يا من بكتك الفلوجة يوم ودَّعتَها إلى حيث أخذتك دروب الغربة
و تبكيك اليوم إذ تعود إليها من غربتك فيستقبلك حضنها لتنام تحت ثراها
ظننت أن سيحضر يوما الراحل الدكتور علاء المعاضيدي بيننا
ما ظننت أني سآتي بقصائده بعد رحيله
بكيتك و سأبكيك و يبكيك الشعر
إلى جنات الخلد أستاذي
و إنا لله و إنّا إليه راجعون
قبــــــلَ أن يولـــــد السَّنـــــــــا و السَّنـــــــاءُ
و البهـــــــــــــاءُ النــــقيُّ , و الأضــــــــواءُ
كُنْتَ وعــــداً ، و كانــــــت الأرضُ جُرحـــــــاً
جــــاهدتْ فـــــــي شفائــــــــه الأنبيـــــــــاءُ
كانت الأرضُ بَيْـــــــدراً من رمـــــــــــــــــــادٍ
خلّـــــــــــَفــــتهُ الأحقــــــــــادُ و البـــــغضاءُ
تعبــــــــثُ الرّيــــــحُ و المظالـــــــمُ فيــــــــها
و الخطــــــــــايا ، و تُستبــــــــــــــاحُ الدماءُ
كلّمــــــا أطـــــــلع الزَّمــــــــــانُ شهابــــــــــاً
أطفــــــأتْ نور عينــــــــه الظلــــــــــــــــماء
قبــــل أن يولــــــــد السَّنا كُنْــــتَ حــــــــــلماً
ترقــــب الأرض يومَـــــــــه , و السَّمـــــــاءُ
ثـــــــــــمَّ أشرقتَ كوكبــــــــاً من بهــــــــــاءٍ
فاستنـــــــــارتْ بنـــــــورك الأرجـــــــــــــاءُ
رحمـــــــــةً للعبـــــــاد ، عـــــــدلاً ، نبـــــــيّاً
طبعُــــهُ الحـــــــقُّ و النَّــــــدى و الوفــــــــاءُ
قبـــــــــل أن يولــد السَّنــــــــــا كنتَ غيثـــــاً
تشتهيـــــــه الرِّمــــــــــــــالُ و الصَّحــــــراءُ
يا عظيــــــــــمَ الخصالِ خُلْقـــــاً و خَلقـــــــــــاً
يا حَيِّيــــــــاً ، وَقْــــفٌ عليـــــــه الحيـــــــــاءُ
يا نبـــــــيَّ الهدى ، و يا خيـــــــــرَ نبـــــــــعٍ
ترتــــــــوي من معيــــــــنه الأتقـــــــــــــياءُ
كيــــف أُثنـــــي عليـــــــك ؟ أيــــنَ ثنائــــــي
من ثنـــــــاء الــــــذي له الأسمـــــــــــــاءُ ؟!
يا بليــــــــغاً مُبَلِّـــــــــغاً ، ما تَسامَـــــــــــــتْ
قَصَّرتْ فــــــــي مديــــــــحه البُلغـــــــــــــاءُ
أيُّـــــــــها الرحمـــــــــةُ التي حيــــــــــثُ حَلَّتْ
يثمـــــر الخيـــــــــر حولها و النَّـــــــــــــماءُ
لا عَــــــدِمناكَ هــــــــادياً و بشيــــــــــــــــراً
حيـــــن تصدا قلــــــــــــوبُنا العـــمـــــــــــــياءُ
لا عَدِمــــــناكَ شاهـــــــــــــداً و شفيــــــــــعاً
إذ تُوَفَّــــــــى أجـــــــــــورَها الأحـــــــــــــياءُ
يـــــــوم لا ينفع البنــــــــون , و ترجـــــــــو
لـــــو تُفَــــــــدَّى بمالِـــــــــــها الأغــــــــنياءُ
يوم يجـــــري القضـــــــاءُ في النـــــاس عدلاً
لا عَدِمنـــــــاكَ يوم يجـــــــري القـــــــــضاءُ
يا شفيـــــــــــــعَ الأنـــــــام أنتَ المـــــــُرجّى
يوم ترجو الشَّفـــــــــاعةَ الشُّفعــــــــــــــــاءُ
لا تخيِّبْ رجـــــــــــاءَنا , رغـــــــــــــــــم انّا
منذُ ألـــــــفٍ قد خــــــــــابَ فينا الرجـــــــاءُ
و استمــــــالتْ قلـــــــوبَنا تُرَّهــــــــــــــــــاتٌ
فرَّقتــــــــنا الميـــــــــــولُ و الأهــــــــــــواءُ
فرَّقـــــــتنا الميـــــــولُ سبعيـــــــنَ حـــــــزباً
كلُّ حـــــــزبٍ بما لَهــــــــــــُمْ سُعـــــــــــداءُ !
