(1)
أعدِّ النارَ ذا بوحيْ
سأكويهِ بنار الصمتْ
وذا نبضيْ أؤجلهُ
لأبحث عن قلوب الغدْ
فترنيماتيَ الحيرى
تفتِّشُ عن مغنيها
وصوتُ الماء عند الحقل يأسرني
وينبتني زهوراً في روابيها
فأبحثُ عن مواجعنا –وغيطاني-
وأبحثُ عن سواقيها
(2)
أنا يا فاتحَ الأحلامِ مذ كنتُ
صغيراً أعشقُ العصيانَ أَرْسمهُ
دماءً فوق أغصاني
وأُدْخلهُ عروقيَ في
- صحاري الذاتِ أرويها-
وكنتُ إذا رأيتُ الماءَ- ماءَ الصبرِ-
مُخْضرَّا بأنهرنا
رميتُ بقلبيَ- المعطاءَ-
في نَهَري لأصفيها
(3)
ويحرسُ صدقَ عينينا هنا كذبُ العيونِ
على مَرِّ اللقاءِ ,الليلُ يبحثُ عن سَنَا
يُبقيْ على غَسقِ الجنونِ
فترحلُ كلُّ أجوبتي
ويبقى في مساءاتِ النوى وجعُ الظنونِ
(4)
ففي عينيكِ أسكبُ دائماً دمعيْ
وأُوقفُ نبضَ ترحاليْ
وأرعى غصنَ أشواقٍ بذاكرتيْ
فينبتُ ظلُّ لُقيانا بواديكِ
أراكِ على ربوعِ التيهِ كوكبتيْ
فيشرقُ وجهُ نافذتي
فيدخلُ في صدى التَوَهانِ
لحنُ العشقِ يوقظنيْ –يناديني-
لِأُدخلَ في نتوءاتِ الهوى كلَّ السمَواتِ
فيصحو فجرنا من رمْسِ ليلاتيْ
(5)
مَشينا يا منى رَحْليْ
وقلبانا على خطو السنا الغائبْ
فلم نُبصر نهايتنا
فموجُ الحزنِ بين عيوننا ذائبْ
عشقتكِ لا كما عشقوا
أنا الهيَّابُ في العشقِ – دمي الهائبْ –
درسنا في فنونِ الهجرِ يجمعنا !
فكنتُ الطالبَ الخائبْ
كسونا عشقنا وَرَعاً يطهِّرنا
فكنتُ الدامعَ التائبْ
وخِلتُ دموعَنا تكفي بأن نبقى
فكنتُ المخطئ الصائبْ
(6)
أنا لي في ظلام الليلِ شمعة عاشقٍ
لتضيءَ عمراً من دروبِ خُطايْ
على وجعِ الأراضي من دمي
سأخطُّ من خطويْ عُلايْ
جعلتُ اليومَ من دمعي لعيني دربها
لوَّنتُ من لون الدموعِ دمايْ
وأحيا في طفولة عشقنا
وأموتُ شيخاً في ربيع صِبايْ
أسافرُ في بهاء الصمتِ عبر دُجايْ
إذا طاوعتُ أشعاري
سينزفُ من جوانبها دماءُ أسايْ
**********************
شعر: خالد قاسم حجازي
ربما كان حلماً
(1)
حلمُ الصحراء الماءْ
والماء صفاءُ الأرضِ فيغسلها 000
من كل سرابْ
تبتسمُ الأرضُ وضحكتها دمعُ البسطاءْ
***********
(2)
قد ضاز الليل
سيقابل فجركَ ليلٌ 000
ويصبُّ العتمة في 000
كأس الأضواءْ
وستشربُ منها كلُّ الأنجمِ كي 000
لا تُنظر بعدْ
******
(3)
حلمي فيهِ البَلَقُ
لم يُنضجْ بعدْ
ووسادُ الأرض سمائي
في أرض الغدْ
هل أصعد فوق شراييني
أتجولُ فوق النبضْ
قد حاصَ دمائي فيها
أم أنزح من دميَ المحبوس مراراً
قطرات الشوقْ
حلم الصحراء الماءْ
ونبيذُ العفَّةِ يسكرني
لو ترقص في عيني الأهواءْ
لو ترقص في حرفي قيِّنةٌ
ستكون قصائد شعري يا شعرُ -هراء ْ-
********
(4)
حلم الصحراء الماءْ
والنور يقبِّل أيدينا
في كل دعاءْ
