في انتظار غودو ، "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر"صمويل بيكيت "
في انتظار غودو ، "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر"صمويل بيكيت ، الأدب العالمي ( المكتبة الإلكترونية)
فاطمة الفلاحي
"واحد من لصوص سلاح الفرسان تمّ إنقاذه. إنها نسبة مئوية معقولة"."في انتظار غودو"
" كل ما أحتاجه الآن هو ابن، ربما كان لدىّ واحد فى مكان ما، ولكنى لا أعتقد ذلك، لو كان موجودا لكان كبيرا الآن، كبيرا فى مثل عمرى تقريبا."
" صمويل باركلى بيكيت "
- هو الابن الثاني لأبوين من البروتستانت ، كان من صغره متفوقاً في دراسته ومهتماً بالرياضة خاصة لعبة الكريكيت وكان يهوى مشاهدة الأفلام الأمريكية الصامتة كأفلام شارلي شابلن وبوستر كيتون وكان أثر هذه السينما الصامتة كبيراً على أدبه فيما بعد.
- اسس مسرح العبث أو اللامعقول والصمت أحد ميزات هذا الفن.
- هو من أهم كتاب القرن العشرين في المسرح والرواية ،امتد أدبه لفترة 60 عاماً فقد أصدق في التعبير عن مشاكل إنسان هذا العصر
"ماقاله بيكيت "
" إن النوم أيضا هو نوع من الملاذ."
- " أنا أتحدث بزمن المضارع، فمن السهل أن تتحدث بزمن المضارع حين تتحدث عن الماضى."
- " لا أعتقد أن يودي لديه اهتمام كبير بهن. هذا يذكرنى بالنكتة القديمة عن روح المرأة؛ يسأل أحدهم: هل للمرأة روح؟ الإجابة: نعم. يسأل: لماذا؟ الإجابة: حتى نلعنها."
- " لأن بداخلى هناك دوما أحمقين، ضمن آخرين، أحدهما لا يطلب أكثر من أن يظل حيث هو، والآخر يتصور أن الحياة ربما تكون أقل بشاعة نسبيا لو تحرك قليلا."
- " فالكلمات التى أنطقها بنفسى، والتى لا بد من أن تكون قد خرجت بمجهود عقلى، تبدو بالنسبة لى كطنين حشرة، وربما هذا هو أحد الأسباب التى تجعلنى قليل الكلام، أعنى أننى أعانى من مشكلة فى الفهم، ليس فقط فهم ما يقوله الآخرون لى، بل فيما أقوله للآخرين أيضا."
- " لقد أسأت تقدير المسافة التى تفصلنى عن العالم. وكثيرا ما مددت يدى نحو أشياء بعيدة عن متناولي، وكثيرا ما اصطدمت بعقبات تكاد لا تكون واضحة فى الأفق."
"كرونولوجيا صمويل باركلى بيكيت " - في عام 1906 ولد صمويل بيكيت في دبلن في أيرلندا
- في عام 1923 التحق بيكيت بكلية ترينيتى في دبلن وتخصص في الأدب الفرنسي والإيطالي
- في عام 1927 حصل على الليسانس في الأدب الفرنسي والإيطالي.
- في عام 1928 توجه بيكيت إلى باريس وعمل أستاذاً للغة الإنجليزية بإحدى المدارس هناك، وفى هذه الأثناء تعرف بيكيت على الأديب الأيرلندي جيمس جويس وأصبح عضواً بارزاً في جماعته الأدبية وصديقاً شخصياً له.
- في عام 1930 كتب بيكيت دراسة عن الروائى الفرنسي مارسيل بروست مؤلف رواية" البحث عن الزمن المفقود"
- في عام 1931 عاد إلى أيرلندا ليقوم بتدريس الفرنسية بكلية ترينيتى لكنه لم يفضل العمل الأكاديمى وسرعان ماقدّم استقالته.
- في عام 1933 توفى والده تاركا له ميراثاً صغيراً
- في عام 1933 كتب المجموعة القصصية "وخزات أكثر من ركلات"
- في عام 1935 كتب روايته الأولى "مورفي"
- في عام 1937 تعرف على طالبة البيانو الفرنسية سوزان ديكوفو دوميسنيل التي ظلت رفيقة عمره وزوجته في وقت لاحق.
