ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث الشريف كما هو أسلوبه صلى الله عليه وسلم يتميز بالوضوح والسهولة فمفرداته مأنوسة سلسة تقوم فيه الصورة الفنية على جملة اسمية قوامها مشبه يتبعه مشبه آخر ومشبه به يتبعه مشبه به آخر وأداة التشبيه المؤكدة
والرسول صلى الله عليه وسلم من أساليبه أن تأتي مثل التي يليها المشبه وكمثل التي يليها المشبه به وتكون غالبا الأضداد على جانبي أداة التشبيه وهذان الجانبان يرتقيان بالصورة بناء وايقاعا إلى أعلى درجات البلاغة من حيث التأكيد على المعنى وتبيانه
ولو تأمل الانسان في مثل هذا البيان الرائع لوجد أن المشبه به المحس قد تجاوز المعادل الموضوعي للمشبه ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قصد ذكر الله وعدم ذكره في الحياة الدنيا لكن المشبه به (الحي ) لمن يذكر الله فيه ما يتعدى الزمان والمكان فهو ( حي ) في حياته وموته ، وأما الذي لايذكر الله فقد شبهه بالميت فهو ميت في حياته وميت في موته ومن هنا يدرك المتلقي عمق الصورة الفنية واتساعها من التوكيد والايضاح الذي يدع المتلقي تتمثل أمامه الحقيقة التي لامراء فيها أن ذكر الله هو الحياة الدائمة وان عدم ذكره هو الموت الدائم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
محفوظ فرج /سامراء1425هـ
من كتابي (من ملامح الصورة الفنية في الأحاديث النبوية ) تأليف محفوظ فرج إبراهيم / مطبعة النحلة ، مجمع باب المعظم ، بغداد 2006م