مـن أين أبـدأ والأحـــزان تعـصـرني = من حالة الهـدم أم مـن حالـة الوهــنِ
مـن أيـن أبـدأ ؟ مـن تغـريـب سـنبلةٍ؟= أم مـن ديارٍ خلـتْ فـي غفلـة الزمــنِ
أم مـن كــلابٍ عَـوَتْ عـزْفــاً على وترٍ= أنـغـامـهُ لَحَــنتْ فـي منطــقٍ عـفـــنِ
جـاءت تحـفُّ بهــا أحقـادهـــا زمـراً = فسـرْبلـت عفّــة الأفـــراح فـي كفـــنِ
أنيابها أفصحت عـن بُغْضهــا وبدتْ = خـبـْث النوايـا بأشـكـال مـن الفتـــنِ
أزهارنا هاجـرت مـن روضهـا قُلُعتْ = والجـهل ســاد على الأرواح والبــدنِ
الجمْــع مرتهـن ٌ فـي حسـبـة نفقــتْ = والتاث أمرهـمُ في الفـرض والسـنـنِ
ضاعـت مبادئـهم ،أخلاقهـــم وهنـتْ = فضاع عصفورهمْ والخيط في الدجـن
حــادتْ بصيرتهـم عـن درب خالقهـا = فاقـتـاد عُـــورهمُ أعـمـى بـلا فـطــــن
ســاد الغبــيّ فهـلْ تـرجـى لمعضلــةٍ = أن ترتقي الحـل في حِـلٍّ عـن المحــنِ
من أين أبـدأ؟ والأوطــان قـد سُـلِبـتْ = من قبلها القـدس إذ باتت على حَـزَنِ
لـو أن بعــض دمٍ ممـا أريـق جــــرى= في عِـرْقِ زيتونهـا ما بات في شجـنِ
لكــنّ فطنـتـنــا قــد شـــابهـــا خَــــوَرٌ= واسـتوطـنت روحنــا مــدّاحة الــوثنِ
إن الكفــوفَ التي قـد صفّقــت مـلقــاً= عيـن الكفـوف التي باعــت بلا ثمــنِ
واليـوم قـد بدّلـتْ أَجـلالــهـا طـمـعـــاً = ما زاد من خزيـهـا رهــنٌ لـمـرتهــنِ
بانـت نجاســاتهمْ فاحـت بمـا حملـتْ = من منْتِـنِ القيح والأرْجـاس والعفـنِ
لكـنّ يا صـاحِبـي مـا بِـيـع لـيس لــهُ = فـي دارة الكــون مـن شـبهٍ ومقـتـرنِ
إذا تبـارى، شمــوس الكــون قاطبة = لــه ســتـكـسـف إجـــلالاً بـلا ضِـغَـــن
من أيـن يا لائمـي أسمـو بمفـردتــي = والحــرف قـد نالـه ذبْـحٌ مـن الـوَتـَـنِ
هم ألجمـوا شـفتيْ عـن كــل باســمةٍ=واستكثروا همستي في ومضة الوسَنِ
آهٍ على زمـــنٍ ســــاد الـزنيــــم بــه = واسـتوطن الـدار عـلجٌ غيـر مـؤتَمـنِ
ناديت يا وطنـي ليــل الطغــاة مضى = صـاح البـــلاء بنـا بـاقٍ ولــم يـهــــنِ
صيـّرْت من خـافقـي نـذراً كـمنتـَهَــلٍ = للســائريـــن الـى العليـــا بـلا منــــنِ
دمعـي على واحتــي مـا كفّـهُ جــدبٌ = مـدرارهُ ســابِغٌ كالنــازل ِ الهَتــــــنِ
أدعـو إلـه السمــا والأرض يحفظهــا =مـن كـل شـرٍ بدا فـي زرقـة الـوطــــنِ
من أين أبدأ؟؟
من أين أبدأ و القصيدة فيها من الإبداع ما اعتادت عليه أذني
و فيها من المشاعر ما أعرفه جيدا.