- في عام 1938كتب "مورفي "
- في عام 1938 كتب دراستين عن جيمس جويس ومارسيل بروست
- في عام 1948 كان بيكيت في أيرلندا حينما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية فعاد إلى فرنسا واشترك في صفوف المقاومة هناك (كمراسل ومترجم) لكن بعد تقدم الألمان واكتشافهم للخلية التي يعمل بها هرب بيكيت وسوزان إلى جنوب فرنسا إلى بلدة روسيليان وعمل بيكيت مزارعاً .
- في عام 1948 كتب روايته "وات"
- في عام 1946 كتب روايته "ميرسيه وكاميه".
- في عام 1946كتب بيكيت ثلاثيته الروائية الشهيرة "مولوى""مالونى يموت"و"اللامسمى"، كتب الروايات باللغة الفرنسية ثم ترجمها إلى الإنجليزية، وبيكيت معروف بميله للغة الفرنسية رغم أنها لغته الثانية ويقول في ذلك : أفضل الفرنسية لأنك تستطيع الكتابة من خلالها بدون أسلوب.
- في عام 1947 كتب بيكيت مسرحيته الشهيرة "في انتظار جودو".
- في عام 1950قد توفت والدته .
- في عام 1951 كتب المجموعة القصصية "قصص ونصوص من أجل لاشئ".
- في عام 1952 تم نشر مسرحية "في انتظار جودو"
- في عام 1953 تم عرض مسرحية "في انتظار جودو" في باريس ولاقت نجاحاً باهراً، ومن هذه اللحظة أصبح بيكيت مشهوراً ومعروفاً في كل أنحاء العالم.
- في عام 1954 توفى أخوه الأكبر فرانك
- في عام 1954 كتب مسرحية "نهاية اللعبة" وصاغها في فصلين ثم عاد وجعلها من فصل واحد وتم عرضها في لندن بنفس العام
- في عام 1957 كتب فصل من مسرحية بدون كلمات1.
- في عام 1958كتب مسرحية الجذوات.
- في عام 1958 كتب مسرحية "شريط كراب الأخير" وعرضت بلندن بنفس العام.
- في عام1959 كتب فصل من مسرحية بدون كلمات 2.
- في عام 1959 توجه بيكيت للكتابة الإذاعية فكتب لإذاعة البي بي سي أعمال مهمة ومتميزة مثل "كل الساقطين"، "الجمرات"، "الأيام السعيدة".
- في عام 1961 تزوج بيكيت من رفيقته سوزان في حفل صغير في لندن.
- في عام 1961كتب مسرحية الأيام السعيدة.
- في عام 1962كتب مسرحية كلمات وموسيقى.
- في عام 1963 كتب مسرحية Cascando..
- في عام 1963 كتب بيكيت مسرحية باسم "مسرحية"
- في عام 1963 كتب سيناريو فيلم قصير باسم "فيلم"
- في عام 1965توجه بيكيت إلى أمريكا "للمرة الوحيدة في حياته" ليشرف على الفيلم الذي حصل على جائزة النقاد في مهرجان فينيسيا.
- في عام 1966 كتب العمل الإذاعي (قل يا جو).
- في عام 1966 كتب مسرحية Eh Joe 1966 تعال وإذهب.
- في عام 1969كتب مسرحية نفس
- في عام 1969 حصل بيكيت على جائزة نوبل للأدب، ولما سمعت زوجته بالخبر قالت : إنها كارثة، واختفى بيكيت تماماً ولم يذهب لحفل تسليم الجائزة.
- في عام 1972كتب مسرحية Not 1
- في عام 1972 كتب مسرحية "ليس أنا" التي عرضت في نفس العام.
- في عام 1976 كتب مسرحية "تلك المرة"، "وقع الأقدام"، "ثلاثية الشبح".
- في عام 1977 كتب مسرحية But the clouds …. (إذاعية)
- في عام 1977 كتب أعمال جزء من مونولوج "صحبة".
- في عام 1980 كتب مسرحية نموذج مونولوغ، "لعبة الراكبي".
- في عام1981 كتب مسرحية Ohio Imprompyu
- في عام 1982 كتب مسرحية "الزوايا الأربعة"، "الكارثة".
