عندما ودّعتني مصر
....
على وقع الفراق
خطو في السديم ..خطو في السراب
هكذا يسحق الظل ظله
يشرب قهوته على عجل ..على مهل
يرمي سيد الأشياء في أتون قافلة لا ترتحل
وأيضا لا تجيء
والجب ذات الجب
دلو ضرير ..
حبل قصير
ضياع في غيابة الصمت
وفي حشرجة شارع البحر
الذي لا ينتهي..ولا يبتدي
....
للأمواج متّسع يذيب الرمل والذكرى ..
والصحراء تمدّ أذرعها إليك
تتخطّف الظل
لتخطف وجهي المحروق من شمس مكابدة ..
تترجمني الريح أهواءً فأنتثر
على بقعة الضوء المباحة والمستباحة
لي وردة نبتت على مفاصل صخر ..
وأنت نبتّ على برد الرخام
لي قلب تكسّر ظله
تعمّد جسره بماء روح ..
....
تعوِل الريح على قارعة السهاد ...
أنت لا وقت لديك لتقيم العزاء لي
على أصداف خيمتك ..
نحن شريكان في صحراء العمر ..
نما الصبّار على أرواحنا
توزّعنا الريح كما اشتهت ..
نلملم آهاتنا ..كذرو الغبار
أصداءنا التي تبعثرها لقصد أو بدون ..
أشتهي رحلتك في عبير القمح ..
كي أرى صوت البخار المنبعث من ضوء القمر
....
كيف أراك
فراشات ليل تمشّط شعر المطر
غابات لوز في المساء الأخير
تحضر قهوتها على شرفة القلب
كيف أراك نهرا يمر الهوينى
بين غابات نخل
إذا ما اشرأب عنق للقمر
كيف ودعتني في عتمة الليل مصر
شاطئها ..نيلها المبتل بعطر قافيتي
والوجع الممتد فيها
من عهد يوسف أو قبله
إلى ما بعد حكايات الألم
يممت شطرك عاشقا متبتّلا
ومن عادة المشتاق أن يعذرا
....
بكى دمعي
واحتملت على شرياني
صورالاسكندرية ..
وكيف يخرج النيل
دامعا من القاهرة
لقاء البحر والنهر
كالكرنفال
فكيف يواري دمعه المشتاق
وكيف بمن يا مصر
تمزقه لواعج الفراق
....
هل في عينيك ما زالت ترتسم جلق
واحات ياسمين
أم الدم المراق على شفتيها
أذهل اليوم بردى و قاسيون
فاهدأ أنت يا قلب ذات وجيعة
انها حمص
"عد بي إلى حمص ولو حشو الكفن
واهتف أتيت بعاثر مردود
واجعل ضريحي من حجار سود"
...
تثمل المدينة الثكلى
جنود الهذيان تنسحب ..
تنكسر ..تتلاشى
مثل وقت زنيم
تعضه الشمس تهصره
فتفقد ظلها الأشياء
وتفقد طهرها كل المد ن
لا تمت مستسلما لكل ما فيك
فكل السرو يشتاق ظلك
وكل عناقيد العنب
قهوتك ما زالت تفوح في الغوطة الشقراء
على ضفة العاصي
تذرفها النواعير اشتياقا
مثل ظلي المدفون فيّ
يهدهدني الدراق والليمون
وأمواج من البحر الحزين
الرمل والغيم ..والصحراء
التي ترسم خارطة للعشق
نهر يمرّ من شريان القلب
عبر صحراء اشتياق
........
حريٌّ بأوطاننا المنكوبة أن تبكي بدمع الثكالى على أولادها كما يبكونها بحرقة ولوعة...
لو كان للأرض لسان ناطق نفهمه لألفت دواوين حزن وشجن لا ينتهي
سلمت أناملكم وسر الله قلبكم
أوطاننا المهدورة المغلوبة المخذولة تجري على ألسنتنا محبّتها فيارب احفظها وثبتنا في رمحبتها بعد محبة الله ورسوله
شكرا لهذا النّص الجميل النّازف بما أوجع ...لوطنك كلّ الأمان أخي أحمد العربي
ينهش الوجع مدننا مدينة بعد أخرى ،
ويسيطر الألم على قلوب أبنائها ، يسانده
التقتيل والتركيع يوماً بعد يوم .
الأخ الكريم أحمد نشاركك الوجع والشجن
حمى الله بلادكم وكل أوطاننا من المحن والظلم
بوركت وتحياتي