شاعر سامق كتب الكثير عن الوطن
و واحاته و زيتونه...شاعر أرّقه وضع أمتنا
و نزف يراعه ألما لما آلت إليه ربوعنا
شاعرنا هنا طالما ندد بالذين باعوا ذممهم
و ضمائرهم ....هكذا عودنا شاعرنا
بأسلوب يكاد ينفرد به ...و هنا صور و استعارات
قد تكون استعملت في قصائد أخرى
أذكر منها في سبيل الذكر لا الحصر
فشاعرنا استعمل "الكفن" في مجازاته في أكثر من قصيدة كما أنه كثيرا ما يتطرق لل"عزف على الأوتار" كصورة شعرية. و حتى لا أطنب في التحليل سأختم بأن روح الشاعر جلية بين السطور و لا تخفى عمن قرأ البعض من قصائده.
وقد أشار له العمدة بكل وضوح
و أيدته شاعرتنا الرقيقة حنان
و أرجو ألا يكون احساسي
قد خانني...فمنذ أول وهلة
وجدت عبقا شعريا يختص به
ناظم الصرخي
نص كأنني صاحبه ولست بصاحبه
لأنه أخرج كل ما في صدري من آهات وصبها في قالب شعري رائع
نص يحاكي واقعا لا ينطبق على بلد عربي واحد
بل يرسم خريطة للصوص انتفخت بطونهم وجيوبهم مقابل اوهام ممن هم ليسوا من أبناء الوطن
لغة دامعة
صورر مجروحة
بيان راق صاف
نص يرقى لمستوى النصوص الفاخرة في صدقها
لست ناقدا لأبحر في سفينة لست بربانها ولكنه رأي قلم له في الشعر موال
هذا النص كله اشجان
اعتقد ان هذه الأحزان وراءها حنان
جل كتاباتها في الوطن تحاكي تلكم الآهات
وإن لم يكن لها فهو لها روحا وفكرا
أحيي رائع جهودكم أحبتي
لكم ود أبيض بلون قلوبكم
مـن أين أبـدأ والأحـــزان تعـصـرني = من حالة الهـدم أم مـن حالـة الوهــنِ
مـن أيـن أبـدأ ؟ مـن تغـريـب سـنبلةٍ؟= أم مـن ديارٍ خلـتْ فـي غفلـة الزمــنِ
أم مـن كــلابٍ عَـوَتْ عـزْفــاً على وترٍ= أنـغـامـهُ لَحَــنتْ فـي منطــقٍ عـفـــنِ
جـاءت تحـفُّ بهــا أحقـادهـــا زمـراً = فسـرْبلـت عفّــة الأفـــراح فـي كفـــنِ
أنيابها أفصحت عـن بُغْضهــا وبدتْ = خـبـْث النوايـا بأشـكـال مـن الفتـــنِ
أزهارنا هاجـرت مـن روضهـا قُلُعتْ = والجـهل ســاد على الأرواح والبــدنِ
الجمْــع مرتهـن ٌ فـي حسـبـة نفقــتْ = والتاث أمرهـمُ في الفـرض والسـنـنِ
ضاعـت مبادئـهم ،أخلاقهـــم وهنـتْ = فضاع عصفورهمْ والخيط في الدجـن
حــادتْ بصيرتهـم عـن درب خالقهـا = فاقـتـاد عُـــورهمُ أعـمـى بـلا فـطــــن
ســاد الغبــيّ فهـلْ تـرجـى لمعضلــةٍ = أن ترتقي الحـل في حِـلٍّ عـن المحــنِ
من أين أبـدأ؟ والأوطــان قـد سُـلِبـتْ = من قبلها القـدس إذ باتت على حَـزَنِ
لـو أن بعــض دمٍ ممـا أريـق جــــرى= في عِـرْقِ زيتونهـا ما بات في شجـنِ
لكــنّ فطنـتـنــا قــد شـــابهـــا خَــــوَرٌ= واسـتوطـنت روحنــا مــدّاحة الــوثنِ
