بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة للحب
الحب كلمة صغيرة بمعناها الكبير فهي أرق المشاعر الإنسانية وأنبلها وأسماها كالشجرة الياسمين تفوح رائحتها العطرة لتملأ المكان كله فالقلوب العامرة بالحب بعيدة كل البعد عن مشاعر الحقد والحسد والغيرة والضغينة كاللألأة الثمينة وكالشموع المضيئة التي تنير لتضيء المجتمع ليزهو ويرتقي وتسود وتنتشر المحبة والألفة والسكينة.
ولذلك عزيزي القارئ تقبل مني دعوتي لك للحب:
وأول دعوة ابدأها بحب الله تعالى: بأن نعمل جاهدين بكل عزيمة وإصرار بالتقرب إلى الله تعالى والالتزام بالعبادات والبعد عن المعاصي ولتكن ألسنتنا رطبة دائماً بذكره جل شأنه.
الدعوة الثانية حب الوطن: فالوطن كالأم تعطي لأبنائها ولا تنتظر المقابل فالواجب علينا أن نعمل بكل جد وإخلاص لنهضته ورفعته وأن نضحي من أجله بكل نفيس لتبقى رايته خفاقة عاليه, وأن جميع الديانات السماوية تدعو للحفاظ على الوطن ومكتسباته وليس شعاراً ننادي به فقط.
الدعوة الثالثة حب الأسرة: والبداية تكمن بحب الوالدين وبرهما وطاعتهما إلا بمعصية الخالق ورعايتهما والسهر على راحتهما امتناناً وعرفاناً لهما لجميلهما فقد أفنيا عمرهما لأجلنا فأحسنا تربيتنا واهتماً بنا دون كلل أو ملل ألا يستحقان منا كل الاحترام والتقدير؟ وهو انعكاس لبناء أساس قوي ومتين لمشاعر الحب والمودة بين الأخوة اتجاه بعضهما البعض والزوجان التي تتميز علاقتهما بشيء من الخصوصية والأبناء فلذة أكبادنا بتربيتهم التربية الصالحة.
الدعوة الرابعة لحب الآخرين: بأن نحب الخير لهم كما نحبه لأنفسنا نودهم ونتآلف معهم ونسعى لتقديم المساعدة والعون لهم ونحترمهم حتى لو اختلفنا معهم بارئنا وتطلعاتنا ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
الدعوة الخامسة لحب لإصلاح الذات: هو تطهير أنفسنا من كل الشوائب التي علقت بها وان نعمل على رقي وسمو أخلاقنا بالصفات والخصال الحميدة ونزينها بالفضيلة ولا يصدر منها أي قبح في أقوالنا وأفعالنا.
الدعوة الأخيرة إلى الحب الصادق: الذي يجمع بين الرجل و المرأة ويتوج بالزواج بأن يتقدم الرجل مباشرة لخطبة الفتاة التي أحبها وأحبته من أهلها ويدخل البيوت من أبوابها وفقاً لعادتنا وتقاليدنا وقيمنا العربية والإسلامية الأصيلة ليس الحب الذي يحصل للأسف الآن من قبل بعض النفوس المريضة بأن يواعدها سراً للخروج معه أو التحدث عبر الهاتف فهذا خراب للبيوت وحب محرم ولا أدعو أليه مطلقاً لأنه سيؤدي بالنهاية إلى الهلاك والضياع.
أخيرا فليسكن الحب قلوبنا جميعاً لان الحب أجمل سنفونية في الحياة.
رجاء الحسن