]تاريخ قلعة صالح / قصة بعد وبعد / الباحث ابو عمار الربيعي

تاريخ قلعة صالح / قصة بعد وبعد / الباحث ابو عمار الربيعي
--------------------------------------------------------
مزيهر شاب بسيط فطري مصاب بمرض الجهل وعدم المعرفة لكنه هادىْ وبسيط ويتعامل مع الناس باخلاق عالية جدا كان له صديق واحد يحبه من اعماق قلبه اسمه محمد علي وكان لايفارقه الا في ساعات النوم يذهب كل منهما الى بيته البسيط اكمل محمد علي الدراسة الاعدادية وتقدم باوراقه الى الكلية العسكرية ومن حسن حظه تم قبوله في الكلية العسكرية والتحق محمد علي الى الكلية واشتاق صديقه مزيهر لرؤيته فشد الرحال الى بغداد وبعد اسئلة وحوارات عديدة استطاع الوصول الى مقر الكلية العسكرية وفي البوابة اوقفوا مزيهر وقالوا له ماذا تريد فقال لهم ببساطة محمد علي فنظر الحرس الى هندامه البالي وسذاجته فاستصغروه ولم يبالوا وطردوه لكنه اعاد الكرة وقال لهم اريد ان ارى محمد علي فقالوا له ومن هو محمد علي قال اخي لقد قال لي ابناء مدينتي انه هنا وبعد المداولة بين الحرس اتصلوا بالمقر وطلبوا من الضابط محمد علي بن ** الحضور الى البوابة لمقابلة اخيه فاسرع محمد علي الى البوابة ووقعت عيناه على صديقه مزيهر فتعانفا فبكى الاثنان وتعجب الحرس لهذا المشهد وبعد هنيهة قال مزيهر مااصعب الوصول اليك يااخي فقال الضابط محمد علي ( بعد وبعد ) وبعد عناق افترقا والقصة طويلة جدا وكلما ترقى صديقه محمد علي الى رتبة اعلى كلما صعب الأمر على صديقه مزيهر فقد تدرج محمد علي بالعسكرية ووصل الى قيادة فرقة ومزيهر لم ينقطع عن زيارته وكان يصل اليه بشق الانفس فيرحب به صديقه الضابط محمد علي ويضمه في احضانه ويقول له لاتنقطع عن زيارتي فقال له مزيهر لااستطيع الوصول اليك الا بشق الانفس فقال له الضابط ( بعد وبعد ) وذات يوم جاء مزيهر على عادته لزيارة صديقه الغالي الضابط محمد علي وعند باب النظام استوقفه الحرس للاستبيان فقال انا قادم لزيارة اخي القائد محمد علي فطأطأالجنود رؤوسهم وبعد حين اخبروه بالخبر المشؤوم وقالوا البقاء للله لقد استشهد في المعركة ودفن في النجف الاشرف فصرخ مزيهر صرخة ارعبت الجنود وسقط مغشيا عليه وبعد ان افاق قالوا له اتحتاج الى مساعدة ؟؟؟ فقال ::: اريد الذهاب الى مقبرة النجف لاسلم على اخي فعطف عليه جندي سائق وذهب به الى الكراج العام واركبه في باص ذاهب الى النجف الاشرف وبعد وصوله استعلامات المقبرة سأل عن قبر الضابط محمد علي بن ** من اهالي قلعة صالح فقالوا له اذهب الى الدفان حميد ابو صيبع فهو الذي قام بدفنه وخلاصة القول وصل الى الدفان واوقفه على قبره فبكى كثيرا ثم التفت الى الدفان وقال له :: رحمك الله مامكتوب على قبره فقال الدفان :: هذا قبر المرحوم محمد علي بن ** من اهالي قلعة صالح ومكتوب ايضا بين قوسين ( بعد وبعد ) فقال مزيهر للدفان مامعنى بعد وبعد واخي محمد علي تحت التراب فقال الدفان الله اعلم وبعد اداء مراسيم الزيارة عاد الى اهله وفي العام التالي ذهب الى مقبرة وادي السلام في النجف لزيارة صديقه فلم يعثر على القبر فرجع الى الدفان وقال له لقد ذهبت لزيارة قبر اخي الضابط فلم اعثر عليه لعلي اصبت بدوار وضيعت مكان القبر فابتسم الدفان وقال بهدوء وسكينة ( اعلم ياولدي ان قبر اخاك شمله الردم و التهديم لأن الحكومة فتحت شوارع داخل المقبرة وذهب قبر اخيك مع الكثير من القبور *) فبكى مزيهر بكاء شديدا وقال للدفان الان عرفت ماذا يقصد في كلامه المكتوب على قبره ( بعد وبعد *) لاحول ولاقوة الا بالله نحمده ونشكره ...
-------------------------
ابو عمار الربيعي

ماهذه الحكاية التي أدمعت لها عيوني ...!!
ماهذا العذاب الذي حمله مزيهر وحمله العراقيون معه ؟؟
سلمت استاذ

الأستاذ الفاضل علي الربيعاوي
حقاً
هي قصة مؤثرة جداً
ولكن مكانها ليس هنا
فاسمح لي بنقلها إلى قسم إختيارات أدبية
تحياتي العطرة