يصدق أثره... إذا أحب الله عبدا جعل له القبول في الأرض. أي تكريم هذا لهذا العبد ... نحب فلان ولا ندري لماذا نحبه من أول لقاء به...
وهذا الحديث الشريف الذي قيل فيه.." حديث البخاري (3209) : " إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " .
فَاتْرُكْ رِيَاحَ الحُبِّ فَهْيَ مِنْ شَذًا = تَهُبُّ طُولَ العُمْرِ كي تُسْـتَنْشَقَا
وهذه حكمة الحب في النهاية كما اعتقها لنا فكر الشاعر والعبر التي تطوى بين حروفه..
أما اللقطة الثانية في قول الشاعر:
قلبي وعقلي صرَّحَا في اتِّفاقْ
أنَّ ثلاثةً كَسَــــــــــبْنَ السِّبَاقْ
أُمًّا لها فضْلٌ بِمَا قَدَّمَـــــــــــتْ
مِنْ عَمَلٍ لأَجْــــــــلِنا لاَ يُطَاقْ
في هذه اللقطة الخماسية الأبيات... تقدير الشاعر وعرفانه وإحساسه بدور المرأة على اختلاف وظائفها واختلاف دورها...
وهذا يدل على قدر احترامه وتقديره لعمل المرأة ودورها بغض النظر عن التبحر في دينها أو عقيدتها أو جنسيتها... إنما الإجلال والتبجيل لدورها الكبير الفاعل في المجتمع وقيادتها للأجيال في التربية وزرع المثل في نفوس الأبناء لصقل جيل مجاهد يقود أمة...
الخوض في دور المرأة في المجتمع وأثرها في تنظيم شخصيات جبلت على قواعد تربوية هو يحتاج لمجلدات... لكن اختصر الشاعر وصنف المرأة بثلاث شخصيات من خلال تجاربه وبعده الفكري العميق واستخلاص العبر الحكيمة في ذلك..
الأولى تلك الأم التي كافحت وخرجت أجيال في مدرستها الكبيرة من تربيتها السليمة وصقل جيل المستقبل...
والثانية الحبيبة التي ترافق المواعيد واللقاءات
والثالثة الزوجة الصالحة التي إذا نظر إليها أسرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله..
ما أجمل هذا الترتيب في الأدوار والمهام والتي تنم عن رفعة الشاعر وبعد نظره وفكره الراقي وعبره الماسية وهو يسردها...
أما اللقطة الأخيرة الرائعة التي يقول بها الشاعر:
سوف نمضي الى النهــاية رَغْمَا
وغدًا نختفي ونصْـــــمُتُ حَتْمَا
وبِنَا لا يُريحُ أرْضًا ذهـــــــــــــــابٌ
طارئٌ أو يُشِيعُ في الكَوْنِ هَمَّا
مثلما كان ذاتَ يومٍ مَجِـــــــــيءٌ
وبه لم تَرَ الــــــــــــعَوَالِمُ نَجْمَا
والذي يَدَّعِي هُنَا غَيْرَ هَـــــــــذَا
فَهْوَ مَــغْرُورُ قَوْمِهِ عَاشَ أَعْمَى
....
قمة الخلاصة وشهد التجارب وروعة النظم وجمال السبك وقوة اللغة
يوضح لنا معالم هذه الحياة الدنيا التي هي في النهاية إلى الزوال لنختفي بصمت بلا عودة
ولا نأخذ معنا ما جنينا فيها.. وما الحياة إلا تجارب نعيشها تفيض علينا من ظلم العبد للعبد ومن غروره وجبروته ما لا ينفع من طغيانه..
فمهما وصلنا في الحياة الدنيا إلا ونحصد فيها سوءا
من أصحاب السوء وهما لا ينتهي .. لأن الحياة الدنيا ما هي إلا لعب ولهو وزينة وتفاخر بين بعضنا البعض...
فكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل .. واعمل لآخرتك تنجو في الدنيا والآخرة...
.....
لقطات ساحرات الصياغة والعمق والمعاني والحكم والعبر ... وهي تاج نكلله على رؤوس الكلمات في سماء الأدب ...
في هذه اللقطات.. حملت قوى عقلية وقوى روحية سمت بنا بالاإنسانية ..
الشاعر يقف موقف المصور في تصويره للحياة تصويرا فنيا رائعا.. ومصورا حسيا راقيا..
موسيقى عذبة اعتمدت على الوزن والألفاظ والتراكيب المبدعة .. بما في ذلك الموسيقى الفكرية التي هي ارقى من الموسيقى السمعية...والتي تتم بتسلسل الفكرة في كل لقطة وأجزائها..
استخدم الشاعر الصور الراقية التي جمعت العذوبة والجزالة والقوة ... وما يحمل من البلاغة والفصاحة والبراعة ...
الشاعر القدير الكبير المبدع.. أستاذنا الذي نفخر بعلمه وحرفه
أ.العربي حاج صحراوي
شكرا لكم وجزاكم الله كل الخير على تحفتكم الفنية هذه .. ولوحتكم المتقنة المتألقة جدا ..
تستحق تعليقها على خيوط الشمس لتكون منارة للأدب
وفقكم الله تعالى وزادكم بسطة من علمه ونوره وهداه ورضاه
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية