قال: ولدك، فضمه إليه وجسَّه وجعل يقول: أما الصوت فصوت يعقوب، وأما الجُسُّ والثياب فالعيص، فلما أكل وفرغ دعا له أن يكون أكبر إخوته قدراً، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده، وأن يكثر رزقه وولده.
........................
أخي العزيز عمر حلايقة
هل يُعقل أن يتعامل نبي الله يعقوب عليه السلام بالغش ؟
ومع من؟
مع أبيه نبي الله إسحق عليه السلام؟
أنا شخصياً لا أعتقد ذلك
تحياتي العطرة
ألأستاذ خلايقة .. تحية مؤكدة , ومع سبق الأصرار
حيث أثرت انتباهي في أكثر من مداخلة , وبأكثر من تعليق
فصرتُ أتابعك , حتى تيقنت بأني أخاطب وعي عالٍ
أتشرف بصداقتك , وبمرورك العذب.
دمت صديقاً أنيقاً.
أستاذ عمر
جهد تشكر عليه
ولكن...
لي تحفظ على مقتل سيدنا يحيى عليه السلام لأن الله قال عنه في سورة مريم:
(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) )
فكيف يموت مقتولاً من قال عنه الله أنه سلام عليه يوم ولادته ويوم موته ويوم بعثه ؟؟
فالمقتول لا يموت بسلام
تحياتي العطرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال: ﴿وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا﴾ وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: ﴿والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا﴾.
قصة زكريا في القرآن وصفه (عليه السلام) : وصفه الله سبحانه في كلامه بالنبوة والوحي، ووصفه في أول سورة مريم بالعبودية، وذكره في سورة الأنعام في عداد الأنبياء وعدة من الصالحين ثم من المجتبين - وهم المخلصون - والمهديين.
تاريخ حياته: لم يذكر من أخباره في القرآن إلا دعاؤه لطلب الولد واستجابته وإعطاؤه يحيى (عليه السلام)، وذلك بعد ما رأى من أمر مريم في عبادتها وكرامتها عند الله ما رأى.
فذكر سبحانه أن زكريا تكفل مريم لفقدها أباها عمران ثم لما نشأت اعتزلت عن الناس واشتغلت بالعبادة في محراب لها في المسجد، وكان يدخل عليها زكريا يتفقدها ﴿كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب﴾.
هنالك دعا زكريا ربه وسأله أن يهب له من امرأته ذرية طيبة وكان هو شيخا فانيا وامرأته عاقرا فاستجيب له ونادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بغلام اسمه يحيى فسأل ربه آية لتطمئن نفسه أن النداء من جانبه سبحانه فقيل له: إن آيتك أن يعتقل لسانك فلا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا وكان كذلك وخرج على قومه من المحراب وأشار إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا وأصلح الله له زوجه فولدت له يحيى (عليه السلام) آل عمران: 37 - 41 مريم: 2 - 11 الأنبياء: 89 - 90.
ولم يذكر في القرآن مآل أمره (عليه السلام) وكيفية ارتحاله لكن وردت أخبار متكاثرة من طرق العامة والخاصة، أن قومه قتلوه وذلك أن أعداءه قصدوه بالقتل فهرب منهم والتجأ إلى شجرة فانفرجت له فدخل جوفها ثم التأمت فدلهم الشيطان عليه وأمرهم أن ينشروا الشجرة بالمنشار ففعلوا وقطعوه نصفين فقتل (عليه السلام) عند ذلك.
وقد ورد في بعض الأخبار أن السبب في قتله أنهم اتهموه في أمر مريم وحبلها بالمسيح وقالوا: هو وحده كان المتردد إليها الداخل عليها، وقيل غير ذلك.
قصة يحيى (عليه السلام) في القرآن:
1 - الثناء عليه: ذكره الله في بضعة مواضع من كلامه وأثنى عليه ثناء جميلا فوصفه بأنه كان مصدقا بكلمة من الله وهو تصديقه بنبوة المسيح، وأنه كان سيدا يسود قومه، وأنه كان حصورا لا يأتي النساء، وكان نبيا ومن الصالحين سورة آل عمران: 39 ومن المجتبين وهم المخلصون - ومن المهديين الأنعام: 85 - 87، وأن الله هو سماه بيحيى ولم يجعل له من قبل سميا، وأمره بأخذ الكتاب بقوة وآتاه الحكم صبيا، وسلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا مريم: 2 - 15 ومدح بيت زكريا بقوله: ﴿إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين﴾ الأنبياء: 90 وهم يحيى وأبوه وأمه.
2 - تاريخ حياته: ولد (عليه السلام) لأبويه على خرق العادة فقد كان أبوه شيخا فانيا وأمه عاقرا فرزقهما الله يحيى وهما آيسان من الولد، وأخذ بالرشد والعبادة والزهد في صغره وآتاه الله الحكم صبيا، وقد تجرد للتنسك والزهد والانقطاع فلم يتزوج قط ولا ألهاه شيء من ملاذ الدنيا.