إن الكفــوفَ التي قـد صفّقــت مـلقــاً= عيـن الكفـوف التي باعــت بلا ثمــنِ
واليـوم قـد بدّلـتْ أَجـلالــهـا طـمـعـــاً = ما زاد من خزيـهـا رهــنٌ لـمـرتهــنِ
بانـت نجاســاتهمْ فاحـت بمـا حملـتْ = من منْتِـنِ القيح والأرْجـاس والعفـنِ
لكـنّ يا صـاحِبـي مـا بِـيـع لـيس لــهُ = فـي دارة الكــون مـن شـبهٍ ومقـتـرنِ
إذا تبـارى، شمــوس الكــون قاطبة = لــه ســتـكـسـف إجـــلالاً بـلا ضِـغَـــن
من أيـن يا لائمـي أسمـو بمفـردتــي = والحــرف قـد نالـه ذبْـحٌ مـن الـوَتـَـنِ
هم ألجمـوا شـفتيْ عـن كــل باســمةٍ=واستكثروا همستي في ومضة الوسَنِ
آهٍ على زمـــنٍ ســــاد الـزنيــــم بــه = واسـتوطن الـدار عـلجٌ غيـر مـؤتَمـنِ
ناديت يا وطنـي ليــل الطغــاة مضى = صـاح البـــلاء بنـا بـاقٍ ولــم يـهــــنِ
صيـّرْت من خـافقـي نـذراً كـمنتـَهَــلٍ = للســائريـــن الـى العليـــا بـلا منــــنِ
دمعـي على واحتــي مـا كفّـهُ جــدبٌ = مـدرارهُ ســابِغٌ كالنــازل ِ الهَتــــــنِ
أدعـو إلـه السمــا والأرض يحفظهــا =مـن كـل شـرٍ بدا فـي زرقـة الـوطــــنِ
هذه القصيدة الماتعة الرائعة التي يعبّر فيها الشاعر عن حنقه وقهره مما يجول في الشارع العربي ، مقدما حجم الحلكة والظلام التي تعمّ وتخيّم على المشهد ...يتناول ما وقعت به البلدان العربية بخطاب التعميم ، وعندما أشار إلى مصدر التهاون والتخاذل وضياع فلسطين برمزها الكبير القدس الشريف ، وكأنه يعيد لنا المثل العربي الخالد والقصة الشهيرة ( الثيران الثلاثة ) ، أكلتُ يوم َ أكِل َ الثور ُ الأبيض ...فضياع فلسطين دون الدفاع عنها ودون تقديم الواجب المقدس كان الطريق نحو ما حل ّ وما يحل ّ وما سيحل ّ في الواقع العربي ...
قصيدة بحاجة لوقفة متأنية وقراءة واعية ولكن المقام هنا لا يليق للإسهاب في تقديم قراءة تليق بهذه القصيدة التي كتبها ونظمها قلب شاعر عربي ماجد حر ...يعيش عروبته بانتماء من المحيط للخليج ...
ومن خلال قراءتي وتتبعي لشعراء وأدباء النبع ...فإنني أستبعد الشاعر المبدع / رياض شلال المحمدي ذلك أنه يعمد في بناء قصائده على انتقاء المفردات التي تتسم بالجزالة ، بينما هذه القصيدة الرائعة انتقى الشاعر وأجاد َ في نسيجها مفردات تحاكي ذائقة المتلقي العادي ورفيع الثقافة على حد سواء حتى تصل الفكرة التي أرادها ...
وبتقديري هذه الفريدة تستحق أن تكون ضمن مناهج الدراسة ...
أقول ومن خلال رصدي لقلمه وأسلوبه وحجم حضور الوطن في كوامن نفسه أنها للقامة الأدبية العالية الشاعر الكبير الأستاذ / ناظم الصرخي ..