لماذا تموت الحقيقةُ ،
تُطعن السنةٌ طاهرة بالظّنونْ..؟
لماذا أنام على سعفةٍ من نخيل ٍ
لوّحته الشّمسُ..
وانحى بالسنينْ..؟
لماذا تغطي الملابس في خجل
سوأة المجرمينْ ؟
وتُرْمى ليلبسها التافهونْ
ثلاثون عاما تمرّ عجافاً
ويشرب من نيلنا المترفونْ .
لماذا نرى العتمة ..
في زمن غابرٍمن نهار قتولٍ
تلاحقنا بالمنونْ .
لماذا تقاتلنا ،
تحتسي كأسها من دمنا..
تنتشي بالجنونْ.
هُو اللّيل في فلق الصبح
يطفئ شمعةً بالدنانْ
لكي يسهر الفاسقونْ
ويخسر لحظة أمن
تُؤدُ على طرف من رمادٍ
على شفة الوقت ،
قبل انبلاج بياضٍ
وراء الجفونْ .
..هنا يخلع الليل سترتهُ مرغماً
على منشر الفجر
ويبقى يُذرْذرُنا بالفتونْ .
ويسهر ليلته في الغلسْ
ينثّرهُ كالرمادْ
لماذا يموت على بابنا
منتحراً بالكلامْ..؟
ويصمت في لحظة الخوف
عند الختامْ
نعمْ إنّه الليلُ..
يعجز عن مجاراته الطّيْبونْ
نعم إنّه الليل يسرق غلّتنا ،
نحتسي مرّها ألماً في الصدور
وجوع السنينْ .
فيا سيدي..
أيّها الطّفلُ في زمن الإنبهارْ
تمهّل هنا وانتظرنا ..
وقف عند باب الربيع الذي ..
أشعل الأرجوانْ
فلامَسَ وجهاً لأمٍّ وقد عفّرتها السنين العجاف
همُ .. قتلوا طفلها ،
غرسوا الحسرة في قلبها
شربوا كأسها وانتهوا خائنينْ
كمن خاب من نام بعد الفجر
ممتهاً مهنة الخائبينْ
كمن خاب من لم يرددْ
نشيداً قبيل الربيع
وبعد الربيع الحزينْ
وإثناء قضمة خبزٍ
على شرفةالميدانِ
بعد احتفالٍ بموت الخريف
على مشرحة الثائرينْ .
وعند انتهاء مراسم
دفن الخريف الطويل الملول .
فهم ذاهلون بسكرتهم ..حائرونْ
لماذا ..؟ لأنّ التي شربوا دَمَها
نعجة من عجاف السنينْ