آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-24-2016, 11:53 AM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
Oo5o.com (16) أنامِلُ الورد والشوك

أناملُ الورد والشوك
-1-
هادئة كانت عندما وصلها أمرانفصالها عنه، رُبما لم يرق له قدك النحيــل أو ملّ صمتـك، وتأمُلك، لم يـُدرك أن وراء ذاك الصمت حُزن دفين وما التأمل سِوى ألمٌ وحيرة!
واصلت حياتها كما ينبغي أن تواصلها، التزاماً وحياءً تحد الواقـــع الذي نظر إليها بسلبية، فرضت على نفسها شبه عُزلــة، تنفــردُ يوميــاً بِنفسها، تستمـعُ لبتهوفـن وموتــزارت
وبعضٌ من ليلكية الحكايات تقرأها، لتغرورق عينيها بالدمع فتسترسل وذكريات منزلها الصغير المُلقى عِندَ خاصرةِ نهرٍ جنوبِ المدينةِ، صديقاتها آلاتي ابتعدن عنها، أية صديقات يا رؤى!! من تبتعد عنك بضائقتك امسحيها من أجندة الوجــود لديك، احذفيها من قائمة الانتظارات!! غداً ربما عُدنَّ، وربما احتجـن مساعـدتك أيضـاً، لا تستسلمـي لأحـزانـك، وتابعــي بإصرار مابدأت به..
أوشك المسـاء علـى أن ينقضـي ذات ليلـةٍ باردةٍ، حيـنَ رنَ هاتفُ المنزل يستعجلُ الرد، َرفَعَ والِدَها السماعة، إنهُ رجب ابنُ خالتـهِ، يُخبِرهُ بأنهُ سيصلُ أرضَ الوطنِ خلال أيـامٍ، لـم تُعـر الأمرَ أهميـةً وانصرفتْ إلى مُتابعةِ شؤونِها، كم مُمـلةٌ الوحدة، ونَفَسُ والِدَها الذي شارفَ على السبعين مِن عُمره كانت تشعر بالشفقةِ عِندما تنظرُ إليهِ، يدهُ لم تعُد تلك القوية وصوتهُ لم يعُد ذاكَ الرخيم، الذي تخشاهُ حينَ دخولهِ المنزل كان يُدرِكُ نَظَراتهـا، وما يدورُ بِخُلدِها، لكنـهُ كان يأبـى تِـلك الشفقةَ التي يقرأها في عينيها.
كثيراً ما شعرتْ بتأنيبِ الضميـر، بينمـا تتخبـطُ نزقـاً، لكِنهـا سُرعان ما تداركت الأمـر، فلجـأتْ إلى الليـن فـي مُعاملتـه
لكنـهُ كـان يرفـضُ تيـك المعاملةَ مِنـها، وينصـرفُ لقضـاءِ حوائجهِ بنفسهِ، بشيءٍ من النزقِ
لا شَكَ هاتِف ابن خالته رجب أحـدثَ تغييـراً في نفسيته فأخـذَ يستعدُ للقائـهِ، مسترجِعـاً طفولَتـهُ برفقتـه، ولعبهمـا في منزلِ والدهِ الكبير.
فيكانت رؤى تبتسمُ وهي ترى والِدها يَنظِرُ إلى نفسهِ المِرآة، كم تغيرت يا عبد الجبار خمسة وعشرين عاماً لــم ألتق بابن خالتي هو من عُمري تقريباً، أسفي على شبابِك يا عبد الجبـاركـم كُنت وسيماً، صبايا البلـدة كُن مُغرمـاتٍ بك
ـ هتفت رؤى من" أخبرك بذلك ياوالدي؟"
***
ـ انتبه عبد الجبار لوجود ابنته، فانسحبَ خارجَ المنزلِ ليُخبر رفاق حيه، بقدوم ضيفه.
عادت رؤى لوحدتها، ولموسيقى الشجن (كانت الصبايا مُغرماتٍ به يالغرورك أيها الرجل) رددت بينها وبين نفسها وتنهــيدة حزينـة كادت تحرق أنفاسها، فتحـت حاسوبهـا
تستطلِعُ أمر العالم المنكوب، فإذا بالتيارِ الكهربائي ينقطعٌ عن المنزل، نظرت من نافذة غرفتها، المُشكلة عامة، لقد انقطع التيار عن الحي بأكمله، عليها إنارة سلم العمارة تحسباً لئلا يتعثر والدها بالصعود لدى عودته
***
مرّ الصباح ورؤى تستعد لاستقبال ضيف والدها، أنهـت بعض الأعمال المنزلية،ثُمتوجهت لابتياع ما سيحتاجونــه توجهت أولاً إلى المصرف، سحبت بعضاً مِن النفــود، كانت
الحركـــة طبيعيـــة، وحركـة الإيـداع جيـــدة، جميـل سعـــر صـــرف الليــرة يتحسـن أمـام الـدولار، ابتسمـت وغـادرت لتستكمل مشاويرها قبل حلول المساء.
للتـــــودخلت المنزل، كان كل شيء على ما يُرام، استبـدلت ملابسها بفستانٍ اشترتـهُ نظـرت إلى المــِرآة، كـان
اللون العسلي يُناسب لون بشرتها، وعينيها وشعرها استبدلت حذاءهـــــا بآخرٍ يُناسِبُ ملابِسها، بينما أطلقت لِشعرها حُرية
التمــوج فوق أكتافها .
استدارت نحو الصالة لتُنيرها، مُلقيةَ بأريكة مخملية عند أعلى زاويتها، اطمأنت على جاهزية والدها للاستقبال، كان جالساً في غُرفته يتابع خطواتها بشيء من قلق يا لحظك
