هاجس في رواية عجائب بغداد للرّوائي العراقي وارد بدر السّالم
(أبداً بالبغضاء لاتهدأ البغضاء \بوذا)
ها قد عدتُ من جديد أدورُ بقلقٍ بين فصول ومحطات رواية (عجائب بغداد) للرّوائي وارد بدر السّالم .الرّواية التي أصفها كقارئة بأنّها وثيقة أدبية وفنية ساطعة اللون عن سنوات الظّلمة الطّائفية التي شحب بها لون الشّمس ، وضيّعنا فيها مواعيد الأرض ، فنسيتنا أغانيّ عشتار واكتست سماءنا غيومٌ مفعمة بالضّغينة .
هاقد عدتُ من جديد لقراءتها بعد ثلاثة شهور من قراءتي الأولى لها حين أغلقتُ عليها جهاز الحاسوب بارتياح – بعد اكمالي لها طبعا - والتي ودسستُ نسختها الورقية والموقعة بإهداء أنيق من الكاتب في أحد رفوف مكتبتي المكتظة ظنّا مني أن لا صوت أزيز الرّصاص ، ولا رائحة الدّخان ولا الخوف ولا التّرقب، ولا هسهسة حطب نار الوشاة والسّاسة المارقين والدّخلاء والعملاء وكل المندسين بين بغداد ودجلة بين النّخيل وضفافه وبين السّماء وأمطارها يمكن لها أن تنبعث من بين ثنايا السّطور لتملأ المكان حولي بالخوف من جديد ، خوفٌ يؤكده قول الرّاوي : " هذه الحرب المرتجلة التي أسميتها أنت ، أزاحت قاع المدينة وأخرجت رائحته كما اعتقد ، فرأت النّاس حقيقة ماجرى ومايجري ".
هذا الخوف يجعلني أطرق ُ بابَ كاتبنا ، وأسأله :أين عنوان قرية " الأستاذ" لألتحق بها ، لأنسى كل أسماء السّاسة والطّغاة والزّناة. تلك الاسماء التي خدّشت مسمعي وأخلّت بإيقاع بحور الخليل في أذني ، ولأطفيء كل الحرائق التي التهمت وجوه قصائدي ، بل أين عنوان قرية الأستاذ لتأوي لها أحلام الطّفولة وخربشاتهم وضحكاتهم التي يتمرغ لها القلب كمدا كلما التقط ذبذبات الحزن المدفون فيها ، بل المطمور والمستعد على أهبة الانفجار كلما مرّت بهم أعوام وهم أسرابٌ من اليتامى ؛ يسميهم الاستاذ بـ " صغار الاحتلال "حين ينادي عليهم :
"تعالوا ياصغار الاحتلال لأحكي لكم حكاية وطن مسروق وملطّخ بالـ ...".
هذا الخوف ؛ يملؤني صمتا كلما كررتُ قراءة عبارة "بعد إصبع أخي فهمنا أنه من الممكن أن لايموت الأبرياء بالطّرق الغادرة والفجّة " ويلتفّ حبلُ من الاحباط حين أقرأ بيقين : "لايمكن انشاء مدن المعرفة مالم تكن مبنيةعلى التّنوع الثقافي والتّعايش الدّيني والاجتماعي" ؛ فنحن مثلما قال صديقنا الكاتب قد عدنا بلا معرفة ولاحضارة ...!!
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
قرية " الأستاذ " قرية من صفيح وبقايا مواد انشائية وطين لجأ إليها من أراد النّجاة من حرائق بغداد
بناها "الأستاذ " الذي انتهكوا حرمته امام طالباته
سابعث نسختها الالكترونية لك أمي الحبيبة
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
قرية " الأستاذ " قرية من صفيح وبقايا مواد انشائية وطين لجأ إليها من أراد النّجاة من حرائق بغداد
بناها "الأستاذ " الذي انتهكوا حرمته امام طالباته
سابعث نسختها الالكترونية لك أمي الحبيبة
هاجس في رواية عجائب بغداد للرّوائي العراقي وارد بدر السّالم
(أبداً بالبغضاء لاتهدأ البغضاء \بوذا)
ها قد عدتُ من جديد أدورُ بقلقٍ بين فصول ومحطات رواية (عجائب بغداد) للرّوائي وارد بدر السّالم .الرّواية التي أصفها كقارئة بأنّها وثيقة أدبية وفنية ساطعة اللون عن سنوات الظّلمة الطّائفية التي شحب بها لون الشّمس ، وضيّعنا فيها مواعيد الأرض ، فنسيتنا أغانيّ عشتار واكتست سماءنا غيومٌ مفعمة بالضّغينة .
