ليلى الأخيلية كانت شاعرة مثل الخنساء، وقد هام بها توبة بن الحمير، وفي هذه القصة بخلاف قصص الحب الأخرى فإن البطولة للمرأة، فهي التي ذاع صيت شعرها أكثر، في حين كان الرجل هو الحبيب الذي يتغزل فيه حتى لو أنه كان شاعراً مثلها. وقد عاشا في صدر الإسلام والعصر الأموي، وعرفا بعشق متبادل لا شك فيه.
وقيل إن ليلى كانت باهرة الجمال وقوية الشخصية وفصيحة، فيما كان توبة شجاعاً وفصيحاً هو الآخر، وقد افتتن بها عندما رآها في إحدى الغزوات.
ورغم حبهما إلا أن والد ليلى حال دون زواجهما، حتى إنه اشتكى إلى الخليفة من توبة. فعاشا حباً عذرياً إلى أن قُتِل توبة وقيل إنه قتل في إحدى المعارك، كما قيل إنه كان يمارس النهب على القوافل وهذا سبب قتله، فرثته ليلى تقول:
لعَمرك ما بالموت عارٌ على الفتى
إذا لم تصبه في الحياة المعابرُ
وما أحدٌ حيا وإن كان سالما
بأخلد ممن غيّبته المقابرُ
ومن كان مِما يُحدثُ الدهر جازعا
فلابد يوما أن يُرى وهو صابر
وليس لذي عيش من الموت مذهبٌ
وليس على الأيام والدهر غابِرُ
ولا الحيُ مما يُحدث الدهر معتبٌ
ولا الميت إن لم يصبر الحيُ ناشرُ
وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى
وكل امرئ يوما إلى الله صائرُ
فأقسمتُ لا أنفكُ أبكيك ما دعت
على فننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ
ويروى أنها ماتت بجوار قبره عندما كانت تزوره بشكل متكرر، وذات مرة سقطت من على الهودج بجوار القبر فأخذتها المنية.
ومن أشعار توبة في ليلى قوله:
لكل لقاء نلتقيه بشاشة
وإن كان حولا كل يوم أزورها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت
فقد رابني منها الغداة سفورها
وقد رابني منها صدود رأيته
وإعراضها عن حاجتي وبسورها
ألا إن ليلى قد أجد بكورها
وزمت غداة السبت للبين عيرها
فما أم سوداء المحاجر مطفل
بأحسن منها مقلتين تديرها
ويشار إلى أن البعض يخلط بين أشعار توبة بن الحمير مجنون ليلى الأخيلية وأشعار قيس بن الملوح مجنون ليلى العامرية.
قصص خالدة في الحبّ العذري الصّادق ترجمته الأشعار والقصائد
شكرا لإعادتها لذاكرتنا فهي أجمل ما يمكن أن يطبع الحب بالنقاء والصفاء والوفاء
سلمت ذائقتك سيدتي الراقية الوفية ..