نظرتنا الى الحياة

نستطيع إذا شئنا أن نرى من كل يوم جديد من حياتنا , شيئاً جديداً , تماماً كما لو أننا ننظر إلى لوحة جديدة , أو نقرأ كتاباً جديداً , أو نستمع إلى قصيدة جديدة مليئة بالمعاني الجميلة , إن الدفء الذي يملأ قلوبنا , والحب الذي يسيطر على مشاعرنا , والحماس الذي نستقبل به يومنا الجديد مع مطلع الشمس في الصباح , هذه العوامل مجتمعة , هي الوقود الذي يدفعنا ويحرك فينا الرغبة في الاستمرار في الحياة الي ألفناها واعتدنا عليها . ثم لماذا نذهب بعيداً .. تعالوا نلق نظرة الى هذا الكون الفسيح من حولنا .. أليس كل شيء فيه يسير وفق نظام دقيق رتيب لايتغير ولا يتلون .. ثم تعالوا بنا بعد هذا لنتوقف قليلاً ونتسائل كيف يكون حالنا وكيف تكون أحاسيسنا , لو ان الخريف جاء في موسم الربيع , والشتاء في الصيف ؟ سوف نجفل وتستبد بنا الحيرة , ويضطرب نظام حياتنا , ولكن لن نلبث بعد فترة أن نتعود هذا التغيير الذي طرأ على فصول السنة وتتابعها .. وهكذا هي الحياة نفسها .. كل شيء فيها جديد يكون غريباً , ثم لانلبث أن نعتاد عليه , ومع العادة يتولد الشعور بالروتين , والملل من رتابة الحياة , ذلك الذي نحاول أحياناً الهروب منه , وهو جزء من حياتنا .. بل هو حياتنا نفسها ...