القليل يا بُنيتي !!
***
السابعة مساءً، تتقدم رؤى لتفتح الباب، العم رجب برفقته عزّة ابنته وحقيبتيّ سفر وبعضاً من دموعٍ تُذرف، إنه الحنين إلى الوطن!عِناقٌ طويل بين ابني الخالة، وبين الفتاتين عزة ورؤى
كانت عزة تتمتع بِقدٍ ممشوق، وعينين نجلاوتين لِجانب.
أناقةٌ مُبالغٌ بها، أنهت دراستها في الأعمال الإدارية وقِدمت إلى وطنها الأُم الذي لم تره منذ أن كانت طِفلة، تهوى السفروالتسـوق،ومُتابعـة آخـر خطـوط الموضة. تعمـل مـع والدها في معمله الصغير في أرمينيـا، بعـد أن غـادر موسكـو إثر انهيار الاتحاد السوفيتي، وانفصال أرمينيــا عنه، كان قــد تزوج من فتــاةٍ روسيـــة هادئة الطِبــاع، رزينة، توفيت منــذ فتــرة إثـر مرضٍ عضـال، لم تشأ عــزة التي شارفــت علــى الثلاثين من عمرهــا أن تتــزوج وتترك والدها وحيـداً، ازداد تعلقهما ببعض كثيـراً بعد وفــاة والدتهـا. أصبــح كُل حياتهـا اهتمامهـا بعالـم الموضـة انعكس على مظهـر والدها مما زاده وسامـةً وأناقــةً، جعلتــاه محط أنظار سيدات أعمـالٍ، إلا أن وفـاءهُ لزوجتـه الراحلـة وتعلقه بابنته منعاه من الارتباط بأي منهن.
رجبكانت رؤى تستمع لحديث والِدها مع ابن خالته بينماتُعِدُ مائدة العشاء
ـ رؤى يارجــب تزوجـتْ مِن رجُـلِ أعمــالٍ، قبــل أن تُنهــي دراستهـا، سافرت معـــه إلى الخليـج العــربـي أعـوام ثمانيــة انفصلت عنهُ بعدها، لِتعـود إلى وطنهــا، والدتهـا كمــا تعلـــم لاتسأل عنها، وهي لا تُحب أن نأت على ذكرهـا أبــداً، إنهـــا ترعاني وتدير شؤون المنزل
أخشى أن يوافيني الأجل وتبقى وحيدة، أخوهـا مــن والدتهـــا حاول كثيراً الاتصال بها
لكنها بكل مرة تصده، تقول بأنها سعيدة، لكنني مُتأكد بأنهـــــا على عكس ماتقول.
ـ العشاء جاهز، جاءهم صوت رؤى كما لو أنها لاتريدهـــــم إكمال الحديث.
لا حظ رجب لباقة رؤى، وجمالهـا وقُدرتهــاعلى إدارة دفة الحوار بذكاء
تمكنت من عقد صداقة مع ابنته عـزة، التي تأسـرها الأناقــة وحُسن المظهر
الحمد لله أنهما انسجمتا، كانت ستكون كارثة لـو أن إحداهمــا نفرت من الآخرى.
مرّ الأسبوع الأول على كلا العائلتين هادئاً جميلاً، لم من أحاديث الذكريات، وطيب أيامها، رؤى كانت مُتحفظة بحديثها عن الأمس، فأغلب ما فيه أوجاعٌ والآم، طفولتهـا رافقت وجود أُمها التي لا ترغب في الحديث عنها مُطلقاً !
بينمـا أوج صِبـاها كـان بِرفقـــــةرجل قيـل بأنـــه رجــل،
لخص وحشية المعاملة معها أعوامٌ ثمانية !
***
.. بدأ المساء بالهبوط بارِداً ، حاملاً معــــه رياحٌ ندية، تُنبـئ ببعض من زخات ماطــــــرة مُنتصف نيسان ، نهض الجميع إلى الصالة حين شعـرت عـزة ببعض من الإعيـاء فانسحبت
بلباقة، ليستكمل الثلاثي الملتزم حديث المساء.
قرأت رؤى حُزناً أعمق من حُزنها في عيون عزة، إنــها شاردة على الدوام ، تبدووكأنها في حديث داخلي مـع نفســـها وكثيـراً ما كانت تُشغـل نفسهـا بترتيب شعـرهـا إذا مــا نظــر إليهــــا والدها، كما لو كان يتفقد شيئاً ما في عينيها، حـاولت مُلامسة زوايا قلبها الخاصة عبثـــــــاُ
دائماً بين الضــلوع ماهــو أقوى من الاختراق ، يبقى عصـيّ على الآخرين ملامســـته، تلك المسـاحات خاصـة بصاحبـها أو صاحبتها، يلجأ إليها بين الحين والآخر، يبوح لها، يفضفض
تـلك مكنونـات النفـس!لكنها ستحـاول، فضولها لـن يتركهـا تمضـي ليلتها هادئـة، عليهـا استدعـاء كافــــة وسائـل الدهـاء والذكاء، استدرجتهـا لغرفتهـا بعــد أن اطمـأنت إلى انشغـال أبيهـــا والعــم رجب بأحـاديث الذكريـات الذي على ما يبـــدو لن ينتهي، ربما سبب زيارتهمــا وقطــع هذه المسافة الطويلة من أجـل أن يسترجعـا ماضيهمـا الصبياني هكذا كانت تُحدث نفسها وهي تـهم بالجلوس لجانب عـزة، بالقرب مـن نافذتهـا المحببة لديها.


