يا هدهداً لج به الشوق يشدو على فنن،
فبكى لعصفورة في خاطر الأمس ،
أهاجت في نفسك نسائم التحنان ،
ودفء العناق في عشاش الروح .!
هل رقت شمسك لظل زندي ،
وأشعلتْ ذكراي فجرا ذهبيا في سنابل الضلوع ..!
أنا يا أجمل خلجة خائنة لمهجعها تمردتْ في دمي،
ملأت آنية الوجد منك انتظارا،
حتى نز الشوق عسلاً وزنجبيلاً ،
لا الكأس أنساني الحزن يوماً ،
ولا الشراب أثمل ما تعتق من غياب
لذلك الغافي في مكمن النبض،
يحصي أنفاس الغياب ،
ويصغي لهسيس حواسي المتقدة حنينا بين الضلوع ،
لذلك السابح في ماء عيني ،
ينصب ظله تحت آهات ناعسات ،
ويشرب نخب أدمعي من كؤوس المقل ،
طال موعدنا..!!
وما زلت على قيد الندى زهرة،
تنتظر ساقية تخصك بوشاية عطري وسر البنفسج
سلاما على الذين تهفو لرؤيتهم عيني،
وهم في حِداقها ،
يشتاق لوصالهم قلبي،
وهم بين الضلوع قيثارة،
تنثر شغفها نبضا يمزج الروح بالروح
.
.
سلاما على العائدين من الرحيل،
بكبرياء يعزف على أوتار غروري،
يمارسون الغواية بتودد،
ويطيب لي في محراب هواهم العفو والشفاعة
لا تلمني إن تداركت تنهيدة داهمت نشوة إضطرابنا،
حين هبت ريح أرخت ضفيرتي على قميصك،
وتبادلنا العطر إرتباكا،
لا تلمني إن تزملتُ بابتسامة فاترة ،
تستر عورة قلبي
؛
أنا لا أخشى الريح
ولكني أخشى إرتجاف الضلوع
وانكشاف أمري