فارفع كفَّيكَ لتقطفَ كل الأجواء
************
(5)
هل أحدٌ قال بأن الشمسَ هي الماءْ
وبأن القوة ضعفٌ
فالضعفُ يكون مراراً قوة كل الضعفاءْ
والشمسُ تصلي في أوردتي
تتوضأُ من نور القلبْ
والدمعة تسقطُ منها
تغسلني من كل ذنوبي
والكل يقبِّل جدران قصور الأمراءْ
لكنَّ الشمس تقبِّل جدران بيوت الفقراءْ
*******
(6)
معذرةً ما كنتُ كما كان زماني
أتنقَّلُ في كل الأشياءْ
لكنِّي لا أمكثُ حتى أسقط في الأشياء أماني
أفترشُ الذات بأرضي
عند رحيلي , أحمل فوق جبيني كلَّ مكاني
لا أتجوَّلُ في بستاني
يكفيني أن أنظر في كل قفاري
أبداً لم تطربني أيُّ أغاني
تطربني عيدانُ القمحِ
حين تلامس صوتَ - الفلاحِ - المبحوحِ أنيناً بالموَّالِ
معذرةً ما كنت كما كان زماني
فستزهر في قلبي الرمضاءْ
- وسيبقى حلم الصحراء الماءْ-
*********
(7)
علمني الماءُ المتفجِّرُ من بين أنامل حلمي
كيف أذوِّبُ صخرَ الأوهام بذاتي
كيف سيروي قفرُ الترحال نباتي
كيف يباعدنا الحب ويجمعنا
بفراقٍ 000ولقاء فراقي !
تنساني الأشياءُ لأني أتذكر كلَّ الأشياءِ
حتى الماء النابع من نهر البسمة يجهلني
لكنَّهُ يأتيني كي أسقيهِ !
حلم الصحراء الماء
والماء يقيني , إنْ ظمئتْ كل الأشياء سواءْ
وسوادُ الأرضِ تزينهُ 000
أحلام الحب الخضراءْ
************
خالد قاسم حجازي
جناحانِ من همس قلبي
لذاكَ المدى
فَطِرْ واحملْ الصبحَ مني
وأسكنهُ في نقطةٍ من سواد الجراحِ
فإني عشقت العيون اللواتي
بها بسمةٌ فوق دمعٍ مُبَاحٍ
وإني سئمت الوجوه اللواتي
بها صرخةٌ من بَحَاحِ
فعلِّقْ جبالَ الهمومِ
على قَطرِ ذاكَ الصباحِ
وغلِّفْ شموسَ الأماني
بحُرقة هذا الذي في الفؤادِ
فما النبعُ فيَّ رواني
وما القلبُ من عشق هذا الذي
لا يراني استفاقَ
فهذا الذي في الفؤادِ
يعطِّر كلَّ الأقاحي
فعذراً إذا ما اتكأتُ برأسي
على حلم طفلٍ بهي الصفاءِ
وعذراً إذا ما افتتحتُ السعادةَ
في بعضِ جرحي
بكل البكاءِ
وعذراً إذا ما تحمَّل قلبي
خطايا العبادِ
تعبتُ وما بين بعضي وبعضي
سوى الإحتراقِ
وكلُّ السنابلِ تكبرُ في أرض حلمي
وتورقُ هذي المدائن صمتاً
على وجه ذاكَ النداءِ
فيا منْ تحبُ الضياءَ
أَنِرْ شمعةً من لهيب الجراحِ
وطُفْ في مدائن حزني
وغَنِّي نشيدَ الرَواحِ
فمن نبض قلبي
سكبتُ أنينَ النُواحِ
على صُدْغ ذاكَ القصيدِ
ليصبحَ حرفيَ نبضُ الفؤادِ
فَدَعْني لأسقطَ هذي القصائد
في نبع قلبي
لأغسلَ زيفَ القوافيْ
وأغسلَ وجهَ النشيدِ
وأروي حروفيْ
بقطرة حبٍ
فينبت شعري بكل الأُوَارِ
فإني رحلتُ ,
ومنذُ الولادةِ عن عالمٍ منزوٍ في دمايا
سأمضي معيْ
حفنة ٌ من ظلال التمنِّي
وأفرشُ منها صحاريٍ بقيْظي
لكي تستظلَّ شجيراتُ حلمي!
