على بركة الله أبدأ تدوين قصائد الشاعر نزهان الكنعاني
خيار الظباء في محفلِ الشعراءِ مرّت ظبيةٌ أهل القفا في حسنها قد حاروا صاغوا لها أحلى الكلام مودّةً فلعلّها من بينهم تختارُ قالت : يُثابُ الفوزَ بالأشواقِ مَنْ بمحاسني دانت لهُ الأشعارُ أصغتْ وأرهفَ سمعُها في لهفةٍ ويكادُ موطن صبرها ينهارُ واليأسُ يوشكُ أن يدبَّ دبيبهُ فَإذا بصوتي صادحٌ جهّارُ ناجى شغافَ القلبِ حاكى وجدَها بأرقِّ ما قد تعزفُ الأوتارُ فَإذا بها نادتْ وقالتْ : يافتي أنتَ المُنى والمرتجى والدارُ أسقيتَ جدبي من ينابيعِ الهوى لمّا هَمَت بمرابعي الأمطارُ فغدت جناني تزدهي بربيعها فيها تروجُ وتنضجُ الأثمارُ من بعدها قالوا تُتوَّجُ شاعراً قرّاءُ ديواني فهم قد صاروا قد فاز شعري بالحبيبِ وبالورى حيّوهُ : قد حفّتْ بهِ السمّارُ الكامل
صوت البراءة والصمود فَزَعَ الولاةُ من التهامس في الخفا فتذاكروا زجراً يصيحُ بهمْ كفى إيّاكُمُ الشدق الذليلِ بسرِّهِ يأبى الخنوعَ يودُّ أنْ يَتَأَففا فالقدسُ ماتت في ضمير خنوعِكمْ والمسجدُ الأقصى توعَّكَ بالجفا ماغير صوتِكَ إذ يجوبُ جموعَهم ولكي بهمْ يَدَعَ الهوانَ ويقذفا ويبعثر التيجانَ في أصدائهِ بمنِ انزوى خلف الموانعِ وانكفا إصدح أيا طفل العروبةِ هاتفاً ما غير صوتِكَ وَحدهُ أنْ يهتفا ليعيد للأوطانِ نخوتِنا التي تأبى السكوتَ إذا ظليمٌ عُنِّفا الكامل
غنج القطا قالوا : لماذا الدهرُ أثقلكَ الخطى ؟ وَلِمَ النحولُ تُرى عليكَ تسلّطا ؟ قد كنتَ بالأمس القريب تسيرُ في دربِ النشاطِ : كمَنْ قواهُ تَأبَّطا لكنهمْ جهلوا الحقيقةَ إنّما ممشايَ في ملقى الحبيبِ تخيَّطا فكأنّني أصبحتُ نُصباً شامخاً من قبل أزمنةِ التتار تحنَّطا ياصاح أنّي لمْ أزلْ بشبيبتي لكنّما جورُ الغرامِ إذا سطا غير التأملِ في هواهُ لطالما ما فيَّ قد خَنَقَ الخيالَ وأحبَطا فاجتاحَ مملكتي وأرجائي لذا أسميتُهُ غنجَ البلابلِ والقطا رهنُ الهوى قلبي بحضرةِ حبِّهِ ماشاءتِ النبضاتُ أنْ تتساقطا الكامل
الشعر والمـــرايـا شـاهدتُ بالمــرآة لـيلي مُـقْــمـرا مَحَقَ الضيـــاءُ سدولَـهُ واستعمــرا بَسطَ النهــارُ نفوذَهُ مـستكـشفـا مـا عـشتُ في كَـنَفِ الشبابِ تَنَكُّــرا فَأَشاحَ عن بيضِ الذوائبِ ليلَها بالرغمِ ما احتَجَبَتْ بأَحلكِ مــا يُـرى إنّي أرى وَجهــاً بمــرآتي لـــهُ سيمــاءُ من نَصَبِ السنين قَدِ اشترى عينــاهُ في عينيَّ قد طالا الرؤى يا حبــذا عينــايَ لـــو لــم تنظـــرا بات السـؤالُ يلـحُّ بيْ مستفهماً هـل يا تُــرى أبقى أعيشُ تَكـــدُّرا ؟ إبتــاعَ (بأْسي) نقطــةً بهجائِـهِ عن (باءِ بأْسي ) : (ياءُ يأْسي ) قد قَرا مـا غيـر شِعـري قد تداركَ لوعتي في زَحمــةِ الكتمــانِ بالقولِ انبرى مَـنْ عـامَ بحـرَ الشعرِ مـا عَرَفَ الونى كالليث في خُطُبِ الدياجي قد سرى قُــمْ يا فتى الأحلامِ وانشد بالهوى وَجـهُ المــرايـا قد تحـايلَ وافـترى وَدَعِ الزمانَ بما يشاءُ مسارُهُ لا يأبـهُ الشعراءُ فيمـا قـد جــــرى الكـامـــل
ويلتي يا بـــورما ................... الله ربـكَ إذ يـأتـيــكَ بالـمـَــدَدِ متى تكــونَ صَـفيَ الحــقِّ في جَلَـدِ لم تخشَ لائمةً في اللهِ من أَحَدٍ ما دُمتَ لم تخشَ غيرَ الواحدِ الأحـدِ تبقى نصيرَ حقوقِ المسلمين متى ما ناصبــوهُنَّ بـا لإجحـــافِ والنَكَــدِ للنصـرِ تلقى تباشـيراً يطوفُ بها جُندُ السماءِ : هُمُ الآتـــونَ بـالسَـعَــدِ تـلكَ المبـادئ بالإسلامِ راسخةٌ إن أنتَ عن مَـوثـقِ الرحمن لم تَحِــدِ ................ اليومَ فينا غــدا الإسلامُ مضطهداً بَنــوهُ قـد حُــرِّقـوا بالــروحِ والكــبَدِ بــوذا ببـــورما : فقد شاءَ الشواءَ بنا قد أَزَّ مُـتَّـقَـــدَ النيــرانِ في جسـدي لأنَّ ساسَتِنــا قـد بـايعــوا هُبَــلاً خابوا وفي جيـدِهـمْ حبـلٌ من المَسَدِ ألى متى تـرتضي بالذلِّ أمَّتُنا ؟ إذ تمتطي نـاعقــاً : والكــرُّ بالـوَتَـــدِ !!!! إن لم نَعُد لكتاب الله سوف نرى فيـنــا يُحَـــطُّ رحــالُ الـــذلِّ لـلأَبَـــدِ البسيط
مقصلة الطيف ................ إنّي أُشـــاهــدُ وردتي تَـتَـفَـتَّـــحُ وبحُسنِها صوتُ البلابل يصدحُ فَـتَـعَطَّـرت كلُّ الـزهور بعطـرها هَبُّ النســائم شَــذوها يَـتَفـــوَّحُ تدري فراشاتُ الصبـاحِ أريجنا يَهبُ الــرحيقَ غـذاؤهنَّ ويمنحُ لتســودَ في جوِ الرياض مودَّةٌ بين الخمائلِ والسنابلِ تَـسبـَحُ لي هـكـذا : طيفٌ يزورُ وسادتي يبقى يُســامرني الحديثَ فَأَفرحُ خَطَّتْ مُخيَّـلتي معالـمَ مَــوطني فيـهِ السعادةُ للجميـعِ سَـتُمنَــحُ بِحِماهُ عَـذبُ النهـر يجري آمناً روّى لنا عَـبَـقَ الورود فنمــرحُ عنـد الضفافِ هناك يُـركنُ زورقٌ مجـدافـهُ صَـوب الأنام يُــلوِّحُ ويُهــامسُ التوّاقَ يسألُهُ المُنى ؟ هـل يا تُـرى تبغي الرفاهَ وتطمحُ ؟ فمتى ترومُ السيرَ في جريانِنا يكفي بأنصافِ الحروفِ تُلمِّـحُ سَأُصاحبُ الأمواجَ في رقصاتِها يمسي بموعِدكَ السرورُ ويصبحُ فيعمُّ أحـشاءَ القلـوبِ تسـامـحٌ والنفسُ تصفو بالـودادِِ وتصفحُ طيفي بجُنحِ الليل شيَّدَ مـوطناً فيـهِ لدى الساساتِ درسٌ يوضحُ لكنَّهـمْ سَــنّــوا القرارَ بحقِّـــهِ فَعَـلى مقاصلِهمْ يموتُ ويُذبَحُ !!!! الـكـــامل