يا نبـــــــــيَّ الهدى , غَدونـــــــــا غُثــــــــاءً
ما الــــــــذي ينفعُ الحيــــــــاةَ الغُثـــــــــاءُ ؟!
منذُ ألــــف و هــــــــــذه الصحـــــــــــــــراءُ
يسكنُ الخـــــــــوفُ عينـــــــها و البُــــــــكاءُ
منــــــذ ألفٍ و رملُــــــــــــــــــها محضُ كفٍّ
مُستغيثٍ يسيــــــــــلُ منــــــه الدُّعــــــــــــاءُ
كلّــــــــما أومَضَ السَّحـــــــــابُ انطفـــــــــاءً
سالَ جـــــــرحٌ , و أينــــــعت كــــــــــربلاءُ
كثُر المدّعــــــون فينــــــا , و صـــــــــــرنا
نقتفــــــي ما يقــــــــــوله الأدعيـــــــــــــــاءُ
منـــــذُ ألفٍ و نحــــــــن نبكــــــي و تـــــرثي
( آل عمــــــــران ) حالنــــــــا و ( النـــساءُ )
كلَّ يومٍ لنــــــــــا عـــــــزاءٌ جديــــــــــــــــــدٌ
و الدّمـــــــــــوعُ القصائـــــــــدُ العصمـــــــاءُ
لا نــــــــرى في الحيــــــــــــاةِ إلا رثــــــــــاءً
مــــَلَّ منّا بكـــــــــاؤنا و الرِّثــــــــــــــــــــــاءُ
كلّمــــــــــا رفَّ خــــــــــافقٌ و ابتــــــــــــسمنا
( آذنتنـــــــــا ببَيْنهــــــــــا أســــــــــــمـــاءُ )
منذ ألفٍ يسومُــــــنا الظلـــــــــم خَسْفــــــــــــاً
و الطريــــــــــقُ المصالـــــــــحُ العميـــــــــاءُ
لا الصِّــــــراطُُ الذي أقــــــــــامَتْهُ نـــــــــــوراً
للأنــــــام الشريعــــــــــــــــــةُ السمحـــــــاءُ
( كــــــم سألنــــــــــا و نحنُ أدرى بنــــــجدٍ )
كيفَ تُطوى الشِّعـــــــــابُ و البيـــــــــــداءُ ؟!
يسألُ البعضُ : مـــــا لنا قــــد هُــــــــــــزمنا
و البــــــــراءاتُ عندنــــــا و الـــــــــدَّواءُ ؟!
ما لنــــــــا كلَّما دَعَــــــــــوْنا خُذِلْنــــــــــــــــا
و لمــــاذا لا يُستجــــــــــابُ الدّعـــــــــــاءُ ؟!
لو عـــــرفنا حــــــــــــقَّ السماءِ عليـــــــــــنا
لاستجــــابَتْ لــــــما نُريـــــــــدُ السمـــــــــاءُ
لو وَقَفْنـــــــــــا ـ ولو قليــــــــــــــــلاً ـ عليها
لَشَفَتْنا ( الأنفـــــــالُ ) و ( الإســــــــــــراءُ )
لم نَعُــــــدْ ـ سيّـــــدي ـ كما كنـــــتَ فينــــــــا
بيْــــــــتَ عــــزّ عمـــــــــادُه الأصفيـــــــاءُ
بيــــــــتُنا الآن خيــــــــمةٌ من عويــــــــــــلٍ
مــــــزَّقتها العـــــــــــواصفُ الهـــــوجــــــــاءُ
منذ صارت خيولُنا محضَ دمع
و استبـــــــــــــاحَتْ أقداسنـــــا الغُربـــــــــاءُ
مـــــــــُذ نسيــــــــنا بأنَّ للهِ جنـــــــــــــــــداً
تصرع الشرَّ كلّــــــــَهُ لو يشــــــــــــــــــــــاءُ
مُذْ غفـــــــــونا علـــــــــى تُراثٍ عظيــــــــــمٍ
شيَّدتْـــــــهُ الأجـــــــدادُ و الآبـــــــــــــــــــاءُ
مُذْ تركنـــــــــــــا منـــــــابعَ الحلمِ فيـــــــــــنا
فاستـــخفَّتْ بحـــــــلمـــــــنا السُّفهـــــــــــــاءُ
سيِّـــــــــــدَ الخلقِ ، قٌلْ بنـــــــا مــــــــا تشاءُ
سيّـــــِدَ الخلــــقِ قل بنا مــــــا تشــــــــــــــاءُ
نسألُ اللهَ أن يتـــــــــــــــــوبَ عليـــــــــــــــنا
قبلَ أنْ تُسْرَقَ ( الصَّفا ) أو ( حِراءُ )
****
يا ليلَ بيجان ، مُذْ أهديتَ لي قمرا
ومُذْ زرعتَ الأماني في دمي صورا
ومذ مشينا معاً والحبُّ ثالثنا
نغازلُ الأخضرين الماءَ والشجرا
مُذْ علَّمتني الصحارى كيف أقرأها
وكيف أَنبُتُ في جمر الغَضا مطرا
لم أتَّخذْ غيرَ خيطِ الرَّمل من وترٍ
ولم أقفْ خارجَ الموّال مُنتظرا
ولم أبعْ إرثَ أجدادي ، ولا أثراً
أغفى الزمانُ على أطلاله وجرى
ما زالَ ذاك الفتى المصنوع من ورقٍ
ومن زجاجٍ ، يُخيفُ النار والحجرا
وكلّما أحرقوه أبصروا فَرَحاً
ينمو على الجمر عُشباً أخضراً نَضِرا
ما زالَ رغم احتراق الورد في يده
يندى بخوراً على عشّاقه عَطِرا
ما زالَ دَمعةَ شَهْدٍ كلّما انسكبت
تلقَّفَتْها أكفُّ الجوعِ والفُقَرا
ما زالَ صحوُ القوافي في أنامله
يُثير حلمَ الصبايا كلّما سَكِرا
ما زالَ يُلقي على أكتافه وطناً
يهتزُّ عرشُ الليالي كلما عثرا
يا ليل بيجان ، لا توقظْ عرائسنا
دعهنَّ ، حتّى نواري شيبنا سَحَرا
حتى يعودَ صبانا من ملاعبه
حتّى نحسَّ بأنّا لم نزلْ بشرا
وأنَّ ما تدّعيه الريح محض سُدىً
وأنَّ ماءَ النوايا لم يَعُدْ كَدَرا
وأنَّ رملَ الصحارى رَحْمُ مؤمنةٍ
إنْ حاصرتْها الدنايا أَنجبتْ عُمَرا
وأنَّ غيمَ الذين استضعفوا لججٌ
تكفي لتجتثَّ رومَ الأرض والتترا
وأنَّ سهمَ كُليبٍ لم يعد سبباً
يكفي ليقتلَ سهمُ الثأر مَنْ ثأرا
يا ليلَ بيجان قد سالتْ أصابعنا
فرطَ الدعاء ، وما من ناصرٍ نَصَرا
