أحبيبةَ قلبي:
خُلقَتْ كلِمَاتُ الحبِّ لأجلكِ حصرًا
ولأجلكِ أنتِ سكنتُ الأحلامْ
وجهت الشاعرة خطابها للحبيبة, فتخبرها بأن كل كلمات الحب خلقت من أجلها, ولأجلها, وتخبرها بأنها قد سكنت الأحلام, ليس هروبا من واقع, وإنما طمعا في لقاء طويل.. طويل, تتحقق فيه كل الأماني.
وسرحتُ مع الألْحَان..
وكَانَ اللَّيْلُ..
يُجَالِسُنِي
ويَصُبُّ عُصَارَتُه فِي شَفَةِ الأيَّامْ..!!
فشَربْتُ كُؤوسًا
من مِلحِ العَيْنِ
ومِن شَهْدِ الحُبِ..
حبيبةَ قلبي
نزفَ القلبُ..
وفي شطيه تناسلتِ الآلامْ..!!
تنتقل الشاعرة إلى عالمها النفسي, فتصف حالتها النفسية, والجو المحيط بها, فهي تجالس الليل بكل معانيه, وبكل تفاصيله, هو يصب ما في جعبته من أمل وألم, من فرح وحرن, من شهد ومرار, وهي تشرب, مطلقة العنان لفكرها السارح في همهمات لحن شجي, فتثمر العيون فاكهة مالحة, وتخطف الشفاه ابتسامات حلوة, تحلت بشهد الحب. وسرعان ما يعود ذهنها السارح إليها, وإلى المحبوبة, فتندفع الشكوى, ويتحول القلب إلى بحر أسى, تتوالد على شطيه اللآلام.
لَن أَلجأ لِلعَتبِ المُرِّ..
لأَنّ اسمَكِ مَنقُوشٌ فوق جبينِي
جفتْ صحُفي
وكَسَرْتُ لأجلِك كلَّ الأقلامْ
تصمت الروح عن الشكوى, وينتبه العقل قبل أن تبلعه أمواج الأسى, فيطرد سحائبه ويقول للحبيبة بأن الشكوى ليست بابا للعتاب المر, ولا انقلابا على ما خطه القدر على الجبين, ويستعين بسنة الحبيب المصطفى صلوات ربي عليه وسلامه, ليقول لها على لسانه الشريف: "رفعت الأقلام وجفت الصحف".
أحَبيبَةَ قَلبي:
قُودِينِي نَحوَ المَجهُولِ ..
خُذِينِي لِلخَطَرِِ المُحْدِقِ..
لاَ..!!
لًَن آبَهَ بِالأَخطََارِ لأَنِّي يَا سَمْرَاءُ..
رسولَ سلامْ
بيقين المؤمن بقضاء الله وقدر, والمستسلم لتيار الحب الجارف, تسلم الشاعرة أمرها للحبيبة, فهي تحت لوائها وقيادتها لا يهمها إلى أين المسير, طالما أنها لا تأبه بالمجهول, ولا بالخطر, فالحب رسالة سلام, والمحب رسول سلام, ورسول السلام لا يخاف من شيء.
وبلَيْلَكِ عَينيكِ أبْشِّرُ..
فاشْتَعِلِي
وأضِيئِي الكَونَ..
وقَلبِي
ودَعِينِي
في عيْنَيكِ أنَامْ
في السطر الأخير, تبدأ الشاعرة في فك رموزها, فهي رسول السلام الذي يبشر بليلك عيني الحبيبة, والذي يتضرع لها بأن تشتعل, وتضيء, تشتعل في وجه الطغيان, وتضيء الكون والقلب, فهل من مكان للنوم أروع من هاتين العينين؟!
القصيدة الرسالة, هذا ما ينطبق على نص: "إليكِ في عيد الحب" للشاعرة والأديبة الفلسطينية سفانة بنت ابن الشاطئ. تميزت هذه الرسالة الرقيقة المفعمة بالصور والمعاني, والساكنة في ضلع الرمز بأمرين مهمين: فهي رسالة حب أرسلتها شاعرة, لمستلم مؤنث في عيد الحب, على لسان مذكر, فوفقت في تقمص شخصية الرجل نجاحا باهرا. وفي ذات الوقت, حاولت الشاعرة بأن تفكفك رموزها لتقرب المعنى والما وراء للمتلقي إلا أنها توقفت عند حد معين, وكأنها لم تحدد لمن سترسل هذه الرسالة, وتركت لنا الحق في استنتاج ما نشاء. وإن كان التصور الأقرب ومن خلال الولوج إلى كيمياء الألفاظ, والبحث عن دلالاتها وأبعادها سيميل أغلب المتلقين لاعتبار النص موجها للوطن أو للفكرة, أو للأمة... وهذا ما ذهبت إليه أغلب مداخلات الإخوة.
أختي الحبيبة سفانة:
أخاف إن ولجت أكثر إلى عوالمك, وفصلت الجوانب الفنية للقصيدة أن أتهم بالتحيز لك ولقلمك المبدع, يا بنت أبي وأمي.
فسأكتفي بما كتبت, وقبل ان أرحل أقول لتوأم روحي: الرقي صاحب كل جوانب القصيدة, وأرقى ما فيها على الإطلاق الصورة الشعرية المنسوجة على الطريقة الشاطئية.
أتمنى لك المزيد من التوفيق والتألق
وكل عيد حب وأنت بخير
محبتي واشتياقي