دراسة((الادب الاسلامي_الاسس والقيم والمعايير))
المفكر/طارق فايز العجاوي
والاديبة/ايمان برجس
جاء الاسلام بجملة من القيم لا تخفى على احد سنامها نظرة الانسان المسلم الى الحياة والكون عموماً والى اخيه الانسان وفي فهم فطرته وغاية وجوده في الحياة الدنيا ومصيره بعد موته وفهم قدرته وجوهره وفي تقرير مصادر المعرفة للانسان والانسانية جمعاء ومصادر العلم بصنوفها المعهودة.
فكما يعلم الجميع ان اول مصدر للعلم الح...قيقي في الاسلام هو الوحي من عند خالقه،الوحي الذي جاء به الانبياء والرسل والذي ختمهم سيد الخلق محمد(عليه الصلاة والسلام).
فالاسلام يربط العبد بربه وخالقه جل شأنه وهذا الرباط يقومعلى ميثاق وعهد يجب على المؤمن ان يلتزمه وهذا الالتزام يقوم على الولاء القاطع الملزم الخالص لله تعالى لا يشرك به احدا.
ومن خلال هذا العهد تنبثق كافه عقوده_اقصد المؤمن_ في الحياة الدنيا اذا مصدر كل عهد ووعد الاهي ومن خلال ذلك ينبع معنى الحب الحقيقي ليكون حب العبد لخالقه ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) هو اسمى حب وود في حياة المؤمن ومن خلاله ينبث اي حب دنيوي اخر وعلينا ان ندرك انه اذا فسدت او انحرفت عهود الانسان او جنح الولاء وانحرف الحب عن العهد مع الخالق او الولاء له جلت قدرته او الحب لرسوله فسد الحب والولاء والعهد والوفاء وبالتالي ضاء الانسان وتاه وضل ممتطيا ظهور الفلسفات والايدلوجيات والمذاهب التي بحقيقتها فيها افساد للفطر السليمه التي فطر عليها بني البشر.
والمؤمن يمضي على عهده وولائه على يقضة ووعي لا على طيش وجهل وضلال يمضي على وعي حقيقي وصادق للربوبيه والالوهيه ولحقيقة عبوديته لخالقه جلت قدرته وعلى وعي للامانة التي يحملها في حياته الدنيويه ولحقيقة المآل والمصير بعد موته وعلى وعي وتصديق بالبعث والحساب وهذا حقيقة ما يجعل الانسان المؤمن مرتبطا بالكون اوسع ارتباط هذا الارتباط مبناه ومؤداه الامتداد من الممر الى المستقر من الدنيا الى الاخره ليعي ايات خالقه الوارفة الممتدة رويةً حقيقتها الايمان والتوحيد والتصديق فينيب ويخشع ويزدا يقينا وايمانا وبالتالي يضحي هو العبد القوي على الارض بالرساله الجليله العظيمة التي يحملها ويعتز بحملها.
هذا العبد بهذا التوحيد والايمان بهذا العلم والوعي بهذا الحب والعهد والولاء والطاعة بهذه الانابة وبهذا الخشوع بهذه الرسالة العظيمه وبهذه القوة وبكل ما يحمل هو الانسان الذي كرمه خالقه واكرمه حقيقة بالامانه التي حملها والخلاف التي انيطت به والعمارة_اعمار الارض_التي امره الخالق بها والعبوديه لله رب العالمين جل شأنه تلك العبوديه التي خُلق ووجد لها ليكون بها عزيزا في الحياة الدنيا ناجيا في الدار الاخرة،وفعليا يجمع هذه القيم والتصورات كلها ويفصلها منهاج الله كتابا وسنة كم نزل على نبينا الكريم(صلى الله عليه وسلم) وحيا باللغه العربية العظيمة التي كرمها الله كي تكون لغة كتابه العزيز وبيانا معجزا جليا ميسرا للذكر والشكر.