- في عام 1983 كتب مسرحية "Nacht und Traume"K "What Where"
- في عام 1989 ماتت زوجته سوزان
- في عام 1989 في 22 من ديسمبر مات بيكيت بعد تعرضه لأزمة في جهازه التنفسي.
التوقيع
ذات كأس، مترع بالغروب، وعلى حافته تتسكع شهقة ليل .
رد: في انتظار غودو ، "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر"صمويل بيكيت "
"نظرة بيكيت في التشاؤم "
مصدر التطهير الداخلي، أو قوّة الحياة ، في تشاؤم بيكيت
" في الفارق بين التشاؤم سهل المنال القائم على محتوى من الشكّ لا يتزعزع، وتشاؤم عسير المنال يتوغل في أقصى بؤس الإنسانية. الأوّل يبدأ وينتهي من مفهوم يقول إنّه لا شيء يستحقّ القيمة، والثاني يرتكز على نظرة معاكسة تماماً. ذلك لأنّ ما لا قيمة له، ليس قابلاً للانحطاط. وإجراك الانحطاط الإنسانيّ ـ الذي لعلّنا شهدناه بدرجات اشدّ من أيّ جيل سابق ـ ليس ممكناً إذا جرى إنكار القِيَم الإنسانية. لكنّ التجربة تصبح أكثر إيلاماً كلّما تعمّق الإقرار بالكرامة الإنسانية. ويشتمل مصدر التطهير الداخلي على حبّ للإنسانية يتنامى وسط التفهّم وهو يغوص في أعماق الاشمئزاز، وذلك يأس يتوجب أن يبلغ أقصى حدود المعاناة لاكتشاف أنّ التراحم ليس له حدود. ومن ذلك الموقع، في باطن عوالم الإفناء، فتنهض كتابة صمويل بيكيت من مزمور الإنسانية الجمعاء، وصوتها المخنوق يعزف نغم التحرير للمقهور، والسلوى للذين بحاجة ماسّة إليها. "
" قراءات "-
كان رائداً في ألق التعبير في القصة والمسرح، وحليفاً للتراث في الوقت ذاته
- كان شديد الارتباط ليس مع جويس وبروست فقط، بل مع كافكا أيضاً
- كان بيكيت فناناً شديد الأصالة وبالغ الانهماك في المعضلات الجمالية للنصّ الأدبي أسوة بالمعضلات الكبرى للوجود الإنساني.
- رفض بثبات تقديم أيّ تنازل لجمهوره، وكلما اتسعت شهرته ازداد خجلاً وانكماشاً وتوارياً عن الأنظار والعدسات. وهذا مافعله عند منح جائزة نوبل للآداب عام 1969
- وصلت من جيروم لاندون، صديق بيكيت وناشره، البرقية التالية: "العزيزان سام وسوزان. رغم كلّ شيء، لقد منحوك جائزة نوبل. أنصحكما أن تتخفيا. قبلاتي". ولم تنجح كلّ الجهود في كشف مكانه، ثمّ حين توصّل الصحفيون إلى مكان الفندق وتقاطروا إليه بالعشرات، لم يفلحوا حتى بالتقاط صورة، بما في ذلك فريق التلفزة السويدي الذي عاد خائباً.
- بدأ بيكيت شاعراً، ويتفق اثنان من كبار نقاد النصف الثاني من القرن العشرين، مارتن إسلين وهيو كينر، على أنّ الشعر لم يغادره قطّ
- تواصل في رواياته ومسرحياته، واتخذ من الأشكال والتعبيرات ما يتجاوز الحسّ الشعري أو الشاعرية التلقائية أو شَعْرَنة السرد والحوار.
- يضرب كينر قصيدة "النسر" مثالاً على براعة بيكيت في التحايل على حجم القصيدة والزمن الذي تستغرقه قراءتها، بحيث يجعل محمولها الشعوري أشدّ كثافة من معمارها المجازي والصوتي.
- الأعمال الدرامية لبداياته تضرب بجذورها في أعمال فرنسية تعود إلى تسعينيات القرن التاسع عشر وإلى مسرحية الفريد جاري "أوبو ملكاً". وضمن اعتبارات عديدة تسجّل رواية "وات" نقلة مرحلية في هذا المبتدأ اللامع
- إنّ انحطاط الإنسانية موضوع متكرر في عمل بيكيت، خصوصاً وأنّ فلسفته ـ التي تؤكدها ببساطة عناصر المضحك المبكي والمهزلة السوداء ـ يمكن وصفها بالنزعة السلبية التي تأبى، مع ذلك، الامتناع عن النزول إلى الأعماق. وإلى الأعماق ينبغي أن تتوغل، إذْ هناك فقط يمكن للفكر وللشعر المتشائمين أن يجترحا المعجزات.
