كلما زأرت رياح الحزن حملت معها رائحة الأرض، فتختنق حبال الصّبر في جوفي، وتنقلني زخّات الذّكرى تحت رقعة الضّياع لتسقط في قلبي غرقى بين أكوام أشلائي. كيف للقلوب أن تشيخ وقد حلّقت فيها منابر نورك، وامتلأت من مطر حبك، فأغلقت من الليل أنينه وافترشت من عيون البدر كحلاً لرؤيا جمالك.
أنت أنا؛ أعيش فيك وبك ولك، وأرسم من طينتك ملامح حنطتي، وأتشبّث بأذيال ثوبك كلّما حسحس الجاني في الضّمير وأوغل العمر في المسير. أنت في القلب وطن يا كل بلادي.
.
.
.
جهاد بدران
في منطقة لا هدنة فيها
صراع مشتبك بيني وبيني
كلما داهمني الجفاف.. تبرعتُ بالهطول، وكلما أمعنتُ بالهطول.. حوَّلتُ كثباني بحوراً عطشى.
وكلما.. .
لا.. ليس هناك مايستدعي القلق
فالفقد صار علامتنا الفارقة، والحمد لله.
مهداة إلى سيادة البريق الركن أنتِ، ومعذرة من أنتِ.
.
.
عمر مصلح
سأقول ُ لك ْ
ما قاله ُ الدرزي ّ ُ لي
يوما على باب ِ المدينة ِ والمسدس ُ في يده
ويداي َ تغفو في السلاسلِ والقيود ْ
والليل ُ ينظر ُ من وراء غمامة ٍ
حريتي مهر ُ الصبية
ظلي تلاحقه ُ القذائف ُ من هناك ْ
دعني أراك ْ
حتى أحبّك َ مرتين ْ
سأقول ُ لك ْ
ما قاله ُ الدرزي ُ لي
لما رآني عاشقا
أرض الجدود ْ
ويداي َ أدمتها القيود ْ
لي رحلة ُ الرّمانِ في فصل ِالقطاف ْ
أدنو قليلا كي أراني من جديد ْ
ويخافني وجه المسافر في خطاك ْ
والشمس ُ تضحك ُ من بعيد ْ
....
الوليد دويكات
لذلك الغافي في مكمن النبض،
يحصي أنفاس الغياب ،
ويصغي لهسيس حواسي المتقدة
حنينا بين الضلوع ،
لذلك السابح في ماء عيني ،
ينصب ظله تحت آهات ناعسات ،
ويشرب نخب أدمعي من كؤوس المقل ،
طال موعدنا..!!
وما زلت على قيد الندى زهرة،
تنتظر ساقية تخصك بوشاية عطري
وسر البنفسج