فمن هذا المخلوق المؤمن الذي يحمل اسمى معاني الخير واعظم رساله حملتها البشرية ينبع الادب الاسلامي بشقيه الشعر والنثر كي ينهض بدوره في اداء الامانة وواجب العمارة وحق الخلافة وعزة العبودية للخالق رب العالمين جلت قدرتة.
من هذا الانسان ينبع الادب الاسلامي ومن خلال هذا التصور دون غي او انحراف ولا حتى اصتدام هذا الانسان المؤمن يخرج منه ادب بطعم ولون واحد هو(ادب الاسلام) ،فهذا الانسان هو حاجة البشريه قاطبة وادبه الثر الصادق هو حاجة الانسانيه بقضها وقضيضها تنظر اليه وتنتظره كي يعود الخير والصدق والامانة كي يسعد الطفل والكهل الرجل والمرأه ليسعد الانسان من اجل كل ذلك شرع الجهاد في سبيل الله ومن اجل ذلك كان الادب الاسلامي ادب الجهاد والمجاهدة في سبيل الله تفتحت واشرعت كافة ميادين الكون وكافة موضوعاته بالبيان الوارف الرائع الى سنام الادب الانساني وليكون فعلا هو الادب الحقيقي في هذه الدنيا .
هذه هي قيم ومزايا وخصائص وقواعد الادب الاسلامي_ادب الرسالة_ومن هذا النبع الادبي الثر يخرج الشعر والنثر ليكون ادب العلم والصدق والوعي والحق،ادب اليقظة لا ادب الاوهام ولا ادب الخرافات والاساطير.......الخ.
فالادب الاسلامي يختلف عن سائر الآداب بما اسلفنا، فنظرته مختلفه بخصوص الكون والحياة والانسان وتختلف من حيث المصدر على صعيد العلم والمعرفة وايضا يختلف اختلافا كليا بخصوص نظرته للماضي والتراث والمستقبل ايضا،ولا شك ان هناك كثيرا من المذاهب تريد قطع وبتر الرابط والصلة مع الماضي في الوقت الذي يصل فيه الاسلام الجيال كلها بالحق الذي يدعو اليه ويطرح الباطل ويصل الدنيا بالآخرة.
فادبنا الاسلامي يرفض الخرافة والاسطرة والاوهام ويقوم على اليقين والحق ويؤمن بالغيب الحق الذي يأتي من عند الخالق وحقيقة يجب الاشارة اليها ونحن بهذا الصدد الا وهي ان الخرافات والاساطير لا تظهر في الادب والفن عموما الى عندما ينقطع الانسان عن مصادر العلم اليقيني علم الغيب الحق من عند الله.
فالادب في الاسلام يصل الاجيال كافه صله ارحام وصلة رساله وتاريخ يمتد مع الحياة.
ويرعى الاسرة وروابطها ويبين ويحدد دورا كريما للرجل ومثله للمرأة على اساس الصلة الطاهرة والتعاون والسكن.
وتلك الاداب على الضفة الاخرى_الاداب الاخرى_ تقطع صلة الاجيال ببعضها وتهدم الاسرة وتدعو الى الرذيلة والفاحشة تحت شعار باطل كاذب هو طرحهم المذموم مساواة المرأة بالرجل وهذه الآداب تلتزم وتأخد بتناقضها عن الماضي الاسطورة والخرافة تقليدا اعمى في الوقت الذي ينكر ويرفض الاسلام الاتباع الجاهل والتقليد الاعمى ويدعو الى الايمان والعلم والوعي ويؤكد ان سنن ونواميس الكون والحياة ايات بينات للخالق في حين تلك المذاهب تنكر النواميس والسنن الربانية وتحاول بجهلها المطبق مصادمتها،ونعلم جميعا ان تلك المذاهب والفلسفات الحداثية تعلن حربها على اللغة وتدعو الى افراغ الكلمات من معانيها والغاء علم المعاني والمعاجم والنحو...........الخ ويطلقون على هذا وغيره من طروحاتهم نظرية (الشاعرية)ليجعلو منها يما واسعا من الضلالات والاوهام يضل ويشت ويضيع فيه الانسان.