***
يتبـــــــــــــــــع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

آخر تعديل عروبة شنكان يوم 04-24-2016 في 12:14 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 04-24-2016, 12:35 PM   رقم المشاركة : 2
أديبة
 
الصورة الرمزية ليلى آل حسين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ليلى آل حسين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

رائعة وممتعة يا عروبة
متابعة بكل تأكيد للسرد الشيق ولهذه الرواية الجميلة
ودي وتقديري







  رد مع اقتباس
قديم 04-24-2016, 01:15 PM   رقم المشاركة : 3
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

2
كانت موسكو تكتسي البياض، درجات الحرارة توالـي انخفاضها، بينما ناتاشا تزداد حرارتها ارتفاعاً إثر تعرضهـا لتيار هواء بارد ليلة أمس ! سهر إلى جانبها زوجها الدكتـور حســـام
حتى الصباح، استقر وضعها وبدأت بالجلوس وتناول الحساء الساخن الذي حضرته لهـــا كاتي التي تأتي يومياً لِمُراعــــاة
شؤون المنزل ثم تنصرف قبل الظهر.
ـ هيا ناتاشا، لقد تحسنت عليّ الذهاب الآن لاستكمال باقي الأوراق من الجامعة ، ثم أتوجــه إلى مكتب الطيران ...
ـ لقد سبقتك يا حسام ( أقصد دكتور حسام ) وحجزت عـن طريق الانترنت
ـ لقد أتقنت العربية يا عزيزتي ، سوف تُسر أُمي كثيراً بنا، ما حكاية (دكتور) !
ـ أنهيت تخصصك وحصلت على الدكتورا، كم أنا سعيـدة
ـ وأنـا سعيـد بكـم أنت والدكتـورا وابننـا محمـد، الآن أنــا ذاهب ، لقد اطمأنيت عليك.
ـ بالسلامة يا حسام. حذار من البرد يا دكتور.
خـرج حسام سعيـداً بكل شيء، حقــق طموحـــه، ونــال الدكتورا في طب الأطفال، وتزوج من ناتاشا الصحفيــــــــة الجميلـة، لقد التقى بهـا في ( سان بطرسبرج ) أثنـاء زيارتـه لمتحف الأرميتاج ، كان يتفحص لوحات ( ليوناردو دافنشي) وكانت ناتاشا تقوم بتغطية لصالح إحدى المحطات ، كانت لا تعرف العربية، بينما حسام مازال في أولى أبجديات الروسية لتبدأ الحكاية عِند نهر نيفا بجوار قصر القيصر الروسـي نيقولا الأول! و ’أرميتاج’’ هي كلمة فرنسية تعني الخلوة أو المكان المنعزل
افتتحه القيصر الروسي نيقولا الأول والأميرة كاترينا الثانية هي التي أطلقت عليه هذا الاسم
حيث كانت تمضي فيه وقتها بمفردها أو مع صديقاتها المقربات، هرباً من بروتوكولات القصر التي كانت تكرهها !
لفت نظر ناتاشا وسامة حسام، أرادت إجراء لقاء مصور معه، لكنه اعتـذر، فقامـت ودعتـه لحضـور مهرجـان كسـح الجليد السنوي الذي يُقام تخليداً لانتصار الإتحاد السوفيتـــي
في الحرب العالميـة الثانيـــة.
لِتبدأ حرب العيون ما بيـن الدمـوع الروسية والإصـرار العربـــي، علـى حمـل ناتاشـا التخلـي عـن عملهـا كصحفيـة والزواج من حسام، ومن ثم السفر معه بعد أن كانت مُصـرة كل الإصرار على البقاء في وطنها !!

يتبـــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-24-2016, 01:59 PM   رقم المشاركة : 4
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

3
مرت أيامٌ على فشل رؤى استدراج عزة في الحديث عـن سِر حُزنها وأبيها الذي انشغل بمتابعة الأخبـار بقلق،الوطن العربي يغلي، والأحداث تتلاحق سلباً،هل هذه بلادُنا حقاُ !!
أم أننا نُشاهد كوكباً آخرعبر الفضائيات ناسا تخدعنا إنها ليست بلاد العرب،لنسأل سانا عن أخبارنا، سانا مُتفائلة تارة ومتشائمة آخرى، هل تكون بلادنا محط صراعات، ومُلتقـــى تعدديات.
في ثقافات الثورة التي قرأها رجـب، كانــت أولــى مهــام الثـوار المُحـافظة على ممتلكـات الوطـن، عـدم رمـي تاريخه للنار، إننا نحرق حضارتنا، ونهدم ثقافاتنا.
ألسنة النار تتصاعد، إنها ثقافـة العُنف والتطـرف، ثقافـة اغتيـال الأمان، واغتيال الإنسانية!
بعد شـل قدراتنـا، سيُصعـدون دور التدخـل العسكــــري بذريعة مُحاربة الإرهاب، بعدها يستعينــون بعرافــة نهايــــة العام ، التي ستُخبرهم بوجود أسلحة دمار شامل في مخازننـا
فيأتوا للتخلص مِنها، ثم يستهلكون قُدراتنا، وتمضي الأعوام ليتقدموا باعتذار من ضحاياهم بعباراتٍ صارت معروفــــــة
( لقد أخطأنا، ولا تسامحونا)
عشرات التوابيت، الأرض تحتضنهم، ما ذنب الأُمومــة
تُقهر في اليـوم مئـة مـرة، مـآذن أوطاننـا تحـض على صـلاة الجهـاد، لـن تضـع الحـربُ أوزارهـا، من تطــوان إلى نجــدٍ والمسافة دمعة، ومن الشام إلى اليمن والمسافة طلقة!!
فاضت عيني رجب بالدموع، بينما عبد الجبار سارِحاً في ملكوتِ الذكريات، عهـد الإستقلال كـان طفـلاً، حكـوا له عـن نكبـة فلسطيـن، حلف يمين أن يُحارب لاسترداد مـا اغتُصـب
فحكى لتلامذتـه عـن ذِكـرى النكسـة، بعدمـا اشتغـل فـي سـلك التدريس، وفي ذِكرى العبور، راح يسأل نفسه هل حقاً عبـرنا
لِما فوضى الطلقات هذه، ولِما نخرب ما بنيناه.؟
طريـق السلام لايأتـي مـن فوهـة بندقيـة، هـي لُغـة هـواة الحـروب والمصـائب، ودُعــاة التطـرف، ومُلتحيــي التديــن والتعصــب. نظـر عبـد الجبـار إلى رجــب، تبـادلا دمعتيــن عميقتين حد الألم، والشعـور بالكآبة، لــن يخرجــا على مــا يبدو هذا المساء سيكون حزيناً.
ـ لا أحد يأتي على ذِكر مُسلمي بورما ياعبد الجبـار وإن حدث، فمن باب العِلم بالشيء..
ـ الحمد لله يارجب، أفضل من عدم العِلم به!!
يتبـــــــــــــــــــــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

آخر تعديل عروبة شنكان يوم 04-24-2016 في 02:10 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 04-24-2016, 08:13 PM   رقم المشاركة : 5
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

4
لم تستطع مُنى منع نفسها من البكاء، حين علمت بعــودة ابنها الدكتور حًسام وابنه محمد، لقد انقطع الانترنت
بينما كان يُخبرها بذلك، ياه أعوام مضـت لم تـره سوى عبــر هذا السكايب، خفف من وطأة الإشتياق، لا شك وأنه يعلم بمـا آلت إليه الأمور في شتى بقاع الوطن العربي، ليكُن! حسـام لا يخشى حفنة ارهابيين.!

