كالناحت في الصخر
كالباحث في مناجم الفحم
بمعول أنبش في أفكاري بصبر صياد
يرمي سنارته لتعلق بها سمكة
أنتظر أن تعلق بقلمي فكرة
بكل الحزن الذي ملأ خزان وقودي
أنتظر شرارة تشعل بي شغف الكتابة
بلا سوء حظ الكاتب المبتدئ الهاوي مثلي
يناجي الحروف أن تطاوع بنانه
ليشكل بها الكلمات التي تناسب حاله
حينما دخلت إلى جنة النعيم بمواكب الفرح
مغمضة القلق و الريبة فاقدة التروي
بثقة الطائرة .. بالريح أن تحركها في كل الاتجاهات
كنت لي حبيباً
كعاصفة أنتظرها شراع سفينة أن توجهه
كشمس تضيء عتمة بعد شتاء و ليل طويل
كنت الإجابات و اليقين لكل التساؤلات
لكل الفراغات
التي ملأت أركان قلبي
كنت ساحقاً لدرجة الانتهاء
وبدأت تشكيلي من جديد
ذراتي .. و نبضاتي تناثرت
جمعتها أنت في أوردتك لتمتزج مع خلاياك
كنت لاغ لكل كتب التاريخ
و قصص العاشقين التي عرفتها و قرأتها
كانت كل حروفي من قبل
عن الحب مجرد خربشات لا تمت لما تعلمته منك
كنت مكتبة بكاملها
و لكن
لا تفسير لدي غير الجنون
فوق الإدراك
و بلا حدود
إنه قدري أن أعشق نجماً لا يثبت على حال
أفلاك و كواكب تقف حائلاً بيني و بينك
لم أعرف الكتابة هكذا إلا حين أردت أن أكتبك
كم تشبهك تلك الحروف
بكل عنفوانها بكل الجموح
أحاول أن أسيطر عليها
حتى السطور لها شكل جديد
الفواصل لها معان آخرى
النقاط تقيس الوجع
الهوامش ضماد للجراح
نختلف عندما نكتب للشفاء
بطعم مرارة الألم تخرج الكلمات
تنهمر الهموم برتابة
باستغراب أن اصاب بهذا المرض
المسمى العشق
بالرغم من تناولي كل الجرعات المضادة له
أكتب اليوم بخمول المصاب