قراءة في قصيدة ( وعنك أخفي وجعي ) للشاعر علي التميمي ( قراءة / سلوى حماد )
لله درك من شاعر....أوجعت قلبي يا علي..
منذ وعينا على الدنيا وبغداد هي أيقونة العزة والكرامة..بغداد منارة الحضارة ..بغداد دجلة والفرات..بغداد بمكتباتها بمقاهيها الأدبية..
لم أشعر يوماً بأن بغداد للعراقيين فقط..كنت أفتخر بها وكأنها مدينتي التي ولدت فيها ولي فيها ذكريات ما بين أزقة سطور الكتب التي قرأتها وكان لبغداد حضور قوي فيها..
أوجعني نصك جداً وكأن قدرنا أن نبكي مدننا العريقة..القدس ..بغداد ..دمشق..وغيرها..
سأخفي الحزنَ عنها كي يزولا
ويـأبـى الشـعـرَ الا ان يـقــولا
وكيف تخفي الحزن يا علي وأنت شاعر..هل تقدر أن توقف نزف الحرف الموجوع؟؟؟
يكـونُ البُـعـدُ عـن بـغـدادَ ذلاً
وكنتُ بدون عـيـنـيـهـا ذليـلا
وحده الوطن الذي يكمل هويتنا..وفي بعدنا عنه نحمل هيكلاً بشرياً تنقصه هوية ..الوطن يمنحنا عزاً وشموخاً وأنفة..الوطن وحده القادر على جعلنا نتبختر في زهو وخيلاء ونقاء وان تعفرنا بترابه..
أيا بـغـداد كانَ الهـجـرُ قسـراً
وكان الليلُ في المنفى طويلا
من ذا الذي يقدر على أن يجتث جذوره ويرحل عن الوطن؟؟!! انها الغربة القسرية التي تبسط كفها الموجع علينا فنلملم بعضاً منا وشيئ من ذكرياتنا في حقيبة سفر مقيتة تشاركنا رحلة التيه..وما أطوله ليل الغربة القسري وما أطول حلم العودة الذي يستحي أن يتحقق ليريحنا ..
نعم هو الأمن الذي يأتي قبل كل شيئ آخر..سيعود الأمن لبغداد هذه المدينة التي حضنت الكثير الكثير من أبناء الوطن العربي الكبير..سيعود الأمن لتعود البسمة للشفاه وتجف الدمعة من على وجنات الثكالى..سيعود الأمن لتهدأ الطرقات وتصفى السماء ويعود الهواء بغدادياً نقياً ..سيعود الأمن ليجري نهري دجلة والفرات بفرح ويرتسم في صدر سماء بغداد قوس قزح..سيعود الأمن ليعود كل أبنائها من رحلة الشتات وتعود لهم الحياة..
تعـبـنـا نرمـقُ الامـصـارَ تُبنـى
وبـغـداد السلام غـدتْ طلـولا
وتبقى بغداد الأصل..أصل الحضارة والعراقة..بغداد بتاريخها المكلل بالحكايا المثيرة لن تصل الى سقفها مدينة أخرى فالتاريخ لا يٌبنى في يوم وليلة ..لبغداد عبق يأخذنا الى عوالم من الدهشة والانبهار وكل ركن فيها يحكي حكاية..وفي التاريخ الكثير الكثير ليقال عن بغداد..المدن الحديثة لا تاريخ لها ..
مهما حاولوا تشويه بغداد لن يطالوا شموخ نخلها ولن يسكتوا صوت أطيارها..سيظل نخلها شاهد على كل ما فعلوه فيها وستعرف الأجيال القادمة حجم الجريمة التي ارتكبت في حقها..
رد: قراءة في قصيدة ( وعنك أخفي وجعي ) للشاعر علي التميمي ( قراءة / سلوى حماد )
بوركت سلوى ، بورك الوليد
وبورك كلّ من وضع يده على جرح القصيد
بغداد تتمزق ، فهل من مزيد ؟!
كل يوم نودع جارا
نودع حبيبا ، نودع عزيزا
ولا من رشيد
ولا من عاقل صادق مستقلّ
يوحدنا يعيدنا يريحنا
يبعث فينا الامل من جديد
انها حلبة الاضاحي
يقتل احدنا فيها الاخر
عربا مسلمين !!!
والغرب يقتعد اريكة المشاهد العتيد
يُصفق للذباح .. ويواسي الذبيح
ويفعل ما يُريد ...
.
.
.
لسانُ العـرب معـقـودُ
وحبل الموت ممـدودُ
بل الاخوان قد خذلوا
كـأن الأمـر مـحـمـودُ
.
.
.
مالذنب
ما الجريرة
النزف عربيٌّ خالص
فليتفكّر ألو الألباب
نبطشُ فيما بيننا
فيستريحُ الاغراب
وعدوّنا الأزرق مرتاحٌ
ننزف دما عبيطا
بسكين عربي اسلامي
هكذا ارادوا .. ولله ما يريد
.
.
.
إلهي ان كان هذا ابتلاء
فخذ حتى ترضى
وان كان بلاءً
فاكشف عنا
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
رد: قراءة في قصيدة ( وعنك أخفي وجعي ) للشاعر علي التميمي ( قراءة / سلوى حماد )
والحق يقال..
أنني تمنيت أن تنتمي هذه الدراسة القيمة إلى هذا المكان مذ رأيتها هناك
شكرا لكم أيها العندليب الجميل..
الأديبة القديرة سلوى توغلت في ألم القصيد وعاينت بواعث كتابته
وأجزم أن ألمها الأساس في الأرض المحتلة كان له الأثر الأكبر في ماهية التوغل هذا
ما نتج عنه
دراسة حانية ممهورة بدموع حروف بدت جلية الهم والهن..
سلمت أناملكم أيتها القديرة
والشكر للجميل علي التميمي على هذه القصيدة النقية الصادقة.
محبتي