يا أيها البحرُ كم أغرقت صبيانا
وكم مَضغتَ لنا شيبا وشبانا
*
يا بحرُ ضاقتْ بنا أرضٌ بما رَحُبَتْ
وصادرَ الجوعُ أطفالا ونسوانا
*
جئنا إليك فرارا مَنْ قذائفهمْ
فرحتَ تقذفُ فوق الشطِّ قتلانا
*
يا قاسيَ القلب ِ كم مَزقتَ أفئدة ً
وكم زرعتَ على الأكباد ِ أحزانا
*
قالوا بأنك قلبٌ فيه مَرْحَمَة ٌ
لمّا رأيتكَ بلوى فوق بلوانا
*
أنزلتَ دمعَ رجال ِ عَزّ مَدْمَعُهمْ
لمّا ابتلعت لهم أهلا وخلانا
*
هذا الرضيعُ الذي ألقيتَ جُثته
شق ّ القلوبََ وأبكى ثم أدمانا
*
هذا حذاؤه أغلى مِن كرامتهم
لا بارك الله بعد اليوم سلطانا
*
الناسُ مِنْ قدَر ٍ تجري إلى قدَر ٍ
لتشربَ الموتَ أشكالا وألوانا
*
ماذا أقولُ وقد ضاقت مقابرنا!
هل أصبح البحرُ قبرا مَلَّ قتلانا!
*
كل الطواويس التي نامت على شبع ٍ
ما هَمّها الموتُ حين الموتُ يغشانا
*
نم يا حبيبي فلا نامت محاجرهم
فصاحبُ الشأن ِ يغفو الآن سكرانا
*
نمْ يا حبيبي لآنّ الموتَ مَكرُمَة ٌ
فالمرءُ يصبحُ بعد الموت ِ إنسانا
**
**
في زمن بات فيه المنكر معروفا والمعروف منكرا
والسنة بدعة والبدعة سنة
للأسف هذا حالنا
لانعلم متى ستكون القلوب قلوبا
أ حقا هناك انسان شاهد هذه الصورة ولم يتألم؟!!
أحسنت أيها الشاعر
لقد أجدت المطلب بدقة
وأبعد الله عنك وعن الجميع هذا الضيم والضنك والظلم
وفرج الله عن هذه الأمة