هاقد عدتُ من جديد لقراءتها بعد ثلاثة شهور من قراءتي الأولى لها حين أغلقتُ عليها جهاز الحاسوب بارتياح – بعد اكمالي لها طبعا - والتي ودسستُ نسختها الورقية والموقعة بإهداء أنيق من الكاتب في أحد رفوف مكتبتي المكتظة ظنّا مني أن لا صوت أزيز الرّصاص ، ولا رائحة الدّخان ولا الخوف ولا التّرقب، ولا هسهسة حطب نار الوشاة والسّاسة المارقين والدّخلاء والعملاء وكل المندسين بين بغداد ودجلة بين النّخيل وضفافه وبين السّماء وأمطارها يمكن لها أن تنبعث من بين ثنايا السّطور لتملأ المكان حولي بالخوف من جديد ، خوفٌ يؤكده قول الرّاوي : " هذه الحرب المرتجلة التي أسميتها أنت ، أزاحت قاع المدينة وأخرجت رائحته كما اعتقد ، فرأت النّاس حقيقة ماجرى ومايجري ".
هذا الخوف يجعلني أطرق ُ بابَ كاتبنا ، وأسأله :أين عنوان قرية " الأستاذ" لألتحق بها ، لأنسى كل أسماء السّاسة والطّغاة والزّناة. تلك الاسماء التي خدّشت مسمعي وأخلّت بإيقاع بحور الخليل في أذني ، ولأطفيء كل الحرائق التي التهمت وجوه قصائدي ، بل أين عنوان قرية الأستاذ لتأوي لها أحلام الطّفولة وخربشاتهم وضحكاتهم التي يتمرغ لها القلب كمدا كلما التقط ذبذبات الحزن المدفون فيها ، بل المطمور والمستعد على أهبة الانفجار كلما مرّت بهم أعوام وهم أسرابٌ من اليتامى ؛ يسميهم الاستاذ بـ " صغار الاحتلال "حين ينادي عليهم :
"تعالوا ياصغار الاحتلال لأحكي لكم حكاية وطن مسروق وملطّخ بالـ ...".
هذا الخوف ؛ يملؤني صمتا كلما كررتُ قراءة عبارة "بعد إصبع أخي فهمنا أنه من الممكن أن لايموت الأبرياء بالطّرق الغادرة والفجّة " ويلتفّ حبلُ من الاحباط حين أقرأ بيقين : "لايمكن انشاء مدن المعرفة مالم تكن مبنيةعلى التّنوع الثقافي والتّعايش الدّيني والاجتماعي" ؛ فنحن مثلما قال صديقنا الكاتب قد عدنا بلا معرفة ولاحضارة ...!!
الأخت الغالية كوكب
إن لجأنا الى قرية الاستاذ
فالى أين والى من سيلجأ الوطن
أوطاننا التي مزقتها ولم تزل ايادي الغدر والحقد
بوركت يداك ودام خطك واحساسك الصادق
تحية محبة ومودة لك من أرض الشاّم الى أرض العراق
دمت بخير
الأخت الغالية كوكب
إن لجأنا الى قرية الاستاذ
فالى أين والى من سيلجأ الوطن
أوطاننا التي مزقتها ولم تزل ايادي الغدر والحقد
بوركت يداك ودام خطك واحساسك الصادق
تحية محبة ومودة لك من أرض الشاّم الى أرض العراقدمت بخير
الوطنُ باقٍ أستاذ
لكن نحن من يلزمنا البقاء على قيد الوطن والشّعر والحب والجمال والمواطنة
نحن من يلزمنا أن نتعلم حروف هجاء أخرى ، حروف لاتنبت غير الياسمين والسّحاب والمطر
شكرا لمرورك أسالذنا الشّاعر
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