سأمضي معيْ رقصةٌ من عُلا كبريائي
لعلَّ الزمانَ يقيمَ احتفالاً
بفرحٍ بنا مات فينا!
سأمضي لعلَّ سُهاكَ الذي يحتويني
يبدِّدُ هذا الظلامَ,
يبدِّل هذي الدماءَ بشريان قلبي
ويغفر لي ظلمةَ الانكسارِ
سأمضي وحيداً معي سوسناتي
وفجر النبوءات في ليل حزني
سأمضي برغم الجراح الدفينةِ في نبض قلبي
لعلَّهُ ينساب في عرق موتي دماءُ الحياةِ
وتورق صحراءُ حلميَ حلماً جديدا
شعر: خالد قاسم
تأتيني الشمسُ فأفتحُ نافذتي
وأحدِّقُ في عين صفاها
وأفتِّشُ في غرفة صبحي
عن بعض شعاعاتي
وأرتِّبُ كلَّ الأشياءِ بها
حتى الجدرانَ لألمسَ دفءَ حدودي
(2) نظرة
في كلِّ مساءْ
تجلسُ أمي
وبجانبها أخواتي
وأنا....
وبقايا من ذاتي
لكنْ ينقصنا الوطنُ
(3) اللون الثامن
قالوا سبعةُ ألوانٍ للطيفْ
وزهور الحبِّ تلوِّنُ ليلَ الصيفْ
فتعالِ
سنلوِّن كلَّ سوادٍ يجمعنا في غسقِ الزيفْ
باللون الثامنِ في يوم الخوفْ
(4) هذا الزمان
زمنٌ يطمسُ وجهَ زماني
لم أرهُ أبداً
ويدورُ على عقربِ ساعتنا في كلِّ مكانِ
سيَّانِ إذا متنا أو عشنا سيَّانِ
(5) فتنة
جاءتْ تتوكّأُ في الليل
على نبض صباحي
تعصرُ فتنتها في كأس جراحي
وتهزُّ جبال الصمتْ
بالبوحِ الدافي
تفتحُ شمس ظلالي
تغلقُ كلَّ فتوحاتي المزعومة
(6) أمل
قال بصوتٍ لا يُسمعْ
هل تبقى في دائرة الليل وحيدا
لم تشرق أبدا
تتركُ أحزانك في بستان دمائك ترتعْ
تحضن آلام الصمت الثائر فيكَ بوجعٍ أبدي
يتسلق فوق حبال رحيلك!
فلتمضِ بنا
نحو طريق الأمل الهارب منك
سيقابل حلمك ألف طرقٍ منغلق العينين
لكنْ يدهُ
تمتدُّ لتفتح كل عيونك
(7) سؤال
سألتني
كيف إذا جاء الحبُّ إليْ
أأقدم بعضا مني ....
من هذا الخوف إليهْ
هل سأمدِّدُ كل مدايَ على كفَّيهْ
أم أغلق قلبي في وجه الشوق المتطاير من صبح نداهُ
بمفتاح هواهُ ؟ !!
فضحكتُ !