وكان معاصرا لعيسى بن مريم (عليهما السلام) وصدق نبوته، وكان سيدا في قومه تحن إليه القلوب وتميل إليه النفوس ويجتمع إليه الناس فيعظهم ويدعوهم إلى التوبة ويأمرهم بالتقوى حتى استشهد (عليه السلام).
ولم يرد في القرآن مقتله (عليه السلام)، والذي ورد في الأخبار أنه كان السبب في قتله أن امرأة بغيا افتتن بها ملك بني إسرائيل وكان يأتيها فنهاه يحيى ووبخه على ذلك - وكان مكرما عند الملك يطيع أمره ويسمع قوله - فأضمرت المرأة عداوته وطلبت من الملك رأس يحيى وألحت عليه فأمر به فذبح وأهدي إليها رأسه.
وفي بعض الأخبار أن التي طلبت منه رأس يحيى كانت ابنة أخي الملك وكان يريد أن يتزوج بها فنهاه يحيى عن ذلك فزينتها أمها بما يأخذ بمجامع قلب الملك وأرسلتها إليه ولقنتها إذا منح الملك عليها بسؤال حاجة أن تسأله رأس يحيى ففعلت فذبح (عليه السلام) ووضع رأسه في طست من ذهب وأهدي إليها.
وفي الروايات نوادر كثيرة من زهده وتنسكه وبكائه من خشية الله ومواعظه وحكمه.
3 - قصة زكريا ويحيى في الإنجيل: قال: كان في أيام هيردوس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا وامرأته من بنات هارون واسمها إليصابات وكان كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم.
ولم يكن لهما ولد إذ كانت إليصابات عاقرا وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما.
فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله.
حسب عادة الكهنوت، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر.
وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور.
فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف.
فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك إليصابات ستلد ابنا وتسميه يوحنا.
ويكون لك فرج وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته.
لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس.
ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم.
ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيىء للرب شعبا مستعدا.
فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها فأجاب الملاك وقال أنا جبريل الواقف قدام الله وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.
وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه في الهيكل.
فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأى رؤيا في الهيكل فكان يومىء إليهم وبقي صامتا ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته.
وبعد تلك الأيام حبلت إليصابات امرأته وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة: هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي لينزع عاري بين الناس.
إلى أن قال: وأما إليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها.
وفي اليوم جاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم أبيه زكريا فأجابت أمه وقالت لا بل يسمى يوحنا.
فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك يسمى بهذا الاسم.
ثم أومئوا إلى أبيه ما ذا يريد أن يسمى.
فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا فتعجب الجميع.
وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله.
فوقع خوف على كل جيرانهم وتحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية.
فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين أ ترى ما ذا يكون هذا الصبي وكانت يد الرب معه.
وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ.
وفيه، وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس النبطي واليا على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخوتينس، وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية.
فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا.
كما هو مكتوب في سفر أقوال أشعيا النبي القائل ﴿صوت خارج في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة، كل واد يمتلىء وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة ويبصر كل بشر خلاص الله.
وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعمدوا منه يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ولا تبتدءوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني أقول لكم إن الله قادر على أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.
وسأله الجموع قائلين فما ذا نفعل.
فأجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا.
وجاء عشارون أيضا ليعمدوا فقالوا له يا معلم ما ذا نفعل فقال لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم.
وسأله جنديون أيضا قائلين وما ذا نفعل نحن، فقال لهم لا تظلموا أحدا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم.
وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح أجاب يوحنا الجميع قائلا أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بروح القدس ونار الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.
أما هيردوس رئيس الربع فإذا توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها زاد هذا أيضا على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن.
ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا.
وفيه، أن هيرودس نفسه كان قد أرسل وأمسك يوحنا وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه إذ كان قد تزوج بها.
لأن يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك.
فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر.
لأن هيرودس كان يهاب يوحنا عالما أنه رجل بار وقديس وكان يحفظه.
وإذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور.
وإذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه وقواد الألوف ووجوه الجليل.
دخلت ابنة هيروديا ورقصت، فسرت هيرودس والمتكئين معه.
فقال الملك للصبية مهما أردت اطلبي مني فأعطيك.
وأقسم لها أن مهما طلبت مني لأعطينك حتى نصف مملكتي.
فخرجت وقالت لأمها ما ذا أطلب.
فقالت رأس يوحنا المعمدان.
فدخلت للوقت بسرعة إلى الملك وطلبت قائلة أريد أن تعطيني حالا رأس يوحنا المعمدان على طبق.
فحزن الملك جدا ولأجل الإقسام والمتكئين لم يرد أن يردها.
فللوقت أرسل الملك سيافا وأمر أن يؤتى برأسه فمضى وقطع رأسه في السجن وأتى برأسه على طبق وأعطاه للصبية والصبية أعطته لأمها.
ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر.
وليحيى (عليه السلام) أخبار أخر متفرقة في الأناجيل لا تتعدى حدود ما أوردناه وللمتدبر الناقد أن يطبق ما نقلناه من الأناجيل على ما تقدم حتى يحصل على موارد الاختلاف