رحلــة الحواسّ يـاصــاح : إنّي أرومُ الصَـفْحَ مـعـتــذرا فحـينمـا قـد طَـرَقـتَ البابَ لـم أَجــبِ كـون الحـواسُّ إلى المحبــوبِ قـاطبـة شـئْـنَ المســيرةَ : هُـنَّ الآنَ في دَأَبِ فـالعـينُ تبصرُ طولَ الـدربِ في وَلَـهٍ وتسكبُ الـدمعَ فوق الخـدِّ كالسُحُبِ والسـمعُ ينصتُ من قبـل اللقاءِ إلى إهــزوجـةِ الصـبَّ بـالمـوّال والطَرَبِ والشـمُّ جـابَ أريجَ الــوردِ مُـبْتَهــلا عسـاهُ يحظى بعطـرِ الخلِّ عن كَثَـبِ فوق البنـانِ : بَدَت آثـارُ مُـرتجفٍ مـا أنْ تلامسَ غصنَ البانِ في أَرَبِ وفي الشـفاهِ مـذاقٌ حين ترشـفـهُ ألـذُّ مـا في ســلالِ التـين والعنَـبِ يـاصـاح : إنّي بهـذا الحال منذُ أتى ظَـرفُ الحبيبـةِ إذ يبغي الوشائجَ بيْ راحتْ حواسّي إلى المحبوبِ قاصدة وقـد رَمَـتْني كصـمِّ اللـوح للخشــبِ أظـنُّ يـاصاح في أمْــري ستعـذرني كَـوْني بُـليْتُ بهـذا العجْـزِ عن سببِ البسيط
خَفْقــةُ الـفــؤاد دقَّ قـلـبي بِمَـنــامي دَقَّــةً لـمْ يـكـنْ يــأْلَـفُـهــا قـبْـلاً فــؤادي بصـداهـا نغمــةٌ تشدو الهوى زَيَّـنَـتْ ســاعاتِ ليـلي ورُقـــادي فامتَـطَـيْـتُ الحلمَ أبغي موعداً ومعي أصـداءُ صَـحْـوي إذ تنـادي فَـحَمَـلـتُ السيفَ صـدحاً راجزاً لَجهــادي بالهوى أسمى الجهـادِ واجـبُ العشّاقِ مابين الورى أنْ يَــذودوا بـاتِّحـــادِ كـذوادي إنَّ طَـبْعي بالهوى طَبْعُ الوفا فلـذاكَ الحـبُّ يـــدري بفــؤادي أَلـفَ الـدقّـاتِ وَجْـداً منـذما خفقــاتٌ صـرْنِّ دومــاً بسُهـادي الرمــل
القـرار النــاجع خَـيَّــرتُ قلـبي أنْ يجــافيَ مَـنْ يشــا يمضي بصحبـةِ مـن تَخـيّـرَ واصطفى فــوجـدتُ في صدري قصـاصـةَ ناكثٍ فيهــا يُـخـبِّـرني التــذمّــرَ والجفـــا زَعَــمَ الضنى خلفَ الضلوعِ مُــكبَّـلاً فـلذاكَ قـد تَـرَكَ الحشاشةَ واختفى ولأنّني ابتعــتُ الوفـــاءَ سـجـيـــةً أدري مـع الإيـــامِ يُـنـصفني الـوفـــا لأرى فــؤادي نــادمــاً مُـتـوسّـلاً يـــرجـو الضــلوعَ بـدمعهِ أنْ تُـنصِفـــا قـد تـاقَ مَغنـى الـدفءِ يحلمُ هانئاً إيّــاهُ أنْ يحـيـــا وأنْ يَـتَـلــهَّــفــــا ويــرى الغــرامَ يدورُ في نبضـاتِهِ خفّــاقَ في غَنَجٍ بأضـلاعي غَـفـــا قـد قـالَ منـذ الآن لا ابغي سوى عيشي بجــوفِكَ عـائـداً مُـتَــأسِّـفـا عَظُمَـتْ نـوايـا الشكِّ في ثقتي بهِ قــالت : بمَــنْ نكثَ العهـودَ : أَ مـا كفى ؟ يـا مَـنْ ستقــرأُ قصتي : ماذا ترى ؟ أَهبُ الشِفــاءَ رجـاهُ : أمْ أَهـبُ الشَفا ؟ الكامل