ديوان الشاعر / علي الحوراني

على بركة الله أبدأ
تدوين قصائد الشاعر
علي الحوراني

أوهام...

أمن طللٍّ الــى طللِّ =أماشي طيفك القاسي
علام الهجر بالكلما=ت سَدتْ درب أنفاسـي
لماذا أنت في صدّ =به قد دست احساسـي
انا يا قاســــــي القلب= محــبٌ غيــر خلاّس
اراك الريم في الفلوا=ت والأطياف أتراسي
أجاري قلبك الولها=ن عــــن أقواس حرّاس
وأمشي حيث يسري الري=م فالأهوال أمراسـي
غريب دونما سبب =أحرّك دائما راســــــــي
ورؤيا ما رأيناها =علــــى أعتــاب جلاّس
فعيني تشتكي بدني =كثيــــر الحــكّ للراس
فيسخط جفنها الغافي =علــى حركات افلاسي
فقمت وكنت مذعورا =علــى احلام وسواسـي
فلا طيفي يلاحقني =ولا حوْليّ ونّاســــــي
هي الاحلام تعصف بي= إذا ضاقتْ بأسداسي
ظننت بأنّها رؤيا =ولكنْ خاب احساســـي
فأوهام بأوهام =وبلّ الطين خنّاســـي

هام قلبي..

هام قلبي في هواكا=يا حبيبا مُذ ْ رآكا
أرسم اللوحة شعرا = أجعل اللحن غِناكا
واذا ما حنّ قلبي=وتمنيت رؤاكا
قلت هذا نفح مسك= فاح من عطر شذاكا
لست أنسى يوم كنّا=في الهوى نرجو رضاكا
كنت في أحسن حال=وأنا كنت دواكا
مشت الأيام عجلى= والليالي من صباكا
وبقيت الآن تهفو=تجتلي فيها هَنَاكا
فات ما فات وولىّ=وانتحى درباً , سلاكا
آه كم مرّت دواهي= اشغلتنا عن حماكا
ان تعاتبنا عتبنا=قد حفينا في خطاكا
أو تعادينا رجعنا=خطوة نمشي وراكا
ليس في القاموس حرف=ساكن اسكت فاكا
قلتَ ما قلتَ بيانا= وتعجّلت نُهاكا
تحتسي كأس سوانا=رغم أنّى في فضاكا
وتحاملت علينا=وتشاغلت بذاكا
لغتي في العشق فوضى= وفؤادي لا يحاكى
فأنا رغم امتعاضي=ليس قلبي من رماكا
وبقينا في رضانا= ورضينا في طناكا
يا حبيبي مَنْ تجافي= لست من أهل جفاكا
انت في اعماق ذاتي=والهنا أنّي فداكا
آهِ لو تعرف شوقي= وسروري إذ أراكا
إنّ دنيايا أماني= غارقات في هواكا
لست من باح بسرّ= أو نصبناها شِراكا
إنّ في قلبيَ نورا= شعّ من فيض سناكا
فارشُد الدّرْبَ وإلاّ=يتعداهُ سواكا

كتبتُ..

كتبت وأيّ القصيدِ انكتبْ=على صفحة من فؤادي انسكبْ
رَسمتُ الحروف بحلو المعاني=نَقشتُ معالمها بالذهبْ
أنام وأصحو على لوحة=أباهي بها عاليات النسبْ
شربْتُ المحبّة مثل الدواء=فكان الشّفاء لقلب أحبْ
أحبّ ارتقاء المعالي كثيرا= فلا أبتغي غير نيل الرتبْ
يموت الجبان ولا يرتقي= ويحيا الفتى بانتفاء السببْ
كتبت القصيدة تلو القصيد=جعلت القوافي لها من قصبْ
وكنت اذا ما أنتهيت لحرف= بدأت بآخر مثل الحببْ
عناقيد شعر بديع القوافي=تشدّ القلوب وتجلو التّعب
على صفحة القلب مثل الدوالي=تماهى جمال حروف العربْ
فيا أيها الشعر هل تتدلى= لنجني ثمار قطوف العنبْ
فإني على شرفتي في بهاء= وإني على ما نقشت انكتبْ

رفرفي يا حمامة الطوق

رفرفـي يا حمامة الطوق فوقي = وانثري الدرّ من رسائل شوقِ
إنّ قلبـــــــي- ولا أقول -عريــن =خافق دائما بنبضـــة دفــقِ
فحبيبـــــي ما زال في البعــــد طيفا=لا أراه إلّا كلمـــح ببـــرق
كيف أنســـى غيابه في ثوان=وأجافي في حبّه سرّ عشـقي
بُعدهُ مُــــرٌّ ...علقمٌ ليس يحلو=بورود الأحلام سـرّا برفـــق
عهدنا بالحبيب عطرا ووردا= لم يعكّر أريجــها ، لـو بنطــق
خبريني حمامتـي لا تضنـــي=هل رأيت الوجه المعنّى، بصدق
أم تخلّـــى عن نبعةٍ من رُبانا =زَرعـــتْ خـــدّهُ ودبّــت بعـرق
رفرفي ياحمامة الطوق فوقـي=وانثري الدرَّ من رسائل شــوق
واحملي الشوق من لهيب الحنايا =بلّغيها من غير ِحـسٍّ وطرْق
واجعليها أحلام وجــــدٍ وسـُـــهْدٍ = أقبلــت فجـــأة ومـــرّت كـورْق
واسكبي دمعتي على وجنتيه =في عبيرٍ بردٍ على القلب عذق

