لأنّ الحُبّ َإحساسٌ يسري في عروقنا ، يطرقُ بابَ قلوبنا ، يتغلغل ُ فينا دون سابق ِإنذار ، دون إستئذان ، يقودنا يوما بعد آخر نحو هاويةٍ لا نعرفُ لها قرار ، نتخطى كلّ الحواجزَ التي تعترضُنا ، نصطدم ُبجدرانه ، نقاومُ مستحيلاته ، رغم كل ما يواجهنا من صعوبات وعوائق ...نبقى في حالة حب...الحبّ الذي يجعلنا نتجاوز جراحنا ، نبقى في حالة تحليق في فضائه حتى نصل َإلى أبعد درجة من العشق الذي يغطي كلّ مساحة القلب .
لمْ تكن ْتسكنُ قلبي رغبة ٌأكثرَ من ذلك، لم أجرؤ أن أسمحَ للحُلمِ بأكثر من هذا يكفي مثلي هذه المشاعرُ المدهشة التي تقتحمُ وجداني ، ببوحها المُتطرّف أحيانا ، وبصمتها المفاجيء أحيانا أخرى ...بزيادة لهفتها وفتور لهيبها ...
هل كان َعليَّ أن أحبّك بصمت ، أحتفظ بك بيْني وبيْني ؟
هل من الممكن أن أستوعب َحياة ًأنت ِفيها بعيدة ، تسكنين َخلف جناح غمامة ، وتعيشين في أروقة الغياب ، ويبقى بيْني وبينك ِحواجز المسافة ، القلق ، الشوق ، الرغبة ، اللهفة ، الحنين ....
هل من الطبيعي أن أبقى في حالة بحث ٍعنك ، أقلّبُ بين الكلمات والحروف عنك ، أقاوم صمت الليل وأستحضر طيْفك ، أبعث لك مع الرّيح الشمالية شوقي وحنيني ...
متى عرف القلبُ جنونه بك ؟
أتساءلُ عندما يصل الشوقُ لك حدّ اللهفة ، وتزداد ُالحرائق في روابي الروح : هل كان ذلك منذ رأيتُك أول مرّة؟
أم حين تسلل صوتك ِكموسيقى عذبة لقلبي ؟
أم في تلك الليلة حين استحضرتُ طيْفك ووجدتني وحدي معك ؟
أم حينَ أعلنتك ِمُلهمتي وشاغلتي ؟
الحبّ حاكمٌ يجلس على عرش القلب ِويُملي أوامره...ولا يملك القلب والجوانح سوى السمعَ والطاعة .
تحليل عميق أنيق أخذنا في مركب معنوي باذخ غمار الشعور
دقة في تصويب سهام الكلم نحو مرمى غايات النفس الكاتبة المتألقة..!
سلمت أناملكم أيها القدير..وحرائقكم لها من ذوائقنا مكان ومكان..
محبتي