وكلّما ضيَّعتْ شبراً خرائطنا
قلنا قضاءً مضى هذا ، وذا قَدَرا
يا ويلنا كم كفرنا نعمةً ويداً
وكم لثمنا غباءً كفَّ مَنْ كفَرا
وكم زهونا بمن لو أدركوا دَمنا
لصيَّرونا لمن لم يولدوا عِبَرا
يا ليلَ بيجان ، مَنْ نرثي ؟! مصارعُنا
شتّى ، وما يعترينا يفلقُ الحجرا
لم يبقَ في الأرض من قبرٍ نلوذ به
حتى حفرنا على أكتافنا حُفَرا
غداً سنحملُ موتانا ويحملنا الـ
موتى ، فمن سوف يرثي الشعر والشُّعرا
حتَّامَ نزرعُ في أحداقِ أُمَّتنا
شوكاً ونزرعُ في أحشائها غَجَرا
وتُستباحُ العذارى تحت أعيننا
فلا نرى غير أيّوب الذي صَبَرا
يـــا صـــبرَ أيـّـوب , كـم مـن دمعـــةٍ ســـقطتْ
ونحــــنُ أجبــــنُ مـــن أَنْ نلعـــقَ الصَّبُــرا
يا صبرَ أيّوب كم من دمعةٍ سقطتْ
وكم سقطنا ، وليلُ الخوف ما عَبَرا
نخافُ من ظلّنا ، من قَيد وحشتنا
من كلِّ وَهْمٍ على أعصابنا كبرا
يا ليل بيجان لا توقظ عرائسنا
حتى نصير رجالاً نملأُ البَصَرا
حتى نداوي جروحاً بعثرتْ دمنا
وأورثتنا نزيفاً يبعثُ الضجرا
حتى يرى الغرقَدُ المزروعُ في دمنا
أنّا نخبّئُ في أحشائنا حجرا
وأنَّ سيفاً يراهُ اليوم منكسراً
غداً سيجتثُّ مَنْ شاؤوه منكسرا
يا ليل بيجان ما زالَ الفتى فَرَحاً
ينمو على الجمر ، عشباً يشبه الشجرا
عشباً تذوبُ الأغاني في نضارته
حُبّاً ، وتصحو على أحلامه قمرا
وكلّمـــا هاجمتــه الريح شدّ على
جذر الهوى فيه , لا أقوى ولا انكـــــــــــسرا
ما زال يحلم والصحراء في دمه
بالغيم , يجري علـــــــى رمل الظمــــــــا نهرا
سئمنا ، و لم يسأم الحنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظلُ
إلى أيـــــــــــــــــــــــــــن هذا المدى يرحــــــــــــــــلُ ؟!
تركنا ينابيـــــــــــــــــــــــعنا خَلفنـــــــــــــــــــــــــــــــا
فتهنــــــــــــــــا وضـــــــــــاقت بنا الأرجـــــــــــــــــل
ولم نصح الاّ عـــــــــــــلى جمـــــــــــــــــــــــــــــــرة
من البرد شبّاكـــــــــــــــــــــــــــها يسعــــــــــــــــــــل
صباح الندى يا ابنـــــــــة البرتقــــــــــــــــــــــــــــــال
لماذا العصافيـــــــــــــــــــــــــــر لا تأكـــــــــــــــــــل؟
ظمئنا .. و لا غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيمَ إلا الأسى
على رملِ صحرائنـــــــــــــــــــــــــا يهــــــــــــــــــطلُ
سألنا ، و لا ( نجد ) تصغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي لنا
و لا صوتَ عن ( نجدنـــــــــــــــــــا ) يســـــــــــــــألُ
لمــــــــــــــاذا النهـــــــــــــــــــــــــــــــــــاراتُ مسدودةٌ
و بوّابـــــــــــــــــــةُ الليـــــــــــــــــــــــــــل لا تُقْفَلُ ؟!