قصيدة أهديتها ذات يوم للشاعر الخلوق د جمال مرسي وأعيد اهداءها لكواكب الشعر والأدب في النبع


عجباً لهـــــذا الشّاعـــر المِقْـــدامِ
لم يمتشقْ قلمـــــــــاً من الأقلامِ

لم ينتحلْ من (دعبلٍ) ألحانـــــــه
لم يشتكِ الأيـــام للأعـــــــــــوام

لم ينتصر للغلّ يملأ قلبـــــــــــه
من حاقـــدٍ قــذرٍ ومـن أقــزام

في الشّعر يعترك الهوى متفردا
في الشّعر يحترب الخيال الطامي

في الشّعر ألحانٌ تُصاغُ نديّة
في الشّعرحرب في السجال الدامي

هو سيّد للحرف يغرف بحره
ويغوص بالأهوال للأقدام


لا يرتجي مدحا يمرّغ وجهه
ويشدّ أزراً .. يحتمي بظلام

ويسير للمجهول في أرجائه
طمعاً لمــــدحٍ سامــــجٍ بوسام

يَهْجو وينْهل من عُباب عطائه
يهذي ودون تورّع وتســــــام

ليخطّ حرفاً فوق هام جبينــه
ويطير مبتهجا ًمع الأنســام

يشدو كطير ثمّ ينشد سربـه
بين الجمـوع يفوز بالإقدام

ويكون في وسط الجموع مبجّلا
يحكي حكايا القهر والإعدام


ويسبّ أصلا للفســــــاد ويعتلي
صهوات من سرقوا من الأقزام

ويردّ خيل الطامعين بارضنــا
ويسوق ألوانــاً من الأعـــلام

ياشاعر المجد المضمّخ بالأسى
ما نشتهيـــــه نـــــراه بالأفلام

هوّن علينا حزننــا وعويلنــا
واكتب رؤانا ..عشقنـا لحسام

وانشر بأنّا ذات يوم أمـــــــة
رَسمتْ دروب المجد بالإقدام


دع عنك ليلى - في الطريق تمرّغت -
وانشد من الخنساء لحن همام

هو شاعر الدنيـــا بكل جهاتها
يكفيه فخــــراً يزدهي بكلام

لكنّه ألفَ الحيـــــاة منعّمـــــاً
والنّوم منفعــــلاً مع الأحلام

ليهم في لفظٍ وينشــــد جملة
فيها يحلق في سما الأوهـام

فالفنُّ ينسج في فؤادة لوحةً
رسمت فكان الفنّ بالإلهام

يا سيّد الحرف الكبير تمنّعاً
عن كل مرْذول الكلام حَرام

الفخر أنت.. فأنت من أوصافه
كالكوكب الدّريّ في الأجرام

ولأنت أكبر من قصيدة هازلٍ
كتبت وكان الموت بالإقدام

حاشا وكلا ..
(1)
يُصبُّ فوق رأسيَ الحميم صلصلا
فأحتويهِ راضيا،
ويحتويني جافيا.
يقال: أنّه الحَمَامْ ..
يطيرُ يحملُ السلامْ
فأنحني كالغصن ذاويا،
أقبّل الثّرى
أعيش كالورى
أموت خاويا.
عينايَ تبصرانْ.. ترْقُبانْ
تحلمان بالأمانْ.
من شدّة الولاءْ
أمشي على يديَّ حافيا
وأنتفضْ
إذا أتتني قافيهْ
تدعو الى العصيان
حاشا وكلا أعلن العصيانْ
حتى ولو كان بيانْ


(2)

لكنّه الربيع يمتح المكان خضرةً
ويعلن العصيان رافعا جبينهُ الى السماءْ
تبدلت أحوالنا ،
تحققت آمالنا
(ارحل) فلست من أكفائنا
ولست من أعياننا
هذا ربيعي قد أتى..
أحيا لنا آمالنا
وحاملا أفراحنا
ما عاد غِصْني ذاويا
حاشا وكلا أنْ أموت خاويا
سألبس البياضَ ، أخلع السّوادْ
مخضباً بحمرة الدّماءْ
بغمرة الربيع يا أحبتي
ستنتهي فصولنا الحمقاء في بلادنا
ستنتهي فصولنا
ستنتهي.

