يقولون لي: دَعْ نَصْرَ مَن جاءَ بالهُدى = وغالبْ لنا غِلابَ كلِّ مُغالبِ وسلِّمْ إلينا أحمدا واكْفَلَنْ لنا = بُنَّياً، ولا تَحفِلْ بقولِ الُمعاتبِ فقلتُ لهُمْ: الله ربِّي وناصِري = على كلِّ باغٍ من لؤيِّ بنِ غالبِ
أنتَ الرسولُ رسولُ اللهِ نَعلمُهُ = عليكَ نُزِّلَ مِن ذي العِزَّة ِ الكتُبُ
إنَّ علياً وجعفراً ثِقِتي = عندَ احْتدامِ الأمورِ والكُرَبِ أراهُما عُرضَة َ اللِّقاءِ إذا = سامَيّتُ أو أنّتَمي إلى حَسَبِ لا تَخْذُلا وانصُرا ابنَ عَمِّكُما = أخي لأُمِّي مِن بَينِهم وأبي واللهِ لا أخذُلُ النبيَّ ولا = يخذُلُه من بنيَّ ذو حسبِ
أّيا أخَوَينا عبدَ شمسٍ ونَوْفلا = أعيذُكُما أنْ تَبْعثا بَيْننا حَرْبا
وما كنتُ أخشى أنْ يُرى الذُّلُّ فيكُمو = بني عبدِ شمسٍ جيرَتي والأقارب جَميعا فلا زالتْ عليكم عظيمة =ٌ تَعُمُّ وتَدعو أهْلَها بالجَباجِبِ أراكُم جَميعاً خاذِلين فذاهِبٌ = عنِ النَّصرِ منّا أو غَوٍ مُتَجانِبِ
ألا هَلْ أتَى بَحْريِّنا صُنعُ ربِّنا = على نَأْيِهمْ ، واللهُ بالناسِ أرْوَدُ؟ فيُخبرَهُمْ أنَّ الصَّحيفَة َ مُزِّقَتْ = وأنْ كلُّ ما لم يَرْضَهُ اللهُ مُفْسَدُ تَرَاوَحَها إفكٌ وسِحرٌ مُجمَّعٌ = ولم يُلفَ سِحْرٌ آخرَ الدَّهرِ يَصعدُ تَداعَى لها مَن ليسَ فيها بِقَرْقَرٍ = فطائرُها في رأسها يَتَردَّدُ وكانت كفاءً وقعة ٌ بأثيمة ٍ = لِقُطَعَ منها سَاعدٌ ومُقلَّدُ ويظعَنُ أهلُ المكَّتَينِ فيهرُبوا = فرائصُهم من خَشْية ِ الشرِّ تُرعَدُ ويُتْرَكَ حرَّاثٌ يقلِّبُ أمرَهُ = أَيُتْهِمُ فيها عندَ ذاكَ ويُنجِدُ؟ وتصعَدُ بينَ الأخْشَبينٍ كتيبة ٌ= لها حَدَجٌ سَهمٌ وقوسٌ ومِرْهَدُ فمن يَنْشَ مِن حُضَّارِ مكَّة َ عزُّهُ = فعزَّتُنا في بطنِ مكَّة َ أتلَدُ نَشأنا بها والناسُ فيها قلائلٌ = فلم نَنْفكِكْ نزدادُ خِيرا ونُحمدُ ونُطعِمُ حتى يَتْرُكَ الناسُ فضلَهُم = إذا جُعِلتْ أيدي المُفِيضينَ تُرْعَدُ جَزى اللهُ رهطا بالحَجونِ تَتَابَعوا = على مَلأ يهدي لحزمٍ ويُرشِدُ قُعودا لدى حَطْمِ الحَجون كأنَّهُمْ = مَقاولة ٌ بل هُمْ أعزُّ وأمجَدُ جريءٌ على جُلَّى الخُطوبِ كأنّه = شهابٌ بكفَّيْ قابسٍ يَتوَقَّدُ منَ الأكرمينَ في لؤيِّ بنِ غالبٍ = إذا سِيمَ خَسْفاً وجهُهُ يَتَربَّدُ طويلُ النِّجادِ خارجٌ نصفُ ساقِه = على وجههِ يُسقَى الغَمامُ ويُسعَدُ عظيمُ الرَّمادِ سَيِّدٌ وابنُ سيدٍ = يَحضُّ على مَقْرَى الضُّيوفِ ويحشُدُ ويَبْني لأبناءِ العَشيرة ِ صالحا = إذا نحنُ طُفنا في البلادِ ويُمْهِدُ ألظَّ بهذا الصُّلح كلُّ مُبرَّأٍ = عظيمُ اللواءِ أَمْرُهُ ثَمَّ يُحمَدُ قَضَوا ما قَضوا في ليلهِم ثم أصبحوا = على مَهَلٍ وسائرُ الناسِ رُقَّدُ هُمو رَجَعوا سَهْلَ ابنَ بيضاءَ راضياً = وسُرَّ أبو بكرٍ بها ومحمَّدُ متى شُرِكَ الأقوامُ في جِلِّ أمرنا = وكنّا قديماً قَبلَها نَتَوَدّدُ؟ وكنا قديماً لا نُقِرُّ ظُلامة ً = وندركُ ما شِئنا ولا نَتَشدَّدُ فيا لَقُصيٍّ هَل لكُمْ في نفوسِكُمْ = وهَل لكُمو فيما يجيُ بهِ الغدُ؟ فإنّي وإيَّاكم كما قالَ قائل:= لدَيْكَ البَيانُ لو تكلمتَ أسْوَدُ
يا ربِّ إمَّا تُخرِجَنَّ طالبي في مِقْنَبٍ من تِلْكُمُ المقانبِ
لا يَمْنَعنَّكَ مِن حَقٍّ تَقومُ بهِ = أيدٍ تَصولُ ولا سَلْقٌ بأصواتِ فإنَّ كفَّكَ كَفِّي إنْ مُنيتَ بهم = ودونَ نفسِك نَفْسي في المُلِمَّاتِ
قُلْ لعبدِ العُزَّى أخي وشَقيقي = وبَني هاشمٍ جَميعاً عِزِينا وصَديقي أبي عِمارَة َ والإخـ = ـوانِ طُرّاً، وأسرتي أجمعينا فاعْلمَوا أنَّني لهُ ناصرٌ = ومُجِرٌّ بِصَولتي الخاذِلينا فانصُروهُ للرِّحْمِ والنَّسَبِ الأدْ = نى ، وكونوا له يداً مُصْلتينا
فقَدْنا عَميدَ الحيِّ فالرُّكنُ خاشِعٌ = لفقدِ أبي عُثمانَ والبيتُ والحِجْرُ وكانَ هشامُ بنُ المغيرة ِ عِصمَة ً = إذا عركَ النَّاسَ المخاوِفُ والفَقْرُ بأبياتهِ كانتْ أراملُ قَومهِ = تلوذُ وأيتامُ العشيرة ِ والسَّفْرُ فودَّتْ قُريشٌ لو فَدتْهُ بشطرِها = وقَلَّ لَعَمري لو فَدَوْه لهُ الشَّطْرُ نقولُ لعمرٍو: أنتَ منهُ وإنَّنا = لنرجوك في جِلِّ المهِمَّات يا عَمْرُو