شكرا لكم أيها القدير مواضيعكم الثرة ولفتاتكم القيمة
محبتي والاحترام
**************************************
شاعرنا الرقيق وصديقى العزيز ألبير ..لم أرك منذ زمنٍ ليس بالقصير في ساحات النبع . وها أنت تعود مع الذكريات المؤلمة لمجدٍ للعرب سلف ولنا لقاءات إن شاء الله
وصالت أساطيلهم تنافس أساطيل الفاطميين فى البحر المتوسط . وكنت تجد فى اسبانيا المسلمة كل ما من شأنه أن يجعل الدولة عظيمةً مزدهرةً راقية .
وفى سنة 1492م انسحب المسلمون أمام الهجمات الصليبة المتوالية لفردناند وايزابيلا وسقطت عظَمة اسبانيا بجلالها . وظلت الدولة الإسلامية فى الأندلس تعكس ، لفترةٍ وجيزة ، شعاعا مستعارا على تاريخ الأرض التى طالما أدفأتها بشمسها الساطعة . وتلى ذلك عصر محاكم التفتيش البغيض وتدمير الآثار الإسلامية وحرق مخلفات الفكر العربى الإسلامى وطمس هويته فهوت بذلك اسبانيا إلى ظلمات حالكة . وبعد أن كانت للعلوم السطوة واليد العليا فى الأندلس أصبح دكاترة اسبانيا لا يميزهم غير غبائهم وعجزهم عن الفهم . وصار الإيمان بنظريات نيوتن وهارفى شيئا ينافى العقيدة ويُدان به المرء فى المحكمة . وفى الوقت الذى كانت تزخر فيه مدن الأندلس بسبعين مكتبة عامة فى القرن العاشر الميلادى تُغذى عقول الباحثين ، ونصف مليون كتاب فى قرطبة وحدها نجد العاصمة الجديدة مدريد فى القرن الثامن عشر لا تملك مكتبةً عامةً واحدة . واختفت المخطوطات وتم التنكر لها حتى فى أيامنا . الست عشرة ألف ماكينة غزْل فى اشبيلية تقلص عددها إلى خمس عددها القديم . الفنون والمصانع في طليطلة وألمرية ذبُلت واضمحلت . دُمرت الحمامات العامة فى المدن فالنظافة البدنية هى من شأن الكفار . الأرض حُرمت من نظم الرىّ العربية فصارت فقيرة ومهمَلة . أغنى وأخصب الأودية أُهملت وهُجرت . معظم المدن الأندلسية وأكثرها كثافةً فى السكان والتى ملأت كل مقاطعة صارت مليئة بالأبنية المهجورة الخربة . وحل الشحاذون والرهبان والعصابات محل طلاب العلم والتجار والفرسان . وهكذا هبطت اسبانيا إلى الحضيض بعد طرد العرب وهذا هو التناقض الحزين الذى قدمه لنا تاريخها !
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-05-2018 في 10:19 PM.
ســلام الله وود ،
غير أنه تناقض فيه الفائدة والعبرة ؛
لو تجمتع العرب وتعود لمجدها...!!
شـكرا للرفد والإثراء بـورك مـدادكـم مـودتي و مـحبتي
***********************************
فوجئت في هذا الكتاب يا أخ عوض بديوى ولأول مرة بأن الإسبان استعادوا بلدهم من نخوة صليبية فقط وليس وطنيةً منهم بدليل أنها تردت وعادت إلى الظلام بعد أن أخرجها الإسلام من الظلمات إلى النور .