سارعت للاتصال بأخيها عبد الجبار، لِتُخبره بالنبأ السعيد سوف يُسر رجب أيضـاً، فهو لم ير ابنهـا منـذ أن كـان طِفــلاً
وستكون مُناسبة لدعوة رجب وابنته عزه، فهي لم تدعوهمـــا
بعد لمنزلها.

تلقى عبد الجبار وابن خالته النبأ بقـدوم الدكتـور حســـام
بسرور، واستعدا لاستقباله وتهنئته بالعـودة سالمــاً إلى أرض الوطن المريض، رُبما في عودة أبنائنا المُخلصين بعضـاً مِـن بارقة أملٍ، تُصبر نفوسنا، وتمنح وطننا الأمل بعودته مُعافى.
لم يتبق على حُسام الشيء الكثير ليفعله، طــوى ذكريــات
الصقيع الروسي، لملم أجمل صور العمر، وحمل أمتعة الحُب
عائداً بِكُلِ وفـاءٍ إلـى وطنـه الأم. وصـل وناتاشـا مـع ابنيهمـا
محمـد بيروت، صبيحة يومٍ عاصـف، تـم تأجيـل الرحلـة إلـى
دمشق لأسباب أمنية، كان على عائلة الدكتور قضـاء بضعــة ساعات في بيروت، ريثما يُعلن عن قيام رِحلتهما إلى الوطن.

تحت صفعات النــــــدم، حيــث لا ســلامٌ نفســـي، ولا
راحةُ بال، كان سالم يتجرع مرارة النزوح، ويرسم عالمـــاً افتراضي، يسعى إليه بعد رفضه لواقعه المليء بالتناقضات
وبعد فشل كافة محاولاته لأجل مد جسر ما بينه وبين أُختـــه رؤى، اتجه إلى ألمانيـا تاركاً أمـه التي استوقفتـه قبـل أن يرحل قائلة له:
ـ لن أطلب مِنك أن تبقى، لكن لا تُحمل الحظ سبب فشلك!!
كما أن تصاعد وتيرة الأحداث، ليست السبب وراء ابتعــادك
أنت هاربٌ من واقعٍ أنت اختــرتهُ لنفسِـك، الحيـاة لن تكـــون أفضل هُنــاك، لـم تتمـالك نفسهـا عانقتـه، وأخـــذت تســــألـه البقــاء، أو الرحيل سوية، فلن تتصور الحيــاة بدونه، خاصـة وأن رؤى نسيت بأن لها أُمٌ!!

وصلت أخيراً عائلـة الدكتور حسـام، كانت رحلـة شاقــة على مايبدو يا د. حُسام، سأله العم رجب
ـ أجل بعد وصولنا جـواً مطـار دِمشـق الدولـي، كـان مـن الصعـب إيجـاد سيـارة توصلنـا حـلب، سيمـا وأن الرحـلات الجوية معلقة الآن!


ـ لكن ما سبب إصرارك على العودة وسط هذه الظروف العاصفة ياحُسام؟ سألته رؤى.
ـ رُبما في عودتي بعضٌ من الوفاء لوطني يا رؤى، حنين لكل ما فيه، بهدوءه، بصفاءه، بحالات الفوضى التي تستفزنا أُحبه. الآن أوجه السؤال إلى العم رجب والأنسة عزة ماســـر العودة بعد عقدين من الزمن وسط هدير الأحداث؟
ـ الحنين أيضاً يا د. حُسام، بادرت عزة بالرد.

يتبــــــــــــــــــع













التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-25-2016, 01:01 PM   رقم المشاركة : 6
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

5
لاحظت ناتاشا تعب عزة الذي يأتيها من آن لآخر دون سبب، سارعت لإخبار زوجها حسام الذي لا حظ ذلك أيضــاً
فقررا زيارتها ووالدها في منزل العم عبد الجبار والإطمئنان
عليها.

مع مرور الساعات، بدأت أبجدية الحــرب تنتشـــــر في الشارع، إنزال عسكري على السواحل، قلـق روسي، وآخــر أمريكي! تبادلت عزة ورؤى نظرتي استفهـام، كـــان القلــق بادياً في عيون الجميع، عندما دخل الدكتـور حسام وعائلتـــه منزل العم عبد الجبــار.

