أنشودتي الأخيرة إليك :
صحيح أنك غبت ...
لكنك في قلبي ما زلت .... أنشودة الأحلام
يا مركبي التائه بلا شراع ، تغربين في بحر العواصف
و لا ينتشلك البحّار
لأنك تبقين هناك ، في جزيرة الصمت و الأحزان
بين الدروج الخاويات
و آهات الغياب
قد كنتِ لدي أثيرة قدر الحياة
و ما زلت .... وتبقين
يا ريحانة الكون
ها هنا .... في شغاف الروح
و عند الشروق تسكنين ..... مدن الخيال
يا أيتها المبدعة في الإيلام ....
و تحطيم القلوب كآنية الفخار
يا أيتها المنتصرة في الهزائم .... و الإجحاف
و الغالبة على أقحوان البراءة ..... و تشخيص الجمال
كوني هناك ، و حوّمي
فالعمر إن ضاع ....
لا يضيع بين ذراعيك
و تجليات طيفك
أنشدي أغنية العشق المتيم
التي طالما سمعتها منك لغيري
و طالما قرأتها في عينيك له
لكنني .... صمتُّ على ألم
و أنا موقن أنك لست منه
ثم جريتِ ، و مالت سفن الأقدار بنا و بك
و حلقتِ من جديد فراشة نحو الهباء
لا تدرين أين التوجه ، أو أين المصير ؟؟
لكن تدركين .... أن قلبي الذي ما زلت أمسكه
لم يعرف شيئاً قدر عطرك ، و لم يهوَ ، و لم يتنسم
و على ذلك لم يكن يوماً عن باب ملائكيتك
إلا مطروداً
لا ....
لا تكوني رحلتي الأخيرة ، أو الأولى ، أو الوسطى
كوني فقط هنا ...
في ذلك المكان ، بين شتلات روحي
بين حرائق الأقدار في وجناتي
كنت أحبك ، و لا أعلم متى يكون اللقاء
لكنني اليوم أعلم أنه ...
ما عاد من بعد لقاء
إلا على دقائق الأكفان
أو خلف بحر الغياب
أو عند أسرَّة العدم
أو عند اللا لقاء
قد يكون ثمَّ لقاء
فيا حبيبتي ...
اقبلي أنشودتي الأخيرة إليك
لأنني ... بعد اليوم
لا أحسب أن قلبي سيشدو من جديد ...
ترنيمة لعينيك