بينما الاسلام اساسه منهاج الخالق لسانا عربيا لا عوج فيه تنهض لغتنا العربية لغة كتابه المعجز فمن خلال ما اوردناه يظهر الاختلاف الجوهري الهام بين النظرتين_كفة الاسلام وكفة الاداب الاخرى_وخاصة في مجال التطور والتجديد والنمو فالاسلام وادبه يدعو حقيقة الى التجديد والتطور والنمو في جهدنا البشري بشرط ان يبقى محتفظا بجذوره واصالته وقيمه فهو كالشجرة التي لا تطرح الى طيب.
اذا من الظلم البواح ان نطبق ذات المقاييس على الادب الاسلامي بالصفة التي تطبق على تلك المذاهب والفلسفات ومن الاجحاف اعتمادها مقاييس وموازين لتطبيقها على الادب الاسلامي.
اذا التصور الاسلامي لمفهوم الادب بشقيه الشعر والنثر ومنطلقه ينبع من كتاب الله جلت قدرته وسنه نبيه الكريم(عليه الصلاة والسلام) وبناء على ذلك يجب ان تكون النظرية في ادبنا الاسلامي الثر الوارف ومن خلالها يجب ان يتولد النص الادبي او التعبير الفني عموما من حيث الجمال والمجال والمدى.
ولا اريد ان اخوض في هذه النظريات والفلسفات الوضعية التي رانت على الساحة العالمية عموما وعلى ساحتنا خاصة من افلاطون وانتقال الافكار من اليونان الى روما وبومجارتين وديدرو وكانت وفيتشيه وشابنهور وامتداد النظريات والفلسفات في لجمال في اوروبا على غير ثبات واستقرار امتدادا الى فيتوفيلجوتيه الذي يعتبر من اهم دعاة(الفن للفن) وهو القائل"لا وجود لشيء جميل حقا الى اذا كان لا فائدة له.وكل ما هو نافع قبيح" ثم جاء تاليا ادجارالنبو متئثرا بفلسفة هيجل وكانت وبندتوكورتشي الايطالي
متأثرا بهيجل واليوت.وتبع رجال الحداثة في ايامنا هذه نظريات متناقضه ومتضاربه ادت الى نشر الرذيله والفتنة والفساد واشتد الصراع بين مختلف النظريات والفلسفات فنجد منهم من يغلب العاطفة على الفكر ومنهم من يغلب الفكر على العاطفة وذاك يمجد الانسان نفسه وآخر يحدد دوره _اي الانسان_ وآخر يلغيه_اي يلغي دور الانسان_في فترة ما ونجد بعضهم يرفع من النزعة الانسانية والاخر يخفضها وحقيقة جميعهم حطُوا من قيمة الانسان وقدرة وقيمة الجمال وشأنه عندما قاموا بعزله عن الايمان والتوحيد.
اما في حمانا الاسلامي وفيما يخص الاداب نجد ان الفطرة في الانسان كما يمكننا فهمها من خلال نصوص الكتاب والسنه النبوية هي مستودع الطاقات الانسانيه ومستودع الاهواء والميول والغرائز واهم هذه القوى على الاطلاق قوة التوحيد والايمان التي غرسها الخالق في فطرة خلقه حتى لا يكون لاحد حجة ابدا وفعلا جائت اياته جلت قدرته في الكون والحياة لتغذي هذا الاعتقاد والايمان رحمة منه جل شأنه ثم جائت الرسل والكتب المنزله لتُختتم برساله الاسلام رساله رسولنا محمد (عليه الصلاة والسلام) حتى لا يكون للخلق على الله حجة بعد رسله.
فالايمان والتوحيد حقيقا هما القوة التي توازن بين سائر القوى والغرائز والشهوات والميول وهما النبع والمنبع الذي ترتوي منه هذه القوى كافه
رياً عادلا يحفظ عليها العدالة والموازنة والاتساق اذا ما دامت كل قوة من هذه القوى مرتبطة حكما بالايمان مرتوية منه فهي قوة خير وهناء وتقوى فاذا انعزلت او نضب النبع اضحت هذه القوة او تلك فجورا وشرا ومجونا.......الخ.