تذكر حسام والدة رؤى فسارع للسؤال عنهـا، امتعضــت رؤى، وغيرت مجرى الحديث، بسؤالها عن طفله محمد الذي لازمتـه الجـدة مُنى مُنـذ وصولـه، لكـن حسـام عـاد ليسألهــا
ـ ألا تشتاقين لها؟
ـ ليتني أشتاق يا حُسام! لكنني أعدك عندما أشتاق ستكـون أول من يعلم بذلك، دعك مني وطمـِئـــني عن حال عزة .
ـ التحاليل سوف تُطمئنا ياعزيزتي. فهمت من حـديث العـم رجب بأنه قرر الاستقرار هُنا، إلا أن عزة ترفض ذلك .
ـ رُبما الأحداث جعلتها تُغير رأيها.
ـ لا يا رؤى، عزة تفتقد والدتها، وأرمينيـا تحمـل لهــا ريــح والدتها، إنها مُتعلقة بكل مكان كانت فيه والدتها.
ـ إذا الحالة نفسية
ـ رُبما
تفاجأ حُسام بحـديث ناتاشا مع عبد الجبـار ورجــب، إنهـــا لن تنسى مِهنتها، سوف تبـدأ بالتحـري والتقصـي، والتصـدي للأحداث، سوف ترصد حركة الشارع، وتُسجـل كــل ماتــراه
إنها لا تنسى شيئاً.
ـ لا تنسى أنت أيضاً يا حُسام مالذي تفعله يومياً إنك تذهب لساحات المُواجهة، تبحث عن الأطفال الجرحى والعالقيــــن تحت الركـام، حتـى أننا لا نـراك إلا صُدفـةً، قالـت لـه ناتاشـا بينما دُهش عبد الجبار ورجب مما سمعاه!
ـ لم يمض وقت طويل، حتى عاد التيار الكهربائي للانقطاع
سارع حُسام وناتاشا للخروج، والعودة إلى المنزل، فلا أحد يضمن بعد اليوم سلامة الخروج في الليل!!

يتبـــــــــــــع













التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-25-2016, 03:33 PM   رقم المشاركة : 7
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

6
عاتب الدكتور حُسام زوجتـه، كان لا يريـد أن يعلـم أحـداً بمـا بفعله، تألمت وتألم أيضاً فهي فـي أول زيارة لهـا، تذكـر نفسـه عندما وقفت بجانبه الصحفية الحسناء، لكنه لا يستطيـع تقديـم الدعـم ذاتـه، ربمـا سيقـدم ماهـو أكثـر، لكـن عليهــا أن تـُدرك بأنـه شرقي، وله أركانه الخاصة، سيمـا وأنهـا مـن آن لآخــر تخــرج هي أيضـاً، تبحـث عـن شيء مـا، إنـه البُــعد الصحفي!

لن أدعك ياحسنائي الغاليـــة! قالها همساً وفهمت قصــده لكنها لن تُشاكس، ويكفي مايمر به الجميع من مِحَن.

اتصل الدكتور تحسين مساءً إلى منزل عبد الجبار، يُريـد أن يًطمئن عزة، كانت نتيجة التحاليل مُرضية تمامـاً، كمــــا توقعوا جميعاً إنها تمر بأزمة نفسية، نتيجة فقدان أُمها، لكنـها يجب أن تهتم بنفسها من الداخل كما تهتم بأناقتها من الخـارج لم يكُن أمام عزة سوى الاستسلام، خوفاً من الذهـــاب إلـــــى المُستشفى، لكنها لن تستطيع أن تُغالب الحُـزن الساكِــن فــــي قلبها، لقد جاءت إلى وطنها، لِتجده يعيش أحزاناً وآلاماً جمــة
إنها تبكي يومياً بسبب وبدون سبب، رُبما غيب الموت يومـــاً أقرب الناس لنا، ورُبما ابتعد عن قلوبنا أعز الناس، ورُبمـــــا
توقف نبضنا عن الحيـاة، أو اِتئد الربيع في الوصول إلينا،
إلا
أن الوطن لـو تنفس ألمـاً، لا حيـاة لنـا بدونــه
بكـت دمعتيــن قهـــــراً
ثُم دخلت غُرفة رؤى التي استفردت بنافِذتها، وكأنهـا تُدنـــدِنُ ألماً أيضاً، فهمت عزة بأن حالة الحُزن عامة، والوجعُ واحـداً
لكن لِرؤى أحزانها التي تنفرِدُ بها، أحزاناً جعلتهـا تنطـــــوي
حد العُزلة! فوجود أُمها كعدمه، لقد رفضت وداع أُمهـا، بــل الأمر لا يعنيها أصلاً، عاصِفةُ طلاقِها، ثُم كهـولةُ والِـــدَهـــــا
والأمّرُ أحداث وطنها، وبالأخص مدينتهــا التي نشــأت فيهــا
ـ سنُغادر منزلكم يارؤى..
ـ هل ستعودين إلى أرمينيا يا عزة، لقد أحببنا وجودكم بيننا.
ـ لا ياعزيزتي، إنما والدي قرر أن نذهب إلى منـزل عائلتـه
لقد بدأ ترميمه، وطلاءه.
ـ رائع كل هذا الوفاء لوطنكم يا عزة!