خــــــــــــــــــــالد قاســــــــــم
(شكراً لثوَّار العربْ ) خالد قاسم
(مجاراة لقصيدة الشاعرة د/ غزوة الكيلاني)
شكراً لمن حمل الدماءَ على أكفٍّ من غضبْ
شكراً لمن غنَّى – بلادي- بين صمتٍ يحتوينا أو صخبْ
شكراً لكل الثائرينَ على حكوماتِ العربْ
شكراً لكم
فلقد سَحَبتمْ سيفنا من غِمدهِ
ذكرتمونا القدسَ, والقدس التي ما صافحتْ
فينا الفتوةَ والرغسْ
نشتاقُ ثورتكم على .... – مَنْ تعرفونْ-
...........كل الذي سرق العروبةَ واغتصبْ
شكراً لكم
فلقد قطعتمْ كلَّ رأسٍ من طواغيتِ العربْ
علمتمونا كيف أن الفجر يأتي من دياجير الغسق
علمتمونا كيف أن عبيرَنا قد فاحَ من بين المآسي والعطبْ
شكراً لكم
أنقذتمونا سادتي
من بين أفزاز الدلسْ
شكراً لأطفالٍ تربّوا في مدارسنا العقيمة...
ثم هبّوا في الميادين الأبيّةِ دون دقٍّ للجرسْ
شكراً لمن وقفوا على عجلات موتٍ لم تخفهم
... أو رصاصات العسسْ
خدُّ الصباح على وجوه مدينتي
فيه البشاشة والسعادة والطربْ
شكراً لكم
شكراً لثوَّار العربْ
شعر: خالد قاسم حجازي
ضمِّي لحلمكِ بعض أحلامي = فربيع حلمك بعض إلهامي
جبت المدائن فاتحاً حُلُمي = جوبي دمي يا غادة الشامِ
العشق قد أدمى دمي حَزَناً = يا رحمةً من عشقيَ الدامي
هذا سوادُ الشَعرِ ذكَّرني = شِعراَ صبوحاً , وحي أقلامي
يا زهرةَ الصبح التي دمعتْ = لفراقها أعباقُ أنسامي
ميَّاحتي يا فوقَ رابيتي = هيا ارقصي في خَنْسِ أيامي
بَرْجاء يا طهراً بقافيتي = هل كان شعري غيرآلامي
هل تذكرين الليل يجمعنا = كنتُ الوفيَ لطهركِ ,الحامي
هل تذكرين الدمعَ قبَّلنا = فأبيتُ لمسَ الخد من لامي
لمعتْ خدودكِ في قفار غدي= فأضاءَ هذا الحب إظلامي
من بين دمع الصمت أذرفهُ = بوح المحب فدُكَّ إرْمامي
فنظمتُ شعري لحن أشواقي = عزفُ الهوى في الشعر أوهامي!
دفءٌ يداكِ مَدَىٍ أصافحهُ = هل تذكرين الدفء إرْهامي
وقّعتِ في لوحي هواكِ جوىً = فطمستُ توقيعي وأختامي
قد لامني عمري أعاتبهُ = هل كان عشقي موت أعوامي؟
تبقينَ لي في الهجر لائمتي ؟!= تبقين لي , يا جَوْرَ لُوَّامي
الحزن شيَّبني وها قدري = حتى كآني شيخُ أهْمامي
ولقد شفيتكِ بالهوى سِقمي = لم تشفِ يا ...يا حبُّ أسقامي
مواجهة
كلٌ منا ينظرُ في المرآةْ ,
يصغرُ حلمُ المرءِ ويكبرُ وفقَ هواهْ
لكني لم أعتدْ أن أنظرَ في مرآتي
واخترتُ بأن أنظرَ في وجهةِ ذاتي
تقفُ الآنَ عيوني...
تتماوجُ أخيلتي...
تحملني فوق جنوني
تسقطُ نصفُ عيونيَ غرقى في بوتقتي
فأحدِّقُ فيهنَّ لأصحو!