- كتب مسرحية "نهاية اللعبة" وصاغها في فصلين ثم عاد وجعلها من فصل واحد وتم عرضها في لندن بنفس العام والمسرحية مثلها مثل (في انتظار جودو) فقيرة في الديكور وفى عدد الشخصيات ومعظم النقاد يرون أن هذه المسرحية أعلى من "في انتظار جودو" من جهتى المضمون والتكنيك المسرحي، رغم تفوق شهرة الثانية.
- "شريط كراب الأخير" تتميز بخصوصيتها الشكلية لأنها تقوم على المونولوج فقط
- كتب سيناريو لفيلم اسماه"فيلم" أخرجه المخرج الذي تخصص في إخراج أفلام تلفزيونية عن أعمال بيكيت "ألان شنايدر" وقام ببطولته النجم الأمريكي "بوستر كيتون"، بيكيت توجه إلى أمريكا "للمرة الوحيدة في حياته" ليشرف على الفيلم الذي حصل على جائزة النقاد في مهرجان فينيسيا عام 1965.
- "محكوم بالشهرة"، هي الأفضل بين جميع السِيَر التي تناولت حياته، يروي جيمس نولسون عشرات التفاصيل التي تبرّر اختيار هذا العنوان لسرد حياة بيكيت، وبينها واقعة نوبل تلك.
- "صوت صارخ في البرّية" نص يعطي أكثر اهتماماً بمحنة الإنسان على الأرض، وبالعلاقة بين بعضنا البعض. ففي هذا المعرض لدى بيكيت الكثير الذي يقوله حول قدرتنا على رعاية أوهام غير قابلة للزعزعة في برّية من فراغ الأمل. لكن هذا ليس هو الموضوع. فالفعل ببساطة يخصّ العزلة وكيف أنّ الرمل يعلو ويعلو حتى يغرق الفرد كليّاً في عزلته. ومن خارج الصمت الخانق يظلّ الرأس يصعدن مع ذلك، وهو يصرخ في البرّية، عن حاجة الإنسان التي لا تُقهر إلى البحث عن أخيه الإنسان حتى نهاية النهايات، والتحادث مع الخلاّن للعثور على العزاء في الصحبة.
- في "اللامسمّى" يستعيد الراوي حياته، مناسبات الفزع والعار، وهو يوشك على الغرق في الظلمة والصمت. لكن الصفحات الأخيرة سيل متدفق من الكلمات، والإعادة، وإعادة الإعادة، متشنجة لكنها جلية على نحو عجيب، تبلغ ذروتها في تلك الصرخة المسحورة المتطهرة من الغضب والتأكيد القائم على المفارقة: "لا تستطيع أن تذهب، لا أستطيع أن أذهب، أنا سأذهب".
التوقيع
ذات كأس، مترع بالغروب، وعلى حافته تتسكع شهقة ليل .
رد: في انتظار غودو ، "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر"صمويل بيكيت "
" قالوا فيه "
"هارولد بنتر "مسرحيّ كبير آخر بريطاني: "لا أريد منه "يكيت" الفلسفات، والمنشورات، والدوغما، والعقائد، والمخارج، والحقائق، والإجابات... يكفيني أنه الكاتب الأكثر شجاعة، وكلّما سحق أنفي في البراز أكثر، ازداد امتناني له أكثر وأكثر"!
"تيري إيغلتون"
يقول :
- كان صمويل بيكيت فناناً ذا رؤيا هادفة تماماً حول الوجود الإنساني، لدرجة أنه لم يولد يوم الجمعة 13 فحسب، بل في يوم تصادف أنه "الجمعة الطيبة".
