ياقرية الـعـيـن
عبد الناصر طاووس 15 / 8 / 5 200
مع أبيات جديدة مضافة الى القصيدة
حبذا لو استبدلت باللتي في ديواني
ياقرية العين ياعيـــن القرى أبـداً
لي في ربوعك محبوبٌ يـواسـينـي
وردتُ نبعكِ و الأنهارُ جاريـــــة
خريرها نغمٌ من صوتِ مشجـــونِ
فكنت بين جـمـال الطـلِّ مـن قـمـم
وفي عـيون أحاطـــت بالبســــاتينِ
ومن عريب أتــوا من كـل باديــة
شُــمُّ الأُنـوفِ رجــالٌ في المياديــنِ
وحولها من ربـــوع الترك جمهرةٌ
عُـــَّدت مـآثـرهم في المـُرِّ والــَّزينِ
كــانوا الـمـدافــع عـنـا حين محنتنا
في ظلـهم حُفظــــت أركانُ ذا الدين
في كـــل ناحيـــةٍ عيـــنٌ مفجـــرة
بــإذن بارئهــا ســـالـت بمخـــزونِ
هــــذا الجمال عــطـاء الرب باركـه
للنــــاس مُذْ قال: ها غيـر ممنــــونِ
عيـــن الإمارات ما فاقت ببهرجهـا
عــيــن الجزيــــــرة إلا بالملا ييـــنِ
على رباهــا وبيــن الــواد كــان لنــا
أنشــودة ما فتت بالشـــوق تكوينـي
وفـــي جــوانبـــها الغـنَّاء شاديـــة
لما تزل في شعاب القــــلب تغــويني
مخضرة العيــــن ماعابهــا أنهــــا
بلحظها تســـلـب الأنظار في الـعَـيـنِ
بشعـرها حـمــرة غـطـت ضفائـرها
والمبسم العذب يجلو الهـمَّ يسبيني
وفــــي لُماها عقيـــقٌ فـاق منظــره
وثمْ رشـــاقتها فاقــت علـى العِـيـْـنِ
كــــأن حـاجـبها قــــوسٌ موجهـــة
تسبي الفـــؤاد وتـدمـي دون سكـينِ
ما شـابها أنها في الأصـل عسجــدة
ولا جبـلتها صـيغــت مـــن الطــينِ
إني مشـوق لذاك الغصن مـن زمـن
معلـــــق بجـــذور القــــوم مُذْ حينِ
أحيـــا بها ولـــها روحــي أقدمهـــا
عطيـــــة فخـذ يهـــا دون عربــونِ
في كل يوم تغيب الشمس عن كبـد
حــــرّى فمــا أفـــلت إلا وتؤذينــي
زاد لظــاها جراحاً أتعبت جســـــداً
فكــاد من ﺇثــرها يضحـى بمجنـونِ
صبراً على مضض قاساه مغـرمـك
وما تصبَّـره محبـوسٍ كــذي النـونِ
واللــه من بعـــده قــــاضٍ ﺇرادتــه
فـيَّ وأسـألـــه تحـقـيــق مظنــوني
لــو تعـلـمـين بأهـاتي وحـرقـتهــا
كــم ذا ألاقـي وبات النوْمَ يجفوني
ظمان أضحي وأمسي علَّ سقياً أرى
بين جــوانحِ مـن أهــواهُ تـروينــي
يعلو فؤادي أسى مُذْ هِمْتُ فيك وما
يُشـجيكِ من نصب ألفاه يُشــجيني
وإنْ تعــبْتُ وأضناني الهـيام فـقــد
عَهِدْتُ شَــخْصاً بأهْـل ٍمنه يَفْدِيني
شَخْـصٌ يُذَكّــرُنيَ لوْ كَــانَ مُقْتَدِراً
بالسعد باليمن بالريحان يَكْسُوني
يالاصــطباري فمـن أهـواه أرقني
بالهجــر عل عـتاب منه يسليني
أهـوى اللقـاء وأسعى في تحققـه
ﺇن عـزَّ جمعٌ فوجــدُ الشـوقِ يُدنيني
أو طـــال نأيــك فالأيـــام كــافـلـة
محو الجفاء ومسـح الدمع من عيني
أو جَنَّ ليلٌ عـدَدْتُ النجمَ من كمـــدٍ
وبُـتُّ فيــــه أرى بدري كعرجــونِ
أوهبَّ ريحُ الصبا من غرب حارتنا
وجَـدْتُ منه هبــوباً فــي شرايينـي
فجدَّد الشـوقَ بعـــدٌ كنتُ أحسَبـــهُ
هـَـماً ولكنـــَّـهُ أذكَـى بـَــرا كِينـــيْ
ومــا تمـنيْتُ لـقـيّاً غـيرَ قــربهــمِ
لكنْمَا الـدّهْرُ با لإقصــــاءِ يَرْمِيني
هــذا العذابُ غــدا أنــساً لغُربَتـِـكِ
وَقَـدْ غــدا بلســـماً طـباً يُداوينــي
مهلاً لعــل الـذي بالهجــرِ أتعبني
لعـــلَّ يـومــاً كــتابٌ مـنه يأتيني
لعــل يومــا لـمـن بالبعــد أرقـني
يأت علـَّي بقــربٍ منه يشــفيني
يابلسم القلب إن هدهدت خاطرتي
جــاءت مرحـبة بالقـرب تغـريني
يامن أضــئت بدنياي الحياة سنا
لم الـتجاهل قد أجـحـفت في ديني
ألست أنت التي أيقظت هاجستي
إلى متى الهجر أم عــزت أفانيني
ألســـت ممن بذاك الحب بادرني
ألســـت أنت التي كانت تناجيني
تاهت ظنوني فلا الأشعار تنجدني
وربة الحــسن بالنجوى تجافيني
ولم أزل في مراقي الصبر مؤتملا
إلى لـقـا مـن محــياك لـيهــديني
وكـلما خطــرت في البال فاتنتي
أضحت كطيف كما في قابَ قوسين
إني على العـهــد مـذ كانت بدايتنا
على المدى في انتظار منك يُنجِِيني
يا رَبِّ هــيء لنا لـقـيا لعــل بهــــا
ما يشرح الصدر ترضيها وترضيني
وليهنك فلـــك الأعنـــاق عاشـــقــة
مدي يـديــك فما من خـاطــب دوني
أدعوا لإله الذي أنشاك جوهـــــــرة
أن تكتبي ذات يـــوم فـــي دواوينـي