(2)
وتجوبُ سمائي
يغسلكَ النجمُ بضوئي
لكنَّكَ تبتاع الليلَ بقطرةِ ضوءٍ
أو قطرةِ حبٍّ كي تروي الظلَّ
أتخيط الأرض َ لتصنعَ ثوباً لسمائكَ فيها ؟!
فسماؤكَ ترتجفُ الآنَ حنيناً
تحت الأرضِ لتنشرَ نوراً تحت روابيها
(2)
أشتاقُ بأن ترجعَ يوماً
مثل الصبحِ تضيء ولو كنتَ بنصف سماكَ
ينتابكَ غيثيَ فافتحْ كلَّ صحاريكَ
لتشربَ من ظمئي
(3)
ماذنبكَ والحبُّ سجينٌ يتعرَّى
يشتاق بأن يُغسلَ في عطرِ التقوى
أوَ تحفرَ في دمعكَ بئرَ الذكرى
كي تجلسَ مهموماً تتلظَّى
(4)
قبل الميلاد
علمني أبوايَ الحبَّ وأن أسبحَ في نهر النشوى
حين التقيا, حين افترقا...
علَّقتُ بقلبيَ ضخرةَ أحزاني كي يبقى منحنيا
أخشى أن يسريَ نبضي في رئةٍ أخرى
أنظرُ في الأرض مراراً
تتمشَّى الأرضُ بذاكرتي
ابحثُ عن مأوى
يسَّاقطُ وجهي خجلاً منها
تزرعني الأرضُ حياءً!
أشتاقُ بأن أرفعَ رأسيَ...
كي تعلو عن منكبِ هذا الجسدِ قليلاً
تأبى العينانْ
حتى غطَّى الشيبُ المتناميَ وجهَ سمائي
وتلاقتْ كلُّ تجاعيدِ سنيني
فوق الوجهِ الظاميءِ فرْحاً عند بكائي
(6)
يعرفني الأصحابُ بسطرٍ من شعري
يقرؤهُ مَنْ يسمع نبضي
لكني لمْ أقو أبداً أن أقرأ شعريَ بعدْ
فالكلُّ سيرحلُ عنيَ حتى عيناي
تمتدُّ بعيداً خلفي
هل ترضى أن ترحلَ عنيَ كي أبقى
أو تبقى خارج ذاتي
ترقبني من نافذةِ البشرىِ
وترشرشُ فجركَ فوق عيوني
أو فابحرْ في أوردةٍ أخرى
(7)
منْ نعرفهمْ قد ولَّوا عنا
أوَ تعرف ما السببُ ؟
فلأنا دوماً لا نغسل أعيننا
إلا بالحبِّ النابعِ منا
لا نضحك مثل الضاحكِ منهمْ
أو نبكي مثل الباكينَ عليهمْ
وجهكَ وجهُ الماء
لا نملكُ حِليَةَ كلِّ الأشياء
شعر/ خالـــــــــــــــــــــــــد قـــــــــــــــاسم حجازي
قَسَماتُ جرحي أنهُ
لم يُبدِ فيهِ نهايتَهْ
فلربما يا سائلي
قد نرتقي فوق السؤال ولا نجيد إجابتَهْ
*************
كيف الفرار إلى مداكِ حبيبتي
كيما أقيِّد بالرحيل رحابتَهْ
يا كبرياء قلوبنا , يا مجدها
ارسم لنا من نبعنا فوق المياه صلابتَهْ
*******************
فالشيب مفتاح الكهولة, دارها
ما عاد يرنو اللهو يوماً كي نعيد طفولتَهْ
هل يذكر الأحبابُ حين يلمُّنا
كأس الخَصَاصَة ننتشي
يوم الوداع ملوحتَهْ
يا قفر أيامي وقلبيَ عادةً
سيعيد لي بالفقر والفقراء نضارتَهْ
ما ذنب أمٍ في الصباحِ تفوح لوعة طفلها
وتجرُّه نحو المحال لكي تُصارعَ خبزتَهْ
ما ذنب شيخٍ حين يفقد هيبتَهْ
***********
أنا دمع طفلٍ حائرٍ
يلهو ببعض ترابهِ
كيما يواري دمعتَهْ
**********
يا كل أصحابي , زمانُ قد مضى
وزماننا تبقى سهامهُ في الحناجرِ
إنْ نشأْ أو لم نشأْ
يبقى عنيدً لا نودِّع لحظتَهْ
يا مَنْ أنا من لوعتِكْ
كلُّ الأحبة في الدُوار تساقطوا
والحبُ هذا الحب أمضى في فؤادي لوعتَهْ
فإلى متى يا صاحبي
فرعون يقتل حلمنا
حتى نُقرَّ عبادتَهْ
شرُّ الخيانة صاحبي
أنا نصونُ خيانتَهْ
***************
هو طفلنا
مشدودةٌ أحزانهُ
اليوم قبل الأمس ما ...