متى توقظ الشمسُ أضواءهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
ليصحو علــــــــــــــــى دفئـــــــــــــــــــــــــها البلبلُ ؟
غَدا حقـــــــــــــــــــــــــــلُنا محضَ دوَّامــــــــــــــــــةٍ
فراشاتُها الرِّيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح ُ و المنجلُ
تهاوى عناقيــــــــــــــــــــــــــــدُها وَحشـــــــــــــــــــــةً
و يجثـــــــــــــــــــو على جمـــــــــــــــــــــرها السُّنبُلُ
كأنّي بهــــــــــــــــا خلفَ أغلالـــــــــــــــــــــــــــــــــها
تُنـــــــــــــــــــادي ، و لا أُذنَ تستقبــــــــــــــــــــــــلُ
أقيموا على عُشبـــــــــــــــــــــــةٍ في الحشــــــــــــــــــا
أقيمــــــــــــــــــــــــــوا هنا أيُّهـــــــــــا الرحَّـــــــــــــلُ
فما زال فـــــــــــــي القلب ما يُشتــــــــــــــــــــــــــــهى
و مـــــــــــــــــــــــــا زال فـــي الرّوح ما يُؤكَـــــــــلُ
كأنّــــــــــــــي بهـــــــــــــــــــا كلّمـــــــــــــــــــــا شيَّعتْ
صباحـــــــــــــــــــــاتُها زهــــــــــــــــرةً تَذبــــــــــلُ
مناديــــــــــــــــــــلُها دمعُها ، والصَّـــــــــــــــــــــــدى
مواويـــــــــــــــــــــلُها ، و الشَّجــا المـهمَـــــــــــــــلُ
كأنّـــــــــــــــــــــــــي بها تقتفي ليــــــــــــــــــــــــــــلَنا
بقنديلـــــــــــــــــها حيثمــــــــــــــــــا نـــــــــــــــرحلُ
لهـــــــــــا وحدها عمــــــــــــــــــــــــــــــــــرُها الأجملُ
لهــــــــا وحـــــــــدها حُبُّنـــــــــــــــــــــــــــــا الأوَّلُ
لها وحدها أنْ تُغنّــــــــــــــــــــــــــي لــــــــــــــــــــــــنا
لنا وحـــــــــــــــــــــدنا صوتُها المـــــــــــــــــــــُذْهِــلُ
لها وحدها حين يظما الثرى
ينابيـــــــــــــــــــــــــعُ أنهارنا ترحــــــــــــــــــــــــــــلُ
أقيموا على ثغرها بسمةً
فقد يفعل الحبُّ ما يفعلُ !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
اليمن 2003م
من خبّأ النهرين ؟؟؟ , يا عصفور
شرب الظما دمـَنا , ونحن ندور
*
لم يبق من فرسي سوى أرسانها
فمتى يملّ جناحك المكـــــــــسور؟
*
يا (كهرمانة) لم يعد في جرّتــــي
زيت , وسرّاق الجرار كثيــــــــــر
*
من خبّأ الناعور ؟ من سرق الصبا
أين الصبا المسروق والناعور ؟؟؟
*
الله , كم كنّا .. وكان يثيرنـــــــــــي
فرحاً وحزناً ماؤه المنثـــــــــــــور
*
كم قطرة قدّت قميص ربابتـــــــــــي
فتكشّف المخبوء والمستــــــــــــور
*
كم آآآه .. يا هذا الخريف الى متى ؟
تهمي على شجري أسىً وتجـــور
*
كم ( كربلاءات) على أحلامنـــــــا
ثارت , وأخرى غيرها ستــثـــور؟
*
أوما سئمت القتل في وضح الضحى؟
يكفي.. لقد سئم الضحى , (مسرور)
*
هذي الشوارع لم تعد مأنــــــوسة
كل الوجوه غريــــــــــبة , والدور
*
دع باب ثقب الباب , يدخل مــــــــرّة
خيطاً , فقد يهديك ذاك النـــــــــــور
*
يا حلمي المسروق , نصف (مخـــدّة)
يكفي , ونصف (صريفة) و( حصير)
*
وظلال ( نخل سماوة ) , وربابــــــة
أوتارها : ( الزابان ) و ( الخـــابور )
*
ما دار في خلدي ثــــراء بــــــــــاذخ
وطني هــواك (خورنق) و(سديــــر)
*
لملم بنيك , وعد إليك , فربّمـــــــــــا
يمحو جراحـك ذنبك المغفــــــــــــور
أينَ أَلقاكَ حبيبي...
