...سطحٌ ساكن ، أين منه سكون القبور . إن الصوت وليد الهواء . وسطح القمر لا هواء فيه . فلا صوت يمكن ، مهما خفت ، أن يكون .
والقمر نفسه ، لو أن له روحا ، لكانت روحه في هذه الوحدة معذبة . إنها وحدةٌ أبدية . دورة من بعد دورة لا تنتهي . سفرٌ إن عرف القمر له أولا ، فما عرف متى يكون له آخر .
فهذا هو القمر الذي شبهوا به وجوه الحسان ، فضحه العلم أي انفضاح . فُوهات براكين وسهول جافة وسلاسل جبال وعرة . ولكن هل معنى هذا أن ننصح الشعراء بأن يكفوا عن تشبيه الغيد به ؟ بالطبع ، لا . إن الشعر أعذبه أكذبه . والعلم إن تأسس على الحقيقة فالشعر مؤسس على الخيالات ولو كاذبة . والإنسان ، ليعيش حياته هذه القصيرة فيهنأ ، لا بد وأن يسير على رجلين . رجلٍ من حقيقة جافة قاسية وأخرى من خيالاتٍ عذبة . تلك تشبع العقل ، وهذه تنعش القلب .
فلا عتب علينا ولا ملامة إذا نحن خبرنا مثل ما خبر ابن زيدون من صاحبته ولادة ، أن نقول معه :
ودّع الصبر محبٌ ودعك -- ذائعٌ من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن -- زاد في تلك الخطى إذ ودعك
يا أخا البدر سناءً وسنا -- حفظ الله زمانا اطلعك
أصبتم عين الحقيقة أيها القدير
ربما كان القمر ميتا بذاته ساكنا بمكوناته
إلا أنه حيٌّ بتأثيره وانعكاسات الضوء عن سطحه..وهذا ما نعول عليه الحياة..حياة القلوب..
محبتي وتقديري لرؤاكم النافذة..
طبعا يا شاعرنا ألبير أنت تؤيد بشدة أن أعذب الشعر أكذبه . وزميلكم في العصر الأندلسي ابن زيدون قال: يا أخا البدر . مشبها صاحبته . دعونا نتشبث بالأدب والخيال ونترك العلم لأهله
لا تهم حقيقة القمر عن قرب
المهم ما نشاهده من وهج وضياء يملأ الروح بهجة وانشراحا
أراه كالمرأة القبيحة التي تسرّ زوجها بأفعالها ومواقفها الحسنة الجميلة
مقال جدير بالقراءة
شكرا ملء القلب