غياب وترقب ستبحثـين كثيـرا ثـمّ لا جـدوى و تشربينَ مِراراً دونـي القهوى . وتجلسينَ طويـلاً خلـفَ نافذةٍ و تجهشـينَ بكـاءً ثُـمّ لا سلـوى . ما بالهُ غاب ما أخباره انقطعت و تسألـينَ فراغاً خاليَ الفحوى . وكيفَ طـابَ لـهُ تمزيقَ ذاكـرةٍ يمحو به الأمسَ أو أيامهُ تُطوى . وتُمسـكـيـنَ بِخـيـطٍ ظُـنَّ آخـره يقودُ للأينِ أو تُرجى بهِ النّجوى . وتسهرين ليالي ليس مـن سِنةٍ بها تنـامُ جفونٌ ملؤهـا الشكوى . و ترمقـينَ دروبـاً لا مجيءَ لهـا كأنّ ما كانَ وهمٌ ، كذبـةٌ تُـروى . تُتَمتِمـينَ بحُزنٍ " ليتَ عودته " وتعجبينَ لِأمري كيفَ لا أُغـوى . ما عادَ لي قلبُ صبٍّ دِيسَ من زمنٍ أنّـى تجلّـدهُ فـي نأيـهِ يقـوى . . . عــليّ البحر البسيط 13آذار 2019
ذاكرة الصور يا جنّةَ الشعرِ لمْ تخطرْ على فكري قصـائدي نهـرُ حـبّ تحتهـا يجـري . يا سرّ نظمي أ فـي عينيكِ متكـأ أحـطّ فـيــهِ رِحـالـي آخـر العـمـرِ . و أقتفـي كلّ مـا فرّطتُ مـن زمـنٍ قُـبـيـلَ وجـهـكِ يا أيقـونـةَ الشّعـرِ . بطفلـةِ الحلـمِ راحَ الليـلُ يجمعني علـى أريكـةِ بخـتٍ طـاعـنِ الـقهـرِ . فمـنـذُ ألـفِ حنـينٍ جـئـتُ مؤتـزراً إزارَ أمـنـيــةٍ مـطـعــونــةِ الظّـهــرِ . يا طفلةَ القلبِ كم في القلبِ من ألمٍ و وحشةٌ في أقاصي الروحِ تستشري . إليكِ كُلي خُذيني إنني دنفٌ وضمّخي خافقي المذعور بالصبرِ . . . البسيط عــليّ
ليل غير ذي انت ينـامُ نصفـي ونصفـي ساهرٌ قلِـقُ بذمةِ الشوقِ يأتـي ذكـركُ العـبِـقُ . يُثني ذراعـي حنينٌ والغيـابُ معـاً ليعقدوا الصفقـةَ الكُبرى و يتًفِقوا . أنــا و جُـمـلـــةُ أحــلامٍ مـؤجّـلـــةٍ يغتـالهـنّ هـواكِ الهـاربٌ الطـلِــقُ . أجيدُ شعري و شعري كأسُ ملهمةٍ على القصـيدةِ بعـضاً منـهُ أنـدلِقٌ . فأسلمتـنـي خـواءً لستُ أعـهــدهُ وكانَ قلـبي خـلا عيـنـيـكِ يحـتِـرقُ . أهادنُ الروحَ حـينَ الشوقُ يسألـني وألفُ ألفٍ من الأعـذارِ أختـلِقُ . ما الليـلُ إلا حنينـاً باتَ يصلبـني على التصـبّرِ حتى الفجـر ينفلِـقُ . . . عــليّ البحرُ البسيط
جب قديم كيفَ اخترقتِ شعورَهُ و محـابـرَهْ صــادرتِ مِـنـهُ دواتَـهُ و دفـاتــرَهْ كيـفَ اندلـقـتِ قصيـدةً موزونـةً و حذفتِ من كتفِ الغرامِ جرائرَهْ هذّبـتِ وحشـيَّ الشعـورِ بنظـرةٍ ألقيتِ فيهِ من الجنـونِ مُحاضرَهْ ومحـوتِ جدبَ سنينـهِ و يبـاسـه و ملأتِ من حلـو الشعـورِ بيـادرَهْ كـيـفَ اعـترشتِ فـؤادَهُ ومـلكتِـهِ وأسرتِ روحَ حـروفـهِ و مشـاعـرَهْ و رددتِــهِ طـفــلاً الــى أعـوامـــهِ ينسى مِـنَ الجـبِّ القـديمِ مآثـرَهْ صدّقتِ في رؤياه حـينَ سمعتِهـا أضغـاثُ أشواقٍ و بعضُ مُغامـرَهْ . . . عــليّ البحر الكامل
عيد العمال حـزينٌ في متـاهـاتِ الشوارعْ يجوبُ العُمرَ في تعبٍ مُضارعْ شريـفــاً ظـلَّ لا تُـغـريـهِ حـالٌ شريداً في الطـرائقِ و المقـالعْ يخـافُ اللـهَ ليسَ كمــا تُـرائي رجالاتُ السياسـةِ و الجوامـعْ يُـطـلّـقُ زينـةَ الدُنيــا عفـافــاً ولا تعـنـيــه أنــواعُ المطـامـعْ لـهُ فـي ذمّـةِ الحرمــانِ صـبـرٌ لهُ قـلـبٌ على اللاشـيء قانـعْ لديـهِ مِـن القـنـاعـةِ كـنـزُ زهـدٍ وفي كلّ المصائبِ غـيـرُ جازعْ نـزيـــهٌ ، لـمْ يـلــوّثْــهُ انـتـفــاعٌ كمـا فعـل السّياسيّ المُخـادعْ تعاقبتِ السـنـين وكـانَ يشقـى وراء الخـبـزِ كـان لـديــه دافــعْ ومـا رقّ الزّمــانُ عـلـيـهِ يـومــاً تُـكـبـلــهُ الـمـصـائـبُ و الوقـائـعْ . . . عــليّ البحـر الوافر عيـدُ العُمّـالِ
مجتبي وُسِمتْ فيـكَ عنـاوينُ السخا و مِـنَ الحسنِ إمـاراتُ النِعـمْ مُجتبى الدّينِ بكَ العلمُ سما باسمكَ اليوم محيّاي ابتسـمْ حسـنٌ مـولاي يا بـدرَ الورى ياسراجَ الدّينِ في حلكِ الظُلَمْ يا كريماً جئتَ يا شمسَ التُقى كسرورٍ وسط خفّـاقـي ارتسمْ يا إمـامـي ليـت شعري إنمـا لكَ نبضُ القلبِ بالحبّ اتّسَمْ يا نجاةَ الخلقِ في تيـهِ الدُجى مَـنْ علـى نهـجكـمُ سـارَ سَلَـمْ و لِـمَــنْ والاكَ يا سبط الهدى جنّـةٌ المـأوى و قـدْ خُـطّ قلـمْ كُنتَ نوراً بينَ أصحـابِ الكسا يا ولـيَّ اللـه ، يا نـبـعَ الـكـرمْ و مـسـمّــاكَ مـن الـلــه أتــى خصّـكَ اللـهُ بـه خـير الشّـيَـمْ . . . عــلي بحر الرمل مولد الامام الحسن المجتبى "ع"
سجدة عشق بدمِ الشهادةِ خضِّبِ المحـرابـا وافتـحْ لأسبـابِ السعـادةِ بـابــا ما نالَ منكَ الموتُ نلتَ بوقعهِ فـوزاً عظيمـاً كـانَ منـكَ جوابـا وتهـدّمتْ أنـذاك أركـانُ الهـدى وتوشّحَ الشهـرُ الفضـيلُ مصابـا أعرضْتَ عن دُنياك لم تغررْك إذْ أغـلـقـتَ فـي إتيانهـا الترحـابـا كُنتَ ارتديتَ من الثيابِ رقيعها ولبستَ من ثوبِ التُقى