حمار مربوط الى وتد ...غارق في دعة الى قصعة العلف ...
دجاج يصفق بجناحيه في تيه ...
.لا يكاد يدسّ رأسه بين المزابل ليتناول فواضلها حتى يرفعه من جديد تحسّبا لخطر داهم
وزوجة الرّاعي تمسك مغزلها فيستحيل الصّوف خيوطابيضاء بلون الثّلج بين يديها ...
وقبّة بيضاء تشعّ بين مبان مهجورة تستشعرني أنّي هنا في مرتع طفولتي
وموطن ومرتع لطفولتنا بات قاعا صفصافا
هجرته أجيالنا العصريّة الى مدن الأغراء والأمتاع
ظللت أتعمّد المجيئ هنا بين الفينة والأخرى لما يمنحني هذا المجيئ من قدرة على استحضار الأزمنة والأمكنة... والأهل...
وصباحات لا حقد فيها ولا زيف
هنا لا لون للأغتراب ....
وهنا يستطاب لك أن تمشي حافيا ....فتلمس بقدميك أديم الأرض ...
وقد تغتسل من أدرانك بماء غدير ...وتتشهد الضفادع على تلاطمك ولا تسخر ..
ويعود لك ربيع الرّوح ليؤثث فيك انخراما وخرابا ...
ويعيد تشكيل خارطة الرّو,ح فيك ويفتح عوالمك وأسرارك....
وتدندن في القلب قصص الغابرين وصدى أغنيات الرّعاة ونغم شبّابة القصب ....
لون المياه وخريرها ...
والشّمس ساعة الغروب
وصوت الكائنات يفصّل البقاع...
ويعيد للأماكن جغرافيتها.......