ويأتي العيدُ يغزونيْ اْكتئابُ = ويكوينيْ شَتَاتٌ واْغترابُ
وظُفْر الحزنِ ينهشُ في فؤادي = ودمعُ القدسِ تحت الجفْنِ نابُ
هو الأقصى يعاتبنا بصمتٍ = وأقسى العتْبِ إنْ صمتَ الجوابُ
كتبتُ خطابَ شوقٍ بيْ كأنّي = سيرسلُني إلى الأقصى الخطابُ
أحبُّكِ يا بلادَ البُعدِ قُرْبا = متى يا حبُّ يدنيني اقتراب ؟
وليْ نبضٌ بقلبِ الشام يبكي = وليْ في حزنِ – مصراتا – اْنتسابُ
لقد غابت شموسُ الحبِّ حتّى = تخافتنا , ويكوينا الضبابُ !
لنا سيفُ السكوتِ على دمانا = فكمْ قُطعتْ بأيدينا رقابُ
لنا قابيلَ يسكنُ كلَّ حيٍّ = يواري بعضَ سوءتنا غرابُ
لنا أُذنٌ لصوتِ الزورِ تُصْغي = لنا عينٌ لنظرتهِ رحابُ
لنا صمتُ النساءِ ينوحُ فينا = على فمنا لقد سُدِلَ الحجابُ
لنا كأسُ الجفافِ على شفاهٍ = فماءُ النيلِ يغسلهُ الترابُ !!
لقد كثرتْ نواميسُ الدياجي = ومِنْ نورِ الإلهِ لنا كتابُ
فكيفَ السعدُ يومَ العيدِ يأتي = ويوغِلُ بينَ جنبيَّ اْضطرابُ
وكيفَ تفوحُ أزهارٌ بعيدي = ويفرشُ أرضَ بغدادٍ خرابُ
وكيفَ يكونُ عيدٌ في دمشقٍ = وأطفالٌ عن الأوطانِ غابوا