من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تكتبوا عنى غير القرآن" . ومن أقواله أيضا "من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" . هذا الحديثان يدلان على خطورة الأحاديث المدسوسة والموضوعة والضعيفة . أنا شخصيا بعمل ألف حساب من الأحاديث . فهى أكبر ثغرة يتسلل منها أعداء الإسلام ليقوموا بتشكيك الناس من الداخل فى هذا الدين . ولقد وجد المحققون فى علم الحديث أن آلاف الأحاديث قد دُست ولم يسلم حتى (صحيح البخارى) من هذه الأحاديث الموضوعة !
وبالرغم من ذلك فهنالك أحاديث يمكن للمرء أن يستشعر صحتها بالقريحة وبصفاء النية
هذا حديث صحيح عن النبي ﷺ: قال الله : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .
ياخوانّا هنالك منطقة حرة فى عقلك تركها لك الله خالصةً لك فقط لا يشاركك فيها إنسٌ ولا جن . فى هذه المنطقة التى هى "نفسك" وأنت حرٌ طليقٌ فيها ولا يتدخل فيها الله ولا يترك أحدا يتدخل فيها - هذه المنطقة هى منطقة الاختبار . يعنى ايه؟ يعنى فى هذه المنطقة تُترك أنت لتقيّم الدنيا : هل هذه الدنيا قائمة من تلقاء نفسها؟ هل وُجدت هكذا من دون صانع؟ مصادفةً أو أزليةً أو طبيعةً أو [سمّها ما شئت من أسماء]؟ هل هذا الكون الكبير وما فيه من كواكب وشموس وأقمار ومجرات مرئية وغير مرئية أزلىّ وسيظل سرمديا هكذا بلا نهاية؟ وهل الناس يولدون ويموتون وستظل الحال هكذا إلى ما لانهاية؟ أم أن هنالك قوة حكيمة قادرة هى من تدير هذا الكون الفسيح وأن هنالك نهايةً له ودار آخرة وبعث للموتى وحساب وجنة ونار؟
يُترك المرء حرا فى هذه المنطقة من عقله ليقرر بينه وبين نفسه الإجابة على السؤال السابق .
موضوع الحديث القدسى أعلاه هو أن الله فى انتظار إجابتك . ولا يتدخل حتى يبدر منك تحرك . فإذا قررت أنه لا يستقيم عقلا أن يكون هذا الوجود الكبير بدون موجد ، ثم تحركت نحوه - أى نحو الموجد - شبرا واحدا تحرك هو نحوك ذراعا . المغزى من هذا الكلام أنك مُقيَّم على أساس ما يدور فى هذه المنطقة الحرة من حوارٍ بينك وبين نفسك . (وللحديث بقية)
لا يوجد كتاب -ما خلا القرآن الكريم- يعتبر صحيحا مطلقا أيها النبيل
وإن اصطلح على تسميته بهذا الاسم في عصور ماضية لأسباب لاتخلو من سياسة ما.
وفي هذا كل اللإيجابية الفكرية، ذاك لنعمل العقل ونميز بين الغث والسمين،
والمعقول والمقبول، والمهرطق والمكذوب...
شكرا لكم جمال الموضوع
محبتي
لا يوجد كتاب -ما خلا القرآن الكريم- يعتبر صحيحا مطلقا أيها النبيل
وإن اصطلح على تسميته بهذا الاسم في عصور ماضية لأسباب لاتخلو من سياسة ما.
وفي هذا كل اللإيجابية الفكرية، ذاك لنعمل العقل ونميز بين الغث والسمين،
والمعقول والمقبول، والمهرطق والمكذوب...
شكرا لكم جمال الموضوع
محبتي
طبعا ، شاعرنا ألبير . "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" . وهذا الحديث القدسى واضحٌ وجلى فى حرية الإنسان فى قراره . شكرا لقلمك السخى فى الإدلاء بدلوك ، لا عدمناك .
************************************************** ******************************
عندما يمر عمدتنا على أى مقال من مقالاتى أطمئن . فهو إما يثنى أو ينقد نقدا بناءا . تحية كبيرة لقلمه الحانى ولا عدمناه .