أين أَلقاك فَتَحنو...
انَ أَشواقي تأِنُ...
وصدى روحي يَرِنُ...
وفؤادي...
ليسَ غيرُ الهم يطويه حبيبي...
أنا ما بين عذابي ونحيبي..
لم أزل أبحثُ عن وجهِ حبيبي...
أنت روحي..
أنت عمري..أنت كُلي...
أنت أبيات قصيدي..
وبقائي ووجودي...
أنت من حطمَ وهمي وقيودي...
أنت من علمني لحنَ نشيدي..
فاحتضِني...
وابعث القبلةَ نحوي من بعيدِ...
واعتصرني بأكُفٍ من حديدِ...
يا حبيبي..
يا بهاء العمر يا لون ورودي..
يا مدار الحب يا طيف شرودي..
يا حروف الحب تسري في وريدي..
أنت حبي وحبيبي.....
لعينيكِ أحلامُ نفسي فدا = وروحي وما ضمَ قلبي هُدى
وصوتُ المزاميرِ عند المساء = وضوءُ الصباح اذا عربدا
ونوح الحماماتِ فوق الغصون= وما أبدع الطيرُ إذ أَنشَدا
وعزفُ النواعير والدندنات = ولونُ المروجِ وقطر الندى
غدا يا صفاء الفرات الجميل = وصوت الهزار وقد غردا
غدا سوف أعطيك ما تشتهين = من الشعِريا حُسنَ روحي غدا
غدا حين تنزعُ عنك السنين = رداءَ مواويلها الأسودا
قرأتُ على بابِ أقدارنا = قرأت لقد آن أَن نخلدا
وقد آن للحزنِ أن ينجلي = وقَد فرقَ الحبُ شمل الردى
قرأتُ وما هزني ما قرأت = ولكن ضيا خافق قد بدا
أحبك يا زهرة الياسمين = ويا بحر أحلامي الأوحدا
وشوقي إليك كشوق العبيد = لأن يصفعوا القيدَ والسيدا
حنانيك أصبحت مثل الغريق = أنادي فمُدِّي إليَّ اليدا
وعمري ومذ لوَّحتْ بالوداع= أَكُفي تبخَّرَ منِّي سُدى
سلامٌ على آخر الأغنياتْ
سلامٌ على آخر العشبِ ، والقصب البابليَ العتيقْ...
على نخلةٍ في الجنوبْ
على كرزةٍ في الشمالْ
على لهفةٍ في الوسطْ
على آخر المستجيرينَ بالحب ،...
والأدمع المالحة...
يقول المغني :
تذكَّرْ
ومفترضاً أنني قد نسيتْ
تذكرتك البارحهْ
لم يزل شعركِ النهرُ
منشغلاً بالعصافيرْ...
والعيون الزرازيرُ
بالبحث عن حبةٍ للشتاء الذي سوف يأتي
يقول المغني :
سيأتي...
ومن قال :
إن الشتاء الذي سوف يأتي ...سيأتي
وما زالتِ الارضُ ،
موبوءةً بالجحيم...
ولا ريحَ تحنو على الياسمين
ولا وقتَ للحزنِ ،،
في جدولِ المترفين ؟
يقول المغني :
سيأتي..
وفي كفه غيمة من رمادْ
ستأتي...على كل ما في رؤوس العبادْ
من الذكرياتْ ..
سلامٌ على الذكرياتْ
وسبعون غدارةً للحصادْ
وسيل من الدمع
يرثي به شهرزادْ...
سلامٌ على آخر الأمنياتْ
على أول الحب ، والصحبةِ الرائعين
سلام ...على المؤمنينْ
بأن الربيع الذي سوف يأتي ،...
سيأتي
ولو
بعد حينْ