يتبــــــــــــــــــــــــع













التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-26-2016, 10:57 AM   رقم المشاركة : 8
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

7
على الضفةِ الآخرى مِن الحيــاةِ، كان الدكتــور حُســـام مُنشغلاً بمُداواةِ الجرحى، تحت وابـلِ القذائف، والشظــــايــا
المُتطايرة، كان يبحثُ بين الأنقـاضِ عن الأطفـالِ لينتشلهــم
و الطاقمٌ الطبـي الذي انضـم إليـهِ، تِلك الأحيـاءُ القديمـة حيثُ الحركة كانت لا تهدأ أيام السِلم، فكيف لها أن تلتزم بالهــدوء وضبط الشارع وسط عواصفٍ هدامة
قال الدكتورشاهين مُخاطباً حُسام:
إننا نعمل منذُ سنـة يا د.حُسـام، نحاول بــذل مافـي وسِعنـــا
لأجل الاستمرارية في إسعاف المُصابيـن،المستشفيــــات
الميدانية لا تفي بالطلب، وشحنات الأدويةوالمواد المُخدرة التي نعتمدها لإجراء العمليــات إن لم يقتنِصُـــها الإرهــــاب
فهي بالكاد تكفي!! في تلك الأثناء دوّى انفجارٌ ضخــمٌ هُــــدِمَ على أثره مبنى صغير مؤلف من طابقين، انبطح أفراد الطاقم الطِبي أرضـاً! كان من الصعـب جِداً على أحدهــم أن ينهض ليستطلع الأمر.تلى الإنفجار عويلٌ وصريخ، ناسٌ التهمهــــا اللهب، وناسٌ صارت الأنقاض لِحافها، أطفالٌ فقدوا القُـــــدرة على النُطق، وآخرون فقـــدوا ذاكرتهــم لتتوقـــف الحيــاة في أدمِغتهم عِند لحظة وقوع الإنفجار!
مضت دقائقٌ مريرة، حتى استعاد د. حُسام ورِفاقه نشاطهـــم
نجحت فِرقُ الإسعاف في الوصولِ إلى مكانِ الإنفجار، قبـل وصولِ المطافئ، كان الأهالي يحاولون إخماد الحرائـق بمــا كانوا يُخزنوه من مياه، ليستعينوا بالتيمم لأداء صلاة الجِنـازة على من قضى نحبه من الضحايا!! كانت الأتربة مُضرجـــةٌ بدمائهم، قبّلها أحدهم باكياً، راجياً من الله المغفرة لأصحابها
فأجابـه آخـر: سيغفـر لهـم، إنهـم أبريـاء. ـأي ذنـب اقترفتـــه الطفولة حتى تُحرق مرتين!!
مضت الساعات الأولى من صبيحة اليوم التالي صاخِبةً حُزناً وألماً، في النهاية نجح أفراد الطاقم الطِبي من إسعاف جميــع الحــالات بنجاحٍ تام.


يتبــــــــــــــــــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-26-2016, 03:33 PM   رقم المشاركة : 9
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

8
على بُعد حجرٍ مني كان الموت يحصد ضحاياه! كُنــــــا
نبكي الإنسانية، ونستغيث بالسماءِ، عِندما انفجرت ال.........

وانقظـع التيـار الكهرُبائــي، لتنقطع صِلة عـزة عن العالــم الخارجي! أغلقت حاسوبها غاضبة، لقد كانت تُتابـــع أحـداث
الساعة عبر حاسوبها الصغيـــر، شـارِدة الذهــــن بدت بينمـا
راحت تسترجع ذكرياتها في أرمينيا، البلد الجميل التي تشهد زحف الربيع إليها الأن مع طيورالسنونو وزهر الليلك ، كــم اشتقت إليكِ، أنجيلا صديقتي العزيزة، والخبز الأرمني اللذيذ.

مسحت دمعة حارة سقطت عِنوة عن كِبريائها، نظرت حولها لتتنبه بأن والدها قد تأخر تأخر كثيراً! كُل ظنِها بأنه ذهب إلى منزل العم عبد الجبار، وهو مُستغرقٌ الآن في حديثه عن أيام صِباه وعنفوانه، لكن قلبها كان يُكذب هذا الظن، عبر نبضـه الــذي بـدأ يضطـربُ قليلاً قليلاً! فجـأة تنـاهى إلـى مسمعِهــا
صوت أبيها وهو على وشك الإنهيار، خرجت إليه مُسرعـــةً
ليُخبرها بوفاة صديقه ميناس، إثر تعرضه لأزمة قلبية نتيجــة لِسقوط قذيفة على شارع فارس خوري، لــم يحتمــل صوتهــا المُـدوي فسقــط ميتـاً! كان مينـاس يستـورِدُ السجـاد الإيرانـي
تعرف على رجب في أرمينيا التي زارها بِرفقـة ابنـه هايــك تاجــر فضيات لديه محله في جـادة الخنــدق فـي مدينـة حلـب كانـت تجارته ناجحة فالفضيات هوى كل أجنبي كان يـــزورُ حلب.

