قال تعالى في كتابه الحكيم: "وطلح منضود"، ويرى أكثر المفسرين أنه شجر الموز، منضود أي المتراكم بعضه فوق بعض. وجاء في كتاب "سمت النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي" للعاصمي: "...قيل إن ادم استتر بورق التين، وحواء بورق الموز. وفي كتاب الوصية استترا بورق الموز". في نزهة المجالس للصفوري: " قيل أنه من القلقاس أخذ فرعون نواة وجعلها في قلقاسه وزرعها فخرج منها الموز". وفي ترتيب المدارك للقاضي عياض: "... كان مالك يعجبه الموز ويقول: لم يمسه ذباب ولا يد أسود ولا شيء أشبه بثمر الجنة منه لا تطلبه في شتاء ولا في صيف إلا وجدته".
وجاء في تاج العروس للزبيدي: "...قال أبو حنيفة: الموزة تنبث نبات البردي، ولها ورقة طويلة عريضة تكون ثلاثة أدرع في دراعين، وترتفع قامة، ولا تزال فراخها تنبت حولها، كل واحد منها أصغر من صاحبه، فإذا أجرت قطعت الأم من أصلها، وطلع فرخها الذي كان لحق بها، فيصير أما، وتبقى البواقي فراخا، فلا تزال هكذا، ولذلك قال أشعب لابنه -فيما رواه الأصمعي- لم لا تكون مثلي؟ فقال مثلي كمثل الموزة لا تصلح حتى تموت أمها".
وصفه الفيلسوف ابن سينا في كتابه القانون بأنه مغذ ملين والإكثار منه يسبب السدد، ويزيد في الصفراء، والبلغم، ونافع لحرقة الحلق والصدر ثقيل على المعدة، يوافق الكلي ويدر البول.
وجاء في" المستطرف" للأبشهي: "دخل ابن قزعة يوما على عز الدولة وبين يديه طبق فيه موز، فتأخر عن استدعائه فقال: ما بال مولانا ليس يدعوني إلى الفوز بأكل الموز، فقال: صفه حتى أطعمك منه، فقال: ما الذي أصف من حسن لونه فيه سبائك ذهبية كأنها حشيت زبدا وعسلا أطيب الثمر كأنه مخ الشحم سهل المقشر لين المكسر عذب المطعم بين الطعوم سلس في الحلقوم، ثم مد يده وأكل".
في كتاب "أنساب الأشراف" للبلاذري أن خالد بن صفوان كان يقول: "ثلاث أضن بدرهمي فيهن: صداق النساء، وصلة الرحم، وشراء الموز". ومن الأمثال العربية: أكله أكل الموز: إذا نهكه ظلما. في كتاب "تفسير الأحلام" لابن سيرين: "...وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته. وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن".
قال فيه ابن الرومي
إنما الموز حين يمكن منه كاسمه مبدلا من الميم فاء
وكذا فقده العزيز علينا كاسمه مبدلا من الزاي تاء
فلهذا التأويل سماه موزا من أفاد المعاني أسماء
ولابن الحباس الدمياطي قصيدة رائية في الموز منها:
كأنما الموز في عراجنه وقد بدا يانعا على شجره
فروع شعر برأس غانية عقصن من بعد ضم منتشره
وفي اعتدال الخريف أحسن ما تراه في ورده وفي صدره
كأن أشجاره وقد نشرت ظلال أوراقه على ثمره
حاملة طفلها على يدها تظله بالخمار من شعره
وقول ابن شرف
يا حبذا الموز وإسعاده من قبل أن يمضغه الماضغ
لأن إلى أن لا مجس له فالفم ملان فارغ به
سيان قلنا مأكل طيب فيه وإلا مشرب سائغ
وقول اخر
ما اسم لشيء حسن شكله تلقاه عند الناس موزونا
تراه معدودا فإن زدته واوا ونونا صار موزونا
وكان أحدهم يحب الموز حبا جما، فأكل منه ذات مرة الكثير، وأصيب بالتخمة، ولم يعد يقوى على التنفس، فنصحه رفيقه بإدخال أصبعه في فمه للتقيؤ، فرد عليه أنه لو كان في حلقه متسع لأصبعه لأضاف موزة أخرى.
وسئل أحد أهالي أدغال إفريقيا السوداء، عندما شاهد لأول مرة في حياته رجلا أبيضا، عما أوحته له رؤية هذا المخلوق المختلف، فقال: موزة بدون قشر