والقوى الرئيسة والهامة في فطرة الانسان تنصب مجملا في قوتين رئيستين هما:
1.العقل والفكر
2.العاطفة والاحساس.
فالاولى هي قوة التفكير والتدبر والتأمل والتحليل والدراسة وجمع المعلومات.......الخ. وقد اسطلح على تسميته قوة(الفكر) اما الثانية فهي قوة الشعور والاحسان وتشتمل على العاطفة والرحمة والحنان..........الخ.
ولقد اسطلح على تسميتها قوة العاطفة.
فمع كل عطاء يزجيه ويقدمه الانسان تعملان هاتان القوتان معا ولا يتضار او يختلف المر الى بدرجة هذه القوة او تلك مع هذا العطاء او ذاك.ففي عطاء يغلب قدر الفكر دون ان يموت الشعور والاحساس ولكنه يخف ويبهت ويضعف وفي وقت اخر تغلب العاطفة ولكن يبقى للعقل دوره مهما ضعف او قل وعليه فانهما قوتان ريستان في جبلتنا وفطرتنا الانسانية تعملان معا على رتب ودرجات متفاوتة بين عطاء وعطاء.
فالانسان في مسيرة حياته يمر بتجارب واحداث تترك بصما تواثار في الانسان في فكره وعاطفته على سنن لله ماضية وتبقى القوتان_الفكر والعاطفة_تتغذى وترتوي من ري الايمان والتوحيد كما تتغذى سائر القوى على موازنة واتساق خاضعة لنواميس وسنن ربانية.
ايها الاخوة ان الانسان عندما يتحرك للعمل تتحرك فيه قوة مهمة الا وهي النية وهي في حقيقتها القصد والعزيمة والتوجه فلا عمل بغير نيه فاذا كانت لوجه الله عندها تصبح القوة التي تفتح نبع الايمان والتوحيد كي يرتوي منه الفكر وترتوي ايضا العاطفة وسائر القوى العاملة في فطرة الانسان سواء في حالة العلم والجهل وفي نفس الوقت تمر الاحداث والتجارب وكل ما يجني الانسان على النية وعلى الايمان والتوحيد كي يتم تنقيتها وغسلها ثم تثبت على جناحي الفكر والعاطفة قوى تنمو عليهما وتزداد كانها تنتظر لحظة محددة ينطلق معا التفاعل بينهما وفي الوقت الذي تأتي فيه هذة اللحظة المحددة بعينها على قدر من الخالق جلت قدرته وفي الوقت الذي تكون الاشعاعات والشحنات هنا وهناك دنت ونمتمع بعضها للتفاعل في هذه اللحظة عينها تتحرك الموهبة وهي حقيقاً القوة المختزنة في فطرتنا الانسانية وفي كياننا،تتحرك هذه القوة المحركة وتندفع لتطلق الومضة الغنية على شكل عطاء فني او علمي على حسب الموهبة التي اوجدها الخالق في هذا الانسان أو ذاك.
وتفرز هذه الومضة او الاشراقة عملاًقيماً يحمل في ثناياه كافة عناصر الجمال المؤثرفي النفس المستقبلة المؤمنة نور الامان وإشرقت النية وغنى التجربة والزاد والحصاد فى الاسلوب والصياغة وغيرهماونقاءوطهارة الفكروالاحساس وصدق العاطفة والشعوروقوة الموهبة وإشعاعهاليحمل هذاكله الجمال الحق المرتبط بالمحيط – الكون – المتصل بالحياة الدنيا والاخرة فى لحظة من اعظم لحظات العبد المؤمن الذى حباه الخالق وانعم عليه بموهبة مميزة وخاصة تدفع عطاءا خاصا وحقيقة بقدر ما تكون هذه العناصر كلها غنية تكون الاشراقة والومضة غنية بالجمال والعطاء ومن الحصاد والزاد اللغة والعلم والفكر والثقافة ج1
التوقيع
أرايت اظلم او اضل من الذى *********** حبس الكنار واطلق الغربانا