طاووس في أوطاس / رسالة إلى أخي
لا عالم نفس بوسعه أن يتكهن سجايا الرجل المستقبلية عبر قراءات سجايا الطفل رغم أن ثم من ينحو مثل هذا النحو ويغزل من هذا العهن
ولو تأملت يا أخي أرياش يومك والأصباغ التي تصطبغ بها في يومك هذا لوجدتك تكذب بسجاياك كل نبوءة علماء النفس وكل تكهن الكهان
إذ قد أكون أنا واحدا من هؤلاء عالما أو كاهنا. أغزل من عهن هذا أو ذاك . فلا تظن بأنني ألقمك بحجر من كوكب مهجور أو من السماء
إذا قلت لك أنك يا أخي مكذب نبؤتي وكهانتي . إذ يتعذر علي أن أربط صورة يومك هذا أو مظهرك الجانبي مع صورة طفولتك وما كنت عليه من محراب من فسيفساء و كعبة في كساء
لقد عهدتك في يفاعتك غلاما أشبه ما يكون برجل محب الخير ,رجل يزمع على تعمير زحل وزهرة ,رجل يطمس نفسه من أجل إسعاد الآخر مطيعا طيعا ,هينا لينا كشعرة الجنة في صدر نبي , لا يمتزج بنفسه دواعي الغرور
ولا زخرف الذات. لقد عهدتك في يفاعتك غلاما علاما لا يتوخى ما يخلب الأعين من جمال زائف زائل مبني على جرف هذا البراق من السطوح و أنهار من الزور
ودارت بك دورة الأيام ودولابها فإذا أنت برجل غير رجل لابس الصوف ولا بالرجل الذي يقبل بالقليل القليل , والنزر اليسير من جمال الدنيا وزخرفها
كيف إنقلبت بك الحظوظ وكيف انقلبت سجايا طفولتك إلى سجايا ملك أعجمي لا يرتدي إلا حلة هذا الملك ولاسيما الخز منها .