أثــوابـا نـورُ الإلـهِ و فيكَ نـفـسُ محمدٍ فلهجتَ موعظـةً و قلتَ صوابـا يـومُ الحمـامِ اذا أُحيـطَ بخنـدقٍ و برزتَ فيـهـم تـهـزمُ الأحـزابــا عـجـزتْ أيـادٍ أربـعـون بخـيــبـرٍ عـجـبـاً بكـفّـكَ تـقـلـعُ الأبـوابــا ليثُ الوغـى عرفتـكَ كلّ وقيعـةٍ و عـظـيـمُ شأنِـكَ حـيّرَ الألـبـابـا واضيعتـاهُ خـلاكَ أحـزننـا النوى نستـمـرئُ الأشجانَ و التنـحـابـا في نظـرةِ الأيتـامِ فـقدُكَ جـاثـمٌ يلـقـونُ بعـدكَ برزخـاً و حجـابـا . . . عــلي البحر الكامل
من جن حبا لا يلام لا تسأليـني مـا الغـرامُ أو كيفَ أضناكَ الهيامُ لا تسألـي عن مُقلـتيّ بليـلِ شوقكَ هل تنـامُ لا تُوقِظـي نـارَ الهـوى في القلبِ نيرانٌ جِسامُ إربـاً يُقـطّـعُـني النّـوى مَـن جُـنّ حُـبّـاً لا يُـلامُ أنـأى بعيـداً حيثُ لـمْ تفقـهْ بأحساسي الأنـامُ و أذودُ صمـتــاً خـانقـاً وكـأنّ رؤيـتَـيَ انـعـدامُ لا سلـوةٌ للـروحِ والأيـامُ يـمـلــؤهــا الحِـطــامُ الحُـبُّ مـثــوىً دافـئٌ يأوي الضحايا حيثُ هاموا وبذمّـةِ التيــهِ الكـبـيـرِ على هوانِ الأمـرِ نامـوا . . . عــليّ البحر الكامل
مساء آخر و كأنّي .. زرتُكِ اليومَ بحلمي تلك اضغاثُ اشتياقٍ أم لأنّي دائمُ التفكيرِ في عينيكِ يا كُلّ التمنّي وكأنّي .. ماسكٌ كفّيكِ يا سلوةَ روحي و العصافـيرُ علـى الغصنِ تُغنّي وكلانا مثقلٌ بالحبَّ بالشوقِ وبالقربِ يُمنّي كُلّ ما فيكِ حياةٌ و على ثغركِ يدعوني مماتٌ عبثاً لستُ أعانقْ عجباً كيفَ أفارقْ أستعيدُ الصحوَ في بضعِ دقائقْ وعلى نافذةِ الليلِ حبيبٌ نصفُ نائمْ كم على أنفاسهِ باتَ شعورٌ ومضى الخفّاقُ هائمْ مشهدُ الوصلِ سريعاً راح عنّي . . . عــليّ 29 / 6 / 2019 بحر الرمل
بخت الفناجين فُنجانُ ذكرى و عينُ الأمسِ لم تنمِ وألفُ سيجارِ حُزنٍ فائقِ الألمِ . أدخّنُ الصبرَ آهـاتٍ مـوزّعـةً وأشهقُ الشهقةَ الكبرى من الندمِ . أمشي بقارعةِ اللاشيء يطربني أنينُ جرحٍ عميقٍ غير ملتئمِ . وجذوتانِ بقلبي ثارتا و وشتْ و اغرورقتْ عينُ شوقِ اللا بُكا بدمي . يخلو بيَ الوهمُ أفكاراً يُلقّنني عن الضياعِ وعن ديباجةِ العدمِ . ويستخيرُ ببختي راحَ يُخبرني في خطّ كفي وصالٌ غير مُرتسمِ . ويدّخرني حروباً لستُ أفقهها لكي أموت مراراً أو يموت فمي . . . عــليّ 12 تموز 2019 البحر البسيط