لم تتمالك عزة نفسها، فسقطـت خلف دمعتهـا التـي أخفتهـا أمطار دموع، كانت تسترجــع ذكرياتهـا في أرمينيـا، تذكُــــر ذاك العم الطيب ميناس، حضرت زفاف ابنه هايك في أرمينيا
كانت أيامٌ جميلة حقاً.

عَادَ رجب وعزة مِنْ مَرَاسِمِ دفنِ صَديقهُ ميناس والحُـزنُ قـد اكتسـى ملامِحَهــمـا، مشـاهدُ المـوت صــارتْ مألـوفـــة والعمُردمعتهُ مسكوبةً، أينَ كُنـا من هذهِ المشاهـــد، العالـــم على شفا هاوية، إننـا نحتــرقُ يوميــاً مِئــات الــمراتِ، نحــن أمواتٌ ولا عجب! أبكي حالي أم أهلي، أم أبكـي وطنـاً عـُدتُ لأحيـــا بيــن روابيه، لأموت فيـه، يحضُننـي تُرابــه، يحمــي ابنتي التي ما هَان عليّ تركَها وحيدةً في الغربة! وتعطلت لُغةُ الكلام، مابين رجب وابنته التي احترفت الصمت، واعتزلــت الحياة.

يتبــــــــــــــــع













التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-26-2016, 04:34 PM   رقم المشاركة : 10
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أنامِلُ الورد والشوك

9
الساعة السادسة مساءً كانت رؤى في زيـارة إلى منــزل عزة، لم يكن المنزل بالبعيد عن منـزل رؤى، ولم تكـن رؤى بأحسن حالٍ من عزة، كانت عمتها مُنى قد اتصلت بها وتريـد لقاءهـا، إنهـا لا تستطيـع مُغـادرة منزلهـا ، فهي تخـاف علـى حفيدها محمد كثيراً، وهكذا ذهبت كل من عزة ورؤى لزيارة
العمة مُنى وحفيدها محمد.
تفاجأت الصبيتان بالطفل محمد، كان يبكي كثيراً، والِداه نادراً ما يعودان للمنزل، وجدّته مُنى تعِبت كثيراً، كان محمد شِبهُ مُحبط، يشعر بالعزلة، أصوات الإنفجارات
تسببـت لــه
في حالة من الهلع والخوف لقد فقد الراحة والطمأنينة، راحت عــزة تشرح له الظـروف التي يمــرون بِهـــا، وبأن والديــه يحبونه، وبأن هذه الأحداث السيئة لا دخل له بِها، وبأن العُنف في مناطق نائية، وسوف ينتهي وتعود الحياة لِطبيعتها.

بدأ يشعر محمد بشيء من السكينة، اقترب من عزة طابِعـــــاً أعلى جبينها قُبلة ثم شكرها! لتعود لِنفسية الجدّة مُنى السكينة والطمأنينة.

كانت تُخفي خلف نِقابها شجاعةً وإقدامــاً، تبحـثُ عــــــن الحقيقة التي تطحنها يومياً آلةُ الحرب، توثق وترصد ما تراه
كانت عدسات مُتعددة الجنسيات تُرافقها رصد الوقائع ميدانياً
بينما عيونها تتوسل إليهم بأن انقلوا الحقيقة دونما حياد!

شعر ابراهيموف بقربه مِنها، هي تتكلم العربية، إنمـا لكنتهــا روسية! تسللت بِخفة من بين الصحفيين، لتنفـــرد بنفسهــا في الأزقة البعيدة والضيقة، تحاول تضميد الحجارة المتصــدعة
عبثاً! تعثرت خطواتها كثيراً، بعض الأزقة فقدت معالمها يا إلهي مِن أي عصرٍ قدموا.
شعرت بأنها ليست الوحيدة التي تحاول تصور شكل المباني قبل أن تتحول إلى رُكام، إنه ابراهيموف المصور الصحافي لقد عرفها مِنَ الوهلة الأولى، ناتاشا رشيقة القلم والقد، إنهـا مِن أروع مُفاجآت القدر،
أن تلتقي بعزيز عليك دونما موعد.



يتبـــــــــــــــــع













التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الورد الحزين علي إدريس الغانمي شعر التفعيلة 11 02-17-2015 01:06 AM
شوك الورد حسام السبع الشعر العمودي 15 11-19-2013 02:30 PM
قمم الورد نجوى السالمي قصيدة النثر 4 10-31-2013 05:14 PM
شال الورد راضية الهاشمي إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 49 06-19-2013 06:27 AM


الساعة الآن 10:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::