ما شدَّ بعد اليوم فيهِ ربابتَهْ
هو طفلنا
يلهو بدمعة أمهِ
لكنَّهُ....
ينمو وينمو في المساءِ
لكي يخطَّ على الطريقِ رجولتّهْ
**********
خـــــــــــــــــــالد قاســـــــــــــــــم
أشاكس آخري دَهْراً
وأرقبُ أولي لمَّا
تُذوِّبني بحُرْقاتي
وأزهي الصبحَ ,قد أطفو
على صفحاتِ إشراقي
وأثقبُ في بحارِ الصمتِ دائرتي
أبوحُ ببعضِ آلامي
أعلِّقُ في سواحلها
حبالَ الموتِ كي أنجو!
وأصعدُ في مدارجها
فأهبطُ في براكيني
ألملمٌ قطر أغنيتي
على نيران أجوائي
فيصرخُ صمت ذاكرتي
على عَرَصاتَ أشلائي
حصى الأوهامِ أجمعُها
صخوراً في ممرَّاتي
فأزرعُ في سنابلها
جذوراً من عُذيقاتي
ربيعُ اللحظةِ الآنَ
بيادٍ في لُحيظاتي
(2)
وتأخذني مسافاتي إلى غدنا
ووجهيَ قد يفارقني
ويسبقُني على أهدابِ خطوتنا
تنامُ الآنَ يقظتُنا
وكنَّا لا نسلِّمها إلى سِنةٍ تفرٍّقنا
أتسكنُ في عيونِ الشمسِ عتمتُنا؟
سأغسلُ في الضحى شمسي
وأغلقُ كلَّ عالمنا
بمفتاحِ النداءاتِ
وأدخلُ بابكَ المائي من أعلى صلابتنا
بعيني سوف أمسكُ ماءكَ المسكوب في نَهَري
وأحملُ بين أجنحتي رياحَ البيدِ تحملني
إلى واحاتِ عينيكْ
هنا قدري...
وبعضٌ من تباريح المنى رقصتْ
على يأسٍ يغلِّفنا
تلقِّنهُ حروفَ الحزنِ وقت مماتِ مَولدنا
هنا قدري...
وجدران النوى بُنيتْ بأوردتي
يسدُ طريقَنا جرحانْ
سأحملُ كلَّ صحْراءٍ على كَتفي
وأسقِطُها بنهْركَ – أيها الظمآنْ –
وتسألني
أبعدَ لقائِنا هجرٌ ؟
نعم هجرٌ ولي وصلٌ
إذا أحرقتَ ثوبَ الشمسْ
فقد ألبستها ثوباً
فدعْها تدفيء البسطاءَ من أهلي
بعدلِ ضيائها نورٌ
لكي تغتالَ هذا الظلمْ
ولي وصلٌ
إذا قدَّمتَ للبسطاءِ طعمَ الحُلمْ
ولو مُزجَتْ حلاوتُهُ ببعضِ السُمْ
شعر: خالد قاسم حجازي