- إنّ الخوف الدائم، والإحساس المزمن بانعدام الأمن، والهامشية عن سابق وعي ذاتي، هي العناصر التي تضفي على عمل بيكيت الكثير من المعنى في ضوء ذلك كلّه. الحال ذاتها تنطبق على ما يسود في عمله من سمة التعرية وحسّ الانسلاخ، مع ما يقترن بهما من ميل بروتستانتي إلى الإبهار والإفراط. وإذا كان قد تخلى سريعاً عن إرلندا لصالح باريس، فإنّ بعض السبب يعود إلى أنّ المرء يمكن أن يكون شريداً في بلده كما في الخارج.
- سخريته السوداء وطرافته الهجائية ذات جذور ثقافية فضلاً عن كونها سمات شخصية.
"إدنا أوبريان"
"سام الرجل" مادّة لا تنتهي من الأسطورة، والتنقيب، والإشاعة، والتبجيل، والإبهام، والأقاصيص المضخّمة. وسوف لن يكون من غير المعقول القول إنه الآن معروف حتى على سطح القمر، المنطقة التي اعتبر ذات يوم أنها من مخصصات ألبير كامو. أناس عديدون التقوا بيكيت وتناولوا معه شراباً بالضرورة. صحيح أنه كان يشرب كثيراً، ومن المؤكد أكثر أنه احتاج إلى الشراب، سواء لكي يُحيي روحاً لم يكن عندها "إلا القليل فقط من موهبة السعادة"، أو لكي يخفف وابل أنخاب الأصحاب. أعماله كلّها ضاجّة بأشخاص لا يكفّون عن الكلام، وإثارة الأسئلة. وقد يبدو تهوّراً أن نأتي على ذكر الشراب في ما يخصّ رجلاً متطلباً مثله، غير أنّ الأعمدة الثلاثة للعبقرية الإرلندية، جويس وبيكيت وفلان أوبريان، عُرفوا كروّاد حانات، ممّن ثابروا على حسن الاستفادة من حلّهم وترحالهم.
وفي تأبين قصير ومتألق للرسّام جاك ييتس، قال بيكيت إنّ الفنان الذي يضع حياته على المحكّ ليس له شقيق وليس له محتد. التصريحات ليست كلّ الحكاية مع ذلك.
"بيكيت وجويس "
قد عمل سكرتيراً له، وكان عمره 22 سنة، حين قابل جويس للمرّة الأولى. وكان أحد المارشالات الـ 12 (أو الحواريين) الذين استدعاهم جويس، وساندهم ووجّه كلماتهم، لكي يردّوا البيّنة على هجمات ربيكا ويست، وندهام لويس، شون أوفولين، وسواهم ممّن تعرّضوا لـ "عمل قيد الإعداد" Work in Progress، الذي كان قد نُشر في مجلة Transition. والمقالات تلك، التي كانت متعالمة وقاصمة وقاتمة، كُتبت لإبراز تصميم جويس على إبقاء الأساتذة في حيرة من أمرهم، وإشغال النقّاد 300 سنة.
وكان جميل بيكيت قد طوّق جويس في أكثر من سبيل، وساعد في ترجمة "أنّا ليفيا" Anna Livia إلى الفرنسية، غير أنّ زوجة جويس، نورا بارناكل، تقول إنّه لو نزل الربّ نفسه من عليائه، فإنّ زوجها سيجد له عملاً ما.
" حادث طعن بيكيت "
حين طُعن بيكيت، جرّاء حادث مؤسف مع قوّاد، في الساعات الأولى من شهر كانون الثاني 1938، وبالكاد أخطأت السكين قلبه، كان جويس في زيارته على الفور. واللقاء وصفه نينو فرانك، الذي اصطحب جويس شبه الكفيف، بأنه جرى بين إرلنديَين اثنين يتباريان في الصمت المطبق. كان اسم القوّاد "مسيو برودان"، أي "الحَذِر"، والدعابة لاحقت المؤلّفَين معاً. وكتب جويس، الذي يكره كسر عولته، أنّ شقته باتت "اشبه بالبورصة الأمريكية" بسبب المتعاطفين المتصلين السائلين عن حال الرجل المطعون، وفى التحقيق لم يتهم بيكيت الطاعن بأى شيء وكان قد سأله عن سبب محاولته تلك فقال: لاأعرف ياسيدى. هذه الجملة التي استخدمها بيكيت كثيراً في مسرحياته خاصة (في انتظار جودو) على لسان الصبي."