ندبنا عميد القناديل ذات ليلة لرثاء المرحوم الشاعر عبدالرسول معله فارتجلتها في نصف ساعة ونشرتها في القناديل دون مراجعة

لم يكن لي صلة بالفقيد اللهم إنّي قرأت شعره قبل ساعة من رثائه ولأنه يستحق الثناء رأيت ان أعيد نشرها.

تركت القوافي يا (معلة) مرغما=وكنت تضاهي النّجم في كبد السّما
هو الله من نرتجي في القرب منزلا=ففزت وربي عدت لله محرما
قرأنا قصيداً لا مثيل على المدى =وكنت بحق في القناديل بلسما
وقد قيل فيك اليوم قول محجّل=تغشّى على قلبي وقد كان معجما
فيا لهفة الأيام تمضي ودونما=نحس بإخوان وقد كان ضيغما
ففي روضة من شعره شبه جنّة=تراءت وصارت في القناديل معلما
نغوص بحورا وارفات ظلالها=ونجني من الألوان وشْياً منمنما
هو الشعر أمثال الذي كنت صغته=بأفئدة يحيا ..لأجسادنا دما
عليك سلام الله ياخير صاحب=قضيت طريقا كنت في الشعر ملهما

فقلت كوني هباء

في لحظة من خيالٍ=بين الهوى والجمالِ
رأيتُ وجهاً جميلا= وصورة كالمثال
سألتها عن وصالٍ= قالتْ بعيد المَنالِ
قلت انصفيني فإنّي=رجوت فيك سؤالي
شرحت فيه همومي= فزاد منه اعتلالي
طبعت رسم حروفي=أعلنت فيها دلالي
قد قلت شعرا ولكنْ= أوجزت فيه مقالي
وكنت أحنو قليلا= واستفزّ انخذالي
أمشي وأرجع خطوي=أقيس فيه احتمالي
قالت وماذا ترجّي= قلت أرجّي الّليالي
فيها يطول مكوثي=بين النّجوم العوالي
أصير مثل أمير= وتصبحين مثالي
أسير ما شئتُ دهرا= أو شئتُ أبقي رحالي
أغوص أجلب درّا= وتجلبين اختبالي
قد تنكرين انتمائي= وتشمتين بحالي
وتأمرين بقتلي=وتأسرين انفعالي
أميرة القوم خَلّي= سبيل قطع حبالي
فاشعلتها فتيلا= أطفأت فيها جدالي
وأعلنتْها كحرب=أجّلْتُ فيها قتالي
قالت : مضى الصبر مني= وفات وقت الدّلال
أنت الفتى لستَ كفئي= فكيف ترجو وصالي
فنحن من بيت عزّ=هيهات تشغل بالي
تَزيدُ بعداً وتسْلو=وتستخفُّ اشتعالي
فقلت كوني هباء= ولست فيك أبالي
أنام للصبْح ليلي=وأنتِ في شرّ حَالِ

هذه القصيدة احتفاء ب(مادبا) مدينة الثقافة للعام2012 في الأردن

خَبّريْني (مادبانا*) خَبّريْني =عَنْ كنوزٍ من تراثٍ وادهشيني
خبريني عن عيون الماء تجري= عن ينابيع وألوان الفنون
عن بساطٍ زرْكَشتْهُ (المأدبيهْ)=عن بديع الفن من ماءٍ وطين
مادبا التاريخ تيهي بافتخار= ذاك (نيبو)** من ثقافات السنين
وحضارات توالت منذ (ميشعْ)=فذرى ذيبان من تلك القرون
أنت رمز للتلاقي فاحضنيني=وأعيدي ما سلا قلب الحزين
وارسمي باللون الحانا لقلبي=لوحة غرّاء خضراء الغصون
واجعلي (ماعين) (والفيحاء) وردا=يأخذ الأبصار من حين لحين
ألفة يا مادبانا ظللتنا= تلك روح الحبّ تسري في العيون
أنت عندي مهجة القلب وأغلى=عشت فيك العُمرَ مرفع الجبين
(مادبانا) صِرْتُ فيك مثل قيسٍ= هام شوقاً بجنونٍ فاعذريني
أنت شعري وشعوري فامتحيني=بعض شوق كُحَلةً تشفي جفوني
مادبا يا نهر حبّ في عروقي=عامرٍ بالشوق دفّاق الحنين
من ربى ***حوران شُدّ عِرقي=لسهول فيك يا أحلى لحوني
فاستعدي بابتهاج واستعيدي=جذوة الماضي وأسرار الفُتُونِ
أنت في الحفل عروسٌ غادة= هيفاء من أصلٍ عَرينِ

• * مادبانا: نسبة الى مدينة مادبا التاريخ والحضارة وضواحيها
• * * نيبو : جبل عظيم مطل على فلسطين عليه كنيسة
• *** حوران : يقصد بها الشاعر منطقة إربد شمال الأردن