"من قصائده "
"ماذا سأفعل"
من دون هذا العالم الذى بلا وجه،
غافل غير مبال
حيث ثمة نهايات ولكن ثمة برهة حيث كل برهة
تـُراق في الفراغ في جهالة أن تكون
بلا هذه الموجة حيث نهاية المطاف
ينحشر الجسد والظل معا
"النسر"جَرّ جوعَه على امتداد السماء
التي تنبسط في قوقعةٍ، جمجمة السماء والأرض
انحنى أمام منكبٍّ على وجهه سرعان
ما سيأخذّ حياته ويمشي
"ترنيمة تروبادور"
الوجه يتقوّض خَجِلاً
فات الأوان لكي تسودّ السماء
متورّداً ماضياً نحو المساء
مرتعداً ماضية مثل زلّة
" ألبا"
وقورٌ دمثٌ طروبٌ حريرٌ
طأطأة أمام قبّة سوداء من الأشجار النخلية
مطرٌ على زهر الخيزران من دخان زقاق القصب
ومَنْ رغم طأطأةٍ بأصابع الرحمة
بغية اعتناق الغبار
"دورتموندر"في السحريّ شَفَقِ هوميروس
عبر العسلوج الأحمر في الحَرَم
أنا العديم وهي الفخمة المَلَكية
نحثّ الخطى نحو مصباح البنفسج نحو العلامة الرفيعة في موسيقى سيّدة الماخور.
تشخص أمامي في الدكة اللامعة
مهدهدة شظايا حجر اليشب
والزهد الملتئم في الصفاء الساكن
"مالاكودا"
هذا الجاثم في الدهليز غير قابل للفساد
هذا الكاردينال التوفيقي الغارق في الليلك حتى ركبتيه
مالاكودا الغارق في الليلك حتى ركبتيه
مالاكودا من أجل رَوْع الخبير كلّه
يكسو باللباد شرجه ويٌخرس إيماءته
متنهداً نافخاً عَبْر الهواء الثقيل
لا مناص لا مناص لا مناص
"لا "عظام صدى
ملاذٌ تحت مداسي طيلة هذا النهار
صوتهم المخنوق يعربد واللحم يسّاقط
منكسراً بلا خوف ولا ريح مواتية
قفّاز المعاني والترهات
إذْ تأخذها اليرقات بصفاتها تلك
"نبذة عن بعض من اعماله "
"في انتظار جودو"
المسرحية تدور حول شخصيات معدمة مهمشة ومنعزلة تنتظر شخص يدعى (جودو) ليغير حياتهم نحو الأفضل وبعد فصلين من اللغو والأداء الحركى والحوار غير المتواصل لايأتى جودو أبداً، المسرحية محملة برموز دينية مسيحية هذا غير اعتمادها المكثف على التراث الكلاسيكى الغربي، والمسرحية تعبر بصدق وببشاعة عن حال إنسان ما بعد الحرب العالمية الثانية والخواء الذي يعانى منه العالم إلى الآن.
"حبّ أوّل"
العمل الذي لم يسمح بنشره إلا بعد 30 سنة من تأليفه، يُظهر نفسه بأقصى العري والدعارة. السارد، المتشرّد، ليس لديه مكان يذهب إليه بعد أن طُرد من غرفته إثر وفاة والده. يجلس على دكة، وهناك تلاحقه لولو، التي يفلح معها في تدبّر صحبة غريبة مضحكة. وبعد وقت قصير تنقلب لولو إلى أنّا، المرأة الواحدة التي، إذا جاز القول، هي استمرار للأخرى ولكلّ تبديل في المرأة الأولى. وتنجح لولو ـ أنّا في جعله أليف البيت، رغم أنه رجل يفضّل النوم على القشّ. ورغم ضآلتها فإنّ متطلباته كانت طغيانية، وكان سلوكه متعجرفاً. يصرّ على غرفة تجعل المطبخ فاصلاً بينهما، ويطلب مبولة داخل الغرفة ثمّ يتنازل فيقبل قِدراً "ليس بالقدر الحقيقي"، ويعلن بعتوّ توقه إلى زهرة ياقوتية في أصيص. وتتدبر أنّا طريقها إلى غرفته عبر المطبخ، وحين يستيقظ فيجدها عارية، تأخذه الرعدة من إجهاداتها. حبّه لها يسير إلى محاق على الأقلّ، وهذا وحده المهمّ. وفي اليوم الذي تعلن فيه أنها حامل وترفع الرداء بفخار لتكشف امتلاء جسدها، فإنه يكون عندها قد انسلّ لتوّه عائداً إلى داخل ذهنه، مرتداً إلى الجبل، مصغياً إلى طيور الكروان والفضة النائية لمطارق الحجّار، في مكان ما. وهو لا يغادر على الفور، بالنظر إلى مزاجه الخامل. ولكن عند الصرخة الأولى للمرأة في المخاض، ثمّ الصرخة الأولى للوليد، ينهض من الفراش، يتناول معطفاً، ثمّ معطفاً أثقل وقبعة، ويربط حذاءه الطويل، ويمضي. ولكن، كما يقول لنا، لا تتوقف الصرختان كلاهما، لأنّ "الذكريات تقتل". هكذا كانت هجمات هواجسه، والقلب الذي خشي أنه يوشك على الانفجار "فيلقي في نفسه فزع الموت ليلاً".
"موللوي"
" موللوى، إن موطنك كبير جدا، فأنت لم تتركه أبدا ولن تتركه، ومهما ارتحلت فأنت بداخل حدوده، وسوف تظل دوما ترى الأشياء نفسها."
يأتي إلى بيت أمّه ليلقي عليها الوداع، و"ليفرغ من الموت"، والذي نفترض أنه يعني الموت الفعلي في نهاية المطاف. ومع ذلك فإنه بعيد كلّ البعد عن الموت، فكيف وهو يذمّ ويشتم. الأمّ في البدء تُسمّى Mag حيث أضيف حرف الـ g لإلغاء التشديد في Ma والبصق عليه، كما يقول. وفي موقع آخر تُعطى التسمية الإشكالية "كونتيسة كاكا". موللوي يعثر عليها تهذر وتبربر فيتفاهم معها عن طريق النقر على الجمجمة لإيصال معنى نعم، ولا، ولا أعرف. لم يأت بغرض الحصول على النقود، لأنه أساساً يعرف أين أخفت النقود؛ بل يأتي، وهو الجرو الفتيّ، ليعرّضها إلى نوبة إضافية من التنكيل. وهو يؤمن أنّ أسوأ ما أنزلت به من مصائب كان إنجابها له، و"إفسادها الفترة الوحيدة المحتمَلة من تاريخه الوجيز". جاء بوصفه جرواً، وجنيناً، وشاعراً لاذعاً. لكنّ بيكيت هو بيكيت، والتقاطه الأمّ أو الأب أو منحدر الجبل ليس كامل الحكاية أبداً.
"وخزات أكثر من ركلات"قصصها تدور عن مغامرات طالب أيرلندى يدعى بيلاكوا.
"شريط كراب الأخير"
تقوم على المونولوج فقط وبطلها شخص واحد يستمع إلى مذكراته التي سجلها على شرائط، مضمون المسرحية يدور أيضاً حول العزلة والشيخوخة والعجز النفسى.
" مورفي "
بطلها شخصية مضطربة وحائرة بين الشهوة الجنسية وهدفه في الوصول للعدم العقلى بعيداً عن الواقع.
"وات"
تدور حول البطل وات الذي يقوم برحلة إلى بيت السيد نوت ويعمل عنده ويقضى أيامه في محاولة التعرف على عالم السيد نوت اللغز وشخصية السيد نوت المعقدة. وبعد هزيمة الألمان عام 1945 عاد بيكيت وسوزان واستقرا في باريس.
"ميرسيه وكاميه"
وتدور حول عجوزين يتواعدان للقيام برحلة إلى الريف وما أن يصلا هناك حتى يشعران بالحنين للمدينة ويستمر هذا الارتحال المتواصل.
"نهاية اللعبة"
المسرحية تدور حول شخصيات مصابة بالعمى والشلل وتعيش في صناديق القمامة أو مكتوب عليها العمل الدائم دون الحصول على راحة
"محكوم بالشهرة"
هي الأفضل بين جميع السِيَر التي تناولت حياته، يروي جيمس نولسون عشرات التفاصيل التي تبرّر اختيار هذا العنوان لسرد حياة بيكيت، وبينها واقعة نوبل تلك.
"من أعماله "صمويل بيكيت..الحب الأول و الصحبة..رواية